مروة رضوان: «شبح الأوبرا» الذى شاهدته فى برودواى أوحى لي بفكرة العرض

مروة رضوان: «شبح الأوبرا» الذى شاهدته فى برودواى أوحى لي بفكرة العرض

العدد 771 صدر بتاريخ 6يونيو2022

يعرض على خشبة مسرح مركز الهناجر للفنون   عرض «أشباح الأوبرا»  وهو مستوحى من رواية شبح الأوبرا، العرض  تأليف وإخراج مروة رضوان.  «أشباح الأوبرا « إنتاج ورشة الهناجر الأولى «الممثل الشامل» التي كان قد أطلقها المركز منذ عام، ولم يكن هناك أية شروط للمشاركة بها، إلا أن يكون عمر المتقدم لها  أكثر من 17 عاما. تقدم الورشة مايقرب من 1670 شخصا.  
التقينا بمخرجة العرض مروة رضوان لنتعرف منها على كواليس تجربتها .  مروة رضوان خريجة كلية التربية قسم اللغة الفرنسية، التحقت بكلية الآداب قسم المسرح جامعة عين شمس، وبدأت مشوارها الاحترافى مع  التحاقها بورشة مركز الإبداع 2010 قسم الإخراج والتمثيل، قدمت مجموعة من العروض منها  «ليلة الزفاف» «ماك ولى» وقدمت أول عروضها فى البيت الفنى للمسرح بعنوان «شيكايرو»، ثم «جميلة» بمسرح الغد و«كوميديا البؤساء» بمسرح ميامى،  وشاركت كممثلة فى عدد كبير من المسلسلات الإذاعية، وأخرجت عددا من المسرحيات فى البرنامج الذى قدمه الفنان محمد صبحى على قناة السى بى سى، وعملت فى إعداد البرامج وقدمت حفلات افتتاح لعدد من المناسبات المهمة.
- نود أن نتعرف على بداية التجربة.. وهل كانت فكرة العرض قائمة قبل ورشة إعداد الممثل ؟
بالفعل الفكرة كانت قائمة قبل ورشة إعداد الممثل، فأنا أحب مسرحية «شبح الأوبرا» وقد شاهدتها فى برودواى، وبالنسبة لى عروض برودواى مبهرة تكاد تصل إلى الكمال وكنت افكر طوال الوقت لماذا لا نقدم مثل هذه العروض،وخاصة أن بمقدورنا تقديم عروض متميزة ولكن مع فارق الإمكانيات التقنية، فمسارح برودواى مبنية على أساس تقديم مثل هذه العروض، وهو مسرح سياحى فسعر التذكرة فيه  يصل فى بعض الأحيان إلى 500 دولار والمواطن الأمريكى لايستطيع مشاهدة عروض برودواى؛ لأن أسعار التذاكر باهظة، وقد انبهرت بالشكل المسرحى هناك على مستوى الموسيقى والأوركسترا العظيمة والديكور؛ لذلك فكرت فى تقديم عرض «شبح الأوبرا» ولكن بما يتناسب مع إمكانياتنا وميزانياتنا،وتقدمت بها فى البداية للمسرح القومى ثم مركز الهناجر للفنون وكان هدفى أن يقدم العرض مجموعة من شباب الهواة  والمعهد العالى للفنون المسرحية ومركز الإبداع وكل الأطياف واقترحت على الفنان شادى سرور أن اقدم العرض ورحب كثيرا بالفكرة وكان إقتراحه أن العرض يتناسب معه إقامة ورشة وبالفعل قمنا بعمل ورشة إعداد «الممثل الشامل» الورشة لم تكن فى مخططى وعندما بدأت الورشة تعاملت معها بشكل حيادى تام.                                                                            
ما الذى أضفتيه أو اختزلتيه على النص الأصلى «شبح الأوبرا»؟
لا استطيع أن اطلق على النص الجديد إعدادا أو تأليفا، فالأمر يسأل فيه الأساتذة والأكاديميون ولكنى اخدت من الرواية خطا درامىا واحدا وهو الخاص بالشبح الذى يسكن المكان ويحب احدى الفتيات بالفرقة، وهناك اختلافت كثيرة بين العرضين  ومنها أن الشبح هنا «مسرحي» ولكن فى الرواية والنص الاصلى هو شبح يغنى، وكذلك الفرقة التى يحكى العرض عنها فهى هنا فرقة معدمة، بينما الفرقة فى النص الأصلى على مستوى جيد. و قد اعدت كتابة الحكاية برؤيتي وهى أن هناك عددا كبيرا من الأشباح وليس شبحا واحدا،  كما في النص الأصلى، وعلى افيش العرض قمت بكتابة : مستوحى من عرض «شبح الأوبرا» لحسم أى جدل.                                                                                            
- وقد شاهدت العرض فى برودواى.. هل التقنيات تصنع الفارق  وهل الإبداع يقترن بوجود تقنيات عالية الجودة ؟                                                                        
