سلفادور دالي .. بثقافة دمياط

سلفادور دالي .. بثقافة دمياط

اخر تحديث في 10/5/2020 3:34:00 PM

إبراهيم الخضري
قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة في قصر ثقافة دمياط، فقرة «أونلاين»، لإيمان صابر عن سريالية سلفادور دالي، أحد البارزين في الفن المعاصر منذ عام 1904م، العام الذى شهد مولد سلفادور دالى بأسبانيا. وذكرت صابر بداية حياته منذ طفولته التى شهدت اضطرابات نفسية، حتى صار شابا، فعلى الرغم من غطرسته إلا أنه كان مثقفا جداً لدرجة ايمانه بقدرة العلم على أي شيء، تميز دالي بموهبته التى ظهرت فى عمر السابعة حيث كان محظوظاً بتشجيع والديه له لدرجة إنشاء استوديو خاص له. كما عمل أول معرض له بعمر 14 عاما، وفى عام 1922م التحق بأكاديمية سان فرناندو للفنون بمدريد، فى البداية كان طالبا ملتزما ولكنه أصبح غريب الأطوار من حيث تغيير شكله بإطالة شعره وسوالفه وشنبه المقلوب الأمر الذى وصل به للاعتراض على أساتذته وعلى قوانين وقرارات الأكاديمية، درس عددا من المذاهب الفنية منها المستقبلية الإيطالية والميتافيزيقية والتى عبر بها بلوحة اليد والآلة وتأثر بالمدرسة التكعيبية باسلوب بيكاسو فى تطويل الشخوص وتسطيح الأشكال بلوحة فينوس والبحار ثم اتجه للواقعية بلوحة فتاة تقف بالنافذة فكان ينتقل بين المدارس للبحث عن أكثر أسلوب يعبر عن شخصه وأفكاره، بالنهاية تأثر تأثيرا كبيرا بالسريالية واعتبرها الأكثر قربا وفهما لدواخله فهو يدون ما يطرأ على الذهن بعفوية دون الرجوع للعقل أو علم الجمال أو الأخلاق فهى حركة هدفها البعد عن الحقيقة وإطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام، فالسريالية تهتم بالمضمون وليس الشكل لذلك للوهلة الأولى تطوى الغموض الذى يحمل أفكاراً وانفعالات ورموزا تحمل معانى كثيرة. 

وتحدثت عن مسار دراسته الذي انتهى بفصله بعد عام من الأكاديمية، والقبض عليه لشيوع انتمائه لحركة الانفصاليين بأسبانيا رغم أنه لم يكن له أى اتجاه سياسى وفي عام 1926م عاد للأكاديمية ولكن انفصل منها مجددا لرأيه قبل الامتحان بأنه لا أحد مؤهل لامتحان سلفادور دالى، وفى ثلاثينيات القرن الماضى أصبح رائدا من رواد السريالية بأوروبا، وأما عن حياته الشخصية، وقصة زواجه من جالا دالى التى تكبره بعشر سنوات التى ساهمت بإدارة مشاريعه، فكان من شدة حبه لها كان يوقع أعماله باسمها، ورأيه أن كل فنان جيد يريد أن يكون مبدعاً لابد وأن يتزوج جالا، فقد استطاعت أن تمنعه من أفكاره المتطرفة حتى لا يقع بحالة مرضية، وبعام 1974م صمم متحفا ومسرحا باسمه ضم أهم وأغلب أعماله بمدينة فيجرس بأسبانيا، وناقشت أعماله عددا من القضايا السياسية نتيجة لما شهده العالم وعلي سبيل المثال لوحة إصرار الذاكرة ولوحة الساعات المنصهرة والتى عبرت عن خوفه من الموت، والساعات هى الأمر الوحيد الذى يستوقف الوقت، وكان للطعام تأثير كبير بلوحاته منها: الفاصوليا والسبانخ، والعظام، والكافيار، وخرج منها دالى بلوحة الفاصوليا تفور غضبا بسبب خوفه من الحروب ورسمها قبل الحرب الأهلية بأسبانيا بـ ٦ أشهر إلى جانب لوحة وجه الحرب، من عام 1964 إلى عام 1970م، وخاض تجربة صوفية ظهرت بلوحة مادونا بورتاريجا ولكن لم تكن بقوة لوحاته السريالية وقد ظهرت مهاراته الكتابية برواية وجوه خبيئة وكتاب آخر يحكى سيرته بعنوان يوميات عبقرى، وكان من أشهر مقولاته حسب ما ذكر بالكتاب "السريالية هى أنا" و "ذكاء بلا طموح كطائر بلا اجنحة" و "دعنى أتعلم كل شىء لا يستطيع أى إنسان آخر أن يعلمنى إياه" .
وفي آخر أيام حياته مرض وأصيب بالاضطراب الحركى عام 1980م وتوفت زوجته عام 1982م وبعام 1989 توفى بالمستشفى نتيجة أزمة قلبية ودفن بالمسرح فكان رمزاً للسريالية.

ولمشاهدة الفقرة إضغط هنا.

شاهد بالصور


إبراهيم الخضري

إبراهيم الخضري

راسل المحرر @