التجريبي يحتفي بـ60 سنه طليعة ..المتحدثون يكشفون التاريخ من الجيب إلي الطليعة

التجريبي يحتفي بـ60 سنه طليعة ..المتحدثون يكشفون التاريخ من الجيب إلي الطليعة

العدد 840 صدر بتاريخ 2أكتوبر2023

شهد اليوم الخامس من فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في نسخته الأخيرة احتفاء بمرور 60 عاما على مسرح الطليعة بحضور كوكبة من الباحثين والنقاد والفنانين المصريين و العرب بمقر إقامة الندوات بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية  وذلك يوم الثلاثاء الموافق 5 سبتمبر الجاري تحدث فيها  الأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل، الأستاذ الدكتور محمود سعيد، الباحث محمد علام، المخرج عادل حسان، أدار الندوة الناقد محمد الروبي  الذي طالب في البداية الوقوف دقيقة حداد على روح شهداء حريق مسرح بني سويف ووصفهم بأنهم «المسرحيين الحفاة» علي غرار الأطباء الصينيون «الأطباء الحفاة» ثم تطرق لموضوع الندوة الذي يحمل اسم 60 سنه طليعة قائلا إن مسرح الطليعة ارتباطه بالتجريب هو ارتباط ممتد منذ أن فكر الأوائل في إنشاء هذا الصرح مضيفاً أنه يرفع القبعة لمن فكر في هذا الاسم (الطليعة) ف الطليعة هي الكتائب التي تسبق الجيوش لتستطلع وتستكشف ثم تمهد الأرض لمغامراتها العسكرية إذن الطليعة هنا يعني الاستكشاف ثم تحدث عن إدارة الطليعة بالتفصيل علي مدار 60 عاما ولكنة توقف عند محطة هامه في محطات الطليعة وهي محطة سمير العصفوري وإدارته لهذا المسرح مؤكداً انه أحد مؤسسي هذا الكيان فعندما نذكر الطليعة نذكر سمير العصفوري لأن المسرح تحول في ذلك الوقت لساحة التقاء الشباب فهو من قام بعمل نادي مسرح الطليعة وقاعة 79 المعروفة بقاعة صلاح عبد الصبور الآن ترك الروبي الساحة للمتحدثين لسرد أبحاثهم الغنية بغامرات وحكايات مسرح الطليعة وكانت البداية عند الباحث محمد علام .

محمد علام: الطليعة مسارات التجريب
 في البداية قدم الباحث محمد علام  الشكر لإدارة المهرجان التجريبي برئاسة الكاتب سامح مهران على هذه الندوة .
 قال علام دارسته تحمل عنوان مسرح الطليعة مسارات التجريب والراهن الاجتماعي قراءة في النصوص العربية التي قدمت على هذا المسرح منذ عام 68 إلى 2016
القي علام إطلالة سريعة على فكرة  تأسيس  مسرح الطليعة في 1962 وكيف بدء  كفكرة قدمها الفنان الكبير سعد أردش من خلال تقرير قدمه بعد بعثته من دراسة الدكتوراه في إيطاليا والفكرة تقدمت بعد ذلك  للكاتب الكبير توفيق الحكيم الذي عرضها علي الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة أن ذاك  وتم إنشاء  المسرح في 63 ولكنه أنشأ تحت اسم  مسرح الجيب وواجه مجموعة من الأسئلة التي طرحت نفسها ومنها ماذا سيقدم مسرح الجيب وما هي أشكال التجريب المسرحي التي سيقدمها ومن المؤهل حاليا لإخراجها وهل مسارات التجريب التي ستؤدي  إلى الانقطاع عن الراهن الاجتماعي بتجلياته المحلية والعربية وما هي الاستراتيجية التي من المفترض أن يسير عليها هذا المسرح؟؟  أضاف علام في بحثه أن الفنان سعد أردش تعمد خلق صدمة  للمشاهد المصري في  فترة  الستينيات ونقل تجربة من التجارب المغايرة  وكان من الصعب  إن يكون هناك تواصل بين الوسط المسرحي المصري و بين التجارب الطليعية التي تعرض في أوروبا فقدم أول عرض من إخراجه وكان عرض «لعبة النهاية» 
