أن تحلم بعالم أفضل مع «تاجر البندقية» من عالم «شكسبير».. لفرقة أبو كبير

أن تحلم بعالم أفضل مع «تاجر البندقية» من عالم «شكسبير».. لفرقة أبو كبير

العدد 819 صدر بتاريخ 8مايو2023

إلى العالم المسرحي والمؤلف العالمي وليم شكسبير، ينقلنا المخرج محمد النجار، الذي يعشق المسرح، ويؤمن بأهمية الفنون لتعبر عن هويتنا ودورها في نشر الوعي والثقافة، وتنمية الشعوب، فيقدم تجربته المسرحية الجديدة «تاجر البندقية» برؤية محلية، مغايرة ومختلفة للجمهور، مع فرقة أبوكبير المسرحية، بفرع ثقافة الشرقية، بإقليم شرق الدلتا الثقافي، من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، التابعة للإدارة المركزية للشؤن الفنية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
وتفتتح المسرحية الليلة، على خشبة مسرح قصر ثقافة منصور حسن بأبوكبير، ويستمر العرض حتى 6 مايو المقبل، والتقت «مسرحنا» بالمخرج وبصناع العرض، لنحاول أن نتعرف على ملامح هذه التجربة المسرحية.

محمد النجار: نتناول الأعمال والنصوص العالمية برؤية شديدة المحلية
قال المخرج محمد النجار: تعد مسرحية «تاجر البندقية»، تجربة مرهقة ذهنيا ممتع فكريا تناولها الكثير من المسرحيين على مستوى العالم، ولكن سعينا أن نحدث حراكا ثقافيا وفنيا في قصر ثقافة منصور حسن في أبو كبير، ونتناول الأعمال والنصوص العالمية برؤية محلية شديدة الخصوصية، مع الحفاظ على جمال الصورة، في المشهد المسرحي، وجودة اللغة وثراء الدراما. والتعامل مع شباب فرقة أبو كبير المسرحية، جدد الأمل في غد أتمناه أفضل.

التلاعب بمصائر الشرفاء
وتابع «النجار»: تدور الأحداث الخاصة بالمسرحية، في مدينة البندقية الإيطالية، عن الصراع بين «شايلوك» المرابي، الذي يتلاعب بمصائر الشرفاء، ويستغل حاجتهم للأموال بإعطائهم قروضا نظير شروط مجحفة، وغير إنسانية، فأقرض «أنطونيو» التاجر النبيل ثلاثة آلاف دوقية بشرط أنه إن تعثر في السداد يدفع أنطونيو رطلا من لحمه الحي وفاء للدين، ولما تعثر أنطونيو طالب «شايلوك» بالشرط الجزائي مما عقد الأحداث انتظارا للخلاص.

الرعيل الأول
وقال الممثل أحمد الشرقاوي: تعلمت فن المسرح على يد الرعيل الأول لفرقة أبو كبير المسرحية، وعرفت معهم قيمة الكلمة وهدفها وأهمية فن المسرح، وطالما حلمت بتقديم نصوص عالمية بصبغة محلية حتى واتت الفرصة برائعة شكسبير «تاجر البندقية»، ولأنني أعد حاليا من أقدم ممثلي الفرقة فشعوري بثقل المسئولية يجعلني متحمسا للظهور بمظهر يليق بالفرقة وتاريخها وألعب شخصية «شايلوك» التاجر المرابي المنفر الذي يقايض المال بالجسد، وأتمني أن تصل رسالتنا لجمهور أبو كبير فالمسرح قادر على إحداث التغيير.
وقال مصطفى عبدالقادر الضبع: أقوم بتجسيد شخصية «أنطونيو» في «تاجر البندقية» رائعة وليم شكسبير، وهو ذاك النبيل التاجر الشريف ذو المبادئ في تجارته وسلوكياته مع المجتمع وعلى استعداد أن يضحي بنفسه من أجل سعادة صديقه المقرب دون ندم أو حسرة، وعلى الرغم من خسارته لتجارته وكل ما يملك وهو على وشك خسارة حياته نفسها، فإنه لم يطلب المساعدة من أي شخص حوله، فكبريائه كرجل نبيل ذي مبادئ تمنعه من طلب المساعدة.
وتابع: إن فرقة أبوكبير المسرحية لم تكن وليدة اللحظة، ولكنها تأسست منذ زمن بعيد.. وتولد وتنسلخ وتكبر مع مرور الأفكار والأحلام، ولكنها في هذا العام قد اكتمل نضجها ورونقها.. وأبت ألا تخرج لكم إلا في كامل روعتها وتألقها واكتمال هذا النسيج البشري المتميز والمتألق مع رائعة من روائع الأدب العالمي، وفريق إخراج أكثر من عبقري ومخرج لا يبحث عن العالمية، بل هي من تبحث عنه.
واختتم «مصطفى»: ونعد –وسنحاول- أننا، كما تسلمنا راية الفريق كبيرة من الأساتذة القدامى، سنسلمها كبيرة للأجيال الجديدة -بإذن الله.

