العدد 942 صدر بتاريخ 15سبتمبر2025
أسدل الستار مساء الإثنين 8 سبتمبر 2025 على فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، فى ختام احتفالى أقيم على مسرح الجمهورية وسط حضور جماهيرى ونخبوى واسع.منذ انطلاقه مطلع التسعينيات، ظل المهرجان علامة فارقة فى خريطة الفنون الحية، ورسّخ مكانته كمنصة للتجديد والتجريب ونافذة تطل منها التجارب المسرحية العربية والعالمية على السواء.
الدورة الـ32 جاءت لتؤكد استمرار هذا الدور الريادى، إذ شاركت فيها أكثر من 30 دولة وقدمت عروضًا من مدارس مسرحية متعددة، إلى جانب ندوات فكرية وورش فنية تناولت موضوعات راهنة مثل “المسرح وما بعد العولمة” و”الذكاء الاصطناعى فى العرض المسرحي”.كما شهدت إصدارات بحثية ونقدية أسهمت فى توثيق المشهد وإثراء الحوار.
وقد شكلت هذه الدورة نقطة التقاء مهمة للمسرحيين العرب الذين عبروا عن تقديرهم الكبير للتجريبى، معتبرين إياه مختبرًا مفتوحًا للتجديد الفنى وكسر القوالب التقليدية، ومنصة تعكس روح الإبداع العربى فى تواصله مع التجارب العالمية. بعضهم رأى فيه جسرًا ثقافيًا بين المشرق والمغرب، وآخرون اعتبروه مدرسة مسرحية متجددة تلهم الأجيال القادمة.
وهكذا، لم يكن المهرجان مجرد حدث فنى عابر، بل محطة أساسية لإعادة طرح أسئلة المسرح العربى ومستقبله، من خلال عيون وتجارب رواده فى الدورة الثانية والثلاثين.
الدورة الـ32 من مهرجان القاهرة التجريبى كانت منصة للتجديد والابتكار
الإعلامى والفنان العراقى ماجد لفته العابد أعرب عن تقديره للدورة الثانية والثلاثين من المهرجان فقال: “يعتبر مهرجان القاهرة التجريبى من أهم وأبرز المهرجانات المسرحية فى العالم العربى وهو فعلًا منصة فريدة تجمع بين مختلف التجارب المسرحية المعاصرة ويشكل حدثًا ينتظره كل مسرحى بفارغ الصبر لما له من دور بارز فى إثراء الحركة المسرحية وتقديم الجديد والمبتكر. الدورة الـ32 للمهرجان جاءت لتؤكد هذه المكانة بكل جدارة؛ حيث شهدت تنوعًا وإثراءً فى العروض مما أتاح للجمهور والمسرحيين فرصة التعرف على مستويات مختلفة من الإبداع المسرحى من بين أبرز ما ميز هذه الدورة هو العدد اللافت لعروض المونودراما التى شكلت إضافة نوعية للمهرجان فهى ليست مجرد عروض فردية بل تعكس قدرة الممثل على حمل العرض بشكل كامل وتعبر عن توجه مسرحى حديث يركز على قوة الأداء الفردى والرسائل العميقة التى يمكن تقديمها من خلال شخصية واحدة فقط.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك كانت الجلسات الصباحية التى أقيمت على هامش المهرجان من أجمل وأهم الفعاليات التى أضافت قيمة كبيرة للمشاركين هذه الجلسات لم تكن مجرد لقاءات نقاشية عادية بل كانت ورشًا معرفية مليئة بالأفكار والمعلومات التى تتناول قضايا المسرح المعاصر وتستضيف أسماءً مسرحية عالمية لها وزنها مما أتاح للحضور فرصة نادرة للاطلاع على تجارب وخبرات دولية وتبادل الرؤى مع خبراء وفنانين متميزين.
إن هذا النجاح لم يكن ليحدث إلا بفضل التنظيم المحكم والجهود الكبيرة التى بذلتها إدارة مهرجان القاهرة والتى أثبتت مرة أخرى أنها قادرة على تقديم تجربة متكاملة تجمع بين الاحترافية وروح التجديد.
