المهرجان القومي للمسرح المصري دورة الفنان عادل إمام «ما له وما عليه»

المهرجان القومي للمسرح المصري دورة الفنان عادل إمام «ما له وما عليه»

العدد 835 صدر بتاريخ 28أغسطس2023

يعد المهرجان القومي للمسرح المصري عرسا للمسرح المصري يقام كل عام، والذي انطلقت أولى دوراته في يوليو 2006 واستمرت تلك الدورات خمسة عشر عاما، بهدف عرض أفضل الأعمال المسرحية التي تقدم على مدار العام.
وقد أسدل الستار على الدورة السادسة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري، والذي استمر في الفترة من 29 يوليو حتى مساء السبت الموافق 14 أغسطس، تلك الدورة التي تحمل اسم الفنان الكبير عادل إمام، تحت رعاية ا. د نيفين الكيلاني وبرئاسة الفنان محمد رياض، ومدير المهرجان الفنان ياسر صادق.
واحتفت هذه الدورة بعشرة مكرمين ممن أثروا الحركة المسرحية في مصر وهم الفنانين:  صلاح عبد الله، رياض الخولي، أحمد فؤاد سليم، سامي عبد الحليم، محمد أبو داود، محمد محمود، رشدي الشامي، خالد الصاوي، الكاتب محمد السيد عيد ومصممة الديكور نهى برادة.
واشتمل برنامج المهرجان 37 عرضا مسرحيا من إنتاج فرق الدولة والقطاع الخاص والنقابات المهنية والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني....وغيرها
وأقيمت جميع العروض بالمجان في مسارح السلام والجمهورية والقومي وميامي والغد والسامر ومركز الهناجر للفنون والمعهد العالي للفنون المسرحية وقصر الأمير طاز.
وفي الافتتاح قدم المخرج هاني عفيفي عرضا يعبر عن تاريخ المسرح المصري، وقدم الموسيقار هاني شنودة وفرقته في نهاية الافتتاح مقتطفات من موسيقى أعمال سينمائية تعاون فيها مع الفنان عادل إمام، كما عرض المهرجان فيلما تسجيليا عن مسيرته الفنية.
واشتمل المهرجان عددا من الموائد المستديرة والندوات ومنها احتفاء بعدد من الفنانين والكتاب الراحلين إضافة إلى ماستر كلاس قدمها المخرج خالد جلال بعنوان (كيفية صناعة النجم.. مركز الإبداع نموذجا)، بالإضافة إلى مسابقة التأليف المسرحي للعمل الأول والتي تحمل اسم الكاتب الراحل محمد أبو العلا السلاموني.
وخصصت مسرحنا تلك المساحة للتعرف على أراء وانطباعات المسرحيين في هذه الدورة، للوقوف على أهم الإيجابيات والسلبيات التي واجهها البعض في هذه الدورة ..

عصام السيد: على المهرجان أن يكون مجرد بانوراما للإنتاج المسرحي المصري
وعن المهرجان قال المخرج عصام السيد: لدي فقط ملاحظات عامة و ليست سلبيات، أولها : أنا ضد التسابق، فتوجد عدة مسابقات موجودة بالفعل مثل مسابقات الجامعات و إبداع و الثقافة الجماهيرية، و من وجهة نظري أن يكون المهرجان مجرد بانوراما للإنتاج المسرحي المصري. وثانيها: بعد نجاح أسلوب حجز المقاعد عن طريق النت، لماذا لا يكون المهرجان بتذاكر و لو رمزية تضاف إلى ميزانية المهرجان التي نعرف مدى فقرها؟