أشار علام إن تقديم هذا العرض لم يقبل بأي حفاوة ولم يقابل سوى بالصدمة وب الانتقادات الشديدة جدا وتواجه بشكل شرس من النقاد واعترف سعد اردش بصدمة أثارتها تلك العروض التي قدمت في هذا التوقيت وقال لقد بدأنا بالجديد الصارخ على أمل أن نقيس البعد الزمني بين مسرحنا اليوم و المسرح العالمي ولكننا عائدون إلى القديم محاولون أن ننتظره ونفيد منه ما أفاد غيرنا من قبل ليصنعوا مسرحا وطنيا عالميا إن مسرح الجيب لا يعتنق اتجاه فنيا أو فلسفيا معين ولكنه يحاول أن يساير التطور في مجتمعنا البناء باستطلاع كافة قطاعات الثقافة المسرحية في العالم وتهيئة البيئة المعملية للاستنبات مقومات ثقافية مسرحية جديدة تضاف إلى المسرح المصري في الموسم المقبل
ثم اتجه مسرح الجيب إنه يقدم نصوص عالمية ولكن ليس تجريبية بمفهوم القائم على انقطاع عن الماضي وابتكار الجديد ولكن حاول إنه يقدم نصوص  لتشيكوف علي سبيل المثال  واتجه مسرح الجيب إلى حد ما في  الموسم الثاني منه  يقوم بدور تثقيفي بالأشكال والأنماط والمدارس المسرحية الموجودة في الغرب وهذا الدور استمر حتي عام 65 مع  تقديم مسرحية بستان الكرز لأنطون تشيكوف من إخراج نجيب سرور عام 1965 وبعدها مباشرة تقدم سعد أردش باستقالته و مسرح الجيب ظل منذ تأسيسه يبحث عن سياسة يستطيع بها أن يختار ما يقدمه وبعد تقديم الطليعي الصادم قدم الكلاسيكي المعتاد وهو ما يمثل بعض الشيء ارتدادا  لسياسة مواكبة الحركة المسرحية الطليعية في أوروبا أو حتى سياسة التثقيف بأشكال وأنواع المسرح الحداثي في ذلك الوقت ويعد خروجا عن أهداف مسرح الجيب الذي كان يهدف من البداية أن يواكب مستجدات الحركة المسرحية ولم يتجه مسرح الطليعة طوال تلك المواسم إلى تقديم أي نص من المؤلفين العرب في تلك الفترة رغم أن مصر كانت في هذا التوقيت كانت تعيش فترة ازدهار القومية العربية والمشروع العربي ولكن لا يوجد استراتيجية مسرح الطليعة لتقديم نص من النصوص  العربية ظل الأمر بهذا الشكل  حتي تولى الفنان كرم مطاوع  إدارة المسرح ولكن  أشار علام إن مطاوع كان  عائداً من أوروبا وقدم أول مسرحياته مع يوسف إدريس وهي مسرحية «الفرافير»  وقدمه بشكل متقن في ذلك الوقت    وهو الشكل الطليعي ولكن قدم على خشبة المسرح القومي وليس مسرح الطليعة وهنا بعض النقاد  واجهوا التجربة  بشراسة شديدة  ومنهم  متولي صلاح في مجلة الرسالة الذي قال  أن هذه التجربة لم تقنعني وقد ذهبت إلى المسرح وكنت أحسب أني أرى في الفرافير تقاليدا جديدة تزيد من ثروتنا المسرحية ولكنني ما رأيت إلا بدعا جوفاء خاوية بل رأيت فسادا واضطرابا لا يمكن أن يثبت أو أن يبقى لأن الزبد دائما يذهب جفاء 
كما قال أيضاً الناقد عبد الفتاح البارودي لماذا تقدموا هذه النوعية من المسرحيات على المسرح القومي انه عرض تجريبي ومغاير وطليعي ويجب تقديم تلك التجارب الغير مفهومة على خشبة مسرح الطليعة 
اكد علام إن  المقصود من هذه الإشارة إن مسرح الجيب أو مسرح الطليعة مازال يبحث عن سياسته  اتجه كرم مطاوع أن يقدم نصوصاً مستمده من القرية المصرية وقدم ده بشكل كبير في تجارب  مختلفة والبحث عن جذور المسرح المصري من قلب القرى والنجوع البعيدة وقدم عدد كبير من المسرحيات من ضمنها مسرحية ياسين وبهية لنجيب سرور وأيضاً واجهت هجوماً شديداً من النقاد .
