عيد الأضحى وأهم مظاهر وعادات احتفال المصريين به 

عيد الأضحى وأهم مظاهر وعادات احتفال المصريين به 

اخر تحديث في 7/18/2021 9:49:00 PM

أسماء عبد الهادي

يعتبر الموروث الشعبي هو الوعاء الذي يحتوي على العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية والشعبية الموروثة، فهي جزء مهم من تاريخ وثقافة الشعوب، والتي تصل من جيل إلى جيل لتعبر عن ثقافة الشعوب والهوية الوطنية. 

عيد الأضحى "العيد الكبير":

عيد الأضحى هو ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام في تحقيق رؤيا نبي الله إبراهيم بذبح إسماعيل، أمره الله بعدها بذبح أضحية بدلا عن ابنه.
قال تعالى: "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)".

وارتبط عيد الأضحى أو العيد الكبير كما أطلق عليه المصريون ببعض مظاهر الاحتفال والتي أصبحت من أهم السمات المصرية وعاداتها الشعبية الموروثة والتي تبدأ من عشية أول أيام العيد "وقفة العيد" ومنها:
زيارة القبور:

حيث يقوم المصريون بزيارة القبور وتوزيع القرص "الكحك "وأنواع الفاكهة التي كان يفضلها المتوفى "رحمة ونور على موتاهم "كما يقولون كنوع من الصدقات، وقرأت القرآن على القبور، وري الصبار وإلقاء التحية على موتاهم وتهنئتهم بالعيد. 
 

الصلاة والعطر:

تبدأ فرحة العيد مع أولى تكبيرات الصلاة والتي يستعد لها المسلمون بالفرحة وارتداء الجلابيب البيضاء والتعطر، ومن العادات الجميلة أيضا يقوم البعض باصطحاب العطور معهم والوقوف على أبواب المساجد وفي ساحات الصلاة وتعطير المصلين ببعض مساحات من العطر قبل صلاة العيد أو بعدها أحيانا كنوع من المهاداة للتعبير عن الحب والتواصل الاجتماعي.
ويقوم أيضا الكثير بملء جيوب جلابيبهن بالحلوى وتوزيعها على الصغار والكبار، وأيضا توزيع التمر والكعك "كحك العيد".

زيارة الأقارب والترمس:

بعد إتمام الصلاة وخاصة في صعيد مصر وريفها يقوم الرجال والشباب بزيارة الأقارب، وإلقاء التحية والمعايدة على الجيران وغالبًا ما تكون معظم البيوت تاركة أبوابها مفتوحة مرحبة بالضيوف والأحباب مع إعداد الفطور من الكعك والقرص والشاي والمشروبات المصرية كالعرديب" التمر هندي"، والعناب" الكركديه"، والعرقسوس والدوم وغيرها من أنواع العصير المختلفة، وكذلك الترمس المملح الذي ارتبط بعادات العيد المصرية والتي اعتادت النساء المصريات على تحضيره للعيد وتقديمه للضيوف كنوع من أنواع التسالي مع الفول السوداني وغيرهم، ويزين أطفالها بالملابس الجديدة المعطرة في انتظار تقبل العيدية، وتعد هذه العادة دينية أكثر منها شعبية "صلة الرحم "وهي من أهم العبادات التي أوصى بها الله ورسوله الكريم قال الله تعالى: "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ". الرعد – 21.

تلطيخ الكفوف بدماء الأضحية:

 ومن أهم وأبرز العادات المصرية التي يحرص المصريون عليها والتي توارثوها من أجدادهم، هي تلطيخ كف اليد بدماء الأضحية وطبعها على الجدران "خمسة وخميسة"، اعتقادًا أنها تحمى من الحسد "تاخد العين"، كذلك وضع قرون الذبيحة على باب المنازل، وهذه العادة يقوم بها المصريون في أوقات كثيرة بخلاف عيد الأضحى المبارك، فعند شراء سيارة جديدة أو منزل جديد أو عمل مشروع جديد يقوم بذبح أضحية كفدية لأصحابها من سوء القدر.

الرقاق والفتة:

قبل العيد يقوم النساء بعمل "الرقاق "وهو عبارة عن رقائق أو فطائر مصنوعة من الدقيق والماء والملح ترق " تنشب" ثم تخبز، ومن ثم تسقى بمرق لحم الأضحية وأحيانا توضع طبقة في منتصف طبقاته من مفروم اللحمة، وتعتبر من أهم الأكلات المصرية في عيد الأضحى، كذلك "الفتة" وهي الوجبة الرئيسة في العيد التي يجتمع عليها أفراد الأسرة وهي عبارة عن كسرات من الخبز المحمص المسقي بمرقة الأضحية والأرز المصري المضاف إليهما" الدقة" والصلصة وتحاط بقطع اللحم.
والجدير بالذكر أن الفتة والرقاق من أقدم الأكلات المصرية والتي وصلت إلينا منذ العصر الفرعوني والتي قدمها المصريون القدماء كقرابين للآلهة.

قال عصام ستاتي باحث في التراث الشعبي،" إن الفتة لها أثر في تاريخ الفراعنة، عبر خلط كسرات الخبز مع قطع اللحم"، ويشير إلى أنها سُميت هذا الاسم لأنها تطهى من "فتات" الخبز، والأرز وقطع اللحم، وكان يعتبرها ملوك الفراعنة أكلة رفيعة المستوى.
وذكر مجدي شاكر وهو باحث متخصص في التاريخ الفرعوني،" أن حياة المصري القديم، لا سيما في عصور الترف، كانت قائمة على الخبز واللحم، وهناك أنواع كثيرة للخبز بأشكال مختلفة."

تابع شاكر:" أنه من الطبيعي أن تتغيّر الأسماء، وأن تتطوّر العادات والتقاليد، لكن ما نراه الآن من الفتة والرقاق هو وثيق الصلة بعهد المصري القديم بصورة كبيرة للغاية، ومن يعود إلى صور قرابين الفراعنة يتأكد مما نطرحه".


اسماء نور

اسماء نور

راسل المحرر @