فكل الشكر والتقدير لكل من ساهم فى إنجاح هذه الدورة من القائمين على التنظيم إلى الفنانين المشاركين وصولًا إلى الجمهور الذى كان جزءًا لا يتجزأ من هذا الحدث الثقافى العظيم.
باختصار الدورة الـ32 من مهرجان القاهرة التجريبى لم تكن مجرد مهرجان عادى بل كانت منصة للتجديد والابتكار ومناسبة لتعميق التواصل المسرحى على المستوى المحلى والدولى ما يعزز مكانة القاهرة كعاصمة للفن المسرحى فى المنطقة.
تميز بإصراره على الاستمرار ومقاومة الظروف
المسرحى العراقى ماجد درندش قال:» إن مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى بدورته 32، تميز بإصراره على الاستمرار ومقاومة الظروف التى من الممكن أن تؤدى به الى التعثر وعدم الارتقاء الى الدورات السابقة، بجهود العاملين فى هذا المهرجان الدولى الهام وعلى رأسهم البروفيسور د.سامح مهران، وبالعقول النيرة التى حاولت ان تتخطى كل الصعاب من اجل ظهور الدورة 32 الى النور، وهذه جهود يجب ان نقف عندها باعتبارها صرخة بوجه المشوه لتخُط جملتها على «أن المسرح لن يتوقف فى مصر الحضارات حتى لو تحولت الحياة الى جحيم».
وأكدت لجنة اختيار العروض مهنيتها وحرصها بالحفاظ على هوية المهرجان فبرزت اساليبًا مختلفة ومتنوعة والقادمة من ثقافات وحضارات مختلف، هناك عروض الرقص التعبيرى والفيزيائى والعروض التجريبية العالمية والعربية المنطلقة من نصوص وعروض عربية خالصة وهناك أشكال رقمية، وكلى ثقة بما تبقى من العروض سيقفز بإيقاع المهرجان الى أعلى وستكون العروض القادمة أكثر دهشة وسحرًا، لتكون المنافسة قيمة واختيار الأفضل سيكون صعبًا عند لجنة الحكم الموقرة.
وتابع قائلًا: أما المحور الفكرى تناول فى احدى محاوره خطورة الذكاء الاصطناعى على الفكر الجمالى والعقل الذى مهمته الابتكار والاكتشاف من أجل الحفاظ على حق الانسان فى انتاج الثقافة والفنون والاشكال والاساليب الابداعية.
مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى سيظل فى الصفوف الاولى لأنه يحمل فيه مضامينه نظرة مستقبلية تؤكد او همها ان تأخذ المسرح العربى الى أمام ليكون منافسًا للتجارب العالمية وفى مختلف بقاع العالم.
ما يزيد من أهمية هذه الدورة أنها جمعت المسرحيين من مختلف دول العالم فى فضاء واحد
فيما قال المخرج البحرينى خالد الرويعى عن رأيه فى هذه الدورة: “أرى أن الدورة 32 لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى تميّزت بمحورها الفكرى، إذ طرحت أسئلة جريئة حول علاقة المسرح بالذكاء الاصطناعى ومستقبل المسرح، وفتحت نقاشات معمّقة تؤكد أن المسرح ليس مجرد حالة فنية خالصة بل تفكير فلسفى وجمالى وهذا هو دأب المهرجان كعادته. وما يزيد من اهمية هذه الدورة أنها جمعت المسرحيين من مختلف دول العالم فى فضاء واحد، ليصبح المهرجان منصة للحوار العالمى حول قضايا المسرح المعاصر.
