ميرنا وليد: أتمنى أن يكون لي بصمة في المسرح

ميرنا وليد: أتمنى أن يكون لي بصمة في المسرح

العدد 862 صدر بتاريخ 4مارس2024

ميرنا وليد، ممثلة مصرية، لبنانية الأصل، درست الإخراج في معهد السينما، كانت بدايتها في عام 1991 في فيلم (الراعي والنساء) وكانت تبلغ من العمر 14 عاما، قدمت ثلاث مسرحيات في بداية مشوارها الفني «القطط، روان والحرامية، الفارس والعصابة». تنوعت الأعمال الفنية التي قدمتها ما بين السينما والتليفزيون والإذاعة والسهرات التليفزيونية. من أعمالها في السينما: «الراعي والنساء، ديسكو ديسكو، اغتيال فاتن توفيق». ومن المسلسلات: «ذئاب الجبل، سيف الدولة الحمداني، قاسم أمين، قصة الأمس، حكاية بلا بداية ونهاية، جمهورية زفتى، ورق التوت، العيش والملح، قيد عائلي، أم كلثوم».  وقدمت  للإذاعة مسلسلات منها: «عين الحياة، خيوط الشمس، بيت للبيع». كما شاركت في سهرات تليفزيونية منها: «كنز شحاتة، توماتيكي، قلوب صغيرة على الطريق، خطوات بلا طريق، مسعود آخر الشهر».
تؤدي ميرنا دور البطولة في مسرحية “قمر الغجر وهو عرض غنائي استعراضي، إعداد وإخراج د. عمرو دوارة عن فكرة محمود مكي، أشعار سعيد شحاتة، ألحان وموسيقى تعبيرية أحمد الناصر، استعراضات محمد زينهم.
عن دخولها عالم المسرح ونجاح عرضها “قمر الغجر” كان لمسرحنا معها هذا الحوار:
كيف تم ترشيحك لعرض «قمر الغجر» ؟ وما فكرة العرض ودورك فيه؟
 كلمني الدكتور عمرو دوارة وأرسل لي الورق، وأنا بطبعي أقرأ الورق أولا هل أحببته أم لا؟ شدني أم لا؟ وبعدما قرأته وجدت فكرة الغجر فكرة جديدة، لم تمر علي من قبل، وأقوم بدور قمر البنت الغجرية - اللي بتشوف الطالع وتوشوش الودع - وجدت الفكرة متميزة وجديدة بالنسبة لي، خاصة أن عالم الغجر عالم غامض.
كيف كان إحساسك بخشبة المسرح، وكيف تفاعل الجمهور معك؟
 فكرة المسرح كانت مرعبة؛ لأن المسرح يضيع الكثير من العمر، وعندما قرأت الورق وحضرت أول بروفتين وجدت نفسي داخل الفكرة، وبدأت أفكر فيها وأذاكر الشخصية في طريقتها وأسلوبها، وعندما بحثت عن الغجر وجدت أنهم يختلفون من مكان لآخر ومن بلد لأخرى لأنهم يأخذون من طباع البلد ولغتها، وهم يسكنون حدود البلاد وليست لهم هوية، ومن هنا جذبتني الفكرة وبدأت في العمل الجاد، وأعجبت الفكرة الجمهور، وتلقيت رد فعل إيجابي عن الفكرة والعرض.
هل كنت تنتظرين المسرح؟ وكيف كانت بدايتك في التمثيل؟
 طول عمري أهرب من المسرح، لأن العمر يضيع فيه، فإذا لم تكن الفكرة جديدة وجذابة وتضيف لي، أهرب من المسرح. وبدايتي في التمثيل كانت في فيلم «الراعي والنساء» ولم أكن وقتها درست التمثيل كنت في المرحلة الثانوية، وكانت بطريق الصدفة حيث كان المخرج علي بدرخان يبحث عن طفلة 14 عاما، فكانت من نصيبي، مما حدد شكل مستقبلي ورسمه لي.
تخرجت في معهد السينما قسم الإخراج؟ هل تفكرين مستقبلا في الاتجاه للإخراج؟
 درست في قسم الإخراج لأن المخرج هو قائد العمل، كنت أريد أن أفهم كثيرا عن ما يفعله المخرج، وهو ما أفادني كثيرا في التمثيل، كنت أعرف تماما أني لن أتجه للإخراج إلا إذا فكرت في اعتزال التمثيل، وقتها فقط  سأتجه للإخراج.. دخولي قسم الإخراج كان لكي يساعدني في التمثيل.
