ماذا قالوا عن ريادة صنوع بعد وفاته؟

ماذا قالوا عن ريادة صنوع بعد وفاته؟

العدد 709 صدر بتاريخ 29مارس2021

عزيزي الباحث الجاد، أظنك وصلت إلى قناعة معينة – بسبب مقالاتي السابقة - تجعلك لا تؤمن بمصرية صنوع وبعدم ريادته للمسرح المصري، لأنه كان المصدر الوحيد لكل ما كُتب عنه، وأثبتنا ذلك بعشرات الأدلة حتى وفاته عام 1912. لذلك أريدك عزيزي الباحث أن تتجنب كل ما قلته لك، وما كتبته وما أثبته، وتستطيع أن تحذفه من ذاكرتك طالما أن صنوعاً مات!! وسأترك لك الفرصة لأن تقرأ وتبحث وتنبش عن حقيقة ريادة صنوع المسرحية بعد وفاته!! وبمعنى آخر: ماذا قال العلماء والأعلام والأدباء والمؤرخون والمسرحيون عن «ريادة المسرح في مصر» بعد وفاة صنوع؟! أي بعد عام 1912 وحتى عام 1953 أي ما يقرب من أربعين سنة! ماذا قال هؤلاء عن ريادة المسرح في مصر؟! وهنا يجب ألا يتأثر بكتاباتي أي باحث؛ لأنني لم أكن موجوداً في هذه الفترة، حيث إنني ولدت بعد عام 1953 بتسع سنوات! وبناءً على ذلك فكل ما سيجده الباحث الجاد منشوراً عن ريادة المسرح المصري في هذه الفترة أنا موافق عليه تماماً!! وسيتمثل جهدي في هذه النقطة أنني سأطرح أمام الباحثين ما وجدته «أنا» منشوراً بهذا الخصوص في هذه الفترة، ليكون مرشداً للباحثين، وأتمنى ألا يتأثروا به، وأنصحهم بالشك فيه وفي مصداقيته، ربما أكون انتقيت أموراً وأخفيت أموراً كما يُقال!!
الاكتشافات الصادمة
في عام 1917 نشر «جورج طنوس» كتابه «الشيخ سلامة حجازي وما قيل في تأبينه»، وقال صراحة: «ظهر التمثيل العربي في هذه الديار، وكانت نشأته الأولى في الإسكندرية على أيدي الأديبين الشهيرين إسحاق والنقاش»! وهذا اعتراف صريح، وجاء من قبل مسرحي ومؤرخ كبير وفي كتاب جمع كل ما قيل في تأبين الشيخ سلامة حجازي، أي حضر في التأبين شيوخ التمثيل والمسرح مع رموز الأدباء والأعلام، وسمعوا هذه العبارة التي قيلت ثم نُشرت ولم يعلق عليها أحد مما يعني أن جورج طنوس نطق بالحق الذي يقول إن رائد المسرح هو سليم النقاش، والأهم من ذلك أن جميع من حضروا لا يعرفون شخصاً اسمه «يعقوب صنوع أو جيمس سنوا» كان مؤسساً أو رائداً للمسرح المصري يوماً ما، لا سيما وأن أغلب الحاضرين في هذا التأبين كانوا من معاصري صنوع عندما كان في مصر!! مما يعني أنه لم يقم بشيء مسرحي يُذكر، ولم يؤثر في الحياة المسرحية بأي شكل من الأشكال!!
وفي عام 1918 تحدث «محمد تيمور» عن التمثيل في مصر، فقال: «أول من جاءنا به قوم من فضلاء السوريين أمثال النقاش وأديب إسحاق والخياط والقباني، وفدوا إلى مصر مقرّ العلوم والآداب الشرقية لينشروا فيها بذور ذلك الفن الجديد، ولقد نجحوا في بناء أساس ذلك الفن نجاحاً كبيراً ...... وأنشئوا بأيديهم فن التمثيل في مصر بعد أن كنا لا نعلم من أمره شيئاً كبيراً». وهذا القول الخطير جاء من أحد رواد المسرح المصري، وهو من العائلة التيمورية التي تُعدّ تاريخاً مصرياً حيّاً، ولا أظن أن هذا القول الصريح خالفه أو راجعه أو صححه أي عالم تيموري من العائلة التيمورية!! مما يعني أنه القول المعروف والثابت تاريخياً ومسرحياً!!