محمد أبو داوود: يجب إتاحة دور عرض للعروض المتميزة لفرق الهواة والجامعة حتى تُرى جيدا
 وقال المخرج و الفنان محمد أبو داوود:
بحكم سني وعملي في المسرح اعتبر الدورة السادسة عشرة، دورة متميزة جدا،  فأنا أتابع المهرجان منذ دورته الأولى، وفي كل دوره أجد محاولات التطوير، حتى وصل لدرجة جيدة ومميزة، والتي نطمح للوصول أكثر من ذلك.
 فضمن مميزات هذه الدورة الإقبال الكبير على حفل الافتتاح، أيضا طريقة تقديم حفل الافتتاح جميلة وتعبر عن روح المسرح والبساطة والعناصر المتميزة والتي بها يختصر تاريخ المسرح باستعراض بذل فيه كثير من الجهد، والتقديم كان مميزا والفقرات ليست طويله أو مملة، أيضا تقديم لجان التحكيم و المشاهدة والمسؤولين عن الورش وتكريم المكرمين في هذه الدورة واستحقاقهم للتكريم كما كُتب عن ذلك، وانتهاء الحفل من خلال القطع الموسيقية الخاصة بأعمال الفنان عادل امام والذي قدمه الموسيقار هاني شنودة وهو شيء مميز جدا، بالإضافة إلى تميز الورش المقدمة وتقديم شهادات تقدير لمن تلقوا التدريبات والتي استمرت منذ قبل أن يبدأ المهرجان واثناءه، وكان هناك 37 عرضا لكل الفرق بأنواعها المختلفة سواء مسرح دولة أو هواة أو فرق حرة أو عروض الجامعات والثقافة الجماهيرية وهو ما يعد شيئا محمودا.
 واتفق مع الفنان أشرف عبد الغفور أن يكون التركيز في العروض المقدمة على الكيف وليس الكم، ومعيار الجودة حتى تستطيع لجنة التحكيم متابعة العروض بشكل جيد، ولكي تقدم  نتائج جيدة وحقيقية لمن يستحقون هذه الجوائز، فيجب الا يزيد اليوم عن عرضين للبحث والتدقيق.
 ولي رأي أخر فالجامعة والفرق الحرة تقدم عروضا جيدة جدا ومتميزة، وتحتاج أن يتاح لها فرص أكبر للعرض، وكنا قد أوصينا للمسرح أن يتاح لبعض العروض المتميزة لتلك الفرق دور عرض حتى تُرى جيدا، واقترح ان يرجع المسرح في الجامعة كما كان والمسابقات وان نأخذ من الجامعة أفضل عمل فائز في المهرجان، وفي الثقافة الجماهيرية أفضل عمل، والفرق الحرة والهواة يكون لهم مهرجان خاصا بهم ونأخذ الفائز من تلك الاعمال إلى المهرجان القومي للمسرح المصري، والذي يعد أكبر مهرجان مصري يجمع كل طوائفه وفئاته وجهاته، فتكون التصفيات في مهرجانات أصغر وبعد ذلك تقدم أقوى وأجمل العروض في المهرجان القومي.
 اما بالنسبة للختام فكان متميزا وفكرته بسيطة من خلال أغاني المسرحيات التي قدمتها فرقة روح الشرق فقدمت أغاني كثيرة لنماذج من أعمال مسرحية كبيرة، وإن كانت تحفظي الوحيد على هذا أن أغلب الأغاني التي قدمت من أعمال فرقة الفنانين المتحدين والقطاع الخاص، وللأسف لم نجد أعمالا من هيئة المسرح الذي به تراثا عظيما، فكان المفترض التدقيق أكثر في اختيار الأغاني وتنوعها؛ لأننا لدينا تراث دولة كبير وعظيم، ونتمنى الاجتهاد أكثر في المستقبل لتقديم أعمال أكثر جودة ودراسة فنية، وهو ما فعله أستاذ أشرف عبد الغفور لتشجيعه لكثير من العروض. وإدارة المهرجان أسعدتنا هذه الدورة، واسعدتنا أكثر عندما أعلنت ان الدورة القادمة ستحمل اسم سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب. حقا كانت دورة مميزة، ونأمل في الدورة القادمة أن تكون أكثر تميزا.

