«الخيال والمسرح» كتاب جديد للدكتور جمال ياقوت

«الخيال والمسرح»  كتاب جديد للدكتور جمال ياقوت

العدد 823 صدر بتاريخ 5يونيو2023

صدر حديثا للدكتور جمال ياقوت، كتاب جديد بعنوان «الخيال والمسرح»، حيث وينقسم إلى خمسة أجزاء، هم: الخيال من منظور إنتاجي، الخيال ونوعية المخرج، الخيال ومدارس الإخراج، الخيال وحجم التمويل المادي، الخيال والتلقي.
 وجاءت مقدمة الكتاب كالآتي: دائما ما أتذكر مقولة ألبرت أينشتاين «الخيال أهم من المعرفة»، ذلك لأن الأعمال العظيمة في غالبية مجالات الحياة بدأت، في ظني, في عالم الخيال قبل أن تصبح حقائق معروفة.
إن الحقائق المادية هي حقائق ملموسة موجودة في عالمنا الواقعي، أما ما نبتغي تحقيقه في المستقبل فهو رهين خيالنا، إنه يتشكل عبر وسائط من الصور والأصوات، ولن يخرج للواقع إلا إذا تحول من فكرة تجول في عالم الخيال إلى حقيقة راسخة في عالم الواقع. هذا الأمر مرهون بمسألة الحرية، لأن الخيال لا ينشط إلا في بيئة تتسم بالحرية والسفر بعيدا عن عالم تحكمه العلاقات الموضوعية والقوانين واللوائح البشرية إلى عالم فسيح لا يحكمه إلا قانون الحلم غير المشروط. في عالم الفنون، يمكن تعريف الخيال بأنه مجموعة الأفعال التي تتكون في الذهن عبر مجموعة من الصور والأصوات التي لا تخضع لمنطق الواقع بقدر ما تخضع للمتطلبات الفنية ومدى ارتباطها بالتكوين الخبراتي والمعرفي للفنان.
إن عالم الخيال هو عالم رحب يتسع لكل الاحتمالات وتتداخل فيه الأزمنة والأمكنة، هو عالم لا يتقيد بأي مرجعيات فكرية أو أيديولوجية، ولا يتقيد كذلك بمنطقية الأحداث وتراكبها المتسق مع الواقع، هو عالم عنوانه الحرية التي تمنح الفنان فرصة التحليق في عوالم فسيحة، تلك الحرية التي ترتبط بشكل وثيق بخبرات الفنان، ذلك لأن الخيالات التي تتولد في مخيلة الفنان تنطلق في الأساس من مخزونه المرجعي، إنه يستعيد الأحاسيس والأشكال والألوان والأصوات كي يعيد إنتاجها في قوالب جديدة من أجل تحقيق أهداف آنية.
بهذا المفهوم يعد الخيال نشاطا يستخدم العقل للسفر بعيدا عن أفعال تتحرر من الانسجام مع العقل؛ وبمعنى أدق، يستخدم الفنان عقله من أجل إبداع أفعال وصور وأصوات لا تتسق مع عقلانية الواقع بقدر ما تتسق مع أفكار يريد الفنان طرحها على المتلقي في عمله الإبداعي.
 


ياسمين عباس