وفي فترة حرب 67 أتجه هذا المسرح بشكل مختلف  وتم ظهور أول نص عربي على خشبة مسرح الجيب وهو نص «الأجداد يزدادون ضراوة» ونص  «مسحوق الذكاء» للكاتب ياسين الكاتب  قدمهم كرم مطاوع من إخراجه وتبدأ هنا تجربة مغايرة مختلفة لأن القضية الحقيقة عند كاتب ياسين قرية داخل ذهنه قرية عالمية قرية متخيلة ولكن من هذه القرية أيضا فيها الهموم التي يتعرض لها المجتمع العربي في ذلك الوقت هموم كثيرة منها  الاستعمار وهموم التمرد على السلطة الفاسدة وهموم  استثارة الوعي التحريضي بالمقاومة ومواجهة العدو والمستعمر وإلى آخره يستمر المسرح بهذا الشكل محققاً نجاح كبيراً خاصةً أن العروض أو النصوص التي تعرض في المسرح في وقت الحرب نصوص تحريضية ضد المستعمر .
ومن هنا يبدأ التواصل العربي مع مسرح الطليعة ورغم انه تواصل محدود لكنه مهم على مدى سنوات طويلة نتج عن هذا التواصل إنتاج ثمانية نصوص عربية بعضها قدم لأكثر من مرة قدمت هذه النصوص على مسرح الطليعة وهي الأجداد يزدادون ضراوة، مسحوق الذكاء لكاتب ياسين، ثورة الزنج ل معين بسيسو، كيف تصعد دون أن تتزحلق لوليد إخلاصي،  التربيع والتدوير لعز الدين المدني، رحلة حنظلة لسعد الله ونوس، اسمع يا عبد السميع لعبد الكريم برشيد،  المهرج لمحمد المغول، 
وفي النهاية القي علام  إشارة سريعة إلى الظواهر المتمثلة في هؤلاء الثمانية وما يميز كلا منهم في تقديم نصوصه التي كانت تواكب تلك الفترة الزمنية

محمود سعيد: التجريب قلق يتبعه وعي
 أما الناقد المصري محمود سعيد يقول في ورقته البحثية بعنوان ( المأثور الشعبي والوعي بالثقافة والتجديد في عروض مسرح الطليعة) :
في بداية كل مسرح يخلو من لمحات التجريب يعتبر مسرح ساكن والسكون يعني  موت ومن الموت خُلق اكثر من عرض شعبي، وفي ورقتي البحثية لعبت على صيغة الموت كمفارقة، ثم طرح سؤال، كيف لعب عليها العرض الشعبي في مسرح الطليعة ؟، وأستكمل قائلاً أنه في مسرحنا العربي نحن أمام تجربة ممتدة لفكرة التحول من كلام التبسيط ولغوه المكرر إلى وضع التجديد بممكنات التغيير هروباً من سؤال الكينونة الممل إلى أسئلة التحول القلقة والقلق في وجهة نظري هو اصل المسرح.
وأستكمل قائلاً: التجريب هو في الأصل القلق لابد من القلق أن يصيبني سواء من الموت أي الميلاد وعن الحياة فهو في الأصل قلق يتبعه وعي ومن النقطة القلقة كانت نقطة البداية في هذه الورقة حيث اللعب على المفردات الشعبية (الحكاية ,الأغنية, أيادي الفرح, الميلاد, الموت) حتى مواويل وأغاني العمال واستخدامها في الموروث الشعبي وهو في الأصل حالة إنسانية سقطها العقول في أزمنة مغايره، حيث يتجسد هذا الموروث على خشبه المسرح لنجد انفسنا أمام مجموعة من الحقوق كحق الكاتب في التفسير والقارئ في الاختلاف وحق المبدع في التجريب والمتلقي في المناقشة ومن هذه الحقوق المنتزعة تبدأ تجربه اكثر من عرض شعبي.
وذكر مسرحية يا طالع الشجرة لتوفيق الحكيم قائلاً:
سأبدأ بعرض يا طالع الشجرة لتوفيق الحكيم إخراج سيد طليب في ثمانينيات القرن الماضي حيث يواجهنا النص والعرض بأغنية المعروفة (يا طالع الشجرة هات لي معاك بقره تحلب وتديني من المعلقة الصيني) .
حيث علمت بسبب ذكرى لي معها فيما بعد بعدما كنت أتساءل عن معناها فبعد دخولي لقسم المسرح في التسعينات فوجئت بتوفيق الحكيم يستحضر تلك الأغنية مجدداً حتى علمت أن الأغنية تعبر عن موال الفقر و الجوع و العطش.
