ياسر صادق: المركز يقوم بدور توثيقي على أعلى مستوي احترافي

ياسر صادق: المركز يقوم بدور توثيقي على أعلى مستوي احترافي

العدد 725 صدر بتاريخ 19يوليو2021

الفنان ياسر صادق مخرج وممثل مسرحي حصل على بكالويوس التجارة شعبة إدارة الأعمال من جامعة القاهرة،كما حصل أيضًا على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية شعبة التمثيل والإخراج، قدم العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، ومن أعماله المسرحية كممثل تخاريف وجارى التحميل ويوم أن قتلوا الغناء، كما أخرج العديد من الأعمال المسرحية منها حب رايح جاى وشمس وأمير الفقراء ولحظة حب، كان مديرًا عامًا للمسرح الحديث فى الفترة من 2013 وحتى 2015، وهو رئيس للإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بداية من 14 يناير 2019 وحتى الآن، عن التوثيق و و قضايا مسرحية أخرى كان لـ”مسرحنا” معه هذا الحوار.
-حدثنا عن توثيق المركز القومي للمسرح للعروض التى تنتجها الدولة، وكيف نستطيع أن نصور كل العروض الجديدة ونوثقها من خلال المركز؟
المركز بقوم بتوثيق المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ورقيا في مجلات دورية و بالفوتوغرافيا و كذلك بالفيديو. قبل أن أكون رئيسًا للمركز كان التوثيق من خلال كاميرا واحدة والمنتج غير مقبول من حيث التصوير، فالعرض الذي يتم تصويره غير واضح المعالم، غير صالح للعرض، يصلح لاطلاع الباحثين فقط، للاطلاع على الديكورات والملابس والإضاءة. عندما توليت المنصب بدأت أقوم بتطوير التوثيق حتى يكون التصوير احترافيا، وبالفعل قمنا بشراء 6 كاميرات حديثة جدًا منها 3 كاميرات يتم التصوير بها فى المسلسلات والأفلام بتقنيات عالية الجودة، وكان لدى عجز فى الكوادر فبدأت انتدب من التليفزيون (قناة نايل سينما) مصور ومونتير ومخرج، وقمنا بالتعاقد مع مصورين محترفين، بحيث يخرج المنتج على أعلى مستوى، وبدأنا الآن فى استكمال وحدة التصوير، بالفعل قمنا بشراء كاميرتين إضافيتين حديثتين، بالإضافة لشراء أجهزة إضاءة جيدة وحامل حديث للكاميرا التي تُحمل باليد للتصوير الحركي.
الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم والفنان خالد جلال دعمونا دعما كاملا، ولدينا الآن خطة طموحة لأن نتعاون مع البيوت الفنية التي تنتج مسرحا بالاشتراك مع صندوق التنمية الثقافية، لتسويق تلك العروض، وقد أصبح مستوى التصوير احترافيا، ويتم تصوير حفلات فرقة رضا والفرق القومية وحفلات الموسيقى والأحداث المختلفة الخاصة بوزارة الثقافة، وقد قمنا بشراء وحدة مونتاج عالية جدًا بالألوان مثلها مثل الوحدات الحديثة التى يتم بها تصحيح ألوان الأفلام لخدمة قطاعات وزارة الثقافة، ولدينا خطة طموحة أن نستخدمها كوحدة إنتاجية ذات طابع خاص، بحيث نستطيع أن نقوم بتأجيرها وأن نتعامل بها مع القطاع الخاص، حتى تدر أموالا على الدولة، ولكن هذه النقطة تحتاج إلى صياغة قانونية نقوم بها فى الخطة القادمة إن شاء الله. كذلك لدينا فرقة موسيقية توثق النوت والأسطوانات التراثية القديمة، بالإضافة لتقديم أغاني درامية ويقدمون حفلات مهمة جدًا، سواء بتذاكر أو فى المناسبات الدينية والقومية، وقد قمنا بعمل حفل فى الهناجر بمناسبة 30 يونيو على أعلى مستوى من عازفين ومطربين، 10 أفراد منهم شاركوا فى الأوركسترا الخاص بموكب المومياوات والمايسترو اسم كبير فى عالم الموسيقى هو الأستاذ تامر غنيم، لدينا أيضًا كتب تصدر بشكل دوري منها التراث المسرحى لسنة 1926 وخلال الشهر القادم سيتم إصدار التراث المسرحى لعام 1927، و لدينا كتاب للتوثيق المسرحى من 2008 إلى 2011 سيتم إصداره خلال أيام، و لدينا أيضًا مجلة المسرح وهى مجلة شهرية منتظمة، قمنا باستعادتها بعد توقفها من ما يقرب من 5 سنوات، كانت تصدرها الهيئة العامة للكتاب، وقد قمنا بعمل بروتوكول تعاون معهم وبعدها أصبحت المجلة تصدر من المركز كاملة، ونعطى الهيئة 15% مقابل استغلال الترخيص، إنما المجلة بالكامل من مجلس تحرير والتوزيع والتسويق ومنافذ البيع خاصة بالمركز، ولدينا أيضًا مجلة ألوان للموسيقى والفنون الشعبية لاستكمال المجالين الباقيين فى نطاق المركز، العدد الثالث منها سيتم إصداره قريبًا جدًا، والعدد الأول والثاني تم إصدارهما في 2019، ثم كان هناك توقف بسبب تغيير فى مركز التحرير، والحمد الله تم استكماله والعدد الثالث لشهر يوليو سيتم استلامه عقب انتهاء معرض الكتاب مباشرةً.

