«قلب الجبل».. فرقة فاقوس المسرحية تواجه الثأر وترفضه وتنبذ التعصب

«قلب الجبل».. فرقة فاقوس المسرحية تواجه الثأر وترفضه وتنبذ التعصب

العدد 718 صدر بتاريخ 31مايو2021

تستعد فرقة فاقوس المسرحية لتقديم عرضها الجديد»قلب الجبل» ضمن الموسم المسرحى 2020ــ 2021 بالإدارة العامة للمسرح وتُقدم الفرقة العرض من تأليف»علي عثمان»مع المخرج»محمد النجار»،وقد التقينا بالمخرج وفريق العرض لنتعرف على ملامح وسمات تجربتهم الجديدة.
واقع أليم
قال المخرج »محمد النجار» أن أحداث عرض «قلب الجبل» تدور في إحدى قرى الجنوب المصري والتي قد تحدث بالبيئة المصرية على اختلاف موقعها الجغرافي على أرض مصر شمالًا وجنوبًا، والمكان الدرامي للعرض بلدة يحدها جبل قاسي والصخور فقست من ثم قلوب من اقترب منه أو مرّ بجواره ويكثُر في البلدة ،وحولها و داخلها ،و على مشارفها مجموعة الغجر الذين حاولوا ويحاولوا وسيحاولوا دومًا إشعال فتيل الأزمة – أية أزمة – بغية بث الفرقة بين الأهالي ليخسروا ترابطهم فيعدوا غثاء لا همة لهم ولا قيمة ولا تواجد فوق الأرض فيعدوا القبر لهم ملاذًا وغاية للهرب من واقع أليم وتابع» النجار»:وتدور الأحداث حول فارس الشاب الأرعن الذي قتل أمه انتقامًا منه لشكه فيها وهي البريئة المنزهة فكان صوت الدم المراق أعلى من صلة الرحم فقتل الأم غيلة منه ،وتتشابك الأحداث ببحث فارس عن الرجل الذي كان بصحبة الأم لقتله هو الآخر و تكشف الأحداث بعد ذلك أن ذاك الرجل هو زوجًا للأم وأنَّ الأم المقتولة ليست خاطئة لكنها تزوجت بإطار شرعي ولأن الانتقام يُعمي البصر والبصيرة فلم يستمع فارس لصوت العقل وارتضى الانتقام من ذاته وإلى ذاته ليخسر كل شيء
شحذ خيال المتفرج
وفيما أوضح »محمد النجار» أن رؤيته الإخراجية تتركز على محاولة تأكيد الدلالات السيمولوجية التي تُعضد من رفض الثأر كفكرة في معناها العام والخاص ومحاولة نبذ العصبية والتعصب والتأكيد على أن سفك الدماء غصبًا لا يُحيق إلا بصاحبه ومعتنقيه تلك الفئة الضالة التي أصابها السعار تنفيذًا لمخطط ساعٍ إلى بث الفرقة والسيطرة على المقدرات ، فالتعصب للرأي أو رؤية القضية بشكل نفعي شخصي يُفقد الدلالة معناها وقد يؤدي إلى اتخاذ قرارات تأتي على الأخضر واليابس ولا يصلح معها التراجع أوالاعتذار وعليه ارتكزت الرؤية الإخراجية على صناعة خط موسيقي طقسي موازي يعتمد على استلهام التراث الصعيدي والفلاحي والشعبي في معناه العام والاعتماد على الحكي غناءً وأداءً وتمثيلًا لخلق حالة طقسية شعبية تسعي إلى الاكتمال شكلًا ومضموًنا في حدود الإمكانات المتاحة ومحاولة خلق رؤية سيمولوجية مبهرة قادرة على خلق خيال يُجمل الواقع فيكشف الخبايا وصنع آليات جديدة للتلقي(من قلب التراث الشعبي برؤية جديدة) فيثري الصورة والمضمون ويساعد على جذب الجمهور في حدود المتاح بطبيعة الحال مع صناعة تشكيلات– تعبيرية - حركية مبهرة تُثري الصورة المسرحية بصريًا لجذب الجمهور وتلتحم التحامًا حقيقيًا بالرقصات الشعبية والفلكلورفي محاولة لخلق نوع من الدهشة والاهتمام بالإيقاع القادر على شحذ خيال المتفرج ،وجذب الجمهور.
