مراسم طور سيناء.. طبيعة ساحرة تعانق قمم الجبال

مراسم طور سيناء.. طبيعة ساحرة تعانق قمم الجبال

اخر تحديث في 8/19/2020 12:14:00 PM

مراسم طور سيناء إحدى أهم الفعاليات التي نفذتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وشارك بها 12 فنانا تشكيليا فى الفترة من ٢ إلى ١٨ سبتمبر 2019، حيث قام الفنانون المشاركون بالتفاعل مع البيئة والأهالي من حولهم لينتجوا لوحات تشكيلية معبرة عن هذه البيئة بعاداتها وتقاليدها، وبعد الانتهاء من فاعليات المراسم تم إقامة معرض للأعمال الفنية المنتجة خلال المراسم بمركز الهناجر بدار الأوبرا.

الفنانون المشاركون ونبذات عن أعمالهم:

هبة صالح: فنانة أكاديمية دارسة للتربية الفنية وقد أنتجت أعمالا فنية مستوحاة من البيئة المحيطة بمدينة الطور كمفردات النخيل المنتشر في أطراف المدينة، وهنالك الوادي الذى يضم ممر على جانبيه العديد من زراعات النخيل وحوله بيوت مشايخ العرب القاطنين على ضفتيه، وهذا الممر ينتظر المياه الناتجة عن السيول عند اقتحامها المنطقة، فيما عدا ذلك يكون طريقا يعبر منه أهالي المنطقة، وقد استلهمت الفنانة من هذا المشهد بصفة عامة شكل الوادي بالممر ومن حوله زراعات النخيل ونجدها فى عمل آخر قد ركزت على جبل الطور بشكله المتميز من فوق حمامات موسى والذى يظهر فى صورة قمتي جبل، وقد عبرت الفنانة عنه وأضافت بحيرات ومساكن وزراعات مختلفة في عملها الفني.

عزة عزت: استلهمت الفنانة عملها من منطقة المدينة القديمة بطور سيناء، وقد رسمت جزءا من هذه المدينة بأطلال بيوتها المهدمة ويظهر فيها طراز قديم وأعمدة وصخور وبعض النوافذ والأبواب، وقد صاغت الفنانة هذه المفردات بالأبيض والأسود مختزلة بهم كل الألوان الطبيعية للمفردات المتناثرة حولها لتعبر عن أصالة وقيمة هذه المنطقة القديمة.

شادي أديب: فنان أكاديمي له تجارب ودراسات عديدة في التصوير والأيقونات وفي لوحته نجده قد استلهم من البيئة المحيطة في أطراف مدينة الطور برسمه لجزء من جزع النخيل وتفاصيل جريد النخيل في هذا الجزء مع استدعاء مفردة طائر الغراب المتواجد بكثرة فى المنطقة فى حوار بين طائرين يلتقون في هذ الجزء ويتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم.

يحيى أسامة: نحن أمام فنان ذو موهبة فطرية فهو خريج كلية طب الأسنان ولكنه يعشق الفن وله مشاركات عديدة في معارض تشكيلية محلية ودولية وقد تأثر في أعماله الفنية بقمم الجبال المحيطة بالمنطقة مضيفا إليها عنصر المياه الجاري من تحت الجبال ويظهر فيها بعض الصخور ومن حولها بعض النباتات وقد استطاع الفنان أن يصيغ كل ما رأه من مفردات الطبيعة الساحرة فى عمل فنى بديع ذو قيمة جمالية رائعة، وفي عمل آخر نجده قد استعرض قمة من قمم الجبال المحيطة بالمنطقة بطريقة حالمة وخيالية واضعا عليها مسحة باللون الأزرق وبعض من آشعة الشمس الساقطة عليها مما يدخل المتلقى في جو من الحلم والخيال والأسطورة.

طارق كمال: هذا الفنان الأكاديمي الدارس للفنون الجميلة نجد لوحته وقد قام فيها بتلخيص كل ما حوله فى مناطق جنوب سيناء كرسمه لقمم الجبال البسيطة جدا وفى نفس الوقت المسيطرة والغالبة على رؤية المشهد ككل وبالرغم من بساطتها إلا أنها هي البطل الفعلي في المشهد ويظهر من بينها بعض البيوت والنباتات ونجد أن مساحات قمم الجبال التي رسمها الفنان بألوان ترابية ورملية بسيطة قد أكدت قيمتها الفنية والجمالية في الرتوش والخطوط الرفيعة التى قام بها الفنان وهذا ما يؤكد نضاجة رؤيته الفنية وما تحمله شخصيته من خبرة وإدراك لما يقوم به من إبداع، كما أضاف في مشاركته مجموعة من الاسكتشات الخطية لورش تصنيع المراكب الموجودة فى مدينة الطور.