د. سيد الإمام: توصيات اللجنة يجب أن تؤخذ بعين العناية والاهتمام
فيما علق الناقد الدكتور سيد الإمام قائلا: أولا حرصنا على فكرة استمرارية المهرجان، ففكرة وجود مهرجان للمسرح يجمع كل الأنشطة المسرحية هي في حد ذاتها شيئا إيجابيا، إنما هناك بعض التحفظات : فوصايا اللجنة كانت مهمة حيث استطاع أشرف عبد الغفور ولجنة التحكيم أن يجمعوا كل النقاط والوصايا وهي التي أوصت بها اللجان السابقة فهي لفتة ايجابية تؤكد الملاحظات السابقة، وأن الملاحظات مستمرة وتحتاج أن تؤخذ بعين العناية والاهتمام.
 ومن وجهه نظري أن النتيجة مزعجه رغم تسليمي بنتيجة لجنة التحكيم، ولكن هذين العرضين الذين تم اختيارهما ليس بالمستوى المطلوب للعروض، فإذا كانت تلك هي أفضل العروض طوال العام، إذا فمستوى العروض في مصر «بعافية»، إذاً نحتاج هنا لوقفة يجب الوقوف عندها، وكناقد وكمتابع لمستوى المسرح المصري فالوقفة هنا تكون في فكرة الخبرة والثقافة المسرحية والى أين هي؟،  ومستوى التمثيل والاخراج، وما هو المدخل الحقيقي لنص ما؟ وما هي رؤيته الفكرية، ومدى علاقته بالجمهور، ومدى علاقته باللحظة الحالية؟، وهي أسئلة لابد أن يسألها المخرج لنفسه قبل أن يقبل على الإخراج على خشبة المسرح، واذا كان هذا هو المستوى الحقيقي فهناك خواء حقيقي أصبح موجودا في التركيبة والتوليفة الفنية وفي إدارة العمل المسرحي ككل .
أما فيما يتعلق بالثقافة الجماهيرية، فكان هناك مشروع يسمى ابدأ حلمك وهو عنوان براق، ولكن يجب تحديد هل نحن في حاجة إلى إعداد كوادر للأقاليم، وهنا المشكلة في الكوادر، فيجب أن نتساءل عن مدى أهلية الكوادر التي يتم تكليفها للعمل في هذا المشروع، وما هو العائد منها؟، وعلينا أن نقوم بحصد نتائج هذا العمل، ولكن إلى هذه اللحظة وما يظهر في المهرجانات أن هذا المشروع وكل ما بذل فيه لا أرى صقلا حقيقيا، وليس له عائد أو ثمار تحتاج الوقوف عندها، وبدون البكاء على اللبن المسكوب فنحن نحتاج أن نعود مره أخرى إلى التجربة التي قادها الدكتور صبحي السيد فمشروعه في حاجة إلى إعادة النظر واسترجاعه مرة أخرى، والبحث في عوائده، وكيفية تطوره، فهو الأساس والبديل الحقيقي الذي من الممكن عمل عائد منه، وعائد ملموس، والذي كان من أهم عوائده مخرجين متميزين معتمدين، فكان له حصاد حقيقي لجهد كبير.
 ونحتاج وقفة كبيرة على فكرة المخرج ما وظيفه المخرج الاولى؟ وكيف يعمل كاستنج؟ وكيف يعمل مع فلسفة الفراغ المسرحي؟ وعلاقته بالجمهور؟ وكيف تشكل العلاقة بين المخرج والجمهور؟.
 فنحتاج وقفه إن بغينا الإصلاح «ازرع تحصد»، إن خطورة الثقافة الجماهيرية بحكم خبراتي إن من يعمل في الثقافة الجماهيرية كمخرج أو مساعد مخرج، هو القادم بعد ذلك، فالثقافة الجماهيرية تفرخ كوادر، وسنجد مخرجيها في الشباب والرياضة، وهم من يكونون فرق مع الشركات، فالثقافة الجماهيرية أهميتها في خطورتها.
وأيضا جائزة الأداء الجماعي ليست للتقييم كعرض أو إخراج، إنما هي تقديرا للأداء الجماعي، لتحية النشاط وبذل الجهود، فأفضل ما في شغل الهواة هو الحمية وإيقاعهم السخن لكن ليست جودة من الناحية الفنية.

