لطفى لبيب.. الإنسان النبيل.. صاحب البهجة..الغائب الحاضر فى الوجدان

لطفى لبيب.. الإنسان النبيل.. صاحب البهجة..الغائب الحاضر فى الوجدان

العدد 937 صدر بتاريخ 11أغسطس2025

لم يكن خبر رحيل الفنان القدير لطفى لبيب مجرّد سطر عابر فى نشرة أو عنوانًا فى صفحة الوفيات، بل لحظة صمت اجتاحت قلوب محبّيه، وارتباكًا عاطفيًا فى ذاكرة أجيال أحبّته دون صخب، واحترمته دون شروط.
لطفى لبيب لم يكن نجمًا تقليديًا يسير على السجادة الحمراء، بل كان نجمًا من طراز خاص، حالة إنسانية وفنية متفرّدة، جمعت بين عمق الأداء، وتواضع الروح، وملامح تنطق بالحكمة، وصوت يحمل صدى التجربة – من خنادق حرب أكتوبر إلى خشبة المسرح وكواليس الدراما.
هو ابن بنى سويف، وخريج الفلسفة، والمقاتل العائد من المعركة ليختار سلاحًا آخر: الكلمة والموقف والصورة الصادقة.
لم يسعَ إلى الشهرة، بل جاءت إليه لأن فيها ما يشبهه؛ نور داخلى لا يُصطنع، ومكانة لا تُفرض، ومحبة لا تُشترى.
فى هذا الملف، نودّع لطفى لبيب كما يليق به.. نرصد أثره، نستعيد محطات مشواره، ننقل شهادات رفاقه، ونوثّق كيف صار “الفنان الإنسان” الذى سكن ذاكرة المصريين بعفويته، ونُبله، وبصماته التى لا تُمحى.
هو لم يرحل حقًا، فمثله لا يغيب.. بل يعيش فى كل ضحكة أطلقها من قلوبنا، وفى كل مشهد زرع فيه المعنى.
هكذا نُودّع لطفى لبيب.. بكثير من الحب، والامتنان، والاحترام.

فنان قديس جمع بين البهجة والثقافة
قال المخرج والفنان مجدى عبيد إن علاقته بالفنان الكبير لطفى لبيب بدأت قبل أن يتعرف عليه شخصيًا، إذ قابله للمرة الأولى صدفة أثناء إخراجه لعرض مسرحى فى مركز ببا بمحافظة بنى سويف، وكان اللقاء عند أحد أقارب لبيب، حيث فوجئ بأنه أمام فنان راقٍ، متواضع، وحكّاء استثنائى.
وأشار إلى أن اللقاء الثانى جمعهما فى بيت حماه، فارس عبد السلام، خلال زيارة لطفى لبيب لتقديم التحية لفنان الشعب الشيخ إمام عيسى، حيث كان حريصًا على الجلوس معه والاستماع إلى أغنياته، فى لحظة اتسمت بالإنسانية والعذوبة.
وأضاف عبيد: «تابعت عن قرب مسيرته الإبداعية فى المسرح والسينما، ووجدته ممثلًا استثنائيًا يمسك بتلابيب الشخصية، يختار لها نبرة الصوت المناسبة، ويضبط الكاركتر الجسدى بدقة بالغة، فيصنع من كل دور بصمة لا تُنسى».
وتابع: «كان رحمه الله كثير التردد على مكتب الفنان سعيد صالح بالمهندسين، حيث كنا ننتظر زيارته جميعًا، فهو المادة الخام للبهجة، قارئ نهم، ومثقف واسع الاطلاع. كما كان دائم الحضور فى دار ميريت للنشر للقاء المثقفين والناشر محمد هاشم، وكان يوم زيارته عيدًا لنا، نستمتع فيه بحكاياته وتواضعه وثقافته الرفيعة».
وتحدث عبيد عن تجربة جمعتهما فى عرض «ليلة من ألف ليلة» للنجم يحيى الفخرانى، من تأليف بيرم التونسى وإخراج الراحل محسن حلمى، مؤكدًا أنه عاش شهرًا كاملًا من المتعة والرفقة الإنسانية، حيث اكتشف أن لبيب قارئ متمكن لمعظم دواوين بيرم، وكان الحديث معه متعة لا تضاهى.
واستعاد عبيد ذكريات زيارته لمنزل الفنان الراحل أثناء فترة مرضه، قائلًا: «استقبلنا بكرم وترحاب لا يُنسى»، كما استرجع آخر لقاء جمعهما فى عزاء الفنان عهدى صادق، حين قال له لطفى لبيب كلمات أثرت فيه بشدة: «معلش يا مجدى، انت جالك جلطة فى المخ، وأنا كمان، يبقى بصرة.. نشكر ربنا على نعمه، إحنا أحسن من غيرنا بكتير يا أبو الأمجاد»، ثم قبّل جبينه بحنو الأب والأخ الأكبر.
واختتم عبيد شهادته بكلمات مؤثرة قائلًا:
«حبيبى الفنان القدير.. يرحل الجسد وتبقى الروح مبدعة، شامخة كصاحبها. وداعًا عمنا القديس الصوفى لطفى لبيب، لروحك الراقية، السلام والسكينة والمحبة. تمَّ يا صديقى.. ومن حق قلبك الآن أن ينام».