الطبيعة الجبلية القاسية
وقالت مهندسة الديكور »آلاء غايث» نقدم عرض »قلب الجبل» في أحد نجوع الصعيد المصري وفي منطقة جبلية مهجورة يسكنُها الأشباح و تتخدها المشعوذات والغجر مكانًا آمنًا لهم وتدور الأحداث بين أهل النجع والغجر حول نيل الثأر لذا كانت رؤيتي التشكيلية تعتمد على تجسيد هذه الحالة وقمت بتشكيل الديكور الذي يتمثل في بيوت مشوهة يملأها كثير من الشقوق وسط منظر جبلي، وأضافت »آلاء غايث» ويتم تقديم نص قلب الجبل»برؤية إخراجية جديدة ومغايرة؛ لذلك اعتمدت في تشكيل الديكور للعرض على المدرسة الرمزية فقمت بعمل البيوت المشوهة تتمثل في تكوينات جبلية واعتمدت على البعد الميتافيزيقي في الفن التشكيلي، وأضفت بعض التأثيرات التي تؤكد الطبيعة الجبلية القاسية بما يُؤكد ملامح العرض من أحداث قاسية وشخوص يُنتزع من قلوبهم المودة والرحمة
حربي المتطلع
وقال »تامر حسن» أقدم دور »حربي» المتطلع والذي يسعى لأن يكون»كبير الغجر وكبير البلد في الوقت ذاته والمحرك الخفي لكل خيوط الشر في النجع فهو لم يتوانى عن قتل أخيه ورسم المؤامرات بخسة ونذالة وتتسم «شحصية»حربي بأنها مركبة تحمل صفات عديدة،وتابع «تامر»يُمثل عرض»قلب الجبل»تجربة جديدة،ومختلفة مع فرقة فاقوس المسرحية التي اشتركت فيها منذ أكثر من عشرين وأتمنى التوفيق لنا جميعًا وأن نُقدم عرضًا متميزًا يَلقى إعجاب الجمهور ويُسعده.
أم عابر الغجرية
وأوضحت »مي مكاوي» أنها تُقدم شخصية »الغجرية» أم عابر» الباحث عن ثأر أبيه المقتول غيلةً، وتتسم هذه الشخصية بأنها أم حنون خائفة على ولدها ملتزمة بالعهد المقطوع بين النجع والغجر وتحاول إثناء ابنها عن طلب الدم بالدم الذي يسيل الدم تباعًا في غالب الأحيان، وأضافت»مي» أشارك في »قلب الجبل» مع فرقة فاقوس كأول تجاربي في التمثيل، وممتنة للمخرج على اختياره لي، وثقته التي أتمنى أن أكون أهلًا لها
حسنة بنت حمدان
وقالت »لينا ملاك» أقوم بشخصية »حسنة بنت حمدان» كبير النجع الذي مات ثم تتزوج أمي من كبير الغجر سرًا ويقتلها فارس أخي ظنا منه أنها وقعت في الخطيئة ،ومن ثم يُحاصرني الصراع النفسي بين البكاء على الأم المقتولة، والبحث عن الأخ آخر ما تبقي من العائلة لإبراء ساحة الأم من الخطأ والخطيئة وأوضحت »لينا» أن مشاركتها في ”قلب الجبل” هي تجربة العودة إلى فرقة فاقوس بعد غياب ثلاث سنوات مع مخرج مختلف، وتجربة مختلفة ومميزة وتمنت التوفيق والنجاح للعرض و للجميع.