د. عايدة علام: كانت الدورة السادسة عشرة للمهرجان مبهجة جدا
وقالت الناقدة الدكتورة عايدة علام:
 الدورة 16 للمهرجان كانت دورة مبهجه جدا، وأهم ما يميزها اشتراك العديد من الفرق الشبابية سواء من فرق الهواة أو الثقافة الجماهيرية، وأيضا اللافت للنظر الفرق التابعة للمسرح الجامعي، والافتتاح كان مبهجا، ولكن ملاحظتي أن الافتتاح اقترب في مظهره إلى مهرجانات السينما، والتجديد يعد شيئا محببا ولكن المظاهر الأكثر من اللازم تضر أكثر ما تفيد؛  لأننا اعتدنا ان مهرجانات السينما هي التي بها الاهتمام بالنجوم، أما الافتتاح عموما كان مبهجا والعرض كان مميزا جدا بالمخرج، والختام كان لطيفا، ورغم أنه في مسرح النافورة، إلا انه تسبب في شيء من العشوائية، وكنت أتمنى أن يكون في المسرح الكبير، ورغم الخبر المفرح لاختيار سيدة المسرح العربي سميحة ايوب توقعت ظهورها على المسرح للتحية، ولكنها طلعت على خشبه المسرح في وقت انصراف الجمهور، مما أثار غضبي وغضب الكثيرين، فأنا أحبها جدا لأنها الرمز الكبير الباقي لنا.
في العموم الدورة كانت مبهجة وجميلة، وأتمنى إعادة النظر في اللائحة لأن العدد بالفعل كان كبيرا، واتفق مع الفنان أشرف عبد الغفور في الاهتمام بالكيف وليس بالكم، وفي هذا العام كم كبير من العروض المسرحية العالية الجودة، ولكن أن يكون هناك فلتر ولا يزيد العدد على 22 عرضا، فالأمر شاق جدا على اللجنة فكرة مشاهده ثلاثة عروض يوميا، ويجب إعادة النظر في توقيت العرض، ألا يزيد العرض عن ساعتين كأقصى تقدير وأن تشتمل اللائحة على ذلك،  فقدره المتلقي أو المشاهد لا تتحمل عرض يتعدى ثلاث ساعات، أيضا يجب أن لا نخلط بين العروض الدرامية والمونودراما، لماذا هذا الخلط؟،
احترمت جدا فكرة دخول عرض ذوي الهمم على الهامش، أيضا يجب مناقشة اللائحة وان تكون هناك معايير محددة وصارمة، كالمدة مثلا،  العروض التي لا تحتوي على بانفليت، أو بها ولكن لم يدون به اسم المؤلف أو المترجم الأصلي،  فيجب إعطاء حق المؤلف واحترامه.

رشا عبد المنعم: المهرجان تخلص من عوار إداري كبير
وعلقت الكاتبة والناقدة المسرحية رشا عبد المنعم قائلة:
تعد الدورة ال16 من المهرجان القومي للمسرح من الدورات المهمة في تاريخ المهرجان،
و اعتبر من أهم إيجابياتها أولا: تخلص المهرجان من عوار إداري كبير، حين كان مدير المهرجان في الدورات السابقة هو رئيس البيت الفني للمسرح، فكيف يكون مدير المهرجان هو رئيس جهة إنتاج مشاركة في مهرجان تنافسي، ثانيا: المستوى الفني للعروض هو الذى يحدد قيمة أي مهرجان من عدمها، فالعرض المسرحي هو المركز الذى تدور حوله باقي الفاعليات من محاور فكرية وورش وخلافه، والعروض هذا العام كانت في معظمها جيدة . ويبدو أن المسرح المصري يتعافى  مؤخرا، خاصة عروض الشباب سواء من مسرح الدولة أو الفرق المستقلة أو الجامعات، ثالثا: كانت استراتيجيات الدعايا والجذب قوية هذه الدورة، ربما يتحفظ البعض على استخدام نجوم السينما لجذب الجمهور، أنا شخصيا أرى أن الفنون تتكامل وأنه لا مانع شريطة أن  يحفظ لفنان المسرح الخالص مكانه ومكانته، رابعا: انضباط المواعيد سواء في العروض أو المحور الفكري، وهنا أشيد بإعداد الجدول هذا العام، سهل علينا الحركة والانتقال من مسرح لمسرح، خامسا: كان هناك فريق عمل دؤوب بإدارة دؤوبة، فلم نفاجأ بالطبع بقدرات الفنان القدير ياسر صادق مدير المهرجان فكلنا نعرف مهاراته الإدارية ومتحف الفنانين شاهد، لكن بالطبع فوجئنا جميعا بالنجم محمد رياض رئيس المهرجان الذى تابع وحضر بنفسه كل الفاعليات وكان يدير من قلب المطبخ .
أما عن سلبيات المهرجان: تتلخص في عدم الانتباه  لمراعاة بعض معايير التنوع في تشكيل اللجان وفى اختيار المكرمين والمكرمات مثل التنوع الجندرى، وتنوع جهات الإنتاج، وتنوع الاتجاهات الفنية، وأتمنى أن يراعى ذلك في الدورات القادمة لنتشارك كل هذا الجمال مرة أخرى خاليا من أي سلبيات قدر الإمكان.