الخلط فى مفهوم التجريب على مدى 30 عامًا
فيما أوضح المخرج المسرحى ومدير مهرجان الأردن الدولى للمسرح الحر على عليان أهمية المهرجان فقال: “استطاع المسرحيون العرب الاستفادة المباشرة من مخرجات مفهوم التجريب من خلال متابعة العروض المسرحية العالمية التى تعاطت مع مفهوم التجريب وفق رؤى ثابتة فى الفهم والدلالة والمعنى ووفق رؤى علمية واضحة فى تجسيد هذه المفاهيم التى اربك العقل عند المسرحى العربى وذهبت به الى عدة اتجاهات متعددة بين التقليد الأعمى المسطح وبين ادراك الحالة التجريبية ودراسة جدواها من اجل التعاطى معها بشكل حداثوى يتقاطع مع هذا المفهوم الذى اصبح له مهرجانا وحيدا فى القاهرة ومتفردا يحمل التسمية ذاتها، وبما ان هذه التسمية جائت بالعديد من العروض المسرحية العالمية رفيعة المستوى وبنفس الوقت فى عالمنا العربى كان هناك مسرحيون يتعاطون مع هذا المفهوم ولكن وفق منظور عربى وقدموا تجارب مسرحية كبرى.
وتابع قائلًا: “وقبل انطلاقة مفهوم التجريبى بسنوات طويلة وعلى سبيل المثال لا الحصر كان كرم مطاوع وألفرد فرج وسعد أردش وخالد الطريفى وعبدالله السعداوى ومحمد ادريس وفواز الساجر والرحابنة وصلاح القصب وفاضل خليل وابراهيم جلال وفؤاد الشطى وغيرهم الكثير فى عالمنا العربى.
اما التقليد الاعمى الذى انتشر فى فترة التسعينيات من القرن الماضى للعديد من المخرجين العرب الذين أصابتهم الدهشة حين مشاهدة العروض الغربية فى محاولة لتقليدها فى بلدانهم مما اربك الحالة المسرحية فى الادعاء بالتجريب، بينما فى الواقع هو تخريب فى الخيال لدى المدعى والذى انعكس تخريبا على واقع مسرحى يتعاطى معه الجمهور بشكل دائم، وهذا التجريب المسطح انتشر بين الاخرين فى محاولة لمحاكاة الواقع الجديد الذى فرضته رؤى غير واعية للمفهوم واهميته وكيفية التعاطى معه فذهبت العروض المسرحية فى اغلبها نحو الاغراق فى العبث والسوداوية واجترار العواطف وخلط الحابل بالنابل والإضاءة المعتمة وتتويه العقل لدى المشاركين اولا من ممثلين وتقنيين ومن ثم ارباك عقل المشاهد والذهاب به محو التوهان الفكرى ونعته بعدم الفهم وعدم قدرته على التعاطى مع التطور الحداثوى والنتيجة تطفيش هذا الجمهور.
واختتم حديثه قائلًا:”ولكن يبقى مهرجان القاهرة التجريبى هو الذى احدث التحول فى الوجدان ووضع المخرجين العرب على المحك العملى وابرز العديد منهم وجعل منهم ذو شهرة كبرى فى عالمنا العربى.
المهرجان التجريبى يحرك المياه الراكدة فى كل عام ويحفزنا على استمرار النقاش
فيما أشار د.هشام زين الدين من لبنان قائلًا: مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى هو محطة ثقافية وفنية ومسرحية ثابتة فى الخريطة الثقافية العربية، وحضوره مكسبًا معرفيًا لكل مسرحى عربى، ذلك انطلاقًا من كونه جامعًا للخبرات والابداعات العربية وبعض الخبرات الدولية التى تخلق جدليات وحوارات ومقارنات من شأنها أن توسع آفاق التفكير لدينا وتحفزنا على قبول الافكار الجديدة والتفاعل معها من ضمن جدليه الأنا والآخر التى تخرجنا من تقوقعنا واستقرارنا فى مناطقنا الآمنة التى نظنها صحيحة ونهائية فيما هى متقلبة ومتحولة بشكل مستمر، هذا المهرجان بإدارته الحكيمة المنفتحة على تجارب الآخرين، عربًا وأجانب، وباستقطابه للاجيال المختلفة من المبدعين، يحرك المياه الراكدة فى كل عام ويحفزنا على استمرار النقاش فى الأفكار والمسلمات القديمة منها والجديدة المكتسبة، خصوصًا من ضيوفه الكبار فى مجالات التنظير والتطبيق المسرحى من أوروبا وأمريكا والدول العربية.