وتابع: أخذ الحكيم تلك الأغنية من التراث الشعبي والتي أخذها من طين الريف ليكون بينها عرض مسرحي، وعندما أخرجها  المبدع سيد طليب، أختصر العرض بأكمله في ستارة سوداء ومجموعة من التماثيل والأشكال الغريبة وبدأ الأغنية بإيقاعات الديسكو وهو ما جعل الأقلام الناقدة تتحرك نحوه بالعنف والشدة في تلك الفترة لكنني أعتبره ذكياً جداً لأنه أخترق لعبة التراث حيث وظف الأغنية في اطار غربي.
وتابع: أما التجربة الثانية كانت عن المخرج الكبير سمير العصفوري وهو صاحب تجربة ممتدة مع المسرح المصري وخاصة مع مسرح الطليعة فسمير العصفوري عنوان مهم ومرهف وضخم  يصعب الإلمام بتجاربه في ندوة واحدة، وتعد أول تجاربه مع التراث في الطليعة بمسرحية الملك المعروف لهشام عبد الحكيم ولكن تناول سمير العصفوري الملك معروف بشكل مختلف رسم لنا الخشبة بشكلها الفني والشعبي حيث الموال الشعبي على الخشبة وجعل الملك يختلط مع الجمهور ، ويذكر أن اشهر تجارب سمير العصفوري  (مقامات العصفوري. أو البريدية أو الكامب شيراز مزجها مع قصائد بيرم التونسي) فسمير العصفوري عندما يتناول الموروث الشعبي يعلم الأجيال كيفية التعايش مع الكلمة والغنوة، فعلى سبيل المثال مسرحية الطوق والأسورة، تجربة نجاح امتدت من 96 لحوالي ربع قرن، لعبت على تيمة الموت في قرية بعيدة محاطة بأغاني الموت فالمخرج بعد عن الرواية ليقترب اكثر لتيمة الموت،  نستنتج من ذلك أن معظم العروض الشعبية اجتمعوا لمقاومة الموت بحثاً عن الخلود، الموروثات الشعبية تؤدي رسالة هذا أكيد، وقد ذكرنا بعض الأسماء فقط بينما هناك العديد.

سيد علي: العصفوري يخضع للتحقيق بسبب قاعة مسرح الطليعة
قال الدكتور سيد علي إسماعيل في مستهل سردة عن البحث الذي قدمة انه بحث كبير لكن أقوم باختصار ما هو  مفيد به  من وجهة نظري وهو الجانب المخفي والمجهول والسر عن مسرح التيار والمقصود هنا أن مسرح الطليعة بوتقة التجريب المسرحي والرقابة المسرحية في صورة الدولة شكلت هذا الأمر بالنسبة للمسرح  مؤكداً أن هذا ما يهدفه البحث ولكن بناء على ما قيل هناك جزئية مهمة تاريخية لو بالأحرى أمرين تاريخيين لابد من توضيحهم بصورة سريعة وهما لا علاقة بين فرقة الطليعة ومسرح الطليعة في تاريخ المسرح المصري فرقة الطليعة عملت 1940 من مجموعة شباب تخرجوا من معهد فن التمثيل القديم والتحقوا بالفرقة القومية ولكن وللأسف لم يجد لهم أدوارا بل كانوا عبارة عن كومبارس إلى آخره تمردوا على هذا الوضع وشكلوا فرقة الطليعة تتبع المسرح القومي ولكن  لم تدم طويلا وانتهت وتشكلت وتنتهي وهكذا . 
 الأمر الثاني هي احتفالنا بمرور 60 سنة علما بأن مسرح الطليعة 1973 أو 72 يعني 50 سنة لماذا حسبته 60 ؟ لإن هناك عشر سنوات موجودين محسوبين على الطليعة من خلال مسرح الجيب وهذا الأمر لم يتكرر كثيراً .
