في يومها العالمي.. المتاحف بين التاريخ والفن والتراث والحضارة

في يومها العالمي.. المتاحف بين التاريخ والفن والتراث والحضارة

اخر تحديث في 5/18/2023 4:24:00 PM

"المتاحف والاستدامة والرفاهية".. شعار ترفعه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وبدعم من مجلس المتاحف العالمي، احتفالا باليوم العالمي للمتاحف لهذا العام 2023 سعيا لتعزيز الدور المحوري للمؤسسات المتحفية في الحفاظ على الهوية وتقوية التماسك الاجتماعي وترسيخ قيم التضامن وإبراز التنوع الثقافي.

تاريخ الاحتفال:

خلال اجتماع الجمعية العمومية للمجلس الدولي للمتاحف ICOM تم تحديد اليوم العالمي للمتاحف في يوم 18 مايو من كل عام رسميا في عام 1977 بهدف توحيد التطلعات الإبداعية وجهود المتاحف والمعارض ولفت انتباه الجمهور العالمي إلى نشاطها كصروح ثقافية مهمة، تصل بين أفراد المجتمع وتاريخهم الغني وتراثهم الأصيل.
والمجلس الدولي للمتاحف مؤسسة دولية غير حكومية تم تأسيسها في باريس عام 1946 ويهتم المجلس بصورة أساسية بالعرض المتحفي والحفاظ على المقتنيات المتحفية ويضم ممثلين للمتاحف من مختلف دول العالم.

المتاحف في اللغة:

تعني كلمة متحف في اللغة العربية مكانا تجمع فيه التحف والتحفة شيء نادر ثمين تتزايد قيمته كلما بعد الزمن الذي يعود إليه والمعنى أو الموضوع الذي يدل عليه.
والمتحف بالمفهوم الحديث الآن لم يكن موجودا لدى العصور الإغريقية القديمة الكلاسيكية وحتى 529م فلم يكن الإنسان على أيامهم بحاجة إلى أن يعرض الأعمال الفنية كالتماثيل والنقوش والرسومات وغيرها في مبنى خاص يزوره الناس ويتبينوا الجوانب الفنية أو التاريخية التي تحتويها فالفن لديهم كان في كل مكان. 

التربية المتحفية:

ظهرت التربية المتحفية في عام 1979 عندما أقام المجلس الدولي للمتاحف أول مؤتمر لتحديد مفهوم التربية المتحفية والذي انتشر بعده في كثير من متاحف العالم ولحقت أقسام التربية المتحفية بالمتاحف وصممت لها البرامج التعليمية والتربوية، حيث تعد المتاحف من أهم مصادر التعليم في البيئة ووسيلة تعليمية تستخدم في تعزيز العملية التعليمية عن طريق الخبرات الواقعية الملموسة التي تهيؤها للطلاب في جميع المراحل الدراسية، فالمتحف في الوقت الحالي بمثابة معهد للعلوم ومركز للثقافة ومدرسة للفنون المختلفة فضلا عن كونه وسيلة للترفيه والمتعة، فهي ليست مخازن لحفظ وعرض الأشياء الثمينة بل هي مؤسسات تعليمية وثقافية تقدم المعلومات بشكل جذاب وشيق وتوضح الأشياء التي لا تتضح في الكتب المدرسية والتدريس التقليدي فهي ثرية بالمعلومات النادرة التي قد لا تتوافر في مكان آخر غير المتحف. وتعد فكرة جاذبة لا سيما للناشئة فتنمي عقولهم وتساعدهم على الاستكشاف وتمهد لهم الطريق للتفكير الصحيح والولاء للوطن الذي ينتمون إليه.

أقدم وأشهر متاحف العالم 

المتحف البريطاني:
يعد من أشهر متاحف العالم وتبدأ قصته بوصية لطبيب لندني كان زائع الصيت على أيامه وهو Sir Hans Sloane سجل فيها رغبته في أن تبقى مجموعته النادرة من التحف والكتب والمخطوطات كوحدة واحدة وأن تكون لتنفع الناس علما وفنا وثقافة وافتتحت أبوابه في يناير 1759.

