فى إطار فعاليات وزارة الثقافة، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وإشراف الأستاذ الدكتور أشرف العزازى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أعلن المركز القومى لثقافة الطفل إطلاق جائزة “التأليف المسرحى» فى دورتها الثانية، وذلك ضمن مبادرة وزارة الثقافة “مصر تتحدث عن نفسها” تحت شعار “ونكمل المشوار”. وتأتى هذه الجائزة فى سياق اهتمام الدولة بتشجيع الإبداع الأدبى والفنى، وتحفيز الكتاب على ابتكار نصوص مسرحية جديدة ومبدعة موجهة للأطفال، بما يسهم فى تنمية مهاراتهم وصقل وعيهم، فضلًا عن إثراء مكتبة المسرح المخصصة لهم بمحتوى معاصر يلبى احتياجاتهم الفكرية والفنية ويواكب تطورات العصر.تتمثل موضوعات الجائزة فى كتابة نصوص مسرحية للأطفال، وقد حددت إدارة الجائزة الفئة المستهدفة فى الكتاب والأدباء المصريين دون غيرهم. وقد وضعت مجموعة من الشروط التى تنظم عملية الترشيح، من أبرزها أن يشارك المتسابق بمسرحية واحدة فقط، وأن تكون المسرحية مكتوبة باللغة العربية الفصحى، مستوفية مقومات الكتابة المسرحية المتعارف عليها. وتفتح موضوعات المسرحية أمام المتسابقين على أن تتم مراعاة القيم والعادات والتقاليد العربية الأصيلة فى الطرح والمعالجة. كما أوضح المركز أنه لا يرد الأعمال سواء فازت أو لم تفز.أما من الناحية الإجرائية، فقد نصت الشروط على أن يقدم المتسابق عمله بصيغة Word على قرص مدمج (CD)، مع طباعة ثلاث نسخ ورقية من المسرحية. وأكدت إدارة الجائزة أنه لا يجوز أن تحتوى النسخ الورقية على بيانات المتسابق منعًا للتحيز. ويُطلب من المتسابق أيضًا أن يقدم ورقة مطبوعة منفصلة ببياناته الشخصية، وتشمل الاسم رباعيًا، والبلد والمحافظة التى يقيم بها، ورقم الهاتف، والبريد الإلكترونى الخاص به. كما يشترط أن يرفق المتسابق صورة سارية من بطاقته الشخصية، وأن يكتب إقرارًا يثبت ملكيته الفكرية للعمل، ويؤكد أن مسرحيته لم تفز فى أى مسابقة أخرى، ولم تُنشر من قبل، ولم تُعرض على خشبة المسرح.وشددت اللائحة المنظمة للجائزة على أن يكون العمل المقدم إبداعًا أصيلًا لصاحبه، غير منقول أو مقتبس من أى عمل آخر. وفى حالة ثبوت الاقتباس أو النقل، فإن العمل يُرفض مباشرة، أما إذا فاز فسيتم سحب الجائزة من صاحبها مع تحمله المسئولية القانونية كاملةً. ومن الشروط اللافتة فى هذه الدورة أنه لا يسمح للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى فى الدورات السابقة بالمشاركة مجددًا إلا بعد مرور دورتين كاملتين على فوزهم. كما تحتفظ إدارة الجائزة بحق رفض أى عمل لا يطابق الشروط المذكورة أعلاه، ويُعد قرارها فى هذا الشأن نهائيًا غير قابل للطعن.وفيما يتعلق بالجدول الزمنى، فقد حدد المركز القومى لثقافة الطفل إطلاق المسابقة بدءًا من 14 سبتمبر 2025، على أن تُفتح فترة التقديم من 21 سبتمبر حتى 28 نوفمبر من العام نفسه، ليتم بعد ذلك إعلان القائمة القصيرة فى الأول من فبراير 2026.