العدد 922 صدر بتاريخ 28أبريل2025
قدمت فرقة مسرح القاهرة للعرائس التابعة للبيت الفنى للمسرح التابع لقطاع الإنتاج الثقافى العرض المسرحى مروان وحبة الرمان تأليف رحمة محجوب، أشعار سعيد حجاج، وفكرة وإخراج ياسر عبدالمقصود.
تدور الفكرة الرئيسة للعرض عن السعادة، فقد خلق الله السعادة فى أشياء كثيرة منها على سبيل المثال عمل الخير، الأمل، التفاؤل، الحب، الطاعة، الفضيلة، العمل، وليست السعادة فى خرافة الحصول على ريشة ببغاء سعيد ويحضرها شخص ويقدمها هدية للأميرة تضعها فى شعرها فتجلب لها السعادة.
يدور العرض فى إطار حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة وتبدأ الحكاية باستخدام تقنية المسرح الأسود ما بين النجمة والقمر والتى تطلب فيه النجمة أن يحكى لها القمر حكاية مثل كل يوم، فكانت الحكاية عن الأميرة الحزينة التى تطلب السعادة، فيحزن الملك لحزن ابنته، وتطرح المربية فكرتها الخرافية عن ريشة السعادة، وينادى المنادى فى المدينة عن رغبة الملك فى الحصول على ريشة السعادة، فيتقدم الفارس مروان لهذه المهمة، وفى رحلته يقابل صعوبات كثيرة، لكنه بالرغم من ذلك يقوم دائما بعمل الخير، وبالتالى يحصد الخير، والعرض يقدم رساله تربوية للمتلقى المستهدف وهو الطفل والأسرة أيضاً، بأنه لا بد أن لا يتبع الإنسان الخرافات، وأنه فى الاتحاد قوة، فقد تم تقديم هذه الرسالة فى مشهد الأقزام والوحش، فإنه وعلى الرغم من قوة الوحش إلا أن الأقزام اتحدوا مع مروان وانتصروا على الوحش، والعرض يذكر الأسرة والطفل بعمل الخير حيث أصبحنا فى زمن يبحث فيه الكل عن ذاته فقط ولا يهمه الآخر، وإن الله سبحانه وتعالى يجازى الإنسان على عمل الخير.
قام المخرج فى جزء من العرض بإشراك الأطفال فى العرض بالتفاعل معهم، وصعود بعضهم على خشبة المسرح والتحاور مع الممثل الذى يقوم بدور المهرج، وكذلك خروج من قام بدور المنادى، ومن قام بدور مروان من وسط صالة المتلقى (الجمهور)، وذلك حتى يلفت نظر المتلقى ويبعده عن حلات المملل التى تصاب بها بعض العروض فى بعض الأحيان والتركيز فى الأحداث ومتابعة التنقلات من مكان إلى مكان آخر أثناء رحلة مروان فى البحث عن ريشة السعادة، فكان الأحداث سريعة ومتلاحقة لتشد انتباه المتلقى والمحافظة على الإيقاع.
وفق المخرج ومصمم الديكور مع الإضاءة بتغير الأماكن بسهولة وسرعة فائقة دون الشعور بمرور الوقت مع شد انتباه المتلقى وجعله فى حالة يقظة دائما، ومن مميزات هذا العرض التركيز والاهتمام والانصات من الطفل طوال العرض، وكان الجزء التفاعلى مهم بالنسبة للطفل وأولياء الامور، وهذا العرض بالفعل من العروض التى يطلق عليها عروض الأسرة والطفل.
