ريم أحمد: «كارمن» أشبعتنى فنيًا ومثلى الأعلى شريهان.. وأحلم بدور أكشن

ريم أحمد: «كارمن» أشبعتنى فنيًا ومثلى الأعلى شريهان.. وأحلم بدور أكشن

العدد 956 صدر بتاريخ 22ديسمبر2025

من العروض المسرحية التى لفتت الأنظار هذا العام مسرحية «كارمن» على مسرح الطليعة. وفى حوار أجراه محمد السيد مع «ريم أحمد» بطلة «كارمن» فتحت قلبها لـ»مسرحنا» وتكلمت بكل حب لنقترب أكثر من «كارمن» خلف الكواليس. وكان الحوار الآتي:

فى البداية نود أن نعرف كيف تم ترشيحك للدور؟ وماذا كان شعورك؟
أتانى الترشيح من قبل المخرج ناصر عبدالمنعم ولم أصدق أذنى حين تلقيت مكالمته الهاتفية التى يخبرنى فيها برغبته فى تقديم «كارمن» للمسرح وأنه اختارنى بطلة للعرض حيث إن «كارمن» حلم حياتى الذى طالما انتظرته ليتحقق.

كيف كان استعدادك لأداء الشخصية؟
بدأت الاستعدادات ببروفات الطاولة على مدار ثلاثة أشهر للإلمام بالتفاصيل كافة ومنها معرفة البرج الفلكى الذى تنتمى إليه «كارمن»، فعلى سبيل المثال «كارمن» من مواليد برج الجوزاء إذن فهى شخصية متقلبة وهو ما حاولنا إظهاره مع التاروت الذى أخبر أنها متقلبة كالعواصف وهو أيضا ما تم مراعاته فى التحضير للبناء الدرامى للشخصية.

هل سبق وقرأتى النص الأصلى أو شاهدتى أوبريتات عالمية تناولت كارمن؟
بدأت علاقتى بـ»كارمن» منذ الصغر حين حضرت بنفسى مسرحية «كارمن» التى قدمتها النجمة «سيمون» مع الفنان «محمد صبحي» وكانت بداية عشقى للشخصية كمتفرج، ثم اقتربت منها أكثر كمؤدٍّ من خلال دراستى لـ»كارمن» داخل معهد الباليه فى مادة «رقصات الشعوب» والتى أديت بها رقصة «كارمن» وكنت سعيدة لأننى أهوى الرقص الإسبانى والغجرى، ولا أخفيك سرا أن نفس النص عرض على فى وقت سابق لكننى كنت مشغولة بمسرحية أخرى فاعتذرت عنه وكلى شعور بالأسف، ولذا فحين عُرض عليّ النص مجددا كدت أطير فرحًا وكأن حلمى المفقود قد عاد إليّ.

على ذكر مسرحية الفنان محمد صبحى.. ما الفرق الذى ترينه بين «كارمن سيمون» و»كارمن ريم أحمد»؟
فى الواقع كل من المسرحيتين تختلف عن الأخرى فـ»كارمن سيمون» انحرفت نوعا ما عن النص الأصلى، واعتمدت على البلوت تويست بين المخرج والفنانة «كريمة» وبين الضابط والغجرية «كارمن» فكلما اندمج المشاهد مع شخصية «كارمن» يكتشف أنها «كريمة» والعكس، فى حين أن «كارمن ريم» حاولت الاقتراب من الرواية الأصلية قدر الإمكان حتى مع إظهار جانب الشر الصريح لدى الشخصية.

هل انتابك الخوف من عقد المقارنة بينك وبين النجمة «سيمون» خاصة أنك أيضا تلميذة لصبحى وعملتى معه فى المسرح؟
فى حقيقة الأمر لم أخف من المقارنة مع «سيمون» لكن خوفى كان متمثلا فى شىء آخر وهو أن الرواية الأصلية بها بعض المشاهد التى قد تكون عادية لدى المجتمع الغربى لكنها تصبح خادشة للحياء فى مجتمعنا الشرقى وهو ما تم مراعاته مع رؤية المخرج والمعالجة التى تناولناها حتى يخرج العرض بشكل لائق، فعلى سبيل المثال حين كانت «كارمن» تغوى الرجال أو تمارس البغاء لم أضطر إلى التعرى أو التصريح بألفاظ خارجة أو حركات فجة لكن كل شيء تم فقط من خلال الإيحاء وبشكل راقٍ.