لبيب.. البصمة التى لا تُشبه أحدا
قال الكاتب الدكتور أيمن عبد الرحمن إن الفنان الراحل لطفى لبيب كان حالة متفردة لا تُشبه أبناء جيله، ويمثل امتدادًا طبيعيًا لمدرسة استيفان روستى وعبد السلام النابلسى، مشيرًا إلى أنه من نوعية الممثلين الذين يتركون بصمة لا يمكن تقليدها.
وأضاف: «لطفى لبيب قدّم أدوارًا لا تُنسى. سأكتفى بذكر تجربتين مسرحيتين سريعتين. الأولى دوره البارع فى مسرحية الملك هو الملك، والذى أظهر فيه عبقرية فريدة، وقد شاهدت العرض أكثر من مرة وانبهرت فى كل مرة. أما الثانية، فهى مشاركته المتميزة فى فيلم واحد صفر، رغم قِصر الدور، فإنه جسّد شخصية السايس مدمن المخدرات ببراعة لا تُنسى».
وتابع: «لطفى لبيب كفنان، هو اسم كبير وفنه معروف ومحل تقدير واسع، لكن ما يستحق التوقف أيضًا هو إنسانيته. علاقتى به كانت قوية للغاية، حين كنت طالبًا فى المعهد العالى للفنون المسرحية، عملت معه فى مسرحية بالقطاع الخاص، فاحتوانى وتبنانى بشكل شخصى. بل إنه قرر أن يُزوّجنى، وجلب لى عروسًا بالفعل، وكانت حكاية طويلة امتدت لشهرين من المواقف الطريفة والكوميديا الخالصة، كنا نضحك كلما تذكرناها، لدرجة أن القصة لو كُتبت فلن يصدقها أحد».
وختم الدكتور أيمن عبدالرحمن حديثه، قائلًا: «رحل لطفى لبيب بعد مشوار طويل من الكفاح، لم ينعم بالراحة المادية إلا فى آخر عشرين سنة من عمره، بعد أن تعب كثيرًا، وحارب، وخدم فى الجيش ست سنوات قبل حرب أكتوبر. كان يحمل فى قلبه كل القيم الجميلة، ويجسّد نموذجًا للمصرى المسيحى المتفتح المتسامح، هو صورة من مصر الحقيقية قبل أن تُشوَّه بموجات الوهابية القادمة من الخارج».

المحارب والإنسان والفنان الشامل
قال الفنان أحمد صادق فى كلمته خلال تأبين الفنان الكبير لطفى لبيب:
«لطفى لبيب رحمه الله، لم يكن مجرد فنان عظيم، بل كان إنسانًا نادرًا، متجاوزًا لكل ما هو عابر فى هذه الدنيا. بعد تخرجى فى معهد الفنون المسرحية، ذهبت إلى مسرح الطليعة، وكان أول من استقبلنى هناك لطفى لبيب، إلى جانب محسن حلمى ومحمود مسعود – رحمهم الله جميعًا – والأستاذ العصفورى الذى أدعو له بدوام الصحة. وقفوا بجانبى، شجعونى، ساندونى، ورشحونى لأعمال مهمة على خشبة المسرح.
لطفى لبيب لم يكن فنانًا عاديًا، بل كان محاربًا حقيقيًا، خاض حرب 67 ثم شارك فى نصر أكتوبر 73. كان مؤلفًا متميزًا، كتب أفلامًا عظيمة، وتخرج ضمن أوائل دفعته فى المعهد. لم يكن مجرد كوميديان، بل ممثلاتي حقيقى – كما نقول – يجيد الكوميديا والتراجيديا والمونودراما بنفس البراعة.
أنعيه اليوم بقلبى قبل لسانى، وأدعو له بالرحمة والمغفرة، وأسأل الله أن يصبّرنا كفنانين، ويمنح أهله ومحبيه الصبر والسلوان».

زميل كفاح وفنان لا يعرف التذمر
قال الفنان القدير حسن العدل، إن رحيل الفنان لطفى لبيب يمثل خسارة كبيرة للوسط الفنى ولرفيق درب نادر جمعته به سنوات من الكفاح والعمل المشترك، خاصة فى مسرح الأطفال، حيث قدّما معًا أعمالًا شكلت وعى أجيال.
وأضاف العدل: «لطفى كان صديقًا عزيزًا وزميل كفاح، عشنا معًا حياة لم تعرف الراحة، بل امتلأت بالرضا والتعب دون أى تذمر. لم يكن يومًا متعجلًا للعائد، بل كان مؤمنًا بأن الرضا سر النجاح.»
وأكد أن لطفى لبيب ينتمى إلى جيل استثنائى، «جيل قضى عمره يعمل بإخلاص، فى زمن كانت فيه السنة تعادل عمرًا من الجهد والعطاء، وكان فيه السعى عنوانًا للحياة والقناعة منهجًا يوميًا».
وتابع: «عملنا معًا فى مسرح الأطفال بشغف كأننا صغار نلعب ونحلم، ولم أره يومًا ساخطًا أو متذمرًا، بل دائمًا إيجابى، مكافح، صادق مع الناس ومع نفسه. كان إنسانًا قبل أن يكون فنانًا، ومنذ ولادته وحتى رحيله، ظل وفيًّا لقيم البساطة والعمل والرضا».
واختتم كلمته، قائلًا: «لطفى لبيب كان فنانًا كبيرًا وإنسانًا نادرًا. عاش ومات مخلصًا لفنه وأخلاقه، مؤمنًا بأن التعب طريق الإنسان إلى الله. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».