وفي عام 1920 ألقى «خليل مطران» خطبة في افتتاح تجديد مسرح حديقة الأزبكية - بوصفه مسرح شركة ترقية التمثيل أو فرقة عكاشة – في حضور الوزراء وكبار رجال الدولة وأعلام المسرح ورموزها، فقال صراحة: «سليم النقاش أول من أنشأ فرقة للتمثيل بمصر باتفاق بينه وبين الحكومة». ومطران لا يحتاج توضيحاً لتاريخه ومكانته المسرحية، بل إنه ذكر معلومة لم نكتشفها إلا في أيامنا هذه، وهي أن سليم النقاش اتفق مع الحكومة المصرية على إنشاء المسرح في مصر! مما يعني أنه اطلع على وثائق الاتفاق أو سمع به من قبل المسئولين السابقين!! مع الأخذ في الاعتبار أن أعلام التاريخ والأدب والمسرح كانوا حاضرين في هذا الاحتفال، مما يؤكد أن بعضهم كان معاصراً لريادة سليم النقاش، فلم يراجعه أحد ولم يصحح له أحد المعلومة .. لأنها معلومة تاريخية صحيحة!
وفي عام 1930 شكلت وزارة المعارف لجنة من أعلام الأدب والتاريخ والثقافة وهم «الدكتور طه حسين، والدكتور أحمد ضيف، وعلي الجارم، وعبد العزيز البشري، والشيخ أحمد الإسكندري»، وذلك لتأليف كتاب «المُجمل في تاريخ الأدب العربي» المقرر على طلاب الثانوية، وفي فصل «التمثيل» قالوا جميعاً: «كان السوريون قد سبقوا إلى معالجة فن التمثيل، فقدمت إلى مصر فرق من ممثليهم تباعاً»! ثم يعقبون على ذلك قائلين: «وظل المصريون دهراً لا يرضون بممارسته»!! هل هذا القول يشك فيه أحد؟! ومن قال به .. مجموعة من الأعلام والرموز، ولا أظن أنهم سمعوا بشخص اسمه «جيمس سنوا أو يعقوب صنوع» أو أن له علاقة بالمسرح المصري أو أن دوراً له بصورة من الصور كان موجوداً في تاريخ المسرح المصري!!
وفي 21 إبريل عام 1930 كتب «زكي طليمات» مقالة في جريدة «الأهرام» عنوانها «موجز في تاريخ فن التمثيل في مصر»، قال فيها صراحة: «هبط النقاش القاهرة رفقة نفر من أدباء قومه يحملون معهم بضعة روايات منقولة باللغة العربية فشاهد الجمهور المصري لأول مرة روايات مسرحية تُمثل باللغة العربية ومن ثم كان تعرفنا لفن التمثيل العربي». هذا القول يُعدّ صدمة كبيرة لكل من آمن بريادة صنوع؛ لأن قائلة «الأستاذ المتخصص» الوحيد في مصر في مجال المسرح؛ بوصفه أول دارس للمسرح في فرنسا، وأول مدير لأول معهد مسرحي في مصر، وأول عميد للمعهد العالي للفنون المسرحية في مصر، مما يعني أنه كان يُدرس هذه المعلومة في المعاهد المسرحية المصرية من عام 1930 إلى عام 1946! وهذا يؤكد أن طليمات لم يسمع يوماً ما بريادة صنوع أو بأي نشاط مسرحي يخص صنوع!!