كان الديكور (أميرة عادل + تصميم ملابس) عبارة عن سبعة مناظر، ويكمل الإكسسوار مع الإضاءة ودخول الممثلين باقى الصورة البصرية وفى بداية العرض تفتح الستارة على منظر بتقنية المسرح الأسود، فنرى بانوراما للسماء ونجوم، يتضح لنا أن المنظر ينزل من السوفيتا عند تكرار نزوله، وممثلان من البشر يرتديان أقنعة بالوان فسفورية تعبر عن القمر والنجمة، ثم منظر لمشهد قصر الملك فى عمق المسرح يمين المتلقى مكون من طابقين، الطابق الأعلى يمثل مخدع الأميرة ابنة الملك وفى الأسفل بهو القصر يجلس فيه الملك والوزير، لكن البهو له باب يغلق عندما تؤدى الأميرة مشاهدها فى مخدعها، وعلى يسار المتلقى نجد شجرا على الجانبين وفى وسطهم برجولة فى حديقة القصر، يقف فيها مروان عند مخاطبة الملك أو تذهب إليها الأميرة للتحدث مع مروان، كما يقدم فيها حفلة لمهرجان التسلية عن الاميرة، وتعتبر المساحة الفارغة جزء من حديقة القصر يدخل فيها العنصر البشرى الذى يمثل دور المهرج ويتفاعل مع الجمهور، ومنظر للغاية وهو عبارة عن مجموعة من الأشجار، الملونة بألوان زاهية لتعكس البهجة للأطفال، وفى منتصف الشجر توجد شجرة مفتوح بها دائرة ليظهر من خلالها وجه أميرة الغابة، وتتحدث مع مروان وفى النهاية تقدم هدية لمروان عبارة عن بساط ليبدأ رحلته، ثم نرى منظر لمكان يعيش فيه الأقزام ويمثل المكان كوخ وحول المكان زرع، وهو عبارة برفان أسود شبه المثلث ومشدود علية مثلت من القماش أعلى مقدمة الشكل يرتكز على السقف (الفرنتونة) لونه فسفوري ينزل من السوفيتا يسار المتلقى ومفتوح من الوسط ويدخل فى نفس وقت النزول زجزاج خشب ملون مرسوم علية زرع وعندما يفتح نجد أنه يعبر عن مكان مزرعة خارج الكوخ، ثم ينزل من السوفيتا فى منتصف المسرح عروسة كبيرة تعبر عن وحش، وذلك مع صعود الكوخ وخروج الزجزاج، ثم منظر يعبر عن البحر بنزول خلفية لسماء زرقاء من السوفيتا مع دخول أقمشة زرقاء تتحرك على الأرض لتمثل الماء والأمواج مع وجود قطعة من الخشب تمثل قارب، وعروسة تمثل عروسة البحر، وشرائط من القماش الفسفورى تمثل شبكة الصياد كما تستخدم الكواليس الجانبية لدخول وخروج قطع الديكور كالشجر والجبال والبحر كما يوجد منظر يعبر عن الصحراء والجبال.
تلعب السوفيتا دورا مهما فى العرض بنزول بعض من المجسمات لسرعة تغير المنظر، فينزل منها كما اوضحنا خلفية النجوم وخلفية زرقاء تعبر عن السحاب والسماء، وكذلك الكوخ والوحش.
بالنسبة للملابس سيطر عليها طابع العصر الفاطمى، حيث إن النص ينتمى إلى الف ليلة وليلة التى تحتوى على بعض الخرفات ومن الممكن أن تكون الملابس من عصر آخر مناسب لحواديت الف ليله وليلة ولكن وجه نظر المخرج ومصممة الديكور تحترم وأدت الملابس الغرض المطلوب تماما دون خلل، وأنها فى المجمل تميل إلى حواديت الف ليلة وليلة، على الرغم من أن الملك أعترض وذكر فى حواره أنه لا يوجد شيء أسمه ريشة السعادة، وأن ذلك خرافات، لكنه رضخ لطلب الدادة على سبيل التجربة لإنقاذ ابنته من حزنها.
تميزت بعض الأزياء بوجود خطوط من اللون الذهبى خاصة ملابس الملك والاميرة لتعطى الثراء للشخصية، وتميزت الازياء بالطابع العربى (الطرحة، والبنطلون، والقميص)، وتميز زى مروان بملابس الفروسية، فكان القميص لونه أحمر طوبى، وبنطلون برتقالى فاتح، وحزام يميل إلى لون البنطلون فى الوسط، وكانت أميرة الغابة ترتدى فستان طويل واسع (يشبه العباية) أبيض اللون مطرز بالأخضر من على الصدر إلى الذيل ليتناسب مع اللون الأخضر للشجر، وكانت ملابس السمكة فضفاضة والذيل لونه برتقالى وعليها ما يمثل قشر السمك الملون باللون الفضى وكانت الألوان مناسبة مع ألوان الديكور الذى كان يميل لونه فى بعض الموتيفات إلى اللون الفسفورى.
