زيارات سياحية وفنية لشباب أهل مصر بثقافة الخارجة

زيارات سياحية وفنية لشباب أهل مصر بثقافة الخارجة

اخر تحديث في 12/2/2020 8:16:00 PM

محمد شومان

استكملت فعاليات الملتقى الثقافي السادس لشباب أهل مصر الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بمحافظة الوادي الجديد بقصر ثقافة الخارجة ضمن مشروع "أهل مصر" في الفترة من 28 نوفمبر حتي 4 ديسمبر الجاري.
حيث تواصلت الزيارات بالفترة الصباحية، فنظمت زيارة للشباب المشارك إلى واحة الداخلة بهدف تعريف الشباب علي المعالم السياحية والثقافية لوطنهم والمساهمة في معرفة تاريخ بلدهم العريق.            

الجدير بالذكر أن تاريخ واحة الداخلة يرجع إلى فترات تاريخية مختلفة وتبعد عن الخارجة حوالى 190 كيلو مترا عاصمتها موط وهو الاسم الذي عرفت به تاريخيا وهي مدينة قديمة منذ العصور الفرعونية، اشتق اسمها من "موت" زوجة الإله آمون، تنتشر بالداخلة مساحات زراعية على الطرق الممتدة من الفرافرة والخارجة.
كما تزخر واحة الداخلة بالعديد من المعالم الأثرية لمختلف العصور فيها: متحف التراث ويضم العديد من القطع الفخارية والملابس المطرزة ومصنوعات الخوص، بالإضافة لتماثيل من الصلصال المنحوت تعبر عن عادات وتقاليد أهل الواحة.
بدأت الجولة بعمل رياضة التزلج على الرمال على الكثبان الرملية وهي واحدة من أهم الرياضات التي تتميز بها محافظة الوادي الجديد، كما زار الشباب قرية بشندي التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى المقبرة الإسلامية للشيخ بشندي التي كانت تستعمل ككتاب لتعليم القرآن الكريم لأطفال القرية وهي قرية صغيرة بنيت مساكنها من الطوب اللبن على الطراز الفرعوني. 
وفي سياق متصل زار الشباب مصنع الكليم بقرية بشندي تعرف فيها الشباب على المراحل المختلفة لتصنيع الكليم اليدوي بدءا من جمع صوف الأغنام وحتي المراحل النهائية للكليم.                

يذكر أن فكرة نشأة المصنع بدأت في سبتمبر 1982 عندما قامت بعثة من كلية الفنون التطبيقية بالقاهرة بزيارة قرية البشندي، وبدأت في عمل لقاءات بين بعض العناصر التطوعية من القرية عن فكرة صناعة الكليم من الصوف، ثم تم مناقشة إدخال بعض الصناعات البيئية مثل الكليم اليدوي بالقرية حتى تم تجهيز المكان تبرعا من أهل القرية. ووصل من القاهرة "3" نول كليم، دولاب تدوير، 300 كيلو صوف وقطن، ثم بدأت مرحلة تركيب الأنوال وتعليم الأولاد طريقة التشغيل، حتى تم إنتاج أول قطع متميزة في أكتوبر 1984، لتنتشر تجربة القرية ويتم بعدها عمل معارض لمنتجات القرية في باريس، روما، الولايات المتحدة الأمريكية وتم ترك بعض المعروضات كمقنيات في بعض البلاد الأجنبية.
ثم توجه الشباب إلى مدينة القصر الأثرية الإسلامية وهي نموذج فريد للمدن الإسلامية المتكاملة ومن أهم المدن الأثرية الباقية من عدة دروب صحراوية كانت تستخدم قديما للقوافل التجارية وترجع المدينة إلى القرن العاشر الهجري وامتدت حتى العصر العثماني، أما عمارة المدينة فهي عبارة عن مدينة متكاملة مكونة من عدة دروب وحارات وسميت بأسماء قاطنيها مثل حارة الجزارين والجبانية والقرشيين وتتخللها المنازل التي بنيت بالطوب اللبن مكونة من طابقين أو ثلاثة، مغطاة بأسقف من أفلاق النخيل التي يصل بينهما الجريد المتراص ومغطاة بالملاط الطيني، كما يوجد بها العمائر الخدمية مثل العصارات والطواحين، بالإضافة إلى المساجد والأضرحة.
ويعتبر مسجد الشيخ نصر الدين من أهم العمائر الدينية الموجودة بمدينة القصر الإسلامية ويقع المسجد في منتصف الجزء الغربي من مدينة القصر الإسلامية، ويضم الضريح والمئذنة، والمسجد بسيط وهو عبارة عن مبنى مستطيل أبعاده 7 أمتار في 9 أمتار يتوسطه دعامة مستطيلة المسقط ويتوسط المحراب الجدار الشرقي وإلى الجنوب منه يقع المنبر وقد شيد من الطوب اللبن وهو عبارة عن خمس درجات ينتهي بجلسة الخطيب وفى الجدار المواجه لجدار القبلة توجد فتحة باب تؤدي إلى ضريح الشيخ نصر الدين، وهو عبارة عن حجرة مربعة يعلوها قبة ضحلة، وفي الركن الشمالي الغربي من المسجد تقع المئذنة وهي منفصلة عن المسجد وترجع إلى العصر العثماني ولكنها مشيدة على طراز المآذن الأيوبية، وقد تم بناء المسجد من الطوب اللبن والسقف من افلاق وجريد النخيل، ويعلو المدخل الرئيسي للمسجد عتب من الخشب عليه نص يفيد أن المسجد جدد على يد الأمير درويش علي أفندي حاكم الواحات عام 1273 هجرية، وختاما زار الشباب منتجع شندا لودج ديزرت ريزورت ومشاهدة المناظر الخلابة لواحة الداخلة.

شاهد بالصور


محمد شومان

محمد شومان

راسل المحرر @