متحف الأرميتاج بروسيا: 
ويرجع الفضل في تأسيسه للإمبراطورة كاترين (1762 - 1796) والتي كانت من هواة الفن وجمع الأعمال الفنية.

متحف اللوفر باريس:
وكلمة اللوفر تعني "قصر الذئب"، وقد حوى قصر فرنسوا الأول الكثير من التحف والنوادر ويعتبر النواة الأولى للمجموعة التي قام عليها متحف اللوفر وتسابق الملوك بعد ذلك في إتمام هذا الصرح الثقافي الكبير.

متحف برلين: 
في عام 1810 صدر قرار ملكي بإنشاء متحف وطني في برلين فيما عرف بالمتحف القديم وافتتح عام 1830.
متحف المتروبوليتان بنيويورك:
أنشيء عام 1870 وأعد لكي يكون سجلا وافيا لحضارة الإنسان وتطورها وبه قسم رائع للآثار المصرية.

متحف الفنون الجميلة ببوسطن:
أنشيء عام 1870 وتمتاز المتاحف الأمريكية بكونها معاهد حقيقية للتربية والتعليم.

المتاحف المصرية: 
المتحف القبطي: 

أسس عام 1910 ويعد أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة التي نسميها بالقبطية وهي التي تقع بين العصر اليوناني الروماني والعصر العربي الإسلامي ويضم أقسام الأحجار والرسوم الجصية والمخطوطات والعاج والأيقونات والأخشاب والمعادن.

المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية:
افتتح رسميا عام 1895 ومجموعة المتحف من عصر وفترة زمنية تقع ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والثالث بعد الميلاد أي عصر البطالمة والعصور المسيحية الأولى في ظل الحكم الروماني ويضم إلى جانب ما أخرجته الحفائر من الإسكندرية العديد من الآثار جاءت من منطقة الفيوم والبهنسا ومناطق أخرى بمصر.

متحف الفن الإسلامي:
افتتح رسميا عام 1903 ويضم آثارا من مصر وبلاد عربية وإسلامية والفترة التي ترجع إليها مجموعات التحف تمتد من بدايات العصر الإسلامي وحتى أواخر القرن التاسع عشر ويضم أروع الفنون الإسلامية.

المتحف المصري بالتحرير:
بعد أماكن عدة سابقة افتتح المتحف المصري في مكانه الحالي بالتحرير عام 1902 من أكبر متاحف مصر والعالم  وخصص الدور الأرضي للآثار الثقيلة والطابق الأعلى للآثار الخفيفة والمجموعات الكاملة وتعتبر مكتبة المتحف المصري واحدة من أكبر المكتبات المتخصصة في الآثار المصرية.

المتحف القومي للحضارة المصرية:
يوجد بمدينة الفسطاط بالقاهرة ويستوعب المتحف آثارا كثيرة تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، افتتح جزئيا عام 2017 ثم افتتح هذا العام 2021 بالتزامن مع نقل المومياوات الملكية إليه من المتحف المصري في حفل مهيب ويضم آثارا من العصر الحجري والمصري القديم واليوناني الروماني والقبطي والعربي.

المتحف المصري الكبير:
يعتبر المتحف المصري الكبیر واحدا من أكبر متاحف العالم، فھو أكبر مشروع حضاري وثقافي عالمي یتم تنفیذه في الوقت الرهن وتم افتتاحه جزئيا عبر بعض الفعاليات في انتظار افتتاحه الرسمي.

وهناك المتاحف التعليمية التثقيفية مثل المتحف الزراعي ومتحف البريد ومتحف السكك الحديدية والمتحف الحربي وغيرها، ولدينا عدد من المتاحف الكبيرة في المحافظات المصرية من أشهرها متحف النوبة ومتحف الأقصر ومتحف شرم الشيخ ومتحف تل بسطا وغيرها.