رحيل نادر يُخلّف فراغًا لا يُملأ
وقال أ.د. أشرف توفيق، أستاذ النقد السينمائى والتليفزيوني- معهد النقد الفنى – أكاديمية الفنون:
ربما لا يعرف الكثيرون أن الفنان الراحل لطفى لبيب، الذى رحل بجسده وبقى بأثره، لم يكن فقط ممثلًا قديرًا على الشاشة، بل كان فى الأصل ممثلًا مسرحيًا موهوبًا. عرفته شخصيًا منذ بداياته على خشبة المسرح، حيث تألق بأدوار تُناسب مقوماته الجسمانية وخفة ظله الفطرية، ولا أنسى أبدًا أداؤه المميز لشخصية «عرقوب» فى مسرحية ليلة من ألف ليلة، المسرحية من بطولة يحيى الفخرانى وعرضت عام 2015، وهى الشخصية التى جسّد فيه روح الكوميديا الذكية. وهى شخصية ذات أبعاد متعددة ومعقدة.
وتابع توفيق: إن لطفى لبيب لم يكن مجرد فنان، بل كان أيضًا مجندًا سابقًا فى القوات المسلحة، شارك فى شرف الدفاع عن الوطن خلال حرب أكتوبر 1973، وهو ما منحه هيبة وقيمة إنسانية مضافة داخل الوسط الفنى.
وتابع: حين نتحدث عن لطفى لبيب، فإننا نتحدث عن فئة نادرة من الفنانين الذين يُحسبون على أصابع اليد الواحدة، إلى جانب الراحل حسن حسنى، ممن شغلوا أدوارًا شديدة الأهمية فى السينما المصرية، خصوصًا أدوار «الجراند» أو ما نطلق عليه الشخصيات الكبيرة فى السن، مثل الأب، أو الجد، أو الصديق السنيد، أو حتى البلطجى أو صاحب الحكمة. هذا الدور، الذى ورثوه عن جيل سراج منير، وحسين رياض، وتوفيق الدقن، لم يعد له من يحمل رايته اليوم.
وأضاف: كان لطفى لبيب – كما يقول المخرجون والمنتجون – فألًا حسنًا، أشبه بـ»فاسوخة الحظ»، لما كان يتمتع به من خفة ظل وارتجال ذكى وإفيّهات حاضرة، أضافت لأدواره عمقًا وبساطةً فى آنٍ معًا. وقد كان من المألوف أن يُصرّ صنّاع الأفلام فى الثمانينيات والتسعينيات والألفية على وجوده أو وجود حسن حسنى لضمان جماهيرية الفيلم.
يكفى أن نستعيد شخصيته فى فيلم السفارة فى العمارة، حين لعب دور «ديفيد كوهين» اليهودى بخفة ظل ومكر محسوب جعل الجمهور يتوهم أنه يهودى فعلًا، فى تجسيد ساخر لا يُنسى للدهاء والازدواجية. وحتى تلك التفصيلة الذكية التى أعاد فيها التورتة لعادل إمام بعد فشل محاولته فى التقرب، كانت رمزًا لطرافة ممزوجة بوعى.
واختتم توفيق قائلا: الساحة الفنية بعد لطفى لبيب ستواجه صعوبة فى إيجاد من يملأ هذا الفراغ. قد نجد ممثلين فى العمر نفسه، لكن بخفة الظل الفطرية والكاريزما المتفردة؟ أشك. سنفتقده طويلًا، ليس فقط كفنان، بل كحالة استثنائية جمعت بين الوطنية، والموهبة، والبساطة.

فنان متصالح ووطنى حقيقى
فيما قال الفنان والمخرج جلال العشري: عرفته ممثلًا بارعًا على خشبة المسرح، لكنى تعلقت به أكثر عندما شاهدته فى مسرحية «الملك هو الملك» للمخرج الكبير مراد منير، حيث تجلّت موهبته بوضوح، ومنذ ذلك الوقت نشأت بيننا معرفة إنسانية وفنية قريبة.
التقينا لاحقًا فى الدراما التليفزيونية، فى مسلسل «مش ألف ليلة وليلة» تأليف وليد يوسف وإخراج أحمد فوزى، ثم مرة أخرى فى «عريس دليفري» مع النجم هانى رمزى والمخرج الراحل أشرف سالم.
أشهد له بالطيبة، والثقافة، والخبرة العميقة فى المجال الفنى، كما أشهد له بوطنية صادقة وإيمان نقى بحب الأرض، تتجلى حين تستمع إليه يروى حكاياته عن حرب الاستنزاف أو نصر أكتوبر 1973، فتدرك كم كان هذا الفنان ممتلئًا بالانتماء، ومتجذرًا فى تراب الوطن.
رحل لطفى لبيب وهو فى حالة من التصالح والرضا التام عن أعماله التى قدّمها بمحبة، وأسعد بها الناس.
رحمه الله وطيّب ثراه.