شاذلي فرح: عرس مسرحي كبير ويضم كل الأطياف المسرحية في مصر
وقال الكاتب والمخرج شاذلي فرح : الدورة 16 للمهرجان هي عرس للمسرح المصري لابد من الاحتفاء به كأنه واحدا من أسرتنا، حتى لو كان عنده بعض العيوب نحاول ندرسها، وأنا مع أن نرى ما للمهرجان وما عليه بعد الانتهاء منه، ولكن أنا ضد ذلك أثناء انعقاده، ولا يليق بالمسرحيين، فهو عرس مسرحي كبير ويضم كل الأطياف المسرحية في مصر، قد يكون نحن الدولة الوحيدة التي تنتج أكثر من 5000 ليلة عرض ما بين البيت الفني للمسرح والفنون الشعبية والاستعراضية والهيئة العامة لقصور الثقافة والمعاهد والكليات والجامعات والمدارس والفرق الحرة والمستقلة والشركات.. وغيرها، فهذا هو مهرجاننا الذي يجب أن نحتفي به وبعرسه.
 هناك من الايجابيات الكثيرة فالفنان محمد رياض واللجنة العليا التي نثمن جهودها، فاستطاع الفنان محمد رياض أن يتغلب على عدة مشكلات، واستطاع أن يعمل نوعا من المفاجأة كل يوم على السوشيال ميديا، بدءا من إطلاق اسم الفنان عادل إمام، الذي له باع كبير في المسرح، ويكفي أنه الفنان الوحيد الذي استمرت عروضه لمدة تقرب من ال 13 عاما، وكان له جمهورا كبيرا، فكانت تأتي له الطائرات الخاصة من مختلف الدول حتى تشاهد مسرحياته، أيضا وفقت إدارة المهرجان في التكريمات فهم جميعا يستحقون، ايضا من ضمن ايجابياته المطبوعات والندوات التي تدعو إلى الفخر، والورش التي كانت قبل واثناء الفعاليات، فهي شيئا مشرفا حقا، أيضا حفلي الافتتاح والختام كان شيئا راقيا جدا وبسيطا إلى الحد الذي أدهشنا، وبالنسبة للجوائز فتكونت لجنة التحكيم من الفنانين المهمين في المسرح، ونشكر لهم وجهات نظرهم، أيضا ضمن الايجابيات النشرة والحجز الالكتروني ومسابقة التأليف التي تضيف لمكتبة المسرح المصري، والجمهور هذا العام جمهورا مختلفا عن كل عام فهو عرس مسرحي كبير يجب علينا الاحتفاء به.
 لنحتفي بالمهرجان القومي للمسرح المصري، أما عني فانا أهمس على الثقافة الجماهيرية في التكريم فأرى انه يجب أن يكون من ضمن المكرمين من يوجد في الكفر أو النجع وليس بالضرورة أن يكون بالعاصمة، ايضا المسرح الكنسي يجب أن يكون من ضمن المكرمين.
 كل الشكر لمحمد رياض رئيس المهرجان الذي فاجأنا ونحن في اشتياق للدورة الجديدة التي أعلن عنها بإطلاق اسم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب عليها.