ما الفروق التي تجدينها بين السينما والتليفزيون والمسرح؟
 قد لا يختلف التلفزيون عن السينما كثيرا إلا في بدايات السينما، أما الآن فالاختلاف لا يكون إلا في التمثيل نفسه وطريقة العرض، أما المسرح فيختلف عن التلفزيون تماما، فهنا المواجهة المباشرة مع الجمهور، ولم يكن فيه إعادة للمشاهد، وقد تقابلك مشاكل أخرى غير متوقعة، كأن ينسى الممثل الذي أمامك، أو مشكلة في المسرح نفسه في التكنيك كوقت الأغنية وغلق الستارة أو تغيير الديكور في غير الموعد، وهكذا كله على الهواء فلا مجال للأخطاء، وبالطبع المسرح أصعبهم على الإطلاق.
كيف ترين التجربة؟ وهل ستتكرر أعمالك المسرحية مستقبلا؟
 أعتبرها تجربة لطيفة وممتعة، التمثيل والغناء والاستعراض، والحمد لله وفقنا في الأغاني والألحان، أما بالنسبة للاستعراضات فأنا طيلة عمري أحب الاستعراض، وعرضت في إحدى القنوات فوازير، ولكنها لم تكن في متناول الجميع، لأن القناة كانت مشفرة وقتها، وشاركت في أعمال الأطفال وكان بها استعراضات، وبشكل عام لي تجارب في الاستعراضات، وأنا أحب هذا المجال جدا، وبالطبع سأكرر هذه التجربة إذا وجدت ما يستحق، ولكنه ليس التفرغ الكامل للمسرح.
إذا خيرت بين المسرح والسينما والتليفزيون، ماذا تفضلين؟
  أنا أحب التلفزيون (الفيديو)، وبالطبع السينما لها رونقها، ولكن أشعر أن التلفزيون يعيش أكثر، فهو موجود في كل منزل ويمكن للجمهور متابعة الحلقات يوميا حتى وإن فاتتهم، فالتواجد أكثر من السينما والمسرح لأن السينما والمسرح يشترطان حضور الجمهور، لكن التلفزيون موجود بالفعل داخل منازلهم.
أي نوع من أنواع المسرح يستهويكِ أكثر (التراجيدي أم الكوميدي أم التجريبي)؟
 ليست لدي الموهبة لتقديم الكوميدي، وبشكل عام فأنا اعتدت وتعودت على الدراما والحواديت بينما الكوميدي (مليش فيه).
ما الصعوبات التي واجهتك في هذه التجربة؟
الصعوبات التي واجهتني في هذه المسرحية صعوبات حياتية أكثر منها صعوبات فنية، فلا توجد صعوبات فنية في هذا العرض، وإنما كانت الصعوبات تتركز في بُعد المسرح عن بيتي، أسكن في التجمع والمسرح في المهندسين، وأيضا طول فترة البروفات، حيث مكثنا شهورا وكان ذلك مرهقا جدا، مما أثر على حياتي ومتابعتي لمنزلي ولأولادي وللمناسبات، لكن كتجربة فأنا سعدت بها حقا وسعدت مع فريق العمل، وكنا عائلة حقا بسبب طول البروفات.
لماذا يعزف نجوم السينما والتلفزيون عن المسرح وخاصة مسرح الدولة؟
 نجوم السينما والتلفزيون يعزفون عن المسرح لأنه (يأكل العمر).
المسرحية تأخذ شهورا بروفات، والعرض قد يأخذ عاما كاملا، في الوقت الذي من الممكن أن أشارك مثلا في فيلمين مع مسلسل، بالإضافة إلى الراحة بين التصوير والآخر، لذلك فالعمل في التلفزيون والسينما به راحة أكثر وأقل مجهود عن المسرح اليومي، خاصة مسارح الدولة، لأن الأجور فيها قليلة جدا، والمجهود فيها كبير، والعمر ضائع والمردود المادي لمسرح الدولة ضعيف جدا، بالإضافة إلى أن مسارح الدولة لا توثق بالطريقة التي يتمناها أي فنان؛ بسبب ضعف التصوير والتسويق، وعدم إذاعته، فالعمل الفني لا يعيش لتلك الأسباب كما تعيش الأعمال المسرحية في المسارح الخاصة التي تؤرخ وتوثق لأعمالها، مسارح الدولة مجرد أرشيف ولا تشبع الفنان ماديا ولا فنيا.
هل الموهبة وحدها تكفي لسطوع نجم أي فنان؟
 الموهبة تساعد على تقديم الفنان بشكل أسرع، وتجعله يدخل قلوب الناس ويعرفوه بسرعة، ولكن الموهبة وحدها لا تكفي، فيجب أن يرسل الله إليك فرصا تظهر فيها هذه الموهبة، ويرسل إليك الحظ أيضا ، فقد يكون العمل متميزا، ولكن لا يراه الناس بسبب سوء توقيت العرض، فإن لم تصل الموهبة إلى الناس، فأين الاستفادة هنا؟ يجب أن تكون هناك أشياء كثيرة تخدم الفنان بجانب موهبته، حتى يصل.