حدث مسرحي مهم
فيما يقول بسام كيلاني: أعود بعد غياب طويل لفرقة أبو كبير المسرحية في ثوبها الجديد.. وعن الشخصية التي ألعبها، فهي دور «سينيور بسانيو» في هذا الحدث المسرحي المهم، و«بسانيو» هو صديق النبيل أنطونيو المقرب الذي يسعى لخطبة السنيورة «بورشيا»، والزواج بها، ولكنه لم يملك من المال ما يعينه على اتخاذ أيّ خطوه لتحقيق مسعاه، فيلجأ لصديقه أنطونيو ليجد لديه الحل ليحقق حلمه، ولكنه يفاجأ بأن هذا الحلم سيقضي على صديقه المقرب لأنه لجأ لأكثر الناس شرورا ليحصل على المال بضمان صديقه، فيخضع لتحقيق حلمه ومحاولة مساعدة صديقه بالتخلص من الدين عن طريق «بورشيا» حبيبته التي تسانده حتى يأتي قرار القضاء العادل الذي يضع حدا لشرور «شايلوك»، حينها يتكشف بسانيو أن حبيبته «بورشيا» هي من قامت بالدفاع عن صديقه ومساندته مرة أخرى.
وأضاف «بسام»: وعن الفريق ومسرح أبوكبير، فإنني أحلم ببعض الاهتمام من قبلكم لهذا المسرح العريق، وهذا الفريق الموهوب الذي قدم الكثير لعشاق الفن المسرحي عن طريق تجديد المسرح المتهالك وصيانته حفاظا على أرواح من فيه ولتقديم الأفضل لجمهورنا العزيز نحن من يصنع القرار.. ونحن قررنا أننا لن نموت قبل أن نحيا.

الإبداع الفني
ويقول عمرو منصور: أقدم دور «لورينزو» عاشق «جيسكا» الذي يحرضها على الهروب من منزل والدها «شايلوك» للزواج بها، وذلك لأن والدها جشع ويعامل ابنته كأنها صفقة من صفقاته للربح من ورائها ويقوم «لورينزو» بالاستعانة بأصدقائه «سولانيو» و«ساليرو» للهروب من مدينة البندقية مع حبيبته «جيسكا» للزواج بعيدا عن شرور والدها، وذلك عن طريق النبيل أنطونيو وسفينة السينيور «بسانيو».
وأضاف «عمرو»: وعن الفريق المسرحي بأبو كبير، فإنني أحلم بأن يقام الكثير من العروض وتوفير كل وسائل المساعدة لتشجيعنا على تقديم الكثير من الإبداع الفني الذي بداخلنا، وأسعى شخصيا أن أقدم بما يفيد الجمهور، وأتمنى من الله التوفيق لنا جميعا.

محمد سعيد: تقديم نصوص شكسبير مخاطرة كبيرة تمنيت أن أخوضها حتى حان وقتها
وقال محمد سعيد «بامبو»: أشارك كمخرج منفذ بالعرض المسرحي «تاجر البندقية»، وهي مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقي من مخرج العرض، وأتمنى أن أوفق فيها، فضلا عن أنني أقدم شخصية أمير مراكش ذلك الثري العربي القوي الصلد المحارب الذي حاول أن يفوز بقلب «بورشيا». والتعرض لنصوص شكسبير مخاطرة كبيرة تمنيت أن أخوضها حتى حان وقتها.

أول تجربة
وأوضح صبحي محمد: مشاركتي بالمسرحية هي أولى تجاربي في مسرح الثقافة الجماهيرية بعد أن تدربت كثيرا بمسرح الجامعة، ولأنني خريج قسم المسرح بنوعية الزقازيق، فقد أيقنت صعوبة هذه التجربة لثراء مسرح شكسبير، وأقدم دور «سولانيو» الصديق الوفي لأنطونيو وبسانيو، وإن تمتع بخفة ظل وانطلاق لم يمنعه من التأثر لما آل عليه أنطونيو.
تدفق إيقاع العرض
وقال حسن رفاعي: «تاجر البندقية» تمثل مشاركتي في أولى تجاربي في مسرح الثقافة الجماهيرية وأول مشاركة لي لأصدقائي بفرقة أبو كبير، ولأني خريج قسم المسرح بنوعية الزقازيق، فقد أيقنت أن «ساليريو» وهو الشخصية التي أمثلها ثرية على مستوى الدراما ولا تخلو من الكوميديا التي نستطيع بكل أريحية أن نؤكد أنها تنتمي لكوميديا الموقف، وهو بالطبع ما يساهم بشكل أساسي في تدفق إيقاع العرض، ونأمل أن نحقق هذا الهدف، ونسعد جمهور العرض.

