السيكودراما ومخاوف الطفل اليتيم في رسالة ماجستير

السيكودراما ومخاوف الطفل اليتيم  في رسالة ماجستير

العدد 712 صدر بتاريخ 19أبريل2021

ناقش الباحث/  محمود السيد يوسف رسالته للماجستير هي بعنوان: فاعلية السيكودراما في علاج  أعراض المخاوف الاجتماعية لدي الأطفال الأيتام بمؤسسات الرعاية الاجتماعية
«دراسة شبه تجريبية»
 بكلية التربية النوعية – جامعة بنها
    
وتكونت لجنه الحكم والمناقشه 
أ.د/ صلاح الدين عبدالقادر محمد
أ.د/ فاطمة يوسف محمد 
أ.م.د/ أحمد السيد محمد السيد هيكل
أ. د/  إسماعيل بدر
أ. م. د/ أمينه الأكشر
تُعتبر مؤسسات الرعاية الاجتماعية (الأم البديلة) كيان بديل للأسرة، يسمح للطفل بأن ينمو بداخله، وتهدف هذه المؤسسات إلي توفير الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية والمهنية للأطفال الذين قست عليهم الظروف وحرمتهم من أن ينشئوا في أسرهم الطبيعية لأي سبب من الأسباب، وذلك بقصد تربيتهم تربية سليمة وتعويضهم عما حُرموا منه من حنان وعطف علي أسس سليمة، وتقوم المؤسسة بالرعاية البديلة بين جدرانها بهدف تحقيق النمو النفسي السليم، وتنمية الشخصية السوية لهم. 
ويُعاني الأطفال الأيتام داخل المؤسسات الاجتماعية معاناة نفسية واجتماعية ويعد أبرزها في عدم وضوح الهوية الشخصية بالنسبة لهم، تلك الهوية التي يستمدها منها تقديره لذاته، بل لا يستطيع العيش بدونها بين أقرانه، وهذا الفقدان للهوية بداخله في دوامة أخري، مع عدم الاستقرار النفسي وعدم التكيف الاجتماعي إلي القدرة علي اكتساب القيم والمفاهيم الاجتماعية والتقاليد السائدة في البيئة
وتُصنف المخاوف الاجتماعية بأنها إحدي المشكلات التي يعاني منها الأفراد، إذ تعمل علي إفقادهم الإحساس بالسعادة مع أنفسهم ومع الآخرين، وتترك آثاراً سلبية كبيرة علي الفرد المصاب بها، حيث تحول بينه وبين مزاولته لحياته بشكل طبيــعي، كما تؤثر علي شخصـيته التي تعد الأســاس المسـيطر علي جسـم الإنسـان.
 وتعد السيكودراما طريقة حية نشطة وفعالة للأطفال الذين تعرضوا للإيذاء والحرمان بجميع أشكاله وذلك عن طريق التعامل مع الماضي أو مع المشكلات المتوقعة كما لو كان الصراع يحدث الآن فالمشاعر الشديدة القوية يتم إخراجها علي نحو نموذجي، حيث تكمن وظيفتها الأساسية في تفريغ انفعالات الفرد ومشاعره من خلال تمثيل أدوار لها علاقة بالفرد قد تسببت له في مشاكل نفسية، فيمكن استخدامها في علاج المخاوف الاجتماعية للطفل اليتيم ومن هنا جاء اهتمام الباحث بهذه المشكلة لذلك تسعي الدراسة الحالية إلي بناء برنامج قائم علي السيكودراما لعلاج بعض أعراض المخاوف الاجتماعية لدي الأطفال الأيتام بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، وذلك لما لهذا الأسلوب من فاعلية، حيث يشير توركان إلي أن السيكودراما قد أسهمت في زيادة فعالية تواصل الأطفال مع الآخرين ومع أنفسهم، كما ساعدتهم في فهم ذواتهم وطورت مهارات الإصغاء لديهم، كما حسنت من نظرتهم إلي العالم وجعلتها مشرقة.
مشكلة الدراسة: 
تعد المخاوف الاجتماعية من أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع الإنساني، وهي مصدر للكثير من الإضطرابات النفسية والسلوكية لدي الأفراد بخاصة في مرحلتي الطفولة والمراهقة، وخاصة الأطفال الأيتام لأن هذه الفئة تعاني من الحرمان الاجتماعي والعاطفي، وذلك بسبب فقدهم لأحد الآباء أوكلاهما مما يعانون من العديد من أعراض المخاوف الاجتماعية، ومما لاشك فيه أن لها أسباب وآثار معرفية ونفسية وفسيولوجية وسلوكية سيئة عليهم، ومن ثم يؤثر علي مشاعرهم وانفعالاتهم، وللحد من هذه المشكلة يجب اتباع أساليب واستراتيجيات معينة لمواجهتها وعلاجها، الأمر الذي جعل هناك حاجة ماسة لاستخدام أسلوب فعال وهو يتمثل في السيكودراما التي هي منهج في العلاج السلوكي