هل وجدتى صعوبة فى كون النص باللغة العربية؟ أم أنك بالفعل تجيدين الفصحى؟
_ على الإطلاق، فأنا خريجة المعهد العالى للفنون المسرحية الذى أديت به اختبارات للقبول بالفصحى وبعد اجتيازى للاختبارات والتحاقى بالمعهد درست به اللغة العربية على مدى أربع سنوات، كما قدمت مسرحية «روميو وجولييت» مع المخرج الراحل «سناء شافع» بالفصحى أيضا لذا فأنا معتادة على النطق بالفصحى ولا تمثل لى أى صعوبة.

من وجهة نظرك كفنانة ما مدى رضائك عن «كارمن»؟
لا يجدر بى القول بأن «كارمن» عمل كامل، فالكمال لله وحده، وكل مرة أرى فيها نفسى بعين أخرى أتمنى لو أديت بشكل أفضل، لكن لا يسعنى إلا أن أشيد بالتكنيك الإخراجى الذى اتبعه المخرج فى العرض ككل فقد أبدع فيه حقا.

من أكثر ما يميز كارمن عنصر الملابس، اروِ لنا كيف تم اختيار الملابس المميزة التى ظهرت بها فى العرض والتى اتسمت بالإبهار الشديد.
دعنى أخبرك أنه غالبا ما يتم تصميم ملابس الممثلة بشكل يعوق حركتها على المسرح، وهذا لا يجوز فى عمل استعراضى كـ»كارمن» وهو ما تم التأكيد عليه مع مصمم الأزياء فكانت الملابس مريحة للحركة وأداء الرقصات فضلا عن اختيار تصميمات جذابة وذات ألوان مبهجة تناسب الشخصية.

من المعروف أنك باليرينا.. احكي لنا عن تجربتك مع فن الباليه .. وكيف أفادتك دراستك للباليه فى أداء الاستعراضات داخل العرض المسرحى.
بالطبع أفادتنى دراستى للباليه الكلاسيكى فى أداء الخطوات بشكل سليم دون نشاز حركى، وسعادتى بالغة لأن المسرحية هذه المرة استعراضية والاستعراض ليس مقحما عليها كما فى أعمال أخرى، وهو المتنفس الذى استطعت أن أخرج فيه جل طاقاتى الفنية.

لماذا لم نجد لك أغانى داخل العرض وتم الاكتفاء بالخطوات الراقصة فقط؟ هل خفتى من خوض تجربة الغناء؟
على العكس، فبجانب دراستى للباليه درست الصولفيج ويمكننى أداء الأغنيات لكن لا مجال للغناء داخل النص الذى يتناول «كارمن» كراقصة لا كمطربة.

«ريم» شاهدناك على المسرح وأنت طفلة فى مسرحية «عائلة ونيس» والآن نراك نجمة تحملين على عاتقك بطولة مسرحية؟ كيف أفادك الوقوف على خشبة المسرح منذ الصغر؟ وما الفرق بين «ريم» الأمس و»ريم» اليوم؟
بالطبع «ريم» اليوم أكثر نضجا وأكثر خبرة من «ريم» الأمس فكل يوم جديد أتعلم فيه شيئا جديدا وكل عمل فنى يكسبنى خبرة جديدة.