وفي عام 1932 نشر الدكتور «محمد فاضل» كتابه «الشيخ سلامة حجازي» وقال عن فن التمثيل: «كان ظهور هذا الفن في مدينة الإسكندرية، حيث كانت أصونة الأدباء إسحاق والنقاش والخياط مخيمة في ميدان المنشية، تقدم للشعب ما لديها من الروايات». وصاحب هذا القول من معاصري هذه الفترة، وشاهد بعينيه عروض النقاش، وكان صديقاً وملازماً للشيخ سلامة حجازي، وكان أحد مؤسسي جمعية أنصار التمثيل عام 1913، مما يعني أنه ثقة وحجة في تاريخ المسرح، وهذا يؤكد أن صنوعاً لم يترك أثراً مسرحياً يستحق أن يُشار إليه في ظهور ونشأة المسرح المصري!!
وفي الثامن من يوليو عام 1937 نشرت جريدة «الجهاد» مقالة بعنوان «فرقة نقاش أول جوق عربي مثّل في مصر» وكتبها «عمر وصفي» التي وصفته الجريدة قائلة: «يعتبر الممثل والمخرج عمر وصفي أول حجة وأصدق مرجع في تاريخ المسرح المصري»! وصاحب هذا الوصف قال – في مقالته – إن سليم النقاش حضر إلى مصر من الشام عام 1875 وسمح له الخديوي بتمثيل مسرحياته أمام شعب مصر الذي لم يشهد تمثيلاً عربياً من قبل!!
وفي عام 1947 نشرت «الفرقة المصرية» في مجلة «الصباح» مقتطفات عن المسرح المصري، قالت فيها: «جاء فن التمثيل باللسان العربي إلى مصر في العقد الثامن من القرن الماضي، أي حوالي عام 1875 على أيدي أدباء وممثلين من لبنان». وهذا القول الواضح والصريح منشور على لسان مسئولي الفرقة الحكومية المصرية، التي تُعدّ واجهة المسرح الرسمي في مصر!! والغريب أن نص هذا القول تمّ نشره مرة أخرى عام 1949 في وثيقة البرنامج الرسمي للمعهد العالي لفن التمثيل العربي، وهو برنامج الحفلة التمثيلية التي أقيمت بدار الأوبرا الملكية تحت رعاية وزير المعارف الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا وفي حضوره، بمناسبة تخريج دفعة جديدة من المعهد!! وهذا يعني أن زكي طليمات ووزير المعارف على يقين تام بأن ريادة المسرح في مصر كانت على أيدي اللبنانيين، ولا دخل لصنوع أو غيره فيها! والأهم من هذا أن جميع أعضاء هيئة التدريس في المعهد، وجميع الطلاب الدارسين والخريجين حتى عام 1949 على إيمان راسخ – من خلال دراستهم – بأن ريادة المسرح في مصر قامت على أيدي اللبنانيين!!
وفي عام 1951 نشر «عبد الرحمن صدقي» مقالة ضخمة في مجلة «الكتاب» عنوانها «المسرح العربي» أرخ فيها لكل شاردة وواردة، وأعدها أهم مقالة جامعة لتاريخ المسرح العربي حتى هذا التاريخ! وما يهمني من هذه المقالة، قوله: «كانت بداية المسرح في مصر الحديثة على عهد الخديوي إسماعيل وكان على يديه مطلع التمثيل العربي في القاهرة حين وفدت فرقة للتمثيل العربي من لبنان قوامها سليم النقاش وأديب إسحاق ويوسف الخياط». وبالرغم من أن هذا القول ليس جديداً، إلا أن صاحبه صاحب مكانة مسرحية مرموقة؛ كونه وكيلاً لدار الأوبرا الملكية – وقت كتابة المقالة – مما يعني أن تحت يديه الأرشيف الوثائقي لتاريخ المسرح في مصر، وهو الأرشيف الذي كان محفوظاً في مكتبة دار الأوبرا، مما يعني أن الكاتب لم يجد وثيقة واحد أو معلومة تفيد بأن صنوعاً له أي دور مسرحي معروف ومؤثر في تاريخ المسرح المصري!!
