فرقة الطارف المسرحية ترفض الهيمنة الخارجية وميراث الثأر في «قلب الجبل»

فرقة الطارف المسرحية ترفض الهيمنة الخارجية وميراث الثأر في «قلب الجبل»

العدد 716 صدر بتاريخ 17مايو2021

قدمت فرقة قصر الطارف المسرحية العرض المسرحي»قلب الجبل»من تأليف علي عثمان وإخراج شريف النوبي للجمهور ضمن الموسم المسرحي الحالي لعروض الإدراة العامة للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة،واستمر تقديم العرض لسبعة أيامٍ والتقت مسرحنا مع فريق العرض لتتعرف على ملامح التجربة الجديدة للفرقة.
العادات والتقاليد القاسية
قال مخرج العرض»شريف النوبي»:تدور أحداث العرض المسرحي قلب الجبل بأحد النجوع في الصعيد تحيط به الجبال حيث الحياة الواعرة والعادات والتقاليد القاسية نظرًا للطبيعة المحيطة بهم ومحاولة هيمنة الغجر علي النجع بأكمله وتبدأ أحداث العرض بشخصية»فارس»الذي يقتل أمه انتقامًا لشرفه بعد أن عرف بعلاقتها مع كبير الغجر وهو ما جعله مطاردًا من الغجر لظنهم أنه من قتل كبيرهم ويسعي «فارس»للنيل من عشيق أمه حيث كان يظن أنه علي لم يزل على قيد الحياة،وتابع»النوبي»:وتدور الأحداث في مجتمع صغير ومنغلق ويلجأ»فارس»إلي الإختباء في المقابر ليظهر له مشعوذة تدعوه إلى الشر والانتقام والدم ليصبح في حالة غريبة كأن به مس من الجن نتاجًا لوساوس المشعوذة،ودعوتها لأن يتنشر الدم بين أهالي النجع.
فيما أوضح»شريف النوبي»أن»قلب الجبل»يطرح فكرة الهيمنة الخارجية على المجتمعات وذلك يتضح من خلال صورة هيمنة الغجر على النجع وأهله من خلال الأفكار المسمومة التي ينشرها الغجر في عقول المجتمعات الصغيرة والمقيدة بعالمها الضيق التي تعيش حبيسة به، ويؤكد العرض على الواقع الذي تعيشه تلك المجتمعات من مظاهر الجهل والعجز و التعامل مع هذه المظاهر بضعف وامتثال للغير، ومما يتمثل في سلوك البطش والاعتداء على الآخرين، وإهانتهم وصولًا للتعذيب والقتل، كما يُظهر العرض عدم محاولة مناقشة أسباب الجهل والعجز أوالبحث لإيجاد حلول لذلك،ونقدم»قلب الجبل»من خلاله الغور في الإطار الخاص بقضية العرض ومانعايشه حولنا من سلوكيات تتشابه مع أحداث العرض، حيث فرضية الوعي خارج إطار الموروثات مع حتمية التفكير داخلنا في صحة أو خطأ ما نستمع له أو نعتنقة من عادات نتوارثها تصل بنا إلى انتهاك الإنسان،،والعرض يأمل أن يَدفع المشاهد إلى التعرف على تلك السوكيات والعادات التي يتبعها دون وعي ويجب أن ينأى عنها،وعن غياب العقل وعدم وجود تفسير للأحداث خصوصًا مع الجهل والفقر.
ملامح فارس النفسية
ويقول»أحمد سعد»تقدم أحداث المسرحية بأحد النجوع فى أقاصي الصعيد الذي يقع فى قلب الجبل، و يحفه الجدب والجبال من كل الجهات والأحداث تدور حول قصة فارس الشاب وهو من كبار الأسر بالنجع الذي يقوم بقتل أمه ثأرًا لشرفه بعد أن وجدها مع كبير الرحالة»فواز الغجري»وهذا ما يجعله مطاردًا من أهل النجع والرحالة فى آن واحد حيث يرى»الرحالة»أنه قاتل كبيرهم ويسعى»فارس»للنيل من عشيق أمه الذى يظنه على قيد الحياة، بينما يسعى»عابر»ابن كبير الرحالة لقتل فارس الذي لايعرف أحد بمكانه، ومن خلال الأحداث