 توقف إسماعيل قليلا عند بعض النقاط التاريخية المهمة نوعا ما قائلا أولا لابد أن نعلم إن مسرح الجيب إذا كان أنشأ على يد سعد أردش لكن أول من تحدث عن مسرح الجيب ونادى بوجوده في مصر كان رشدي صالح في مقالة مهمة عام 1957 قبل إنشاء أو قبل ظهور مسرح الجيب بحوالي خمس سنوات وكان يتكلم عن تجارب مسرحية في ألمانيا وطالب أن تكون موجودة في مصر من خلال تبرع الأندية الرياضية وحدد الأهلي والزمالك والترسانة في ذلك الوقت بوصفهم من أشهر الفرق الرياضية المهم أن سعد اردش هو من افتتح مسرح الجيب الذي واجه  هجوماً كبيراً وأشار إلي مقاله  عبد الله الطوخي مع  أول ظهور المسرح الجديد وقال فيها « إن  جمهور الجيب محدود وسيعرض ومسرحيات غريبة للمثقفين فقط ولا بد أنهم يحتملوا اي صدمه سوف تعرض عليهم»  هذه هي الصور الذهنية لمسرح جيب قبل أن يبدأ أول عروض وعند  بدء عروضه بالفعل ارتبط بالتجريب.
استطرد حديثة أن النقطة هنا ليست مجرد كلام على عواهنه ولكن عبد المنعم الحفني أول من نشر مقال سنة 62 بهذا العنوان «مسرح الجيب هو المسرح التجريبي» .
وبعد عرضين في أقل من شهر احترق المسرح للأسف الشديد والبعض فرحوا بل وكتب صالح جودة مقال الشامتة وقال «بعد حرقه مباشرة هل من الاشتراكية أن ننفق آلاف الجنيهات على مسرح خاص لا صلة له بالشعب ولا جمهور له وهل انتهينا من بناء المعقول حتى نبدأ بناء اللا معقول» أشار إسماعيل أيضاً في حديثه  أن هذا هو الهجوم الذي يوجه حاليا إلى المهرجان التجريبي وكأنه كان موجودا من 62 سنة.
استمر مسرح الجيب وانتقل إلى مسرح الجمهورية بعد حريقه ثم انتقل إلى مقرة  الثالث وهو المبنى الفرعوني بالحديقة الفرعونية وكان عدد مقاعده  122 مقعدا، وبعد نكسة 67 تعالت الأصوات اغلقوا هذا المسرح الذي يستنفذ الأموال ومن اهم من كتبوا في هذا الأمر كان كلاوس وهو عبد الله أحمد عبد الله وطرح سؤالاً ماذا فعل مسرح الجيب للمسرح العربي المعاصر خلال السنوات التي عاشها حتى الآن بل أكون أكثر تحديدا ماذا فعل لرجل الشارع  دافع الضرائب التي تتحول إلى مرتبات ومكافآت (وفانتازيات) في مسرح الجيب وسواه من التقاليع المستوردة وهو نفس الهجوم الذي يقدم  الآن في المهرجان التجريبي وكأن الاتهام موجود منذ زمنا بعيد لقت هذه الدعوة نجاح وتوقف مسرح الجيب ظهر بعد ذلك مسرح ال100 كرسي لكن عاد مسرح الجيب مرة أخرى عاد في أي مكان لم يجد له مكاناً إلا مسرح حديقة الأزبكية الصيفي هو المسرح القومي الصيفي الذي تحول إلى مسرح 26 يوليو ثم تحول إلى مسرح زكي طليمات  ثم تحول إلى مسرح الطليعة وهو الاسم الأخير  بدأ ظهور مسرح الطليعة رسمياً في عام  73 في الإعلانات كان يقال مسرح الطليعة مسرح الجيب سابقا  إلى آخره حتى توقفت  كلمة سابقا وأصبح مسرح الطليعة فقط مع بداية ظهور سمير العصفوري الذي كان وراء إنشاء القاعة التي كانت تسمي المسرح الصغير لا اسم لها بعد ذلك .