عابر الغجري
فيما قال »إسلام أيمن»: أقدم شخصية »عابر» الشاب الغجري ابن فواز كبير الغجر والمصمم على أخذ ثأر أبيه من قاتله»فارس»ومع تتابع الأحداث يكتشف أن من نقض العهد هو الأب وأن فارس ليس قاتل أبيه ،ولم يقتل الأب إلا الأخ فيعانى»عابر» خلال أحداث العرض من خيانة العم ونقض الأب للعهد
فارس والثأر
وقال »فارس الجزار» أقدم في «قلب الجبل» شخصية »فارس» الشاب الذي مات أبوه وتزوجت أمه سرًا دون علمه فيمتلأ بالغضب، وعندما فوجئ بها مع رجل غريب يقتلها ظنًا أنه عشيقها وبعد ذلك يهرول ورائه ويبحث عنه بكل مكان لقتله وليثأر لشرفه ،ويقسم»فارس»على المكوث في الجبل لحين التخلص من هاتك عرض أمه وتكشف الأحداث أن الأم كانت متزوجة سرًا من»فواز»كبير الغجر والذي يُقتل أيضًا فتتصاعد الصراعات النفسية لرسم خريطة أخرى للنجع قوامها الثأر والرعونة.
قراءة التراث
وقال »ياسر هجرس» مصمم الاستعراضات للعرض: يعد »قلب الجبل» تجربة مرهقة ذهنيًا، وقد حاولت قراءة التراث بشكل مغاير حركيًا ورسم استعراضات تحافظ على جو الطقوس الشعبية من ناحية والدلالات الكيرويجرافية من ناحية أخرى مع مخرج متمرد وواع يُقدم ثراثنا العظيم ،ويطرح للجمهور قضايا تعبر عن هويته وثقافته، ويسعى لتقديم تجربة مختلفة ومميزة، وجديدة تُسعد الجمهوروتؤثر في رؤيته للحياة.
صياغة الألحان الشعبية
فيما قال الملحن»محمد ناجي»لقد واجهت في تقديم الألحان والتوزيع لعرض» قلب الجبل»صعوبات عديدة أهمها محاولة إعادة صياغة الألحان الشعبية بشكل حداثي مع استخدام آلات قادرة علي نقل بيئة جنوبنا حيث الصعيد المصري وهو مكان تقديم الأحداث ،ولكن بشكل مختلف أشبه بالطقوس الموسيقية المميزة للبيئات المحلية وعاوننا بلا شك قوة وبساطة الأشعار والأغاني التي كتبت للعرض مما أثرى الألحان بشكل نتمني أن يصل للجمهور في تميز وتنوع.
رؤية استشرافية للمستقبل
وقال»محمد سعيد»المخرج المنفذ هذه أول تجاربي في التنفيذ لعروض المسرح ،وعلى الرغم من الإرهاق الذهني والبدني في تقديم التجربة غير أن متعة العمل في»قلب الجبل»كان كافيًا لدرء أي سلبيات؛ فهي رؤية استشرافية للمستقبل إذا استمرت الرعونة على هذا المنوال وهو عرض بمثابة دق لناقوس الخطر لعلهم يفقهون.
فريق العرض
العرض المسرحي «قلب الجبل»من تمثيل:تامرحسن، لينا ملاك، زيكو الفخراني، محمد إمام، إسلام أيمن، فارس الجزار، مي مكاوي، محمد سعيد، كريم سكرية، حسام الفخراني، محمود فهمي، محمد بكار، هبة فتحي، مريم يوسف، كريم علي، إسماعيل خالد، خالد يوسف، محمد أحمد، محمد طارق، عبدالحليم عاطف، ناهد تامر، حنان سعيد، كريم بدر، شريف السيد، محمد حسن، منه تامرديكور وملابس الاء غايث ،استايلست حسام عبد الحميد ،تصميم استعراضات ياسر هجرس، ألحان وتوزيع محمد ناجي،غناء سما سعد ،و محمود عقل، مساعدا إخراج كريم علي ،محمد بكار ،مخرج مساعد شريف السيد، مخرج منفذ محمد سعيد (بامبو)، تصميم إضاءة محمد حسن، “قلب الجبل من تأليف علي عثمان، وإخراج محمد النجار
قلب الجبل» تقدمه فرقة فاقوس المسرحية بمسرح قصر ثقافة فاقوس بفرع ثقافة الشرقية بإقليم شرق الدلتا الثقافي من إنتاج الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
 


همت مصطفى