المهرجان طاقة جاذبة نحو التجارب الجمالية والفكرية
فيما ذكر المخرج الكويتى عبد الله عبد الرسول قائلًا عن المهرجان: “إن مسرحيين العالم يجددون علاقتهم بالمسرح كل عام فى القاهرة، ليستمر بحثهم وحلمهم وشغفهم ومداولاتهم، ضمن بيئة إبداعية تصنع الوعى وتُحفّز الخيال، من خلال مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى. فهو طاقة جاذبة نحو التجارب الجمالية والفكرية، واكتشاف الإمكانات والعناصر الجديدة برؤى فلسفية معاصرة.
وتابع:”كما يشكّل بوابة للعلوم المسرحية، وملتقى للحوار المعرفى، ومختبرًا دائمًا لتوليد الرؤى، ومصدر إلهام لصنّاع المسرح، ومنصة لإعادة صياغة العلاقة الفلسفية مع الخشبة، فى إطار تعميق النقاش حول التحولات المسرحية الحديثة، وإنتاج أفكار جديدة منفتحة على المغايرة والبحث، مانحًا الخشبة دورها الأصيل كمنصّة للفكر والجمال فى شكل تفاعلى تشاركى، بحيث يصبح العرض خطابًا حيًا للتجربة ومحاكاة لوعى المتلقى.
وأضاف: “لا يكتفى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى بأن يكون حدثًا مسرحيًا مدهشًا سنويًا، بل يعمل على تفكيك أفق التوقّع، وطرح التساؤلات كأفعال إبداعية، وتحويل التجربة المسرحية إلى مختبر لاكتشاف أشكال ورؤى ولغة جديدة لا تتوقف عن التحوّل والبحث. إنه فضاء إلهام يؤكد أن المسرح ليس فنًا تقليديًا عابرًا أو روتينيًا، بل ممارسة ابتكارية مستمرة لاستكشاف آفاق الإنسان والخيال، وجسرًا للتواصل بين الثقافات، وبيئة خصبة لتحفيز التفكير النقدى، وإعادة إنتاج علاقتنا بالفن.
تابعنا ندوات على قدر عالٍ من الأهمية
الناقد والمسرحى العراقى د.بشار عليوى أعرب عن سعادته بالمهرجان التجريبى: “سعادتى كبيرة بالمشاركة والمُساهمة فى هذهِ الدورة المُتميزة من المهرجان، وتميزها متأتى من عدة صور أبرزها نوعية الفعاليات المتنوعة التى تحفل بها هذه الدورة لناحية العروض المُشاركة وكذلك محاور المجال الفكرى والندوات التى تميزت فى هذهِ الدورة بمناقشة موضوعة مهمة باتت سمة عالمنا المُعاصر ألا وهى (الذكاء الاصطناعي) ومُقارتهِ من المُمارسة المسرحية بكُليتها وقد تابعنا ندوات على قدر عالٍ من الأهمية لناحية الدراسات التى طُرحت فيها مُستعرضةً ماهية العلاقة الرابطة بين المسرح والذكاء الاصطناعى، وهذا يؤشر جدية إدارة المهرجان برئاسة د.سامح مهران فى تحديث رؤى المهرجان بوصفهِ عين مصر والعالم العربى على المسرح العالمى كُكل، فضلًا عن تنظيم ندوات (رد الجميل) وهى لفتة نبيلة وإنسانية من قبل المهرجان فى أحياء سيّر من أثروا مسرحنا العربى برؤاهم التجديدية من خلال الندوة المُكرسة للمعلم المسرحى العراقى الراحل د. سامى عبد الحميد بمُشاركة د.بشار عليوى ود.ميمون الخالدى ود. كريم عبود من العراق، فضلًا الاحتفاء بالناقد المسرحى المغربى الراحل د. حسن المنيعى، وكذلك الندوة المخصصة للاحتفاء بالفنان والباحث والمترجم المسرحى المصرى الراحل د.هناء عبد الفتاح، وأود أن أُشير هنا الى نوعية وأهمية المُكرمين لهذه الدورة والاختيارات الصائبة والمُحكمة من قبل المهرجان لهم، ولا ننسى الطيف الواسع من الإصدارات المتميزة لهذهِ الدورة التى تُثرى بشكل كبير المكتبة المسرحية العربية. شكرًا مصر العزيزة.
مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى دورته الـ32 يؤكد مجددًا مكانته كأحد أهم الملتقيات المسرحية العربية والدولية
فيما أعرب الفنان والمسرحى الإماراتى حمد الظنحانى عن سعادته بتواجده فى المهرجان فقال: “سعادتى بالوجود فى القاهرة لا توصف، فمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى دورته الـ32 يؤكد مجددًا مكانته كأحد أهم الملتقيات المسرحية العربية والدولية.ما يميز هذه الدورة هو التنوع الكبير فى العروض، والانفتاح على تجارب مسرحية من مختلف القارات، مما يثرى المشهد ويمنحنا فرصة لاكتشاف رؤى وأساليب جديدة فى التعبير المسرحى.
وأكمل حديثه قائلًا: “لقد لمستُ حُسن التنظيم، والدقة فى التفاصيل، والحرص على استقبال الضيوف بما يليق بتاريخ مصر الثقافى العريق. ومن أبرز ما لفت انتباهى هو تزاوج الفكر الأكاديمى مع التجربة العملية فى الندوات وورش العمل، مما يجعل المهرجان مدرسة مسرحية متكاملة.
وأضاف: “يبقى المسرح فى القاهرة عنوانًا للريادة، وملتقى يفتح آفاق الحوار بين الشعوب والثقافات. وإننى كفنان وضيف إماراتى، أفتخر أن أكون حاضرًا فى هذه الدورة التى تشكل جسرًا جديدًا يربط المسرح الإماراتى بالمسرح المصرى والعالمى.
مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى النسخة 32 يعتبر طفرة تحتاج لمزيد من القراءات والتأمل
قال الدكتور عادل حربى من السودان مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى النسخة 32 يعتبر طفرة تحتاج لمزيد من القراءات والتأمل.
فقد أكد المهرجان أن التجريب يحتاج لتأمل، ولا تأمل بدون فكر، ولا فكر بدون جدلية، ولا جدلية بدون وعى تراكمى وخبرات، ولا وعى تراكمى دون استمرارية.
فاستمرارية المهرجان هى لبّ التفكير، وإضافة عملية ونظرية للعالم والوطن العربى.
أصبح المهرجان مفتاحًا يفتح كل الأفكار والتساؤلات.
يقدّم المهرجان برنامجًا متنوعًا من حيث العروض والندوات الفكرية والورش وتكريم الرموز، وكل هذا يصب فى حركة تفعيل المسرح ونهضته.
وتابع: أكد المهرجان أن الذكاء الاصطناعى ليس مهددًا للمسرح، لأن للمسرح قدرة على ابتلاع كل التطور الرقمى والتكنولوجى والتحولات الفكرية والاختلافات والخلافات عبر التاريخ والتجارب المعملية والرؤى المستقبلية.
واختتم حديثه مشيدًا بعرض الافتتاح فقال: وأحيّى عرض الافتتاح لأنه قدّم لغة وصورة تجريبية مواكبة، استنطقت التاريخ والأفكار والرسومات والرموز والأسرار، وأعطت تذكرة بأن التجريب قادر على أن يتحاور مع الحضارات وينفذ داخلها ويحرك الساكن فيها بأسلوب دراماتورجى واعٍ، وإخراج وسينوغرافيا لعبت بصورة ذهنية متحررة بعثت الروح فى التاريخ.وشكرًا للقائمين على أمر المهرجان، متمنيًا مزيدًا من التواصل والاستدامة للمهرجان وحركة نهضة المسرح والإجابة على الأسئلة بمستوياتها و تخصصاتها المختلفة.
لباس جديد لعروسة جديدة
فيما أوضح الدكتور عبد الحسين علوان من العراق/كندا، قائلًا: “فى كل دورة من دورات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى نفاجئ ببرامج جديدة وقيم كبيرة فى العطاء، سواء على مستوى المسار الفكرى أو الورش الفنية وكذلك على مستوى اختيار العروض.