وفي 12 مارس عام 1952 نشر «كمال الملاخ» مقالة في جريدة «الأهرام» عنوانها «نشأة المسرح المصري»، قال فيها: «أمر الخديوي إسماعيل ببناء الأوبرا عام 1869 ومثلت لأول مرة روايتا «ريجولتو وعايدة»، ثم يأتي خليل النقاش من لبنان والقرداحي وفرح ويضعون الخطوط الأولى للمسرح في مصر». وصاحب هذا القول لا يحتاج مني إلى تعريف .. إنه كمال الملاخ وكفى!!
آخر ما وجدته في هذا الصدد كان منشوراً في فبراير 1953، وهو قول مصطفى القشاشي صاحب أشهر وأهم مجلة فنية مصرية، وهي مجلة «الصباح»، حيث كتب مقالة عنوانها «المسرح المصري بين أنصار وخصوم»، قال فيها: «في منتصف القرن التاسع عشر أخذت الفرق المسرحية السورية تفد على مصر وكانت هذه الفرق هي الأستاذ الذي أخذنا عنه نحن المصريين أصول المسرح الأولى».
حدد موقفك!
عزيزي الباحث الجاد، ها أنا قدمت لك ما استطعت أن أجده منشوراً طوال أربعين سنة حول ريادة المسرح في مصر، وذلك من خلال الأقوال الصريحة التي تحدثت عن هذه الريادة، منذ وفاة صنوع وحتى عام 1953. وكل ما وجدته يؤكد أن ريادة المسرح في مصر كانت على يد سليم خليل النقاش، وكل من قال بذلك لا يعلم أي شيء عن صنوع أو مسرحه، رغم أن أغلبهم كانوا معاصرين لفترة وجود صنوع في مصر! ورغم قوة ما أتيت به – وفق جهدي المتواضع – فلك الحق عزيزي الباحث في قبوله والبناء عليه أو الشك فيه! ونصيحتي لك أن تشك في كل هذه الأدلة، وحاول أن ترجع إليها في مصادرها الأصلية، لعلني أكون غيّرت فيها أو انتقيت منها، وربما أيضاً صور الوثائق المنشورة تكون غير أصلية!! أي أريدك أن تبحث بنفسك وتتحقق بنفسك ربما تجد كتابات عن مسرح صنوع منشورة بعد وفاته إلى عام 1953!!
والحق يُقال: إنني لم أذكر لك بعض الكتابات التي ذكرت صنوعاً وريادته المسرحية في هذه الفترة؛ لأنها كتابات اعتمدت على ما كتبه فيليب طرازي في كتابه «تاريخ الصحافة العربية» عن صنوع، مما يعني أنها لم تضف جديداً، بل اعتمدت على أقوال صنوع وأصدقائه! هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنني تحدثت عن هذه الكتابات بإسهاب – مع تفنيدها – في كتابي «محاكمة مسرح يعقوب صنوع»، ومنها مقالة المستشرق «أغناطيوس كراتشكوفسكي» بعنوان «الشيخ أبو نظارة واضع أساس النقد الصحافي في مصر» المنشورة في مجلة «الإخاء» بتاريخ يونية 1924. ومقالة «توفيق حبيب» بعنوان «موليير مصر» المنشورة في مجلة «الستار» بتاريخ نوفمبر 1927. ومقالة زكي طليمات بعنوان «كيف دخل التمثيل بلاد الشرق» المنشورة في مجلة «الكتاب» بتاريخ نوفمبر 1946!! ولا تتعجب عزيزي الباحث أن طليمات كتب عن مسرح صنوع عام 1946، رغم أنه أقرّ بريادة سليم النقاش في مقالته المنشورة عام 1930، بل وكان يُدرس ذلك في معاهد التمثيل!! فالذي حدث أن طليمات كتب عن مسرح صنوع نقلاً عن طرازي وهو غير مقتنع بما ينقله، فقال نصاً في بداية موضوعه المنشور عام 1946: «محاولة أخرى لكتابة المسرحية باللسان العربي الإقليمي في وادي النيل، قام بها أديب مصري من بني إسرائيل، وهو الشيخ يعقوب بن روفائيل المعروف باسم الشيخ سانوا أبو نضارة. والفقرة التالية، وهي مقتطفة من كتاب «تاريخ الصحافة العربية» لمؤلفه الفيكونت فيليب طرازي، تلقي ضوءاً على ماهية هذه المحاولة»!!
