أعلن الفنان محمد بوغلاد، مدير فرقة جمعية مسرح المدينة الصغيرة بشفشاون، عن انطلاق مشروع توطين الفرق المسرحية بالمراكز الثقافية برسم موسم 2025، والذى تشرف عليه وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة، وذلك بالمركز الثقافى بمدينة الفنيدق التابع لإقليم تطوان.ويأتى هذا المشروع الثقافى الطموح تحت شعار:“مشروع توطين آخر.. مع تحدٍ أكبر”، فى إطار الدينامية المسرحية التى تعرفها مختلف ربوع المملكة، والتى تهدف إلى تعزيز حضور المسرح داخل الفضاءات الثقافية العمومية، ودعم الفرق الجادة، وتوفير بيئة حاضنة للإبداع والتكوين والمشاركة المجتمعية، ولعل الاشتغال خارج مدينة شفشاون إعلان ضمنى لرغبة الفرقة فى توافرها على مسرح أو قاعة عرض بمقاييس محترفة.وسيتضمن برنامج المشروع مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية المتنوعة، التى تمتد طيلة الموسم، وتشمل على الخصوص:إنتاج وترويج عمل مسرحى جديد يحمل بصمة الفرقة ويعكس رؤيتها الفنية المعاصرة. تنظيم ورش تكوينية مفتوحة لفائدة الشباب والمهتمين بمجال المسرح، يؤطرها فنانون ومؤطرون محترفون.إقامة ندوات فكرية ولقاءات مفتوحة للنقاش حول قضايا المسرح والإبداع والثقافة المجتمعية.حفلات توقيع لإصدارات مسرحية جديدة، وذلك بهدف تشجيع التأليف المسرحى وتوسيع دائرة القراءة المسرحية.تنظيم مسارات فنية تربط بين المسرح والتربية الجمالية والوعى الثقافى.طبع كتب مسرحية تهم نصوصًا وأبحاثًا فى مجال المسرح المغربى. تكريم شخصيات وازنة أثرت فى المشهد الفنى والثقافى الوطنى، تقديرًا لإسهاماتهم القيمة.ويفتتح المشروع أولى فعالياته بورشة تكوينية نوعية يؤطرها الفنان والباحث رشيد أمحجور تحت عنوان:“ورشة فى ثقافة الارتجال وارتجال الثقافة”، وهى تجربة تفاعلية تزاوج بين البيداغوجيا المسرحية وأدوات التعبير الارتجالى، تقام أيام 23، 24، 25 و26 شتنبر 2025، على الساعة الخامسة مساءً، بالمركز الثقافى بالفنيدق.ويشكل مشروع التوطين المسرحى، وفق ما أكده الفنان محمد بوغلاد، فرصة مهمة للفرقة من أجل الانفتاح على محيطها الثقافى والاجتماعى، وترسيخ فعل مسرحى مستدام، من خلال مقاربة شمولية تعتمد التكوين، والإنتاج، والتفاعل مع الجمهور،وكذا خلق فضاء للتكوين والتعليم والتعلم المسرحى للأجيال القادمة.ويُعد برنامج «التوطين المسرحي” أحد المشاريع الاستراتيجية التى أطلقها قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة المغربية، والتى تروم النهوض بالفعل المسرحى، من خلال إخراج المسرح من عزلته التقليدية، والاقتراب أكثر من الجمهور المحلى عبر إنتاج عروض مسرحية مستوحاة من بيئته وتاريخه وثقافته، بشكل يضمن تفاعلًا وجدانيًا وفكريًا أعمق.ويرتكز البرنامج على تنظيم ورشات تكوينية متخصصة، وإنتاج نصوص وعروض مسرحية جديدة، إلى جانب إصدار مؤلفات مسرحية وتنظيم ندوات فكرية تعالج قضايا الإبداع والتأليف المسرحى المعاصر.كما يتم تنفيذ البرنامج فى قاعة ثقافية واحدة، بتعاون مع فرقة مسرحية واحدة، ما يسمح ببناء علاقة مستدامة مع الجمهور المستهدف، وتطوير تصور فنى متناغم يراعى خصوصية الفضاء والمجتمع المحلى، كما يُعنى المشروع كذلك بتطوير النصوص المسرحية والرؤية الإخراجية، مع إيلاء أهمية خاصة لكافة عناصر العرض من سينوغرافيا، تشخيص، إضاءة، وإيقاع درامى، فى توازن دقيق بين المواقف الجادة ذات البُعد الدرامى الرصين، والمواقف الساخرة ذات الطابع الكوميدى، بما يحفز الجمهور على الحضور والتفاعل والمواكبة المستمرة.وتجدر الإشارة إلى أن فرقة جمعية مسرح المدينة الصغيرة تعد من الفرق الرائدة فى المشهد المسرحى المغربي(والشمالى بشكل خاص)، بفضل اشتغالها على نصوص وتجارب نوعية، وحرصها على التكوين المستمر والانخراط الفعال فى الديناميات الثقافية محليًا ووطنيا، وكذا تراكمها الإنتاجى المتنوع والمثمر لسنوات فى مجال المسرح الاحترافى المغربى.