صوت لا يُنسى.. ومسيرة لا تُختصر
وفى شهادته قال الناقد الصحفى باسم صادق: فى حياة أى ممثل، يبقى المسرح هو الاختبار الأصعب والنبض الأصدق لموهبته. غير أن كثيرًا من الفنانين – خاصة أصحاب الأفق المحدود – ينظرون إليه كـ»مرحلة انتقالية» نحو أضواء السينما والتليفزيون، ثم يهجرونه بلا عودة. وحدهم أولئك الذين يعرفون جوهر الفن، ويدركون قيمة خشبة المسرح، هم من يواصلون الوفاء له، ويظلون أوفياء لرسالته ومتعته وتحدياته.
تابع باسم: كان الفنان القدير لطفى لبيب أحد هؤلاء القلائل. لم يتعامل مع المسرح كمنصة مؤقتة، بل كعقيدة فنية وروحية لا تُهجر. امتدت رحلته فى محراب التمثيل لنحو تسعة وخمسين عامًا، لم ينقطع خلالها عن الخشبة. بقى حاضرًا فى كل العروض، متجددًا، مشعًا بكاريزما خاصة، وبتفاعل أصيل مع الجمهور الذى كان يبادل حبه حبًا.
قال ذات مرة: «عندما أكون مريضًا وأذهب إلى المسرح أشعر بالشفاء، وكأن لديّ قوة كبيرة قادرة على العطاء. فخشبة المسرح بها سحر خاص لا يعرفه إلا ممثل المسرح.» وهذه ليست مجرد كلمات، بل خلاصة تجربة جسّدها فى عروضه، وشهد بها كل من رآه يؤدى بشغف واتزان.
وأضاف: تخرج لطفى لبيب في المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1970، زميلًا لرموز مسرحية لامعة مثل محمد صبحى، نبيل الحلفاوى، وهادى الجيار. غير أن مسيرته العملية بدأت متأخرة، بسبب مشاركته فى حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر، إذ قضى 6 سنوات مجندًا بالقوات المسلحة (1967–1973)، قبل أن يسافر إلى الإمارات ويؤسس «فريق دبى المسرحي» لثلاث سنوات.
وعندما عاد إلى مصر، انطلق فى الثمانينيات متحديًا ساحة الكوميديا الضاجة بأسماء كبار، مثل سيد زيان، مظهر أبوالنجا، محمد نجم، وممدوح وافى. لكنه، كعادته، لم يتسرع، بل شق طريقه بتؤدة، مسلحًا بموهبة مصقولة على خشبة المسرح، وبقدرة نادرة على أداء الأدوار الفصحى والعامية بسلاسة وتوازن.
وواصل: ربما لا يعرف الكثيرون أن لطفى لبيب كان ضعيفًا فى اللغة العربية أثناء دراسته بالمعهد، حتى نصحه المخرج الراحل سعد أردش بقراءة القرآن الكريم، رغم كونه مسيحيًا. فامتثل للنصيحة، ووقع فى عشق سورة النمل بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، ما ساعده على تطوير نطقه وإحساسه باللغة، لينعكس ذلك لاحقًا فى أدائه للأدوار الفصحى.
ومن أبرز أدواره فى هذا السياق شخصية «قاطع الطريق» فى مسرحية ليلة من ألف ليلة أمام الفنان يحيى الفخرانى، حيث مزج بين الدهاء والكوميديا، فكان أحد مفاتيح نجاح العرض فى موسم 2015، والعروض التالية التى تخطت إيراداتها مليونى جنيه. كما جسد باقتدار شخصية المهرج فى «الملك لير» بإخراج د. أحمد عبدالحليم عام 2002، قبل أن يتسلمها الفنان عهدى صادق لاحقًا.
واستكمل: من سمات أداء لطفى لبيب المسرحى، التزامه بضوابط العمل، ورفضه الاستسهال أو اللهاث خلف الإضحاك المجانى. فرغم امتلاكه قدرة مذهلة على الارتجال، ظل وفيًا للنص، ولرؤية المخرج، لا يحيد عنها حتى فى أصعب الأدوار وأكثرها تعقيدًا. لم يستخدم الإفيهات الرخيصة، بل استخرج خفة الظل من داخل الشخصية نفسها، دون تسطيح أو افتعال.
هذه الدقة فى الأداء المسرحى، صقلته أكثر، وفتحت له أبواب النجاح فى السينما والتليفزيون، حيث تنقل بسلاسة بين الكوميديا والتراجيديا، وبقى محتفظًا بعمق الشخصية وصدق التعبير.
وختم باسم صادق، قائلا: لطفى لبيب لم يكن نجمًا استعراضيا، بل كان نجمًا على طريقته الخاصة، يمتلك الحضور من أول لحظة، ويأسر القلوب ببساطته وعمقه وخفة ظله، لم يكن المسرح له مجرد مكان للعمل، بل مكان للشفاء والتجدد والتعبير.
وها هو يترُك خلفه مسيرة لا تُختصر، وصوتًا لا يُنسى، وأدوارًا ستظل تشهد على نُبل فنان احترف الإبداع واحترم جمهوره حتى آخر نفس.