الحقيقة المُرّة
أعلم أنها حقيقة مُرّة .. كونك تكتشف أن «جميع» من كتبوا عن صنوع وريادته المسرحية، كان مصدرهم شخص واحد هو «يعقوب صنوع» نفسه! وحقيقة أَمْرّ أن تعترف بذلك بنفسك وتقول كم كنت مخدوعاً طوال هذه السنين!! وربما تجد مخرجاً من هذه الورطة بأن تلجأ إلى الكتابات الأجنبية التي كُتبت عن مسرح صنوع، مثل مقالة «الستاردي ريفيو» المنشورة في إنجلترا عام 1876 والتي تحدث عنها (كل) من كتبوا عن مسرح صنوع بأن كاتبها تحدث عن صنوع ومسرحه بأدق التفاصيل! فلو ستستخدم هذه المقالة، أرجو أن تقرأ دراستي ومقدمتي لكتاب «ألبوم أبو نظارة» لأنني «الوحيد» الذي قرأ هذه المقالة وشاهدها، بل ونشرتها في الكتاب وأثبت أنها منشورة عام 1879 أثناء وجود صنوع في فرنسا، وليست منشورة عام 1876 أثناء وجود صنوع في مصر! كما أثبت أن المقالة تحدثت عن صحف صنوع ولم تتحدث عن مسرحه!!
كذلك كتاب «مصر الساخرة : ألبوم أبو نظارة - نظرات ومحاضرات الشيخ أبو نظارة» المنشور في فرنسا عام 1886، فمؤلفه هو «بول دبنيير» صديق صنوع، والكتاب عبارة عن تجميع لكتابات صنوع من صحفه. وأيضاً مقالة «جاك شيلي» المنشورة في صحف صنوع بالفرنسية عام 1903 « JACQUES CHELLEY - LE MOLIERE EGYPTIEN» والتي نقلتها «جانيت تاجر» في مقالتها «طلائع المسرح الحديث في مصر» بالفرنسية أيضاً، سيكتشف الجميع أن أصل مقالة جاك شيلي محاضرة ألقاها صنوع وتحدث فيها عن مسرحه في مصر كما تحدث عنه في مذكراته، فكتب جاك شيلي هذه المحاضرة، فنشرها له صنوع في صحفه، فأصبحت مرجعاً أجنبياً في الدراسات الأجنبية، وهي في الأصل كلام صنوع!! وهكذا ستجد عزيزي الباحث أن «جميع» الكتابات الأجنبية المكتوبة عن مسرح صنوع، مثلها مثل «جميع» الكتابات العربية .. معتمدة على المصدر الوحيد والأوحد، وهو يعقوب صنوع الذي كتب تاريخه وريادته بنفسه عن نفسه!!
بين الحقيقة والواقع
أعلم جيداً عزيزي الباحث مدى حيرتك الآن، وانقسام عقلك بين الاقتناع التام بحقيقة عدم ريادة صنوع للمسرح، وبين الواقع الذي يقول إنه الرائد وفقاً للدراسات الحديثة المنتشرة والمتداولة!! وحتى أعالج حيرتك هذه سأقول لك: ألم تلحظ أنني دائماً أحدد عام 1953 بأنه آخر أعوام البحث عن ريادة صنوع للمسرح المصري في الكتابات المنشورة! وهذا التحديد سببه أن كل ما كُتب عن ريادة المسرح المصري على يد سليم النقاش كان منشوراً منذ عام 1875 وحتى عام 1953!! أي أن ريادة سليم النقاش للمسرح في مصر كانت موجودة ومعروفة ومكتوب عنها حتى عام 1953 – كما أثبتنا ذلك - ثم «فجأة» ظهرت ريادة صنوع للمسرح المصري عام 1953، وهذا الظهور كان بمؤامرة صهيونية، سأحدثك عنها في المقالة القادمة!!


سيد علي إسماعيل