احتفالات وزارة الثقافة باليوم العالمي للمتاحف:
أعلنت وزارة الثقافة عن فتح المتاحف القومية والفنية التابعة للوزارة بالمجان احتفاء باليوم العالمي للمتاحف من خلال برنامج حافل يضم فعاليات فنية وثقافية تهدف لزيادة الوعي بالدور المهم الذي تلعبه المتاحف في الارتقاء بالذائقة الفنية، وحفظ التراث، والتعريف بتاريخ الرموز، وزيادة الوعي بالدور الذي تلعبه المتاحف في تنمية المجتمع، حيث تنظم الفعاليات في المتاحف التابعة لقطاعي الفنون التشكيلية، وصندوق التنمية الثقافية بالقاهرة والمحافظات، ومنها في القاهرة متاحف "محمد محمود خليل، محمود مختار، حسن حشمت، عفت ناجي سعد الخادم، نجيب محفوظ"، وفي الجيزة متاحف "محمد ناجي، أحمد شوقي، طه حسين، مصطفى كامل، زكريا الخناني عايدة عبدالكريم، أم كلثوم".
وذلك إلى جانب "متاحف الفنون الجميلة، ومركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية، والنصر للفن الحديث ببورسعيد، والأبنودي للسيرة الهلالية بقنا، المنصورة القومي – دار ابن لقمان".

متاحف تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة

يتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة متاحف توثق للبيئة وتاريخ المكان ومنها:
متحف التراث الشعبي بموط:
متحف التراث الشعبي بموط بواحة الداخلة يوثق تاريخ الواحات خلال فترات زمنية مختلفة ترجع إلى ما قبل 300 سنة، وتم افتتاحه عام 1984 ويضم مجموعة من المقتنيات تقارب 200 قطعة تسجل تراث الواحات ومنها أنواع من الفخار الواحاتي وأعمال الخوص وأدوات الفلاح، ويضم المتحف مراسلات تاريخية ومخطوطات نادرة لنشر الدين الإسلامي في الواحات، وكذلك وثائق من محكمة القصر الشرعية التي ترجع للعصر الأيوبي، وتمثل المادة الموجودة بالمتحف وسيلة هامة للزائرين والباحثين في تاريخ الواحات.

متحف الفلاح بقصر الشرفا 

قصر الشرفا بالقناطر الخيرية أحد القصور المتخصصة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة المهتمة بالحرف والتراث، وقد أنشئ جناح بالقصر "بيت الفلاح"، بهدف التعرف على طبيعة الحياة اليومية وأدوات الفلاحة والمأكل والملبس، ويحتوي المتحف على أدوات الإنارة التي تتميز بوجود فتيل بالجاز ويسمي بكلوب الراتينة، وأدوات الفرح والدفوف، كما يضم أدوات الفلاح الزراعية الشهيرة ومنها البردعة، الكمامة لتغطية العين، الغبيط لحمل الغلال، والمقطف لحمل أدوات الزراعة، المنقرة، الشوكة وغيرها، ويوجد بالمتحف نموذج لغرفة العروسين والزفاف وهي غرفة تم تجهيزها عبر تغطية الأرضيات بالحصير السادة وسرير بعمدان من النحاس القديم يتدلى منه غطاء من القماش يسمي بالبُرقع، وصندوق لحفظ الملابس حيث صندوق العروس بالملابس البفتة والحرير ذات الألوان المتعددة، ويوضع بجانب السرير نموذجًا مصغرًا لسرير أطفال يصنع من الجريد، وتتميز الغرفة بتسريحة للزينة، كما خصصت غرفة للخزين وتحتوي علي طشت مصنوع من النحاس للماء وآخر للاستحمام، أباريق الماء، قدر الخزين، أدوات المائدة من مأكل ومشرب، وغيرها من نماذج الحياة الريفية.

وتعد رسالة المتحف من أهم الأعمال التي تقدمها الدول للشعوب تعليميا وثقافيا ولتنمية الذوق الرفيع.

شاهد بالصور


محرر عام

محرر عام

راسل المحرر @