مؤتمر "الموروث الفني" يعرض تجارب دولية في تنمية الحرف وتطويرها

مؤتمر "الموروث الفني" يعرض تجارب دولية في تنمية الحرف وتطويرها

اخر تحديث في 10/23/2021 12:08:00 PM

محمد شومان – أيمن الحصري
استكملت مساء الاثنين، فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثالث للقصور المتخصصة "الموروث الفني والحرفي لغة تواصل بين الشعوب "الدورة العربية الأفريقية" بقصر ثقافة شرم الشيخ في الفترة من 17 إلى 20 أكتوبر الحالي.
عقدت الجلسة البحثية الثالثة برئاسة الأستاذة الدكتورة شادية الدسوقي أستاذ الآثار الإسلامية ورئيس القسم سابقًا بكلية الآثار جامعة القاهرة، تحت عنوان "تجارب الدول في تنمية الحرف وتطويرها"، ناقش بها د. وائل محمد المتولي إبراهيم "التأثير العربي على ثقافة وتراث المدن بالقارة الأفريقية جنوب الصحراء" حيث تحدث عن نشأة وتاريخ حضارة المدن في القارة الأفريقية، وخصائصها، كأحد مقومات الهوية الثقافية الأفريقية، وبحث إشكالية التأثير العربي على ثقافة وتراث المدن الأفريقية، كما يطرح البحث عدة تساؤلات منها هل ظلت ذات هوية أفريقية خالصة، أم أنها كانت فيض إضافة على القارة الأفريقية؟ وكيف تحولت تلك المدن من نمط عمراني يعكس تلك الهوية الثقافية الأفريقية إلى مجرد بناء يعاني مشكلات مركبة؟ في محاولة للفصل بين التقاليد والتقليد.
ثم تناولت د. علياء الحسين في ورقتها البحثية "الامتداد الثقافي بين مصر وتونس الصناعات الخزفية نموذجًا" والتي تهدف إلى معرفة أهمية الاتصال الثقافي بين مجتمعي الدراسة "مصر وتونس"، وتنمية الحرف التقليدية، ملامح البنية الحرفية في قرية تونس بالفيوم ومدينة نابل في تونس، الدور التي تلعبه الحرف في الحفاظ على هوية الأمم، وطريقة صناعة الفخار في قرية تونس بالفيوم ومدينة نابل بتونس، والوقوف على أهم المشكلات ومعوقات الحرف التقليدية وخاصة صناعة الفخار والخزف في قرية تونس ومدينة نابل بتونس.
أما في الورقة البحثية تحت عنوان "أثر المعتقدات الشعبية العلاجية على الفنون والحرف التراثية في شمال أفريقيا مصر والمغرب نموذجًا" د. عماد سليمان عبد السلام مبارك، وقد بدأ الحديث أنه مع ظهور الإسلام اتخذت بعض المعتقدات الشعبية في مجال التداوي تأخذ مسلكًا دينيًّا مأخوذًا من القرآن والسنة النبوية الشريفة، وتعتمد هذه الطرق العلاجية في المقام الأول على الرقية الشرعية، الكي، الحجامة، كما استخدمت العبارات الدينية من الآيات القرآنية والأدعية بصفة أساسية أثناء الممارسة العلاجية نفسها أو كانت تدون أو تنقش على الأدوات المستخدمة في العلاج؛ لتعكس هذه الطريقة العلاجية علاجًا نفسيًّا في الأساس رسخته تلك المعتقدات الشعبية التي توارثوها عبر الأجيال وتأثرت بتعاليم الدين الإسلامي.
كما أوضح أن الطيب الشعبي ينقسم إلى قسمين وهم الممارسات المادية، الطب الشعبي يتعلق بالأمور المعنوية "النفسية"، الطب الشعبي إلى نوعين الطب الشعبي العلاجي، الطب الشعبي الوقائي، كما تناول كيف أثرت المعتقدات العلاجية الشعبية على الحرف والفنون؟
ثم ناقشت د. جهاد شريت "الخصوصية في العمارة الداخلية للمسكن المصري المعاصر دراسة مقارنة" وقد تحدثت في ورقتها البحثية عن ماهية الخصوصية، الخصوصية وارتباطها بالحواس البشرية، الآثار الإيجابية للخصوصية، العزلة وعلاقتها بالخصوصية، الكثافة وعلاقتها بالخصوصية، العمارة الداخلية وتحقيق الخصوصية، أنواع الفراغات الشخصية.
وناقشت الباحثة مها مجدي محمود أحمد في ورقتها البحثية "أسلوب السيرما على كسوة الكعبة المشرفة" وقد تحدثت عن أسلوب السيرما وهي حرفة تراثية من الفنون التقليدية التي اشتهرت قديماً في كثير من بلدان العالم الإسلامي، ويرتبط هذا الفن ارتباطًا وثيقًا بزخارف كسوة الكعبة المشرفة والتي استخدم في تطريزها بشكل أساسي أسلوب السيرما، ومن ثم لاقى هذا الفن اهتمام وعناية الأمراء وكبار التجار والأعيان وذلك في تنفيذ زخارف بعض ملابسهم وتنفيذ منسوجات ومفارش زينوا بها بيوتهم، وكان لأناقة وتنوع استخدامات وأصالة فن السيرما عامل كبير على استمراره في البقاء كجزء من الديكور الحديث الذي يوصي به كبار المصممين.
يعد تطريز السيرما أعلى فئات فن التطريز مكانة حيث يستخدم فيه خيوط الذهب والفضة، ولما كانت الكعبة المشرفة أسمى وأعظم ما في الأرض فكان من الطبيعي أن يستخدم في كسوتها أجود وأفخم الأقمشة، واستخدم أسلوب السيرما على كسوة الكعبة في تنفيذ الزخارف والكتابات والتي عرفت بالطراز ويتناول البحث التعريف بأسلوب السيرما وطريقة تنفيذها، وكسوة الكعبة ونماذج لها.
واختتمت فعاليات اليوم الثاني بعقد مائدة مستديرة بعنوان "المرأة والحفاظ على التراث الشعبي الأفريقي" برئاسة د. آمنة عبد الرحمن رئيس نادى المرأة بالجمعية الأفريقية، د. حنان موسي، ومشاركة من أعضاء الجمعية الأفريقية من دول ليبيا، موريتانيا، النيجر، بالإضافة إلى د. دعاء محفوظ من مصر، الحاجة فاطمة من حلايب وشلاتين، والحاجة عزيزة من سوهاج، تناول بها الحديث عن أشهر الصناعات التقليدية في حلايب وشلاتين، كما تحدث سلطان خليل من ليبيا عن دور المرأة الليبية في الحفاظ على التراث، وتحدث سنوسي موسى من النيجر عن ريادة المرأة في الحرف مثل السعف والحصير والكليم والأواني وكيف تساهم في تطوير هذه الحرفة والحفاظ عليها، كما أضاف طه من موريتانيا عن دورة المرأة في المساهمة في الحفاظ على التراث في بلاده وكيف أصبحت داعمة للمجتمع بقوة بل أصبحت أساس المجتمع الموريتاني.

شاهد بالصور


محمد شومان

محمد شومان

راسل المحرر @