الإرهاب ما بين التطرف والعنف  بثقافة دمياط      

الإرهاب ما بين التطرف والعنف  بثقافة دمياط      

اخر تحديث في 8/18/2021 10:12:00 AM

إبراهيم الخضري  

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة ندوة ثقافية، بنادي أدب قصر ثقافة دمياط الجديدة بعنوان "الإرهاب ما بين الفكر والتطرف إلى استخدام التهديد والعنف"، وأدار الندوة محمد طاهر عشعش، وقالت وداد معروف إن الإرهاب وأنواعه ضد التاريخ والتراث كما فعلت طالبان في أفغانستان، وإن التعصب الديني والمذهبي يعد بابا من أبواب الإرهاب الفكري الذي سرعان ما ينمو لسلوك يدعو للتطرف و الإرهاب و هذا بسبب الانغلاق و عدم الانفتاح علي الآخر وقبوله في جميع المجالات اجتماعيا وثقافيا و سياسيا. 
كما رأت "معروف" أن الفن له صورة جميلة و مؤثرة في ردع الإرهاب وتقبيحه مثلما قدمت الدراما المصرية من مسلسلات وأفلام ومسرحيات، وأكدت معروف أن تاثير تلك الإبداعات كبير على رجل الشارع الذي ربما لا يقرأ و إن قرأ ربما ما انفعل بالكتابة مثل تلك الأعمال الدرامية المُمثلة. 
وشارك الكاتب سمير الفيل الموضوع من زاوية أخرى في نقاط محددة منها كيف تعمل جماعات الظلام على عقلية العناصر المختارة لتجنيدها لأن الثقافة والوعي غائبان، فسرعان ما يتم تجنيد عقولهم وفكرهم بأيادي أجهزة معادية حيث غياب الفن والقراءة المستنيرة تدفع بهم في أتون الإرهاب، وضرب لنا مثلاً بالحوار الشهير بين الكاتب الكبير فرج فودة والشيخ محمد الغزالي في المناظرة الشهيرة في معرض الكتاب التي انتصر فيها الدم علي القلم وتم تكفير الدكتور فرج فودة ومن ثم استباح القاتل دمه. 
وكذلك مقتل الشيخ الذهبي أيضا، فهو يرى أن غياب الوعي والفكر يسمح بمرور الأفكار الظلامية كي تتحول لسلاح قاتل لنفس بريئة، وهذا ما تكرر أيضاومع محاولة قتل الأديب العالمي نجيب محفوظ والذي حاول قتله لم يقرأ له حرفا، وأيضا تنامي القتل حتي وصَل لرأس الدولة واستشهاد الرئيس محمد أنور السادات وغيرها من محاولات عدة، وفي نهاية كلامه دعا الفيل إلى الفن بكل صوره و استحضار التاريخ الدموي لنحمي وجدان الإنسان من العنف و الكراهية و الظلام، كما ينبغي للتعليم أن يتصدى لذلك مع الثقافة كي ننجو من براثن الإرهاب. 

وقدم الكاتب صلاح مصباح رؤيته الخاصة بدأها بطلب دقيقة حداد على كل ضحايا الإرهاب في العصر الحديث وتناول بعدها صورة الإرهاب بداية من الاحتلال الأوروبي للعالم العربي وأفريقيا وكذلك الاحتلال الأمريكي وتعامله مع السكان الأصليين "الهنود الحمر" ناهيك عن تعامل الصهاينة مع الشعب الفلسطيني، فهو يرى أن الإرهاب ليس إسلاميا ولكن كما أسلف عالمي الوجهة، ونوه عن حادثة إرهابية خطيرة في مهد الإسلام وهي مقتل الخليفة عثمان بن عفان وهو صائم وهو الذي اشترى البئر ليسقي المسلمين فينتهي به الحال ليقتل عطشانا فإذا مددنا الخط علي استقامته لنجد الإرهابي الذي قتل جنود وضباط كرداسة دون شربة ماء!  كانوا شربوا من نفس معين الإرهاب، و تساءل مصباح كيف يتمكن الإرهاب من عقول يمرضها فلا يغادرها مطلقا، فمن وجهة نظره أن الفكر الإرهابي يكمن في عقول لم تكن إرهابية ولكن للأسف من تبني هذا الفكر و من الصعب أو المستحيل أن يتحول عنه و كأنه مرض عضال مزمن، ووجه كلمته الاخيرة للذين يتحججون بالدين ويصدرون القرارات وكأنهم آلهة باسم الدين "فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر"، فدين الإسلام حافظ علي الحيوان وأمر بالتعامل معه برفق فكيف لمتطرف أن يعطي لنفسه حقا ألوهية في إزهاق روح.
وعرض الكاتب حلمي ياسين تجربته الميدانية بمشاهدات حقيقية و موثقة عن جماعات استخدمت الدين والتقية في السيطرة علي العقول مُستغلة الانحراف الفكري لدى البعض، وكذلك السيطرة باسم الدين وهذا في عرض تجربته أثناء التعامل معهم في قوافل دعم الشعب الفلسطيني، وكذلك في ٢٥ يناير وكيف كان الحراك وقتها من إرهاب و قتل وتدمير بإيعاز ديني أو فكر رجعي دون حس وطني وكيف كانت الأفكار الإرهابية من مصدر أيديولوجي ديني، والتى انحصرت بين من يقدس "الشخص" وجماعة تقدس " تأويل النص" في مفارقة تمنح كل فريق في تحقيق أهداف غير مشروعة، كما أشار لمواقف تقدم دليلاً عمليا علي هذا السلوك المشين بفيديوهات على اليوتيوب وانتهى إلى الانتباه من بعض المصطلحات مثل "التقية"، التعذير"، "التكليف" وأفرد لها مساحة توضح أدبيات أصحاب ذلك الفكر.

شاهد بالصور


إبراهيم الخضري

إبراهيم الخضري

راسل المحرر @