أنا زيك مفيد.. - أين حقي - كلنا واحد

أنا زيك مفيد..  - أين حقي - كلنا واحد

العدد 713 صدر بتاريخ 26أبريل2021

منذ تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة مصر وهو حريص على الارتقاء بالمواطن المصري، وتوجد شريحة بين المواطنين يطلق عليها ذوي القدرات الخاصة (الإعاقة)، ولذلك فعلت الحكومة قوانين ذو القدرات الخاصة، وصدق مجلس النواب على إضافة بنود أخرى، تصب جميعها في صالح ذو القدرات الخاصة بدمجهم في المجتمع بشكل لائق، فلهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات .
ومن هنا تحركت معالى وزير الثقافة الدكتور إيناس عبد الدايم بفتح كل المنابر الثقافية لهم لدمجهم في المجتمع، منهم من التحق بأكاديمية الفنون في عهد رئيسها الحالي الدكتور أشرف زكي، ومنهم من يشترك في جميع الأنشطة الثقافية . أما في المسرح فقدمت العديد من العروض المسرحية بدمجهم مع الأصحاء، وفي هذا الإطار وتحت رعاية الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة تقدم الإدارة العامة لثقافة الطفل، التابعة لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد على مسرح الشهيد علاء المصري بقصر ثقافة بهتيم العرض المسرحي أين حقي تأليف جودت سابق وأشعار أحمد زيدان وألحان وتوزيع إيهاب حمدي وديكور وملابس عمرو حمزة، استعراضات صافي، ومن إخراج أميرة شوقي .
تدور فكرة نص العرض على أن ذو القدرات الخاصة يعترضون على نظرة الشفقة التي ينظر بها أفراد المجتمع إليهم فقد أصبحوا فاعلين في المجتمع وأصبحت التفرقة غير واجبة فكلا في مجاله وحسب قدراته يستطيع أن يبدع مثل الأصحاء، وتبدأ الحكاية من داخل أتيليه (مرسم) يتعلم فيه الجميع ويدور بين بعضهم شجار على من يرسم أفضل ومن صاحب اللوحة، يقوم كلا منهم برسم ما يدور في خياله، ويوجههم المعلم على التعبير بخطوط منضبطة حتي تكون اللوحة معبرة عما يريد، ومن خلال اللوحة المرسومة ندخل في حكاية، ومنها إلى حكاية أخري ونشاهد لوحة تمثل أعماق البحار ولوحة تمثل النوبة وأخري تمثل القناة وأخرى تمثل الحي الشعبي في عرض يوضح الصورة الجميلة للمجتمع المصري وكذلك صورة الكواكب، وتداخل نص آخر بأشعار أحمد زيدان منها يلا نفن ( يلا نفن تجن نغني يلا أتحرك ليه مستني، بكره اللي جايلك يلا نروحه، نركب موجه أطول من روحه، ولشط الفرح توصلني )، البحر (نرسم إيه؟ نقطة ميه .. نقطة ميه؟ نقطه في نقطه نملى اللوحة ببحر كبير ........ البحر دنيا بنعشقها .. واللقمة علينا نفرقها)، شعبي ( على شطك يا نيل ميلنا .. مسافرين من بلاد لبلاد يا مصر يا جنه تأسرنا.. يا قلب الكون وميه وزاد )، والختام (........ وهنزرع أكل يشبعنا كدا مليون صنف، زينا زيك واقفين في الصف، وإن نادت مصر الكل يقف، وفداها دمنا اللي في قلبنا) .
والهدف من العرض تعليمي، حيث أن المخرجة بجانب الإخراج الدرامي قامت بتدريب ذوي القدرات الخاصة، وعن طريق الفن ودمجها لهم مع الأصحاء عملت على تنمية المهارات وتعديل السلوك وتطوير اللغة الإدراكية والحسية حيث يقف على خشبة المسرح نسبة بسيطة من الأصحاء وما يقارب تسعون في المائة من ذوي القدرات الخاصة وبينهم متلازمة داون والتوحد والإعاقات البصرية والسمعية والحركية فكان لابد من عمل ورش وتدريبات في مجالات عديدة منها اللياقة البدنية والتدريب على النطق وغيرها، وكانت المفاجئة أن مساعدي الإخراج وبعض الممثلين في العرض من الأمهات، وهم أيضا من ذوي القدرات الخاصة، ويعتبر ذلك ذكاء من المخرجة بأن تتدرب الأم أيضا وتشترك في معالجة طفلها وتفخر به وأيضا لا تشعر بالملل وتفرغ الشحنة المكبوتة بداخلها، وتكون منتجة وتعبر عن نفسها .