د. محمد عبد المنعم: عروض ومواهب متميزة تسهم في تجديد دماء المسرح المصري
وقال أ.د محمـد عبد المنعـم ( المخرج المسرحي وأستاذ التمثيل والإخراج بقسم المسـرح جامعة الإسكندرية):
  أى محفل إبداعي أو فنى له ما له، وعليه ما عليه؛ فهذا أمر طبيعي ومنطقي، فليس هناك حالة الكمال المطلقة، ولنبدأ بامتيازات المهرجان وإيجابياته ونوجزها فيما يأتي: (أولاً) إطلاق اسم الدورة 16 على النجم عادل إمام فهذا أمر قد أضفى ثقلا فنيا وجاذبية مدهشة على المهرجان، نظراً لتعلق جميع الأجيال بشخصية عادل إمام الإبداعية وشعبيته العريقة فى العالم العربي وجماهريته الطاغية؛ فكلنا نشأنا ندمن مشاهدة أعماله باستمتاع وبهجة فنتذكر له (مدرسة المشاغبين، شاهد ماشفش حاجة، الزعيم)، وغيرها من المسرحيات التي تمثل خطى فارقة في جماهيرية مسرح القطاع الخاص؛ وهذا سبباً مهماً من أسباب التفاف الجمهور نحو المهرجان.
(ثانياً) لأول مرة نلحظ شغف الجماهير وأسرهم وسعيهم الجاد والصادق لمتابعة عروض المسرح المصري في مسارحه المختلفة يومياً؛ وهذا هو الهدف الأسمى للمسرح أن يشاهده الجمهور العريض لا أن يقتصر على النخبة المثقفة فقط، ثم يتم تعليبه في شرائط فيديو ويصبح بعدها في طي النسيان ويفقد تأثيره وجاذبيته المرجوة، (ثالثاً) تفرد مستوى العروض التي شاركت في المهرجان في مختلف عناصرها الفنية، وجودتها البالغة والفارقة عن عروض دورات سابقة للمهرجان، وما نجم عن ذلك من تسليط الضوء على مواهب جادة متميزة، وأخرى شابة متميزة؛ الأمر الذى سيسهم بالفعل في تجديد دماء المسرح المصري، وتهجين أعماله بأجيال مختلفة تمتلك الموهبة والإبداع؛ مما سيزيده بهاء وتوهجاً، وسيصب ذلك في مصلحة مسرحنا كسابق عهده فى عصور الازدهار المسرحي والإبداعي؛ وهذا ما نرجوه لمعشوقنا الأبدي مسرحنا المصري، (رابعاً) المحور الفكري الذى امتد خلال فترة المهرجان يومياً ولأول مرة يحدث هذا في دورات المهرجان من قبل، وما صاحب هذه المحاور من ندوات وشروحات وكتيبات وإلقاء الضوء على فنون الأداء التمثيلي ومناهجها وغيرها من فعاليات فكرية إبداعية، كان أمر غاية في الأهمية يزيد مسرحنا المصري خصوبة وثراء بتعدد الآراء وتباينها، وباحتشاد المفكرين والمبدعين والجماهير العاشقة للمسرح والدارسين والباحثين؛ فهذا الزخم الفكري والجماهيري كنا نفتقده منذ زمن، وهو بداية صحية لتصحيح مسار إبداعنا المسرحي ومفاهيمه ومصطلحاته.
 أما ما يؤخذ على المهرجان من ملاحظات، وقد يسميها البعض سلبيات؛ فأنا أرى أنها «سلبيات محمودة» وكان لابد منها كوسيلة نعيد بها للمسرح جمهوره كما كان من قبل على الأقل في هذه المرحلة؛ فتكليف الفنان محمـد رياض بتولي رئاسة المهرجان أضاف بريقاً ووهجاً ملفتاً للمهرجان، وكان عنصر جذب لاشك فيه لاسيما وهو من الوجوه المألوفة والمحبوبة لدى المشاهد المصري، بغض النظر عن أن عطاءه في التليفزيون أو المسرح، كما كانت لسياسته – من وجهة نظري - في اختيار أسماء المكرمين الذين يمثلون علامات في فن الأداء التمثيلي ولهم شعبية جماهيرية ملحوظة أمر كان له كبير الأثر في جذب الجمهور واجتذابه لمتابعة فعاليات المهرجان، وبعد أن انتهى المهرجان وحقق هدفه الأسمى في اجتذاب الجمهور، لا مانع من أن نعيد ترتيب أوراقنا ونتوجه أكثر نحو المسرحيين، لكن لا نغفل الحق في أن سياسة رئيس المهرجان في هذه الدورة جعلت منه محفلاً جماهيرياً دون مغالاة أو تزييف، حتى ولو كان لدينا بعض التحفظات.