أما العرائس فكانت من تصميم (رؤوف كمال) وقد تنوعت أشكالها وأصنافها فقد قام بتصميم عروسة العصى والمارونيت لنفس شخصية العروسة، حيث متطلبات العرض وقام بعمل نسختين من العروسة، كانت إحداهما عرائس العصى ممثلة فى الملك والاميرة والدادا، والتى استخدمت فى مشاهد مخدع الأميرة، وكانت عرائس الماريونت لنفس الشخصيات الملك والاميرة والدادا وقد استخدمت فى مشاهد بهو القصر، لسرعة تغيير المنظر من مخدع الأميرة إلى بهو القصر دون شعور المتلقى، وهى فكرة متميزة، وكذلك باقى عرائس الماريونت كانت تمثل شخصيات الطبيب والمهرج والفارس مروان، وفى العرض وجدت عرائس هيكلية ممثلة فى شخصيات العرائس الهيكلية الراقصة، وقد تنوعت أحجام العرائس فنجد منها عرائس الاقزام القصيرة، وعددها خمس عرائس تؤدى دورا فكاهيا فى العرض، ثم ننتقل إلى العرائس الضخمة مثل عروسة البحور والعروسة العملاقة او نطلق عليها عروسة المارد أو عروسة الوحش، كما لعبت عرائس الماسكات دورها أيضا فكان منها ماسك الثعلب وهى عروسة ماسك وزى ثعلب يرتديها ممثل بشرى ليؤدى دوره داخل العرض، وهذا التنوع الملحوظ أثرى الرؤية البصرية للعرض واستمتاع المتلقى.
أما الإضاءة فكان الهدف الرئيس منها هو توجيه عين المتلقى تجاه الحدث، فكانت لإضاءة المكان، كما استخدمت إضاءة الألترا فى مشاهد المسرح الأسود، وكذلك فى مشاهد الحديقة، حيث دهنت الأشجار باللون الأخضر وعلية اللون الأورانج لإعطاء رونق وثراء فى المشهد البصرى مع الإسقاط الضوئى، وفى الخلفيات كانت تحدد الإضاءة طبقا للزمن سواء نهار أو ليل، واستخدمت الإضاءة ذات اللون الأزرق للتعبير عن البحر، كما استخدمت بؤر ضوئية على الممثلين (مروان، وأميرة الغابة) البشرية.
وعن الموسيقى والألحان تأليف (د. طارق مهران) كانت كلمات الأغانى بسيطة وسهلة وتراعى القيم التربوية للأطفال، والألحان تميل إلى الطابع الشرقى لتتناسب مع الموضوع المقدم على الرغم من استخدام الآلات الحديثة.
كل التحية والشكر لنجوم مسرح العرائس (ياسر عبدالمقصود، هشام طلعت، سيد حسنين، نادية الشويخ، رفعت ريان، أيمن حسين، مختار أمام، محمد عبدالسلام، سيد رستم، نهاد شاكر، مروة عبدالله، نديم حجاب، محمد النمس، عمر عبد اللطيف، دعاء حسام الدين.
وكل الشكر لأبطال الأداء الصوتى (أشرف طلبه، فكرى سليم، سالى النمس، سيد رستم، ياسر عبدالمقصود، أحمد النمس، حنين النمس، داليا ابراهيم، محمد النمس، د. فيفى أحمد، د. طارق مهران، مريم النمس، مروة عبد الله) وغناء إسراء كاشون. مخرج منفذ (هشام طلعت، نهاد شاكر)، مساعد إخراج (مروة عبدالله، نديم حجاب)
والشكر موصول لمدير فرقة القاهرة لمسرح العرائس دكتور أسامة محمد على ومدير دار العرض جنان مهدى.