كان رمزًا للبهجة والإنسانية.. وجمعتنا أجمل أيام العمر
قال المخرج المسرحى إميل شوقى إن الفنان الراحل لطفى لبيب لم يكن مجرد زميل مهنة، بل كان صديقًا قريبًا ورفيق درب، جمعته به ذكريات طويلة منذ بداية الثمانينيات، حين انضم إلى مجموعة من الفنانين الشباب الذين تم تعيينهم فى مسرح الطليعة، وكان من بينهم أحمد عبدالعزيز، وطارق إسماعيل، وغيرهم من خريجى الجامعات.
وأضاف شوقي: «كنا شلة كبيرة تشكلت فى بداياتنا الفنية، واحتضنها المخرج الكبير العصفورى، وكان معنا لطفى لبيب بعد عودته من الإمارات، ليندمج سريعًا فى هذه المجموعة التى لم يكن يجمعها العمل فقط، بل كانت تربطنا صداقة حقيقية وإنسانية عميقة».
وتابع: «كنا نلتقى بشكل شبه يومى، نعمل ونسهر ونتبادل النقاش والغناء، وكانت لقاءاتنا غالبًا تتم فى منزل الفنان الراحل محمد متولى، الذى كان بمثابة البيت الثانى لنا. ضمت هذه اللقاءات أسماء لامعة فى عالم الفن، من بينهم الشاعر الكبير سيد حجاب، وعلى الحجار، وشريف منير، ووائل نور، ومحمد كامل، ومحمود مسعود، ومحمود حميدة، ومحسن حلمى، وأمين شلبي».
وأشار إلى أن لطفى لبيب كان يتميز بروحه المرحة ووجهه البشوش، لافتًا إلى أن حضوره فى أى لقاء كان يضيف حالة من الدفء والبهجة.
واختتم شوقى تصريحاته قائلًا: «تشكل وعينا الفنى والإنسانى فى تلك المرحلة، وتأثرنا ببعضنا البعض. واستمرت لقاءاتنا فى أعمال درامية ومناسبات فنية مختلفة. لقد فقدنا فنانًا وإنسانًا نادرًا، جسّد بصدق معنى الصداقة والبهجة والحضور الحقيقى. رحل لطفى لبيب، لكن أثره سيظل حاضرًا فى قلوبنا».