إسلام الهواري: فنان أكاديمي دارس للفنون الجميلة ويحمل في طياته التاريخ والحضارة والعادات والتقاليد التى ما زال محتفظا بها ليعبر من خلالها عن رؤيته الفنية في لوحته التى قام بإنتاجها خلال المراسم والتي تعبر عن منطقة جنوب سيناء مسترجعا بعض مفردات الفن المصري القديم برسمه للإلهة نوت وهي تحيط وتحمي وتحرس مصر من ناحية البوابة الشرقية وهذا ما جاء في عمله الفني ومن تحت مفردة الإلهة نوت ظهر العديد من الرموز التى تعبر عن حقب زمنية مختلفة متضمنة التاريخي والشعبي والمعاصر وقد رسم طائر الغراب بحكم تواجده الملحوظ فى المنطقة وأضاف فى اللوحة المياه والجبال والرمال وقد قصد الفنان إظهار العلاقة الروحانية بين السماء والأرض في هذه المنطقة.

بيشوي زارع: من شباب الفنانين ودارس للفنون الجميلة وقد أبدع في لوحته برسمه لقمم الجبال ومن تحتها بيوت الأهالي التى تظهر من بعيد بدون تفاصيل ومن أمامها المياه الجارية، وفى مقدمة اللوحة تظهر آشعة الشمس الساقطة على رمال الشاطئ، وكل هذه المفردات وضعها على سطح اللوحة بطريقة تأثيرية. 

رانيا أنيس: فنانة أكاديمية دارسة للفنون الجميلة وقد تأثرت في لوحتها بورش صناعة السفن الموجودة على شواطئ مدينة الطور وهذه الورش تصنع وتجهز المراكب والسفن للنزول فى المياه للإبحار والصيد وقد ربطت الفنانة بين لون المياه والخشب ودهانات هذه المراكب مع لون الرمال لحظة غروب الشمس مع تلبد سماء المدينة بتفاصيل كثيرة نتيجة تيارات الهواء مع بقايا السحب في السماء أثناء الغروب وهذا ما يظهر من شكل لوحة الفنانة وهو ما ينم عن شخصيتها الصامتة دوما لانشغالها بالتفكير والتلخيص والتجريد لكل ما تراه لتقدم للمشاهد المختصر المفيد واللمسة الجمالية التى ينتظرها المشاهد، وفى نفس الوقت تكون هي فى قمة الرضا عن أدائها وصياغتها في ألوانها وخطوطها وقد أجبرت المشاهد للاستمتاع والدخول إلى تفاصيل مركب صيد من الداخل بألوان بسيطة وخطوط تحدد ملامح تفاصيل ألواح الخشب المصنوع منها المركب وإظهاره بطريقة جمالية وإضافة قيمة تشكيلية لتكوينها وقد نجحت في التعبير عن أسرار حياة العاملين بصناعة المراكب اليومية من أهالي الواحة.

شنودة عصمت: فنان أكاديمي دارس للفنون الجميلة وله تجارب ومشاركات عديدة فى المعارض التشكيلية وقد استلهم مفردات لوحته من صحراء مناطق جنوب سيناء ولون الرمال وبعض النباتات المتعارف عليها في مناطق جنوب سيناء وبعض الزخارف المطرزة على ملابس الأهالي معبرا بالأسود عن ملامح شخصيات مهمة  سواء كانت للرجال أو السيدات مؤكدا على أهمية دور المرأة فى هذه المجتمعات ودورها في استمرار حياتهم اليومية، بالإضافة إلى تأثره أيضا بتواجد مفردة طائر الغراب بكثرة في المنطقة.

محمود سليمان: فنان أكاديمي دارس لفنون الجرافيك بالفنون الجميلة وله مشاركات عديدة في الكثير من المعارض التشكيلية ونراه قد تأثر في لوحته بقمم الجبال المعروفة بها منطقة جنوب سيناء والمراكب التى ترسو على الشاطئ وبعض النباتات والشعب المرجانية المعروف بها البحر الأحمر وقد استعرضها بألوانه الهادئة والمريحة للأعصاب وهذه من مفاتيح شخصية الفنان الصمت والهدوء الذى يساعده على المزيد من الابتكار والإبداع. 

 بدوى مبروك: فنان أكاديمي دارس للفنون الجميلة وقد استوحى مفردات لوحته من عادات وتقاليد أهالى المناطق المحيطة بجنوب سيناء بزيهم المتعارف عليه وإكسسواراتهم التى يصنعونها بأنفسهم ومن حولهم بعض الحيوانات الأليفة لديهم وفي الخلفية تظهر قوافل من الجمال المنتشر تواجده في منطقة جنوب سيناء وتظهر في اللوحة بصورة ضبابية لتعطى مجالا لرؤية باقى عناصر اللوحة وفى الخلفية من أعلى اللوحة قام الفنان برسم الجزء السفلي لجذوع النخيل معبرا عن مشهد من المشاهد الحياتية فى المنطقة.

شاهد بالصور


بدوى مبروك

بدوى مبروك

راسل المحرر @