اخر تحديث في 3/19/2022 8:51:00 PM
آلاء عراقي
تحت عنوان "الكتابة عن الأم في الأدب العربي"، اجتمع نخبة من نادي أدب قصر ثقافة دمياط الجديدة في أمسية أدبية بحضور كل من حلمي ياسين وهدير عزت وأحمد راضي ومحمد لبن ود. وائل الصعيدي ووائل ندا وحاتم أبورية ومحمد لاشين وأيمن ماهر وشيرين سلطان ودينا لطفى ووداد معروف وصلاح مصباح وأشرف الخريبي، وبإدارة محمد طاهر.
عرضت الشاعرة هدير عزت صورتها عن تكريم كل أم من خلال كلماتها، وأشار القاص حلمي ياسين لدور الأم وقيمتها في نظر الأديان، واتخذ من ذلك نماذج من الأدب العربي كما عند نجيب محفوظ بالثلاثية التي جاءت من رحم الحارة المصرية ذات الطيبة والتضحية والعمل من أجل الأسرة، ومثلها برمز للعطاء رغم إنحرافات الزوج المتمثلة بشخصية السيد أحمد عبد الجواد، كما تكلم ياسين بالصورة الأخرى للأم فى رواية بداية ونهاية لنجيب محفوظ التي صورها بالبطل فى أحد الأسر الفقيرة التي تدبر الأمور مثل ما تفعله الأم المصرية بالواقع.
وأشار كذلك ياسين لنموذج آخر للأم في رواية "السمان والخريف" وظهورها بشكل مختلف مما يدل على براعة الكاتب عندما ينظر لمجتمعه ويخرج لنا ما فيه دون ما نراه يوميا ويجسده بإبداعه وإخراج المعاني المختزنة خلف المشاهدات اليومية.
وتوجه إلى تجربته بفيلمه التسجيلي "الدوسرجية" عن الأم "ماما هند" التي كانت كالأب والأم معا وكيف كانت تمتهن مهنة شاقة باقتدار مع آلات صعبة كالمنشار بورشة الأب، وفي الوقت نفسه هي أم تراعي لأطفال وتقوم بدور الأب مع أسرتها.
وتحدث الشاعر أحمد راضي عن كتابة خيري شلبي عندما قدم روايته الشهيرة "الوتد"، بأنه رأى هذه السيدة بنواحي بلدته صاحبة الشخصية القوية والهيبة والشكيمة النادرة كالتي تناولها الكاتب الكبير بشير الديك بمسلسل الوتد، وقدمتها الفنانة الراحلة هدى سلطان ببراعة فائقة بدور فاطمة تعلبة التي بدت وكأنها الوطن المتجسد بصورة كبيرة المقام المسئولة عن الجميع، وأكمل اللاوندي عن الأم بأنها حاضرة في القصائد بصور مختلفة كالوطن والحبيبة والصديقة فهي رمز لا يمكن نكرانه، وعرض قصيدته للأم بعنوان "اسمك في أول سطر شهادة ميلادي".
وانتقلت الكلمة بعدها للشاعر محمد توفيق لبن متحدثا عن تجربته مع والدته التي كانت بمثابة الأب مشيرا لبرها وكيف كانت حاضرة كلمة أمي في كتابه الأول ما يقارب ثلاثة وعشرين مرة وبعمله الآخر "أمي سادس الصلوات" ودلل بذلك على قيمة الأم عند كل أديب والشعر تحديدا لديه قدرة عاطفية جياشة تجاه الأم.
وبدوره تكلم الكاتب صلاح مصباح عن أن الشرق يقدر الأم تقديرا بالغا، ورغم ذلك لم يكن هناك تفكير بعيد لها في يوم معين، بينما الغرب هو من حدد لها يوما في شهر مارس، كما أشاد مصباح برسالتها كأم الأنبياء فهي أم موسى وأم عيسى مريم العذراء.
واستأنف بأسباب صمود مصر حتى نصر أكتوبر ١٩٧٣ على العدو الصهيونى منها الأم المصرية وقدرتها على بث روح التضحية والصبر بالبيت المصري ودورها في حفظ المجتمع.
وتحدثت الكاتبة وداد معروف هي الأخرى عن نماذج لبعض الأمهات بحياتها اللاتي لهن تأثير بالغ بواقعهم المحيط بهم، وترى معروف أيضا أن الأدب ليس ببعيد عن الواقع وأن الكاتب ينفعل به ويعبر عنه، كما قدمت قصة قصيرة بعنوان "محشى ورق عنب" من مجموعتها القصصية الجديدة "مس كليوبترا ".