أحببته بصدق وأوجعنى رحيله
قال الفنان والشاعر ياسين الضوى فى رثاء لبيب، إن رحيله ترك فى نفسه أسى عميقًا، رغم أن العلاقة بينهما لم تكن قوية أو وثيقة، ولم تجمعهما صداقة مباشرة أو تواصل دائم، لكنه لمس من خلال مواقف قليلة ومتباعدة نُبل هذا الفنان ونقاء روحه، وابتعاده عن السلوكيات المريضة التى باتت سائدة فى الوسط الفنى.
وأضاف الضوى أن أول موقف جمعه بلطفى لبيب كان فى أوائل عام 2012، أثناء التحضير لمسلسل «أشجار النار» الذى كتبه وكان من إخراج عصام شعبان. تلقى حينها مكالمة مفاجئة من رقم غير مسجل، وبمجرد أن رد، سمع صوتًا مميزًا يقول بلهجة طريفة: «قالوا لى إن حضرتك رفضت ترشيحى للمسلسل عشان الدور شيخ مسلم وأنا مسيحى.. مع إنه دور كوميدي!»، وتابع الضوي: «عرفته من صوته على الفور، وقبل أن أتمكن من الرد، قال ضاحكًا: أنا لطفى لبيب يا أستاذ ضوى.. مبروك الأول».
وأوضح الضوى أنه بادر بالترحيب بلطفى قائلًا: «يشرفنى ويسعدنى تكون فى المسلسل، حتى لو كنت زملكاوي!»، فانطلقت ضحكة لبيب الشهيرة، قبل أن يرد عليه بكلمات طيبة ومحبة: «أنت ولد جميل.. أنا عارف إنك شاعر تقيل، قريت لك أغانى مسلسل كان بينتجه خليل مرسى.. أنت مختلف فعلًا.» وكان يشير إلى أغنيات كتبها الضوى لمسلسل «دنيا أونطة» الذى توقف بعد رحيل خليل مرسى.
وتابع الضوى أنه لم يتواصل مع لبيب مجددًا حتى عرض مسلسل «الزوجة الثانية» فى رمضان 2014، حيث تلقى منه اتصالًا مفاجئًا أشاد فيه بأدائه كممثل وكاتب، وعبّر عن إعجابه حتى بكلمات أغنية تتر النهاية، وسأله: «ماكتبتش أغنية البداية ليه؟»، مؤكدًا أن هذه الحفاوة تركت أثرًا بالغًا فى قلبه.
وتحدث الضوى عن موقف آخر جمعه بلطفى لبيب داخل كافتيريا بمدينة الإنتاج الإعلامى، حين احتفى به الأخير وسأله بجديّة: «مابتطلعش كتير ليه ياضوي؟»، ثم أخذ بيده فجأة ليوقفه أمام المخرج سامح عبد العزيز قائلًا: «ده ممثل مفيش زيه اتنين.. شوفه، لازم تشتغل معاه!»، مضيفًا: «قال عنى كلامًا عظيمًا أسعدنى وأدهشنى فى آن، وامتلأت نفسى بود حقيقى لهذا الرجل.»
واختتم الضوى شهادته متحدثًا عن آخر لقاء جمعه بلطفى لبيب فى حفل افتتاح الدورة الماضية من المهرجان القومى للمسرح المصرى، قائلًا: «كنت أبحث عن مقعدى، فشعرت بيد تزغدنى فى ظهرى، التفتّ فوجدت ضحكته المعهودة، وقال لي: عجزت ليه يا ضوى.. عجزت ليه؟، كررها بأسف خفى رغم ابتسامته الكبيرة وأنفاسه المتعبة.»
وختم بكلمات مؤثرة: «لقد ترك هذا الفنان الإنسان النبيل أثرًا عميقًا فى نفسى.. وأحزننى رحيله إلى حد الوجع، لأنه يؤكد أن النبلاء من هذه المهنة يرحلون تباعًا، وأن الضوء والجمال يتراجعان من حياتنا الثقافية. سلام على روحه الرفيعة السامية».

كان يستحق أن يُخلّد اسمه
أكد الفنان والمنتج عادل عمار، رئيس مهرجان أوسكار إيجيبت السينمائى، أن الفنان الراحل لطفى لبيب كان نموذجًا فريدًا للفنان الموهوب والإنسان النبيل، مشيرًا إلى أن المهرجان هذا العام كرّمه وأهدى دورته إلى اسمه تقديرًا لمسيرته الاستثنائية.
وقال عمار: «كنت دائمًا معجبًا بموهبة لطفى لبيب، سواء فى الأدوار الكوميدية أو الأدوار المركبة التى تتسم بالشر، وكان أداؤه فى شخصية (الجراند) من أبرز ما قدم. لذلك قررت تكريمه واهداء الدورة باسمه، وعندما أبلغته بذلك، غمرته الفرحة وتأثر بشدة حتى كادت الدموع تسبق كلماته».
وأضاف: «أعددنا له فيلمًا تسجيليًا يوثق رحلته الفنية الطويلة، وكان سعيدًا به للغاية. وبرغم ظروفه الصحية وتوصية الأطباء بعدم الحركة، أصر على الحضور. قال لي: (هاجى أقعد ساعة بس، مش هقدر أكتر من كده)، وبالفعل حضر وشارك فى الاحتفال ثم استأذن بعد ساعة.»
واختتم عمار تصريحاته قائلًا: عندما صعد لتسلّم التكريم، بكى تأثرًا، وشكر إدارة المهرجان والجمهور، وكان هذا المشهد من أكثر لحظات المهرجان صدقًا وحرارة. فقدنا فنانًا كبيرًا، لكن محبته ووفاءه ستظل باقية فى ذاكرة من عرفوه.