وتابع قائلًا: “المؤتمر الفكرى غنى بمحاور تلامس واقعنا المسرحى الحالى، سواء على النطاق العالمى أو العربى، محاور غنية بأفكار متجددة أطرتها بحوث رائعة من أساتذة كبار عرب وأجانب، انها بالفعل غذاء فكرى تجدد مالدينا من معلومات كانت ناقصة أو قديمة كانت بحاجة إلى ذلك الجمال الفكرى.
فى الدورات السابقة للورش الفنية كان الطابع العربى مسيطر على ترشيحات المتدربين، اليوم نلاحظ تغير شامل فالمتدربين كلهم أجانب ولديهم خبرة واسعة وأسماء راقية، فجهود الدكتورة المبدعة د.دينا أمين عضو اللجنة العليا مديرة المهرجان واضحة لقيادة ذلك التغير والبحث المتواصل المجهد للخروج بنتائج راقية.
وتابع:” خصصت إدارة المهرجان لهذه الدورة إصدارات راقية لاسماء عربية مهمة طرحت عناوين، المكتبة العربية ونحن والدارسين بحاجة إليها، أنه السعى المتواصل من الدكتور المفكر سامح مهران للحصول على عناوين كتب مهمة ونادرة.
وأعرب عن إعجابه بعرض الإفتتاح قائلا: أعجبنى كثيرًا عرض الافتتاح الذى عبر عن تاريخ مصر العظيم وبأخراح رائع من الفنان وليد عونى الذى ابهرنا بمساعدة التقنيات الرقمية لإخراج عمل متميز.
والراقى فى هذه الدورة إنها تكرر ماسبق تقديمه بالدورة السابقة هو التمسك بمنصة رد الجميل الراقية لمبدعى المسرح العربى.
مهرجان القاهرة التجريبى الدولى فى دورته الثانية والثلاثين يعود لتكريس الثقافة الفرعونية وجمالها
فيما قالت الفنانة الأردنية أريج دبابته: بعد أن شاركت لعدة مرات فى مهرجان القاهرة التجريبى الدولى ك ممثلة فى أحد العروض هذه المرة الأولى التى أشارك بها كضيفة حيث إننى افتقد تلك الخشبة فى هذا المهرجان وأشعر بذلك مع كل من يصعد عليها ولكننى سعيدة أيضا بأننى وصلت إلى هذه المرحلة فأنا اعتبرها مرحلة كمية أما بالنسبة للخشبة فساعود لاعتلائها ان شاء الله بإقرب الفرص.
وتابعت: مهرجان القاهرة التجريبى الدولى فى دورته الثانية والثلاثين يعود لتكريس الثقافة الفرعونية وجمالها وإسقاطها على الواقع الحالى بمسرح ما بعد الحداثة مع القصة والتاريخ ما قبل الأديان إذا أنه دمج الماضى وأصالته وعراقته بالواقع وحدته واستحداثاته وقد ركز المهرجان فى ندواته وورشه إلى ذلك العالم الجديد الذى يغزو الفكر والثقافة والحياة عامة وهو الذكاء الاصطناعى، وذلك يعكس وعى إدارة المهرجان والقائمين عليه بهذا العالم الجديد وسباق الأحداث
وأضافت قائلة:”اما ما أعلنه وزير الثقافة الأكرم بخصوص توسيع المهرجان التجريبى لوضع المسرح التجريبى جزء من فكرة المسرح عامة فهى كانت المفاجأة الأجمل التى طرحت فى هذا الافتتاح ومصر هى بؤرة صناعة الفن لجميع أشكاله؛ لذا ما أن تشارك بمحافلها الثقافية والفنية فأنت لا تشعر سوى بعظمة اللحظة والإنجاز رغم تفاوت مستويات العروض وهذا شىء يحدث بكل المهرجانات؛ حيث تختلف الأذواق من المتابعين من فنانين ونقاد وكتاب وأدباء ومخرجين؛ لذا فانا سعيدة لوجودى فى هذا الثراء المسرحى وهذه التجمهرة العظيمة.