محمود فؤاد صدقي: فكر بناء لمحمد رياض  لبناء قاعدة كبيرة حتى يجذب استثمارات ورعاة قادمين للمهرجان
وقال المخرج ومصمم الديكور محمود فؤاد صدقي:
الفكرة في حد ذاتها كمهرجان هي فكرة تنافسية محمودة،  فالمهرجان يضم أفضل الأعمال المسرحية في مصر في هذه الفترة، العروض جيده والمستوى أكثر من جيد، وإقبال جماهيري كبير، وتفاعلات كبيرة، ومحاولات الظهور على السوشيال ميديا أكثر من السنوات السابقة، وفكر الفنان محمد رياض أن يجعل المهرجان صناعة وليس مجرد مهرجان فهو يحاول بناء قاعدة كبيرة حتى يجذب استثمارات ورعاة قادمين للمهرجان، وحتى يستطيع ان يمهد لمهرجان أشبه بمهرجان السينما، فميزانية مهرجان السينما أضعاف أضعاف المسرح، فهو فكر بناء وهي محاولات بناءة للارتقاء بمستوى المهرجان ورفع قيمة الجوائز، وحتى نرفع العبء عن الدولة من خلال جذب الرعاة.
 مصر بها الكثير من المواهب والمسرح المصري متماسك بسبب الشباب  ومواهبهم وأفكار المبدعين، فإن كان ذلك داخل عملية ابداعية مكتملة الأركان سنجد أشياء أعظم وأعظم.
 اما بالنسبة للسلبيات بالنسبة لي عموما وليست كدورة للفنان محمد رياض، فالمنافسة بين عرض تكلفته 3 مليون وعرض تكلفته 3000 ليس فيه أي نوع من العدل بين العروض المحترفة والمستقلة والجامعة والهواة، فنسبة عروض البيت الفني التي تفوز أعلى كثيرا من عروض الهواة، هنا يوجد ظلم في المقارنة، يجب أن تفصل مسابقة المهرجان بين المحترفين والجهات المدعومة انتاجيا، وبين المستقلين والجامعات والمجتمع والنقابات التي لا تجد أماكن لدعمها أو دعمها ضعيف، كيف يكون البيت الفني منظم في المهرجان وفي نفس الوقت يتنافس، فهذا ليس عدلا  .

محمد زناتي: اهم ما يميز هذه الدورة الإقبال الجماهيري على المسارح
المؤلف والشاعر محمد زناتي
اهم ما يميز هذه الدورة الإقبال الجماهيري على المسارح،  واعطاء الفرصة لمشاهدة العروض لمن لم تتاح له الفرصة من مشاهدتها، وأيضا مجانية التذاكر، واعطاء فرصة لنخبة من المؤلفين  الذين يملكون الموهبة من خلال مسابقة التأليف المسرحي.
 اما ما يؤخذ على المهرجان هو عدم الالتزام بمواعيد العروض، وتغيير أماكن العروض في المسارح، بالإضافة إلى نظام الكوتة الذي يعطي فرصا لعروض مسرحية لا تليق بالمهرجان، أتمنى أن يزيد عدد الفرق المشاركة من البيت الفني، أو بمعنى أصح العروض المشاركة من البيت الفني للمسرح، ست مسرحيات فقط عدد غير كاف.