 مسرح برودواى بنى خصيصا ليدر ربحا، فهو مشروع سياحى فى المقام الأول ولكنه مقدم بفن رائع، فعلى سبيل المثال المسرح هناك حفرة مقام عليها الديكور والمسرحية تعرض منذ 36 عاما ولم يتغير شىء بها سوى الممثلين، ودائما العرض كامل العدد، ومن الصعب أن نقارن بين ما نقدمه وبين ما يقدم فى برودواى ولكن لدينا تجربة هامة ومميزة فى القطاع الخاص تقدم تجارب راقية ومميزة بميزانيات عالية مثل تجربة «كايرو شو «، واعتقد أن مسرحية « اشباح الاوبرا « تثبت أن الإبداع لا يرتبط بالموارد المالية، فالمسرحية إمكانياتها المادية ليست كبيرة ولكنها مقدمة بشكل جيد وبها إبداع ورقى، و قد قدمنا بها اقصى ما نستطيع وظهرت بصورة جيدة ومميزة على مستوى الصورة البصرية والعناصر الآخرى،  وكان شاغلى الشاغل فى العرض هو الممثل الذى يجيد الغناء والرقص، كما أن الابداع يتوقف على الفكرة، والفرد الذى يقدمها والموهبة سواء كان  المخرج أو الممثل أو مصمم الديكور، أو الكيروجراف،  فمن الممكن تقديم عروض بميزانيات ضخمة ولكن محتواها غير جيد، ولكن إذا اقترن الإبداع  بموارد مالية جيدة نستطيع تقديم عروض متميزة.                                                                                                                                    
- كيف إستطعت التعامل  مع هذا العدد الكبير من الممثلين  من فئات عمرية مختلفة ؟
لدى طريقة واحدة أتعامل بها فى كل عروضى،للهواة أو المحترفين، وهى أننى أعمل وبداخلى حب المكان والأشخاص الذين أتعامل معهم، وكان عدد المتدربين 90 متدربا وصل عددهم إلى 60   وقد أحببتهم كثيرا ووقع اختياري عليهم لإحساسي بموهبتهم، وقد تعاملنا بقواعد فنية وإنسانية وانضباط وهو ما جعلنا نظهر بشكل جيد ومميز.                                                        
- ماذا عن تعاونك مع مركز الهناجر للفنون والمخرج  شادى سرور ؟
 هناك تعاون كبير من قبل مركز الهناجر للفنون وكان الفنان شادى سرور متعاونا جدا  كونه من المخرجين المتميزين، وكذلك الموظفين الإداريين بمركز الهناجر، وكانوا بمنتهى اللطف والود و وذللوا لنا كل الصعوبات.                                                 
- ا فى عرض «اشباح الاوبرا « كولاج بين ثلاثة أعمال لشكسبير وهي «هاملت «و»ماكبث» و»حلم ليلة صيف» لماذا ؟                                                                             
فى المسرحية الأصلية الفرقة تقدم أوبرا ويغنون وهذه أشياء يجب أن يكون لها مقابل فى عرضى، ففكرت فى عمل مقابل مسرحى لها فكان الكولاج هو المعادل التمثيلى للغناء، وكان لدى هدف آخر وهو أن لدي 60 فردا على خشبة المسرح، لا أريد أن يظهروا بشكل «الكورس» إنما يقدموا مشاهد تمثيلية، لذلك بحثت وأضفت مشاهد تتناسب مع السياق الذى يقدم به العرض، وقدمت مسرحية داخل مسرحية  حتى أتيح أقصى ما يمكن أن يقدم من مشاهد، وكان اتفاقي مع المتدربين ومع الفنان شادى سرور أن العرض يشارك به 35ممثلا فقط، ولكنى قررت أن يشارك كل المتدربين و قد شعرت أن من حقهم   بعد كل هذا المجهود المبذول  أن يشاركوا .
ما أبرز صعوبات العرض ؟
 إدارة هذا العدد من المتدربين والتكنيك الخاص بالعرض، وقد كان هدفى أن يشارك أكبر عدد ممكن من المتدربين، و أن أوجد مساحة لكل ممثل وفى نفس الوقت أحافظ بقدر المستطاع على الدراما .
- ماذا عن اختيارك لعناصر العرض الأخرى من ديكور وإضاءة وموسيقى ؟
حرصت أن يكون كل الفنانين على درجة كبيرة من الاحتراف، والعرض ألحان إيهاب عبد الواحد وهو من  أهم الملحنين فى مصر، والمعد الموسيقى الفنان احمد طارق يحيى، والفنان وسام شوقى، ومصمم الديكور عمرو الأشرف والدكتورة مروة عودة فى الأزياء، والشاعر طارق على وهو شاعر متميز ومصمم الرقصات ضياء شفيق. وجميعهم  على خبرة وكفاءة عالية.                                                                                                                       
ما رأيك فى الفعاليات والمهرجانات التى تخصص للمرأة ؟
لا افضل التمييز، ولكن من وجهة نظرى هذه الفعاليات تقام لتشجع المرأة التى تعد أقل عددا من الرجال لخوض المجال الفنى ولذلك تقام هذه الفعاليات للاهتمام بهن ولتثير لديهن  حالة الشغف خاصة أن المرأة لديها التزامات اجتماعية متعددة، واعتقد أن  هذه الفعاليات فرصة لتخرج إبداعها فى المجالات الفنية المختلفة.
ما هى الرؤية التى أردت إبرازها من خلال العرض ؟
العرض يضم العديد من الرسائل، وهناك أغنية فى نهاية العرض تقول «جربت تعيش من غيرك أشباحك» وهى تدعو للتخلص من أشباح الخوف والضيق واليأس والتخاذل والتراجع وهى توضح مورال العرض


رنا رأفت