ما الذى اكتسبته «ريم» من «محمد صبحي»؟ وكيف أثرت شخصية «صبحى» فى «ريم أحمد»؟ وما الفرق بينه وبين غيره من المخرجين؟
«محمد صبحي» هو أستاذى الذى تأسست مسرحيا على يديه وأيضا تليفزيونيا فهو أول من علمنى الوقوف أمام الكاميرا وأول من علمنى الوقوف على خشبة المسرح، ولم يكن مجرد ممثل أو مخرج يختفى بعد انتهاء المشهد بل كان يجمع فريق العمل بين الحين والآخر ليلقى علينا محاضرات فى فن التمثيل أو يدعونا إلى الاشتراك فى ورش العمل التى يقوم بها وهو موسوعة فنية استفادت منها «ريم» وغيرها.

كيف كان التعاون مع ناصر عبدالمنعم مخرج «كارمن»؟ وإلى أى مدى ترين التفاهم بينكما؟
ليست هذه المرة الأولى التى أتعاون فيها مع المخرج «ناصر عبدالمنعم»، فقد سبق وعملت معه فى أكثر من مسرحية منذ الطفولة، حيث كانت أولى مسرحياتى معه بعنوان «كوكب ميكي» والتى حصلت بسببها على جائزة أفضل ممثلة طفلة من مهرجان مسرح الطفل بالمملكة الأردنية، ثم «لص بغداد»، فـ»صانع البهجة»، والحقيقة أن «كارمن» هو رابع عمل يجمعنا سويا، وبلا شك فإن ثمة تفاهم بيننا بدرجة كبيرة وهو سر الاستمرارية فى التعاون بيننا.

عرفنا أنك تعملين أيضا مدربة للزومبا.. احكي لنا عن هذه التجربة.
بالفعل أنا أعمل مدربة زومبا، التى يعتبرها البعض رقصا لكننى أعتبرها نوعا من أنواع الرياضة وأنا أحبها كثيرا وأجد نفسى بها.

ما هوايات «ريم أحمد»؟ وهل تواظبين على ممارسة الرياضة بانتظام؟
الرياضة تمثل لى أسلوب حياة وهو ما اكتسبته من معهد الباليه حتى اليوم، كما أحب عزف البيانو.

ما مشاريعك الفنية المقبلة؟ وهل سنرى ريم أحمد قريبا فى عمل استعراضى؟
لم يتم التحضير للعمل القادم بعد فلا زالت عروض «كارمن» قائمة يوميا، وبكل تأكيد أتمنى أن أؤدى عملا استعراضيا يشبعنى فنيا مثل «كارمن».

من سابق تجاربك المسرحية هل تؤيدين الرأى القائل بأن المسرح يعطل الفنان عن مشاريعه الأخرى فى السينما والتليفزيون؟
لا، فالنجم يمكنه التوفيق بين عمله فى السينما والتليفزيون وبين عمله فى المسرح، فعلى سبيل المثال قد يخصص نهاية الأسبوع للمسرح وبقية الأيام للتصوير.

من المعروف أن زوجك مخرج وهو الفنان «طه خليفة». هل هناك ثمة مشاريع فنية مشتركة بينكما خاصة أن الجمهور يود رؤيتكما سويا؟
بالفعل بدأت أنا و»طه» معا فى مسرحية «البدايات أجمل» وكانت اسما على مسمى، ثم قدمنا معا مسرحية «علاء الدين وياسمين» والتى حصلت بسببها على جائزة أفضل ممثلة من المهرجان القومى للمسرح، والآن نقدم سويا برنامجا بعنوان «بيتنا بودكاست» على مواقع التواصل الاجتماعى.

ما مدى التفاهم بينكما فى الحياة الفنية وخارجها؟ وهل ترين أن الزوجين المشتغلين بالفن تكون درجة التفاهم بينهما أعلى كون كل طرف ملم بظروف المهنة التى يعمل الطرف الآخر بها؟
التفاهم موجود بالفعل بيننا، لكن دعنى أخبرك أن التفاهم لابد أن يكون متواجدا حتى بين الزوجين الذين لا يعملان بنفس المهنة.

بعد «كارمن» ما الشخصية التى تستفز «ريم» وترغب فى تجسيدها على المسرح؟
أتمنى تقديم دور أكشن، وأرى أن لياقتى البدنية تساعدنى فى أداء هذه النوعية من الأدوار.