د. عمرو دوارة يوثق رحلة فنان متعدد الملامح
وختاما لهذا الملف قدم لنا المخرج والمؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة دليلا كاملا عن الراحل لطفى لبيب، وقال: الفنان القدير لطفى لبيب (لطفى حسنى لبيب عبدالله) ليس مجرد فنان كوميدى كما يتصور البعض، ولكنه فنان قدير متمكن من جميع مفرداته جيدا، ويستطيع أداء الأدوار التراجيدية بنفس المهارة العالية لتجسيده الأدوار الكوميدية، كما يجيد التمثيل أيضا باللغة العربية الفصحى، وهو مفكر وصاحب قلم مستنير، وقدم كتابا وسيناريو لمسلسل يحمل عنوان «الكتيبة 26» يروى من خلاله تجربته الشخصية خلال حرب أكتوبر 1973.
وتابع دوارة: أحمد الله أن منحنى فرصة صداقة هذا الفنان المتميز والمفكر الوطنى، فهو فنان مثقف وواع ووطنى يعتز بهويته المصرية، ويدرك جيدا قيمة الدور الذى يمكن للفن المسرحى القيام به فى معركة التنوير والتثوير، وهو من أشد المدافعين عن الوحدة الوطنية وكذلك من أهم المواجهين لقوى التطرف والإرهاب.
وتابع: لبيب من مواليد مركز ببا بمحافظة «بنى سويف» فى 18 أغسطس عام 1947، وقد بدأت هوايته لفن التمثيل مبكرا، من خلال ممارسته للتمثيل بفريق المسرح بالمدرسة الإبتدائية، ثم تأكدت موهبته الفنية عندما التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، والذى حصل من خلاله على بكالوريوس التمثيل والإخراج عام 1970 (ومن أشهر زملائه بالدفعة كل من الفنانين: محمد صبحى، نبيل الحلفاوى، شعبان حسين، هادى الجيار، عفاف حمدى، عثمان عبدالمعطى، نادية فهمي)، وجدير بالذكر أنه قد حصل أيضا على ليسانس الفلسفة والاجتماع فى كلية الآداب بجامعة الإسكندرية.
وأضاف: الحقيقة أن الفنان لطفى لبيب قد بدأ مسيرته الفنية متأخرا (عشر سنوات تقريبا)، وذلك نظرا لأن تجنيده قد استمر لمدة ست سنوات، واضطر بعدها إلى السفر للعمل خارج مصر لمدة أربع سنوات (قام خلالها بتأسيس فرقة «دبى المسرحية» بدولة الإمارات)، وكانت بدايته المسرحية الحقيقية الاحترافية بمصر بالمشاركة ببعض عروض فرقة «مسرح الطليعة» وبالتحديد مسرحية «ما زالت المغنية الصلعاء صلعاء» عام 1981.
وقدم دوارة تصنيفا لمجموعة مشاركاته الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية كما يلي:
أولا - مشاركاته السينمائية: لم تستطع السينما الاستفادة من موهبته المؤكدة وخبراته الكبيرة فلم يحظ إطلاقا بفرصة البطولة المطلقة وإن كان نجح وبصورة متميزة فى تقديم عدد كبير من الشخصيات الدرامية المؤثرة بالأحداث بعدد كبير من الأفلام، ومن بينها: المشاغبون فى الجيش (1984)، الجلسة سرية، عودة مواطن (1986)، يوم مر يوم حلو (1988)، كراكيب (1989)، تحت الصفر، صف عساكر، الحب القاتل (1990)، غرام وانتقام بالساطور، فارس المدينة، الستات، الفاس فى الراس، امرأة آيلة للسقوط (1992)، إنذار بالطاعة، ثلاثة على الطريق، أرض الأحلام، مجانينو، أولاد ضرغام (1993)، رغبات، جدعان الحلمية، مغلف بالشيكولاتة (1994)، البحر بيضحك ليه، سارق الفرح، المراكبى (1995)، عفاريت الأسفلت، النوم فى العسل (1996)، القبطان، تفاحة (1997)، أرض أرض (1998)، الكلام فى الممنوع (1999)، الكلام فى الممنوع، فيلم ثقافى (2000)، بدر، رشة جريئة، جاءنا البيان التالى، اتفرج يا سلام، لو كان ده حلم (2001)، صاحب صاحبه، خريف أدم، اللمبى (2002)، حرامية فى تايلاند، عايز حقى، أول مرة تحب يا قلبى، بحبك وأنا كمان (2003)، الباشا تلميذ، أشتاتا أشتوت، شباب تيك أوى، صايع بحر (2004)، بحبك وبموت فيك، السفارة فى العمارة، يا أنا يا خالتى، سيد العاطفى، على سبايسى، ليلة سقوط بغداد (2005)، ملك وكتابة، لخمة راس، حاحا وتفاحة، فى محطة مصر، صباحو كدب، ثمن دستة أشرار، واحد كابوتشينو (2006)، شيكامارا، كده رضا، أسد وأربع قطط، خليك فى حالك، عندليب الدقى، عصابة الدكتور عمر، كركركشف حساب، أنا مش معاهم، التوربينى (2007)، طباخ الريس، أشرف حرامى، شعبان الفارس، رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، الحكاية فيها منة، H دبور، كامب، نمس بوند، بحر النجوم (2008)، واحد صفر، صياد اليمام، دكتور سليكون، بوبوس، أمير البحار، خلطة فوزية، طير أنت، عزبة آدم، ميكانو (2009)، أم النور، زهايمر، الديب جاى جاى، الثلاثة يشتغلونها، عسل أسود، عصافير النيل، قاطع شحن (2010)، سيما على بابا، إى يو سى، يا أنا يا هوه، إذاعة حب، 365 يوم سعادة، مراجيح، شارع الهرم، تك تك بوم (2011)، 30 فبراير، مهمة فى فيلم قديم، بابا، حصل خير (2012)، نمس بوند 2، بوسى كات، هو فيه كده! (2013)، الدساس، كلام جرايد، المواطن برص، صنع فى مصر، خطة حريمى (2014)، قط وفار، هز وسط البلد، المرسى أبو العباس، عسل أبيض (2015)، عسل أبيض، كنغر حبنا، أبوشنب، أوشن 14، مولانا (2016).