- ماذا عن خطة جلب مقتنيات الفنانين وتكريمهم وهم أحياء؟ ومن هم ابرز الفنانين المكرمين الفترة القادمة؟
لدينا خطة طموحة جدًا بتوجيهات معالي الوزيرة أن نقوم بجمع مقتنيات الفنانين وتكريمهم، فنقوم بعمل تكريم كل فترة للفنانين الراحلين والأحياء ونأخذ مقتنيات من أسر الفنانين فى المجالات الثلاثة، والأحياء يهدونا مقتنياتهم ومنهم الفنانات القديرات سميحة أيوب ومديحة حمدى وسميرة عبد العزيز ومشيرة إسماعيل وأيضًا المخرج الكبير سمير العصفورى، كل هؤلاء أهدونا مقتنياتهم وهم على قيد الحياة، وقمنا بعمل حفل كبير لتكريمهم وتسليمهم شهادات تقدير ودروع للأحياء، والراحلين يتسلمها أسرهم.
كذلك قمنا بالتعاون مع جمعية أبناء الفنانين ورئيس مجلس إدارتها الأستاذ ماضي الدقن ابن الفنان الكبير الراحل توفيق الدقن، و قدم لنا مقتنيات هامة جدًا كانت للفنان الراحل توفيق الدقن، و قمنا بعمل أجنحة متحفية في كل المسارح تقريبًا ووضعنا بها بعض هذه المقتنيات، بالإضافة إلى عرض ذلك على شاشة تستعرض تاريخ المسرح والرموز الفنية الكبيرة، ويستخدم أيضًا هذا الجناح كمنفذ لبيع وتسويق المجلات والكتب المتخصصة التي يصدرها المركز، بالإضافة إلى أن هذا الجناح يُعد مركزا مصغرا يستطيع الباحث أن يلجأ له وقد وجهت معالي الوزيرة نحو استكمال المشروع ليشمل محافظات مصر كلها، فبدأنا مع الثقافة الجماهيرية لنتواجد فى المحافظات، و في الخطة القادمة نبدأ فى قصور الثقافة الرئيسية في عواصم خمس محافظات، هي الإسكندرية وبورسعيد والشرقية والفيوم والمنوفية، وسيكون في الأجنحة رموز المحافظة من المعاصرين والراحلين فى المجالات الثلاثة الخاصة بالمركز، وذلك لتعظيم الانتماء عند كل أبناء وفنانين المحافظة. وجارى تكريم النجم والفنان فاروق فلوكس والفنان القدير صلاح عبد الله والمخرج الكبير فهمي الخولى (يرحمه الله) والفنانة آمال رمزى، وقمنا بعمل فيلم للفنان الكبير الراحل محمود ياسين وللنجمة الراحلة شويكار، وحاليًّا نقوم بعمل فيلم للكاتبة الكبيرة الراحلة فتحية العسال، مساهمةً من المركز في مهرجان إيزيس للمسرح النسوى، والذى يحمل اسمها فى تلك الدورة، بالإضافة إلى أننا سوف نطلق مسابقة خاصة بالمركز القومي للمسرح للكاتبات المسرحيات بالتزامن مع المهرجان القومى للمسرح.