من مثلك الأعلى من نجمات المسرح وما سبب تميزها؟
أحب «سميحة أيوب» و»شويكار» لكن تروق لى «شريهان» أكثر لأنها قدمت المسرح الاستعراضى.

ومن مثلك الأعلى من نجمات الاستعراض؟
بالطبع «نيللي» و»شريهان»، فكلتاهما لم يَجُدْ الزمان بمثلهما.

بعد أن اشتهرت موهبة «ريم» الاستعراضية هل تفكرين فى خوض تجربة الفوازير والعودة بها بعد أن توقفت منذ سنوات؟
بالتأكيد، وأشعر بالأسف كون الفوازير نفسها كفن اختفى ولم يعد قائما.

بعض نجمات الباليه أمثال «نادين» و»نيللى كريم» خضن تجربة الفوازير كيف ترين هذه التجربة؟
شاهدت تجربة «نادين» وراقت لى، ولكنى لست متأكدة من صوت «نيللي» إذا ما كان مناسبا للاستعراض.

إذًا هل ترين أن دراسة الباليه وحدها ليست كافية لتقديم الفوازير؟
 بكل تأكيد؛ فنجمة الفوازير بجانب إمكانياتها فى الرقص لابد أن تكون ممثلة جيدة فى المقام الأول، وأن تكون قادرة على الغناء حتى وإن لم تكن مطربة.

من وجهة نظرك لماذا اختفى الفن الاستعراضى اليوم؟
العمل الاستعراضى مكلف أكثر من غيره، ومع غياب نجمات الاستعراض مثل «نيللي» و»شريهان» عن الساحة الفنية اختفى هذا اللون تماما.

«ريم» شاركتى وأنتِ طفلة فى مسلسل «يوميات ونيس» فى أجزائه الأولى وشاركتى فى المسلسل ذاته وأنتِ شابة يافعة. من وجهة نظرك ما الفرق بين المرحلتين؟ وهل الأجزاء الأخيرة لاقت نفس النجاح؟
الأجزاء الأخيرة مكملة للأجزاء الأولى، وقد لاقت بعض النجاح رغم الصعوبات التى واجهتها ومنها وفاة بعض الشخصيات مثل الفنانة «سعاد نصر» التى كانت تجسد دور الأم «مايسة»،
وانتشار الفضائيات وقت عرض الأجزاء الأخيرة مما جعل الضوء لم يعد مسلطا على «ونيس» كما كان الحال فى الأجزاء الأولى أثناء عرضها على قنوات التليفزيون المحدودة، بالإضافة إلى ظهور جيل جديد ليس على دراية بالأجزاء الأولى وشخصياتها.

منذ زمن ليس ببعيد كنا نرى روائع مسرحية ومنافسة بين النجوم الكبار أمثال «عادل إمام» و»محمد صبحي» و»سمير غانم» و»سهير البابلي» وغيرهم. لماذا تدهور حال المسرح اليوم؟ وما الذى ينقصنا لاستعادة أمجاد المسرح سواء فى القطاع العام أو الخاص؟
بالفعل المسرح كان جزءا من مصادر الدخل للبلد ومن عوامل التنشيط السياحى فعلى سبيل المثال كان العرب يفدون إلى مصر كل عام لمشاهدة النجوم الذين ذكرتهم فى الموسم المسرحى ثم يعودون إلى بلادهم مرة أخرى، ولكن جمهور اليوم مع انتشار المنصات التى يشاهدها فى منزله بات كسولا للنزول إلى المسرح، وحتى نستعيد دور المسرح أدعو النجوم الكبار فى السينما والتليفزيون إلى عمل مسرحيات ينهضون بالمسرح من خلالها ويستعيدون الجمهور بها.

إذا طلبنا منك أن توجهى رسالة إلى شخص ما فمن تختارين؟ وما الرسالة التى توجهينها؟
رسالتى إلى صغيرتى «سدرة» أقول لها أتمنى أن تكونى فخورة بى وأن أكون قد أديت رسالتى تجاهك كما يجب.


حوار: محمد السيد