ثم سميت لاحقاً بقاعه صلاح عبد الصبور بعد أن تحول للتحقيق بداعي انه خالف التقسيم الهندسي وعدم الالتزام ب المواصفات وخالف البناء ولكن من سانده في هذه الأزمة ووقف بجواره هو صلاح عبد الصبور وانتهت المشكلة ومن هنا أطلق العصفوري اسم صلاح عبد الصبور على القاعة بعد وفاته إجلالا واحتراما لما فعله للقاعة وفي السياق ذاته كشف إسماعيل عن بعض الأسرار والأزمات وخبايا مسرح الطليعة والحديث عن مجاملات من الرقباء في بعض الأحيان  وارتباط مسرح الطليعة ذهنياً لدى الرقابة بأنه مسرح للتجارب والغرائب ولا يعد مسرحا جماهيريا واستمر الهجوم  طويلاً  مؤكداً في النهاية أن ما سبق يتضح لنا أن مسرح الجيب منذ ظهوره وهو يهاجم من قبل من يرونه خطرا على المسرح الجماهيري كونه يحمل تجارب أجنبية بعيدة عن عاداتنا وأخلاقنا ويستنزف أموال ميزانية الوزارة ومن ناحية أخرى هو مسرح نخبه لا يشاهده إلا فئة قليلة من المثقفين وظل هذا الهجوم يقاوم في كل مكان ينتقل إليه حتى استقر في قاعة صلاح عبد الصبور بوصفها قاعدة التجريب المسرحي في مصر والتي كانت سببا من أسباب ظهور المهرجان التجريبي الذي أصبح وريثا شرعيا لهذا الهجوم وان جميع صيغ وعبارات الهجوم التي تعرض لها مسرح الجيب هي ذاتها الصيغ والعبارات التي توجه إلى المهرجان حالياً.

عادل حسان : في اخر عامين الطليعة يعمل 24 ساعه في اليوم
في بداية ادارتي لمسرح الطليعة بدأت أدرس الطرق الإدارية  لمن سبقني وبدأت بعمل جلسات مع هشام جمعة وسمير العصفوري أبرز الناس الذين داروا المسرح،  وكان أبرز الأشياء كما أشار الناقد محمد الروبي هو نادي مسرح الطليعة الذي أنشأه العصفوري فمن هنا كانت البداية، وطرح متسائلاً، كيف نربط هذا النادي بالشباب الحالي؟، في الحقيقة في أول ثلاثة أشهر كانت عضوية النادي 1200 عضو والآن تصل العضوية لأكثر من 3250 وهذا العدد هو أساس مسرح الطليعة، لدينا أيضاً بجانب الإنتاج المسرحي جانب تدريبي من خلال الورش المجانية للشباب التي تشمل عناصر مختلفة من العرض المسرحي، قمنا بعمل ورشة حكي خلقت جيلاً جديداً وجذبت  فئات من أجيال بأعمار مختلفة، فكرة الجذب كانت قائمة على نادي مسرح الطليعة وربط الجمهور بالمسرح وجذب الفئات الشبابية.
وتابع قائلاً: أنه على مدار سنتين ونصف أنتجنا حوالي 12 عرضاً مسرحياً  بليالي عرض طويلة فالمسرح مضاء على مدار العام يعمل 24 ساعة في اليوم وهذا يعد عامل جذب آخر، فعلى مدار الأسبوع هناك عرضين عرض في الثامنة في قاعة صلاح عبد الصبور والآخر في التاسعة والنصف، وهي فكرة كانت موجودة من قبل لكن كانت العروض بالتوالي وليس توازي، واستكمل، أن مسرح الطليعة مهم ونأمل أن يستعيد التجدد بطاقات شبابية، فقد تميزت المواسم الماضية بوجود أجيال مختلفة من الكوادر الشبابية لهذا المسرح الذي بالمناسبة يحتضن إنتاج الجامعة وهذا جعل لمسرح الطليعة جمهوراً مختلفاً  من جمهور الجامعة، وقال انه هناك موسم جديد في أكتوبر ( المعهد في الطليعة) حيث نقدم بالتعاون مع المعهد العالي للفنون المسرحية 6 عروض مسرحية قدمت في الدراسات العليا أثناء العام الدراسي
وقال: أن مسرح الطليعة هو فرصه لأي فنان يرغب في إخراج عرض أو إخراجه للنور فنحن نعمل على جميع العناصر حيث نوفر له كل شيء إدارة إنتاج ومحتوى  تسويق دعايا، وبالتالي اعتبر هذا المسرح قائم على تجربة ذاتية في كل شيء فلدينا ورشة ديكور ووحدة تصنيع الأزياء وعمالة على مستوى من الكفاءة ..الخ، وصلنا لإنتاج العرض من بدايته وحتى نهايته فهذا المصنع ينتج فنانين وعروض مسرحية فكل ما يخص العرض ينتج بالكامل من خلال الورش الفنية، فلم يعد هناك عوائق  كما السابق لصناعة الفن ويمكن في وجهة نظري أن الأزمة الوحيدة تكمن في أزمة الدعاية.
 


محمود عبد العزيز-  ساره عمرو