ثانيا - أهم مشاركاته التليفزيونية:
شارك بعدد كبير من السهرات الدرامية والمسلسلات، والتى قد يزيد عددها عن مائة وعشرين مسلسلا ومن بينها: ناس كده وكده، الفدان الأخير، شجرة الأحلام، رحلة فى عالم مجنون، الذين يحترقون، أرض النفاق، الخنساء، مأساة امرأة، إصلاحية جبل الليمون، غريب فى المدينة، عيلة الدوغرى، من أجل ولدى، البريء، نهاية العالم ليست غدا، أبواب المدينة، عابر سبيل، صح النوم، رحلة السيد أبو العلا البشرى، رأفت الهجان، أحزان نوح، اليقين، شارع المواردى، ألف ليلة وليلة، ضمير أبلة حكمت، غاضبون وغاضبات، رياح الخوف، أرابيسك، بوابة الحلوانى، لا، ساكن قصادى، الزينى بركات، نصف ربيع الآخر، زيزينيا، الخط الساخن، أهالينا، رد قلبى، الحساب، الرجل الآخر، السيرة الهلالية، أحلام مؤجلة، جسر الخطر، حروف النصب، أهل الدنيا، الرقص على سلالم متحركة، نجوم فى سماء الحضارة الإسلامية، حارة الطبلاوى، أوراق مصرية، جائزة نوفل، بين شطين ومية، الأصدقاء، أبيض وأسود، حد السكين، شاطئ الخريف، أعمال رجال، طعمية بالكافيار، السندريلا، حارة العوانس، عمارة يعقوبيان، الملك فاروق، حنان وحنين، تامر وشوقية، لحظات حرجة، معكم على الهواء هايم عبدالدايم، جدار القلب، الرحايا حجر القلوب، عبودة ماركة مسجلة، معالى الوزير، فؤش، إسماعيل يس، كريمة كريمة، أبوالعريف، ونيس وأيامه، اختفاء سعيد مهران، بابا نور، العتبة الحمرا، أزمة سكر، مش ألف ليلة وليلة، منتهى العشق، قضية صفية، عريس دليفرى، وادى الملوك، حسن التنين، ابن النظام، قصص الإنسان فى القرآن، البنسيون، جنى فى بلاد العجائب، حفيد عز، الخواجة عبدالقادر، الوهم، مدرسة الأحلام، جوز ماما، الداعية، العقرب، قشطة وعسل، كيد الحموات، صاحب السعادة، لما تامر ساب شوقية، ولاد السيدة، الكبير أوى، عيون القلب، ونوس.
ثالثا - مشاركاته المسرحية:
ظل المسرح هو مجال تألقه خاصة، وهو مجال هوايته الأولى ودراسته وعشقه، والذى منحه المسرح فرصة القيام بأدوار البطولة المطلقة وبعض الأدوار المركبة الصعبة، ويمكن تصنيف مشاركاته المسرحية طبقا للفرق المختلفة والتسلسل التاريخى كما يلي:
1- فرقة “مسرح الطليعة”: وما زالت المغنية الصلعاء صلعاء (1981)، الثلاث ورقات (1986).
2- فرقة “المسرح الحديث”: الرهائن (1982)، عنتر 83 (1983)، عريس لبنت السلطان (1987)، ها نقول إيه ؟ (1991)، الملك هو الملك (2006)، سى على (2009).
3- فرقة “المسرح القومي”: الملك لير (2002)، ليلة من ألف ليلة (2015).
4- لفرق “مسارح الدولة”: أصحاب المعالى (الغنائية الاستعراضية - 1992)، لما قالوا ده ولد (الشباب - 1993)، أهو ده إللى صار (مركز الهناجر - 2012).
5- لفرق القطاع الخاص: الشحاتين ( محمد فوزى - 1989)، الأوبك (فايز حلاوة - 1987)، سوق الحلاوة (النهار - 1990)، وجع الدماغ (استوديو 2000 - 1995)، حلو وكداب (محمد فوزى - 2000)، طرائيعو ( أوسكار - 2002)، أولاد ثريا (أمين شلبى - 2014)، وذلك بخلاف بعض المسرحيات التى انتجت للتصوير التليفزيونى، ومن بينها: ثلاث فرخات وديك، كلام خواجات، حب بالعقل، الحرامية أهمه.
وخلال هذه الرحلة الثرية شارك العمل نخبة من المخرجين المتميزين، من بينهم: السيد راضى، سمير العصفورى، أحمد عبدالحليم، فايز حلاوة، عبدالغنى زكى، فهمى الخولى، رأفت الدويرى، محسن حلمى، مراد منير، إيمان الصيرفى، سمير فهمى.
وختم دوارة، قائلا: يحسب فى رصيد هذا الفنان الأصيل اهتمامه الكبير بانتقاء جميع أدواره وعدم تركيز اهتمامه فى قيمة العائد المادى أو فى كيفية كتابة اسمه على الأفيشات، لذا فقد ظلت علاقاته مع جميع الزملاء بالوسط الفنى تسودها المحبة التقدير والاحترام.


سامية سيد