-ماذا عن المنصة المسرحية التي كانت تعدها وزارة الثقافة في بداية الموجة الأولى من الكورونا، هل تم إنشائها وتفعيلها؟
مازالت تحت الإنشاء، ولكن فكرتي كانت أن أقوم بعمل قناة يوتيوب تدر دخلا للمركز بعدد المشاهدات، ولكن صدمتي كانت فى النواحي الإدارية بأن يكون ذلك على حساب خاص، وليس على حساب مؤسسة أو جهة حكومية، و جارى الاتفاق والاشتراك مع الوزارة ونبحث عن شركة تكون وسيطا في ذلك، بمجرد عقد الاتفاق سيتم إطلاق المنصة، حتى تدر عائدا على الوزارة والمركز. وبتعليمات وزيرة الثقافة سيتم رقمنتها ورفعها على موقع الوزارة لتكون جاهزة لإطلاقها في الوقت المحدد.

-ما الذي يفتقده المركز القومي للمسرح وكيف نطوره؟
التطوير لا ينتهي ولا أحد يصل للكمال، فالكمال لله وحده ولكن نحن دائمًا نسعى لتطوير أنفسنا، لدينا أفكار وخطة واضحة، ولكننا فى انتظار موافقة معالي الوزيرة كي نطلق المهرجان الشعبي العربى، استرجاعا لتاريخ قديم جدًا هو تاريخ وبدايات المسرح، كل دورة ستكون فى محافظة من محافظات مصر بالتزامن مع المواسم الشعبية كموالد أو أعياد قومية للمحافظات او ما شابه ذلك، وسوف تقام أغلبها فى الفضاءات المسرحية.
-هل عاد جمهور المسرح إليه من جديد فى ظل الموجة الثالثة من الكورونا؟
الجمهور لم يخذلنا فى تلك الفترة الصعبة، وكان حاضرا وملتزما بالإجراءات الاحترازية، وكانت الكثافة المحددة مكتملة، لما كان يُقدم من أعمال شيقه والجمهور تذوقها وحضر لها خصيصًا، والمسرح وقطاع الفنون الشعبية من فرقة رضا والفرقة القومية وغيرها من القطاعات الفنية في تقدم في الفترة الأخيرة. و لدينا توجيهات مشددة من معالى الوزيرة بالالتزام بالإجراءات الاحترازية، وهى تتابع ذلك بنفسها.

-ما الذي يفتقده مسرح الدولة وكيف يتم تطويره؟
لو علمتم ميزانية الوزارة لقلتم إنه يجب أن يتم صناعة تمثال لمعالي الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم، المنتج الثقافي فى أي دولة يعتمد على تقنيات عالية جدًا وتكاليف باهظة، ولكننا بفضل الله الأفكار المصرية والثقافة المصرية والفنانين المصريين يعوضون نقص هذه التقنيات، ويقدمون أعمالًا تنافس الأعمال العالمية. الأوبرا التي تُقدم فى مصر قد تكون أقل فى الإمكانيات ولكنها لا تقل جودة وأهمية عن ما يقدم عالميًّا، ويظل الفنان المصري هو المعادلة الصعبة التى لا يستطيع أحد أن يصنع مثلها، ويظل الفنان المصري لا يُباع ولا يُشترى.

- بعد نجاح ورش ابدأ حلمك هل ستتجه الوزارة الفترة القادمة لإنعاش الورش الفنية وكيف سيتم تفعيل ذلك؟
هذا صحيح بالفعل فبعد توجيهات معالي الوزيرة، بوجوب يجب أن يصل المنتج الثقافي
للشعب المصري، لدينا فى المركز ورشة لذوى القدرات الخاصة للموسيقى والباليه والفنون الشعبية، تقدم الدورة كل ثلاثة أشهر، ويقدم المنتج من خلال حفلة، وهذه ورشة مجانية بدعم كامل من وزارة الثقافة، و خلال عشرة أيام تقريبًا سنعلن عن ورشتين هامتين جدًا، الأولى للكتابة المسرحية يقدمها الكاتب الكبير محمد أبو العلا السلامونى، للأعمار من 18 إلى 40 سنة دعمًا للشباب والكُتّاب الجدد، وهذه الورشة سيكون لها منتج مسرحى إن شاء الله و يكون له الحظ للإنتاج فى البيت الفني للمسرح، أما الورشة الثانية فهي للتوثيق يقدمها الدكتور عمرو دوارة، وهذه الورشة إلزامية للعاملين بالمركز القومي للمسرح، وسوف نخاطب كل القطاعات التى بها توثيق، وستكون دورة معتمدة ولها شهادات تدخل فى الملف الوظيفى للمتدرب.