باربي: المخرج محمد النجار أكد مرارا أني أستطيع.. فالنجاح نتاج الاجتهاد
وقالت  الممثلة باربي : مشاركتي في «تاجر البندقية»، هي أولى تجاربي التمثيلية على الإطلاق، التي تعد مسئولية كبيرة ألقاها الأستاذ محمد النجار مخرج العرض على كاهلي، وأكد مرارا «أني أستطيع»، فاجتهدت لأستطيع، فالنجاح نتاج السعي والاجتهاد، وأقدم شخصية «بورشيا» وهي فتاة جميلة مات أبوها، وترك وصية وأموالا كثيرة وتدافع إليها الخُطاب من كل حدب وصوب، ولأنها عفيفة النفس بارة بأبيها فقد صممت أن تنفذ وصية الأب حتى وإن كان على حساب سعادتها؛ فكافأتها الأقدار بتحقيق أملها والفوز بقلب حبيبها، إلا أن «بسانيو» الحبيب وقع في مشكلة بطلها صديق عمره أنطونيو والمرابي «شايلوك»، فتنكرت في زي محامي للدفاع عن أنطونيو صديق بسانيو ونجحت في ذلك.
وأوضح الممثل محمود الجعبيري: أجسد شخصية «توبال» الذراع الأيمن لـ«شايلوك» الذي لا يتوانى عن الظلم والفتك بالآخرين دون أن يفكر في جدوى ما يفعل، إلا أنه شديد القرب من «شايلوك» ويرى أنه الأحق بحمايته وخدمته والامتثال لأمره.
أولى تجاربي بالتمثيل
وقالت ريهام حدايدة: تجربتي في المسرحية مع فرقة أبو كبير، هي أولى تجاربي في التمثيل على الإطلاق، وأجسد شخصية «جيسيكا» ابنة «شايلوك» وهي شخصية تجاهلتها معظم الرؤى الإخراجية لمسرحية «تاجر البندقية»، وهي الفتاة التي تحركها فطرتها ونقاؤها وصفاؤها فهربت من بيت أبيها المرابي واتجهت إلى حبيبها «لوريزو» لتبدأ حياة أكثر اتساقا مع فطرتها، وأكدت «ريهام» وهي تغمرها السعادة: والوقوف على خشبة المسرح مرهق أيضا كثيرا، لكنه أيضا تجربة ممتعة كثيرا، فنيا وإنسانيا.
«أراجون» عجوز متصابي
فيما أوضح مدحت أبو سندس: أعود للمشاركة مع فرقة أبو كبير المسرحية بعد غياب دام سنوات وسنوات، إلا أنه من ذاق حلاوة المسرح لا يستطيع تحمل الفراق، وعدت، لأداء شخصية أمير «أراجون» وهو شخصية عجوز متصابي سعى إلى خطوبة «بورشيا»، التي هي في سن أحفاده ولغروره، وصلفه فشل في الاختبار الخاص بالخطاب فخسر غير مأسوف عليه.

فريق «تاجر البندقية»
مسرحية «تاجر البندقية» من تمثيل وبطولة فرقة أبو كبير المسرحية: أحمد الشرقاوي، مصطفى عبدالقادر، بسام كيلاني، عمرو منصور، محمود الجعبيري، باربي، صبحي محمد، ريهام حدايدة، حسن رفاعي، مدحت أبو سندس، محمد سعيد، إيثار عصام، محمد عبدالرحمن، أميرة بليغ، سنابل لعبوطة، منه محمد، حسيني عبدالبديع، والإدارة المسرحية لـ: محمد نوح، كريم بدر، مخرج مساعد: عبدالرحمن محمد، مخرج منفذ: محمد سعيد، هندسة صوتية: عمرو منصور، مكياج: تامر الجمال، ستايلست: حسام عبدالحميد، ديكور وملابس: عبدالرحمن مهدي، استعراضات: ياسر هجرس، ألحان وتوزيع: محمد ناجي، والمسرحية من تأليف ويلم شكسبير، ترجمة: حسين أحمد أمين، دراماتورج وإخراج محمد النجار.
وتقدم مسرحية «تاجر البندقية» تحت إشراف عبدالمنعم عيسى، مدير قصر ثقافة منصور حسن، بمركز ومدينة أبو كبير، محمد سمير مدير الإدارة الفنية، والشاعر أحمد سامي خاطر مدير عام فرع ثقافه الشرقية، ومن إنتاج الإدارة العامة للمسرح، للموسم المسرحي 2022/ 2023، برئاسة الفنان مهندس الديكور، محمد جابر، والإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة.
 


همت مصطفى