المهرجان التجريبى خلق مساحة حوارية حقيقية بين الفنانين
أشار المخرج السودانى زهير عبد الكريم إلى أن الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى كانت بمثابة نقلة نوعية فى المشهد المسرحى العربى والدولى.
وأوضح أن هذه الدورة تميزت بتنوع العروض المسرحية التى جمعت بين التجريب الجريء والتقنيات الحديثة، ما أتاح للجمهور فرصة استكشاف رؤى فنية غير تقليدية من مختلف الثقافات.
وأكد أن أبرز ملامح هذه الدورة تجلّت فى عروض مسرحية من أكثر من عشرين دولة قدّمت تجارب تراوحت بين الأداء الحى والمسرح الرقمى، ومحاور فكرية معمّقة ناقشت قضايا مثل علاقة المسرح بالتكنولوجيا وتحولات الجسد المسرحى ودور المسرح فى زمن الأزمات، إلى جانب ورش عمل وندوات شارك فيها كبار المخرجين والباحثين المسرحيين ما أتاح فرصًا للتبادل المعرفى والتقنى، وكذلك تكريم رموز مسرحية أثرت فى الحياة المسرحية مثل الدكتور الراحل سامى عبد الحميد والدكتور الفنان الراحل هناء عبد الفتاح.
كما أشار إلى أن اللافت فى هذه الدورة أن المهرجان لم يكتفِ بعرض التجارب، بل خلق مساحة حوارية حقيقية بين الفنانين، حيث شهد لقاءً مفتوحًا ومنفتحًا مع العالم المسرحى الفرنسى الكبير البروفيسور باتريس بافيس، وهو ما يؤكد أن المهرجان منصة نابضة بالحياة للتجريب والتجديد.
وفى ختام حديثه أكد عبدالكريم شكره وتقديره للجنة العليا للمهرجان التى تذهب بنا فى كل عام إلى آفاق تفوق أحلامنا وتطلعاتنا كمسرحيين من دول العالم، مجددًا التهنئة للجنة بقيادة المفكر المصرى والعربى البروفيسور سامح مهران.
مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى: تجربة عربية فريدة
قال الفنان والمسرحى العراقى د محمد سيف يُعد مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى من أبرز التظاهرات المسرحية فى العالم العربى، إذ يوفر فضاء رحبًا لتعدد التجارب وابتكار أشكال أدائية جديدة، ويعيد مساءلة مفهوم “التجريب” ذاته.منذ انطلاقه، أصبح المهرجان مرجعًا للممارسين والباحثين، ليس لفرض تعريف محدد للتجريب، بل لإظهار تعدد أشكاله ومرونته بحسب السياق.
يعكس المهرجان فى عروضه التجريبية روح جروتوفسكى فى المسرح الفقير وبروك فى المسرح الفارغ، من خلال تركيزه على العلاقة بين المؤدى والجمهور وإتاحة قراءات جديدة للنصوص الكلاسيكية والمعاصرة.كما أتاح الحوار حول المسرح والذكاء الاصطناعى مع خبراء عالميين، مؤكدًا أهمية التواصل الثقافى بين المسرح العربى والغربى بعيدًا عن الهيمنة أو الخضوع.
ولم يغفل المهرجان البعد الثقافى والذاكرى، حيث خصص أيامًا لتكريم المسرحيين الراحلين، مستلهمًا مفهوم “الأداء بوصفه إعادة” لشيشنر، مع تعزيز البعد الأكاديمى عبر ورش التدريب والنقاشات المفتوحة وفق فلسفة أوجست بوال فىTheatre of the Oppressed.
فى النهاية، يظهر المهرجان كفضاء متكامل يجمع بين الفكر والفن والتبادل الثقافى، مؤكدًا أن التجريب وسيلة لإعادة التفكير فى جوهر المسرح، وحفظ الذاكرة، وتعزيز الحوار، والانفتاح على آفاق الابتكار المستقبلى.