-هل لدينا قصور ما في المنظومة المسرحية من كتابة وإخراج وتمثيل؟
ليس قصور بقدر ما هو ندرة في المؤلفين والنقاد المسرحيين، ولكننا نحاول تعظيم هذا الدور وتنمية تلك المواهب وحثها على الكتابة والنقد والتوثيق المسرحى بشكل كامل، فالتوثيق فى المركز يشمل الجوانب الثلاثة من المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، بالإضافة إلى التوثيق المتحفي، و نسعى الآن إلى عمل توأمة إن شاء الله مع قطاع الفنون التشكيلية لتقديم عروض فنية للفرق الموسيقية الخاصة بنا فى مختلف المتاحف داخل جمهورية مصر العربية، كله بسماته، على سبيل المثال المتحف التراثى سيكون له أغاني تراثية، و سيكون هناك تناغم ما بين ما يقدم وهوية المكان نفسه.

- ما رأيك في مسرح الثقافة الجماهيرية ؟
مسرح الثقافة الجماهيرية يحتاج أن يُسلط عليه الضوء، وهذا ما يحدث الآن بالاتفاق مع الأستاذ هشام عطوه رئيس هيئة قصور الثقافة، اننا كمركز سنقوم بتصوير المهرجانات الكبيرة الخاصة بهم، ونضعها على صفحات الهيئة، كنوع من أنواع الدعاية.
الثقافة الجماهيرية عظيمة جدًا لأنها تشمل مصر كلها، بها بعض المشاكل، ولكن بها كم من المواهب فى المحافظات يحتاجون إلى تسليط الضوء، وهم بالفعل بدأو في ذلك بعمل ورشة “ابدأ حلمك”.

- برؤيتك الفنية كمخرج وممثل كبير، ما رأيك في العروض المسرحية المقدمة فى الفترة الأخيرة ؟
هناك عروض مسرحية كثيرة جيدة منها عرض “أفراح القبة” إنتاج مسرح الشباب، وعرض “يوم أن قتلوا الغناء” إخراج تامر كرم وتأليف محمود جمال حدينى، وكذلك عرض “التغريبة- بنت الزناتى” إخراج منار زين، وهو عرض جيد جدًا، وكذلك عرض “جنة هنا” إنتاج مسرح الغد، وعروض القاعات كانت جيدة، هناك حركة فنية، ربما لا تكون على المستوى المأمول أو المنشود ولكن هناك حراك للأفضل.

-ما خطة المركز المستقبلية وما الجديد لديك؟
لدى عمل مسرحي أقوم بالتمثيل فيه مع الدكتور عادل هو “زقاق المدق” على مسرح البالون، وأقوم باستكمال الموسم القادم من عرض “لحظة حب” من إخراجي، ولدى مشروع من إخراجي أيضا، تأليف الكاتبة صفاء البيلى، ولكن لم يتم إنتاجه بعد.
أما في المركز فلدى مشروع خاص بالمكتبة السمعية البصرية للمجالات الثلاثة، وإن شاء الله ستكون أكبر مكتبة بحثية تقام للباحثين فى مجالاتنا، ستقام فى مكان مغلق مكيف بنظام “السايبر”، حيث يتواجد الباحث ويطلع على كل ما يريد ولكن دون تحميل، وتلك المكتبة ستكون بنظام العدد المتناقص لتكلفة الساعة، حتى تكون مدعمة والباحثين يستطيعون أن يتواجدوا بداخلها أكبر وقت ممكن، دون تكلفة باهظة عليهم، وفى نفس الوقت تدر إيرادا ودخلا للدولة.


إيناس العيسوي