وعندما نتحدث عن كيفية تنفيذ المخرجة لهذا النص كي يظهر مجسدا علي خشبة المسرح، فكما قلنا أنها استعانت بنص المؤلف جودت سابق مع نص آخر من أشعار الكاتب والشاعر أحمد زيدان كي تتدفق الأحداث ويحدث نوع من الاتزان فجعلت العرض موسيقي غنائي استعراضي، كي يغلب علية البهجة وعدم الشعور بالملل وتم توجيهه مباشرة للمتلقي دون شعارات رنانة فهو عرض بسيط ممتع للمشاركين في العرض والمتلقي .
وعن الديكور (عمرو حمزة + ملابس) نقول أنه يمثل أتليه (مرسم) من الداخل، وفي عمق المسرح مجموعة من فرش الألوان وفي منتصف العمق بالتة الألوان تحتضن فرشتان أعلاها على الجانبين ملاكين كل منهم يمسك كتاب، ويعبر هذا المكان عن مرسم للتعليم، وأثناء العرض تدخل بعض قطع الديكور للتعبير عن الشعب المرجانية، وبعض البانوهات الأخرى توضع أمام بالتة الألوان مرسوم عليها صور لأهل النوبة أو الحي الشعبي أو القناة، طبقا لسير الأحداث وعلى الجانبين لوحة مرسوم عليها رأس إنسان ملونة تعبر عما يدور في ذهنه وكانت الأكسسوارات مكملة للمشهد فنجد لوحات دائرية يمسك بها الممثلين لتعبر عن الكواكب، وكذلك بعض العصي مجسد أعلا كل منها سمكة في الحديث عن أعماق البحار، وهذا ينقلنا إلى الإضاءة فنجد أنها كانت للإنارة فقط، وكنت أتمني أن يستخدم إضاءة الألترا فقد كانت بعض قطع الديكور والأكسسوارات مجهزة بألوان تعكس إضاءة الألترا مما يعطي متعة بصرية للمتلقي، وأعتقد أنه لقلة الإمكانيات وكذلك على ما أعتقد سيدخل المسرح خطة تطوير، أما عن الموسيقي والألحان ( أيهاب حمدي ) فكانت مناسبة للجو العام للعرض وكانت معتمدة على موسيقي الكهرباء، أما الاستعراضات ( صافي ) امتازت بالبساطة كي تناسب الممثلين، أما الملابس فقد طغي اللون الأصفر في معظم فترات العرض، ولو سألنا أنفسنا سؤلا لماذا اللون الأصفر؟ فنرد ونقول أن العرض به ذوي القدرات الخاصة ومنهم مرضي بمرض نفسي، وفي الماضي كان يطلق على مستشفى الأمراض النفسية السرايا الصفراء نظر لطلائها باللون الأصفر واتضح أنه مريح لأعصاب هؤلاء المرضي، فاللون الأصفر يعبر عن واقع التجربة، وتوجد ألوان أخري تعبر عن تخيلات أصحاب التجربة، وعندما يتخيل كل منهم لوحة معينة فنجد أن الملابس التي تعبر عن الشخصية تختلف فنجد اللون الأبيض يعبر عن القمر، والأخضر عن الأرض، والشمس برتقالي، والأخطبوط رمادي، والحوت أزرق ... وهكذا . أما عن الأداء التمثيلي فقد وظفت المخرجة كل ممثل في دوره بحسب قدراته، وظهر الجميع بحالة جيدة، وبدأ العرض بدخول الممثلين من صالة العرض وأنتهي العرض في صالة العرض لدمج الجميع ( الممثل والمتلقي وكل الموجودين ) في وحدة واحدة في إشارة باننا كلنا واحد ونقدم الشكر لنجوم الشكمجية ( ماجد، مرام، مريم، توماس، أمير، يوسف، يارا، مي، رضا، رجاء، حبيبه، عبد القادر،محمد، بسمه، شهد، عبد الرحمن، إسراء، جرجس، فلوباتير، أمل، حنين، حلاه، سجده، ياسين، خديجة ) وأبطال العمل ( إسلام، سعيد، مهدي، مبارك، مني، أحمد، جيهان، سوزان، سلوي، رضا ) وهيئة الاخراج ( منه، وصال،  سوزي، كريمة، نجلاء،سعيد،  أماني، عزة ) والشكر لكل من ساهم في خروج هذا العرض للنور . 


جمال الفيشاوي