ثقافة دمياط الجديدة تناقش الأسطورة في الأدب 

ثقافة دمياط الجديدة تناقش الأسطورة في الأدب 

اخر تحديث في 3/2/2022 1:35:00 PM

آلاء عراقي 

بالتزامن مع آخر أيام فعاليات مؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافي 2022 المنعقد بمدينة المنصورة تحت عنوان "الإبداع وترسيخ الهوية الثقافية في ظل العالم الافتراضي"، عقدت جلسة أدبية جديدة ضمن جلسات نادي أدب قصر ثقافة دمياط الجديدة بعنوان "الأسطورة في الأدب" بحضور الكاتب/ سمير الفيل والسيد/ صلاح مصباح، تطرقت لمؤتمر الإقليم والإشارة لممثلي النادي المبدعين المشاركين بالمؤتمر وهم الشاعر أحمد سعد والشاعر أحمد توفيق لبن، وإدار الجلسة الكاتب والشاعر محمد طاهر عشعش.

عرض الكاتب سمير الفيل ورقة بحثية عن مفهموم الأسطورة ومعناها وأصلها الثقافي ووصفها بصورة من صور الأدب الرفيع، التي قد تعد قصة تقليدية ثابتة نسبيا مصاغة في قالب شعرى تساعد الشفاهية على ترتيلها وتداولها بين الأجيال، كما ذكر "الفيل" أن معظمها يعتبر مقدسا ولا تشير إلى زمن محدد بل إلى حقيقة أزلية من خلال الحدث، وهي ذات موضوعات شمولية كبرى كالخلق والتكوين وأصول الأشياء والموت والعالم الآخر، ومحورها المعبودات وأنصاف المعبودات، وللإنسان فيها دور مكمل لا رئيس، وهي بعد ذلك لا مؤلف لها بل هي نتاج خيال جمعي أي هي ظاهرة جمعية تعبر عن تأملات الجماعة وحكمتها وخلاصة ثقافتها. 

وأكمل "الفيل" موضحا إيمان الإنسان بكل العوالم التي نقلتها له الأسطورة، مثل عالم الشياطين والمعبودات، وكان الكفر بمضامينها يعد كفرا بكل القيم التي تبعد الفرد عن جماعته الثقافية، وربط بين الأسطورة بالنظام الديني التي قد تتشابك مع معتقداته وطقوسه المؤسسة له، وإذا ما انهار النظام الديني الذي ترتبط به فإنها تفقد كل مقوماتها كأسطورة، وتتحول إلى حكاية دنيوية تنتمي إلى نوع آخر من الأنواع الأدبية الشبيهة بالأسطورة، مثل الحكاية الخرافية والقصة البطولية، كما عرفتها الحضارة المصرية القديمة في أسطورة إيزيس وأوزوريس، ومن أبطالها المعبود ست معبود الصحراء والعواصف عند المصريين القدماء، وإيزيس رمز الخير وأوزيريس معبود البعث والحساب.

كما ذكر "الفيل" مدى تأثر الشاعر صلاح عبد الصبور بشعر تي إس اليوت وكتابته مثل رائعته أرض الخراب وغيرها وهذا يدل على أن الحركة الأدبية متصلة بطريق نقل الخبرات الإنسانية عبر التراث والحضارة منها الأسطورة التي سكنت وعي وفكر هذه الشعوب بفضل المبدعين.

وأشار السيد/ صلاح مصباح لرؤيته الخاصة بالأسطورة في الأدب والتى انقسمت لمحورين هما الأسطورة النابعة من الثقافة الشرقية، والتي تميزت في جوهرها بالجانب الروحي مثلما كان في مصر في الحضارة المصرية القديمة مثل آمون، إلى جانب ثقافتنا الشرقية التي قدمت لنا عددا من النماذج مثل "كليلة ودمنا" في صورة مجموعة قصصية تعود للقرن الرّابع الميلادي، من تأليف الفيلسوف الهندي بيدبا باللغة السنسكريتية، وكذلك جماعة إخوان الصفا وخلان الوفا من فلاسفة المسلمين بالقرن الثالث الهجري والعاشر الميلادي بالبصرة الذين اتحدوا على أن يوفقوا بين العقائد الإسلامية والحقائق الفلسفية، وعلى قمة هذا توجد قصص ألف ليلة وليلة والتي كانت ولازالت واحدة من الروائع في الأدب.
أما المحور الثاني، فتناول الجانب الغربي الذى تميل أساطيره للمادة المنبثقة من عقيدته وبذلك تختلف عما في الشرق.

وختاما تبقى الأسطورة رمزا ودلالة في معناها يستعين بها الكاتب في أعماله، فهي تساعد على تشكيل خيال ملهم يساعد على تطوير العملية الإبداعية.

شاهد بالصور


الاء العراقي

الاء العراقي

راسل المحرر @