وأوضح المركز أن الأعمال المشاركة تُرسل على العنوان التالي: محطة المساحة – الهرم – مدينة الفنون – المركز القومى لثقافة الطفل (إدارة النشر). كما أتاحت إدارة الجائزة وسيلة للتواصل والاستفسار عبر تطبيق WhatsApp من خلال الرقم 01117424931.أما عن الجوائز المخصصة لهذه الدورة، فقد أعلن المركز منح جائزتين ماليتين رئيسيتين، حيث تبلغ قيمة الجائزة الأولى عشرة آلاف جنيه، بينما تبلغ قيمة الجائزة الثانية خمسة آلاف جنيه. وإلى جانب ذلك، ستتم طباعة الأعمال الثلاثة الأولى، وهو ما يمنح الفائزين فرصة إضافية للانتشار والوصول إلى جمهور واسع من القراء والمسرحيين والمهتمين بأدب الطفل. كما اشترطت إدارة الجائزة على الفائزين بالجوائز المادية أن يكون لديهم حساب بنكى مصرى أو حساب فى البريد المصرى لضمان استلام مستحقاتهم المالية.تأتى هذه الجائزة فى إطار سعى وزارة الثقافة الدائم لدعم إبداعات الطفل، إيمانًا منها بأن أدب الطفل يعد أحد أهم محاور بناء الإنسان المصرى منذ سنواته الأولى. ومن خلال هذه المبادرة، يتجدد الأمل فى ظهور أعمال مسرحية مبدعة تسهم فى إثراء الوعى العام، وتفتح أمام الأجيال الجديدة آفاقًا أوسع للتفكير والإبداع والتفاعل مع قضايا عصرهم. فالمسرح، بما يحمله من طاقات تعبيرية وتربوية وفكرية، يبقى أداةً فعالة فى تشكيل وعى الطفل، وبناء خياله، وتعزيز ارتباطه بالقيم الوطنية والإنسانية.وتعكس هذه الخطوة أيضًا رغبة المركز القومى لثقافة الطفل فى أن يكون منصة حقيقية تحتضن طاقات المبدعين، وتمنحهم فرصًا للتعبير عن أفكارهم ورؤاهم. فالمسرح الموجه للأطفال ليس مجرد ترفيه أو تسلية، بل هو وسيلة تعليمية وتثقيفية وتربوية، تُسهم فى بناء شخصية متوازنة قادرة على التفاعل مع محيطها ومواجهة تحديات المستقبل. ومن هذا المنطلق، فإن الجائزة لا تقف عند حدود المنافسة بين الكتاب، بل تتجاوزها لتكون مشروعًا ثقافيًا متكاملًا يضع نصب عينيه هدف بناء الإنسان منذ الصغر.وفى سياق متصل، أكد القائمون على الجائزة أن فتح باب التنافس بين الكتاب والأدباء المصريين سيؤدى إلى اكتشاف أقلام جديدة تحمل أفكارًا مبتكرة ورؤى معاصرة، خاصة أن المجال مفتوح أمام جميع الموضوعات ما دامت تراعى القيم والعادات والتقاليد العربية. وبذلك، يمكن لهذه الأعمال أن تعكس قضايا الطفل فى المجتمع المصرى والعربى، وأن تطرح حلولًا وتصورات تسهم فى تنمية وعيه وفكره.إن جائزة “التأليف المسرحي” فى دورتها الثانية تأتى كتأكيد على أن الدولة ماضية فى دعم الإبداع، وتعزيز دور الثقافة فى بناء المجتمع، وإعلاء قيمة المسرح كفن راقٍ قادر على مخاطبة العقول والوجدان فى آن واحد. وهى أيضًا دعوة مفتوحة لكل كاتب ومبدع مصرى لأن يسهم بعمله فى إثراء هذا المشروع الثقافى، الذى يستهدف بالدرجة الأولى أطفالنا، ليكونوا جيلًا قادرًا على الإبداع والعطاء، ومتمسكًا بقيمه وهويته، ومواكبًا لتطورات العصر بكل ما يحمله من تحديات وآمال.