 طارق الدويري: يجب عدم مقارنة عروض الهواة والمستقلين بعروض تبدو احترافية
 وقال المخرج طارق الدويري: لا زالت السلبيات كما هي لا يوجد تنظيم، وأما عن الحجز الالكتروني فكان من المفترض أن يكون هناك نسبة للحجز ونسبة لمن لا يوفقهم الحظ في الحجز وخاصة من المسرحيين، فالتعامل من أمن المسارح كان غير لطيف كعادتهم وهذا ما حدث معي، أيضا ما يؤخذ على المهرجان أنه لم تكن هناك دعوات للكثير من المسرحيين بالأخص، ودائما التساؤل لمن تذهب تلك الدعوات؟، فيجب أن يكون هناك تنظيما اكثر من ذلك. من أهم مميزات المهرجان اختيار اللجنة للعروض الشبابية المميزة وأيضا توصيات اللجنة والتي كانت تنتقد التنظيم و لجان اختيار العروض، لأن في اختيار العروض في رأيي تم عدة تجاوزات لم تكن لها علاقة بالفنيات، والثقافة الجماهيرية لم تحدد مهرجان لاختيار العروض وإنما تم مشاهدتها فيديو وهنا كان الظلم، حتى الحركة النقدية لم تشاهد تلك العروض ولا أعلم هل لبعد المسافة ام لهم حسابات أخرى، فعلى لجان الاختيار معرفة موضوعية العرض حتى يتم الاختيار بطريقة صحيحة، ويجب عدم مقارنة عروض الهواة والمستقلين بعروض تبدو احترافية، وهناك مخرجين جدد يظهرون بفضل قاعات نهاد صريحه والمسؤولين عنها يقدمون الشباب وهو ما يحسب لهم وما يحسب لهذه الدورة إظهار هؤلاء الشباب.
وعن أراء بعض الشباب المشارك بالمهرجان كان لاثنين منهم تلك الآراء:

إسراء محبوب: الحجز الإلكتروني جعل الدورة أكثر تنظيما مقارنة بالدورة السابقة
 وقالت إسراء محبوب (مؤلفة وحاصلة على أفضل دراماتورج عن عرض موت معلق بالمهرجان)
أعجبني ف المهرجان الاهتمام بالطاقات الشبابية، وهي الدم الذي سيجدد المسرح المصري في الفترات القادمة،  فهم من يعرفون متطلبات العصر الذي نعيش فيه ويعيشون أزماته، مما انعكس على الجوائز في المهرجان، لفت نظري أيضا الحجز الإلكتروني مما جعل الدورة اكثر تنظيما مقارنة بالدورة السابقة.
ما يؤخذ على المهرجان أن الصفحة الرسمية لم توضح أن هناك نسبة 25? للجمهور الذي لم يحجز...مما اثر على نسبة الحضور فبعض من حجزوا بالفعل لم يحضروا.
تمنياتي للدورات القادمة أن  تكون أكثر تنظيما،  واهتمام أكثر بالشباب والمشاكل المطروحة على خشبة المسرح، والاهتمام بالمؤلف المسرحي المصري، والعمل على تطبيق توصيات اللجنة.

أحمد نبيل: يجب تصنيف العروض في فئات متنوعة، لتحقيق منافسة أكثر منطقية وعدالة
وقال “أحمد نبيل” الحاصل على جائزة أفضل مؤلف عن عرض « قرب قرب»
 أرى أن أبرز ما يميز هذه الدورة هو إقبال الجمهور على مشاهدة العروض بشكل متزايد عن كل دورة، وهو شيء مبشر جدا، ويتأكد كل عام، حتى أن عدد الحفلات والقاعات لا تستوعبهم أحيانا، وأحيانا يطالبون بإعادة العروض.
وأتمنى في الدورات المقبلة، تصنيف العروض في فئات متنوعة، لتحقيق منافسة أكثر منطقية وعدالة، حتى لا تضطر عروض منخفضة الميزانية مثلا لمنافسة عروض احترافية بميزانيات ضخمة، أعلم أن التقييم الفني لا يعتمد على التكلفة فحسب، ولكن لا شك أن ظروف الإنتاج تؤثر على جودة عناصر العمل المسرحي،  ولحسن الحظ أن لجنة التحكيم حرصت على أن تكون الأولوية للجودة الفنية بغض النظر عن الخبرات أو وجود بعض الأسماء اللامعة، وهو شيء يحسب للجنة، ولكن المشكلة أنه ليس هناك ما يضمن تحقيق ذلك مع تغيير اللجان كل عام، وأخيرا أتفق مع ما جاء في توصيات اللجنة على لسان الفنان القدير أشرف عبد الغفور. 


سامية سيد