الجمعي ويعتمد كما يوحي علي ممارسة الأدوار وتمثيلها في داخل الجماعة، من خلال تشجيع المرضي علي ممارسة بعض الأدوار المهمة (كدور الأب أو الابن.. إلخ)، بحيث يستطيع المريض أن يكشف عن مشكلاته الشخصية وأخطائه في عمليات التفاعل مع الآخرين، ومن هنا جاء اهتمام الباحث بهذه المشكلة وبصفة خاصة مع الأطفال الأيتام، الأمر الذي جعل من الأهمية وضع برنامج يعتمد علي السيكودراما لعلاج أعراض المخاوف الاجتماعية لدي الأطفال الأيتام بمؤسسات الرعاية الاجتماعية لمساعدتهم علي التغلب علي هذه المخاوف والقدرة علي التفاعل الإيجابي مع الآخرين وإعطائهم المزيد من الثقة بالنفس والتعايش مع مواقف الحياة المختلفة بكفاءة وفاعلية؛ خاصة أن تلك المؤسسات لا يتم ممارسة أي نشاط بداخلها وعدم وجود متخصصين للأنشطة أيضا،  ومن هذا المنطلق تتمثل مشكلة هذه الدراسة  الحالية  في: مدي فاعلية السيكودراما في علاج أعراض المخاوف الاجتماعية لدي الأطفال الأيتام بمؤسسات الرعاية الاجتماعية.أأ
أهمية الدراسة: 
أولاً: الأهمية النظرية:
1- تسليط الضوء علي ضرورة الاهتمام بفئة الأطفال الأيتام.
2- تسليط الضوء علي أهمية استراتيجيات السيكودراما في خطوات العلاج الذي يتوقع من خلاله علاج بعض أعراض المخاوف الاجتماعية لدي الأطفال الأيتام. 
3- ندرة الدراسات التي تناولت الظاهرة محل الدراسة الأمر الذي أعطي مبرراً بحثياً لهذه الدراسة. 
ثانياً: الأهمية التطبيقية: 
1- تقديم برنامج قائم علي السيكودراما لعلاج بعض أعراض المخاوف الاجتماعية لدي الأطفال الأيتام.
2- توظيف البرنامج مع الأطفال الأيتام بمؤسسات الرعاية الاجتماعية. 
أهداف الدراسة: 
تهدف الدراسة الحالية بشكل أساسي إلي التعرف علي مدي فاعلية برنامج قائم علي السيكودراما لعلاج بعض أعراض المخاوف الاجتماعية للأطفال الأيتام بمؤسسات الرعاية الاجتماعية.
وينبثق من هذا الهدف الرئيسي عدة أهداف فرعية فيما يلي: 
1- التعرف علي طبيعة السيكودراما. 
2- التعرف علي طبيعة مؤسسات الرعاية الاجتماعية للطفل اليتيم. 
3- إعداد قائمة بالمخاوف الاجتماعية التي يعاني منها الطفل اليتيم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
4- التعرف علي طبيعة المخاوف الاجتماعية ومظاهرها والنظريات المفسرة لها.
5- بناء برنامج قائم علي السيكودراما لعلاج بعض أعراض المخاوف الاجتماعية للطفل اليتيم.
أسئلة الدراسة: 
في إطار مشكلة الدراسة والأهداف التي تسعي إلي تحقيقها، يمكن بلورة أسئلة الدراسة علي النحو التالي، حيث تبثق عدة أسئلةفرعية كما يلي: 
 ما طبيعة السيكودراما؟
ما طبيعة مؤسسات الرعاية  الاجتماعية  للطفل  اليتيم؟
 ما المخاوف الاجتماعية التي يعاني منها الطفل اليتيم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية؟
ما طبيعة المخاوف الاجتماعية ومظاهرها والنظريات المفسرة لها؟
 ما محددات البرنامج القائم علي السيكودراما لعلاج بعض أعراض المخاوف الاجتماعية للطفل اليتيم؟ 
نوع الدراسة:
تنتمي هذه الدراسة إلي الدراسات شبه التجريبية التي تستهدف استخدام التجربة في إثبات الفروض عن طريق التجريب .
منهج الدراسة : 
تعتمد هذه الدراسة علي المنهج شبه التجريبي الذييقوم في الأساس على دراسة الظواهر الإنسانية كما هي دون تغيير. 
عينة الدراسة: 
تتكون عينة الدراسة من (16) طفلاً وطفلة من الأطفال الأيتام بمؤسسات الرعاية الاجتماعية بمحافظة القليوبية تتراوح أعمارهم ما بين (9 – 12) سنة، وتمتقسيمالعينة إلي مجموعة تجريبية (8)، ومجموعة ضابطة (8).  
أدوات الدراسة: 
تعتمد هذه الدراسة الحالية علي أداتين هما: 
-  مقياس المخاوف الاجتماعية (إعداد الباحث). 
- البرنامج القائم علي السيكودراما لعلاج بعض أعراض المخاوف الاجتماعية للأطفال الأيتام بمؤسسات الرعاية الاجتماعية (إعداد الباحث). 
 


محمود سعيد