نتعرف على الطبيعة الموحشة للمجتمع المنغلق الذى يسير على تعاليم وعادات السابقين الخاطئة، وبمساعدة المشعوذة تحول مصير المجتمع لعالم تغمره الدماء،ويرتكز العرض على تقديم ملامح فارس النفسية وتدفعه المشعوذة وتبث في عقله الانتقام والثأر من أمه كما يثأر تباعًامن أخته»حسنة»التي تقع في الخطيئة كأمها مع عشيقها «باهي» وتتصاعد الأحداث بتصاعد الصراع الداخلي النفسي لفارس والشعور بالألم الكبير لما يُحدث له، ومن ثم يهدُف العرض ويؤكد أن الثأر ليس هو الحل لقضايانا ومشكلاتنا ولابد أن نتخلى عن هذه العادة السيئة التي لانجني منها غير إراقة الدماء وإزهاق الأرواح فهي تبث العنف والعدوان والكراهية في نفوس الأبناء ويورث عداوة لا تنتهي.
ميراث الثأر
وقال أحمد العزب: أقدم شخصية »باهي» كبير النجع، ابن عم «فارس» وخطيب أخته»حسنة»،وتتشكل ملامح الشخصية بتصاعد الصراع بين «باهي» و«فارس» بفعل «المشعوذة»، كما يتشكل صراع آخر بالعرض بين»باهي»و»عابر الغجري»ظنًا من الثاني أن الأول قتل أبيه، وبالنهاية تدرك الحقيقة ويعرف »باهي» أن »حربي» عم عابر هو قاتل أمه، وأوضح «العزب «أن ما يحدث من كل الصراعات بفعل الخداع والسحر من قبل »المشعوذة» والعادات الخاطئة من ميراث الثأر،و إراقة الدماء، وشخصيات العرض ومن بينها»باهي»هي نماذج لشخصيات بمجتمعاتنا المصرية وخصوصًا مجتمع الجنوب تسعى بسلوكها وبتصاعد الأحداث واشتباك العلاقات أن تُقدم نموذجًا لواقع معاش، كما توضح شخصية «باهي» أنه رغم الصراع لا نفقد المحبة والود التي نحملها لأقاربنا ورغما من حصار الشك بعقله لكنه لم يكره ابن عمه «فارس» أبدا، وظلت محبته بقلبه لنهاية أحداث العرض،غير أنه بفعل سحر المشعوذة يُدفع لأن يقتل »فارس»، رغما أن ما كان بينه وبين حسنة هو فقط حب عذري غير ما كان يظن «فارس» وما ضلل به، وأضاف العزب: حاولت أن أُوضح ملامح الشخصية من مختلف الجوانب،وخصوصا النخوة والتي يتسم بها الشاب الصعيدي وأنه لا يتنكر لأهله ومن أحب ويخلص لهما لنهاية عمره ويواجه كل أمر يُبعد بينه وبين عائلته،رغم ما حدث من تدخل من الغجر لزرع الغل بداخل نفوسنا غير أننا سنظل نحاول أن نبقي مترابطين،وكانت كل ملامح الشخصية النفسية والجسدية مهمة لإظهارها بوضوح للجمهور لتوضيح رسائل العرض
فريق العرض
العرض المسرحي «قلب الجبل»: من تمثيل جاسر حسين في دور «عارف العبيط»، رغده أبو الخير في دور «المشعوذة»، أحمد سعد في دور «فارس»، فاطمه محمد في دور «الغجرية»، أحمد العزب في دور «باهي»، عبير عزب في دور «حسنة»، محمد محمد في دور العم، محمد الطيب» في دور «عابر»، مصطفى محمد في دور الطفل، محمد سيد في دور «بائع العيش»، محمد عبد العال في دور «بائع البيض»، أحمد محمد ومحمود محمد في دور «أهل البلد»
العرض المسرحي «قلب الجبل» من تأليف علي عثمان، وأشعار أيمن الطاهر، وألحان أيام أبو الحجاج، ديكور وملابس بدور النوبي، تصميم استعراضات مصطفى أمين، وإخراج شريف النوبي، وتقدمه فرقة قصر الطارف المسرحية بفرع ثقافة الأقصر بإقليم جنوب الصعيد الثقافي من إنتاج الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
 


همت مصطفى