ما أبرز محطاتك الفنية التي تركت بداخلك أثرًا؟
كل عمل له منطقة خاصة بداخلي «الراعي والنساء» كان بدايتي، و»ذئاب الجبل» لأن الجميع أحبوه، و»قاسم أمين» لأنه من أصعب الأدوار التي قمت بها وأكثرها متعة، «سيف الدولة الحمداني» أخذت عنه جائزة أحسن ممثلة في العالم العربي، وهي جائزة أعتز بها جدا، وكانت أكبر جائزة أحصل عليها، وعلى الرغم من العمل المميز إلا أنه لم يأخذ حقه جماهيريا بسبب سوء عرض وتوقيت عرضه، أيضا «قصة الأمس» و»علي ويكا».... وغيرهم فلكل منهم منطقة خاصة بداخلي.
أيهما يؤرخ للفنان أكثر السينما أم الدراما التليفزيونية أم المسرح؟
 ما يؤرخ للفنان أكثر هو الدراما أولا، وبعدها السينما، فالتلفزيون أقوى لأنه الأكثر مشاهدة.
هل ابتعاد اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن الإنتاج وراء تدهور حال الدراما كما يقال حاليًا؟
 لا أحد ينكر دور اتحاد الإذاعة والتلفزيون في الإنتاج، والإنتاج المتميز، قدم أهم أعمال في العالم العربي، وبالتأكيد أثر جدا في الفن المصري، وغير وقلب الموازين،  والدليل على ذلك أننا لم نجد أعمالا بقوة الأعمال القديمة، أو أعمالا كفوازير رمضان، أو أعمالا بقوة أم كلثوم، لم نجد من الأعمال الجديدة ما يترك الأثر داخل الناس، أو ما يجمع العالم حوله وهو يعرض، مثل «ذئاب الجبل» و»ليالي الحلمية» و»المال والبنون»....وغيرها من الأعمال التليفزيونية الخالدة التي تركت عظيم الأثر في نفوس العالم العربي، لم نر مثل تلك الأعمال في الأعمال الجديدة، فلا أحد ينكر دور اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
كيف تجدين الحركة المسرحية في مصر؟
 تابعت المهرجان المسرحي العام الماضي، وذهلت من كم الأعمال المتميزة فيه، ولكن ذلك لم يظهر لأن متابعي المسرح لم يكونوا بالكثرة المطلوبة، مستوى المسرح في مصر عالٍ، ومدهش، الشباب يقدم أعمالا بمجهودات فردية كبيرة وتجارب متميزة جدا، لذلك الحركة المسرحية في مصر بخير، ولكنها تحتاج للدعم الأكبر، بالإضافة إلى الإعلانات والتسويق المناسب.
ماذا لديك من خطط ومشروعات قريبة؟
 حاليا أنا في «قمر الغجر»، وأؤدي دورا في مسلسل «تعويذة رشيدة» إخراج حاتم صلاح، ألعب دور صحفية تتعرض لحادث يغير حياتها، كما قاربت  الثالثة» إخراج منى خضري، ولدي مشروع مسرح ولكن لن أتكلم عنه الآن إلا بعد أن ننتهي من «قمر الغجر» على خير.
هل هناك حلم ما زلت تحلمين بتحقيقه؟
 لا أفكر في حكاية الحلم الذي أريد تحقيقه، ولكن ما يهمني أن تكون لدي أعمال جيدة، أستمتع بها، وأن تكون جديدة علي كممثلة، وألا تكون متكررة.
ما طموحك في المسرح؟
 بدأ بالفعل يكون لي طموح في المسرح، فأنا سعيدة بنجاح عرضي، وأتمنى أن تكون لي بصمة في المسرح.
يشارك بالبطولة والغناء والاستعراض في العرض نحو ثلاثين ممثلاً من بينهم: علاء حسني، آمال رمزي، حسان العربي، وفاء السيد، عصام عبد الله، سيد عبد الرحمن، إبراهيم غنام، حسام رسلان، صابر عبد الله، مها عثمان، محمد زينهم، بهجت لطفي، محمد نيازي، أحمد مصطفى، بوسي الهواري، وهيئة الإخراج تتكون من: هشام الحصري، بطرس عاطف، أحمد طارق، نانو مرسى، شمس شاهين. وتعرض « قمر الغجر» على مسرح البالون بالعجوزة، والعرض من إنتاج البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة الفنان أحمد الشافعي.
 تدور الأحداث حول قصة عشق تجمع بين «قمر» الغجرية وابن الوزير الفنان التشكيلي «أمير» في إحدى القرى بالساحل الشمالي، يجتمع بها ثلاث بيئات وثقافات مختلفة، عالم الصيادين وعالم الغجر، وطلبة الجامعة بثقافتهم المعاصرة، وتدور الأحداث ويحدث الصراع بين الثقافات لينتصر في النهاية الحب، على العادات والتقاليد.


سامية سيد