«المسرح التفاعلي أداة لتنمية الوعي» .. ماجستير في جامعة طنطا

«المسرح التفاعلي أداة لتنمية الوعي»   .. ماجستير في جامعة طنطا

العدد 709 صدر بتاريخ 29مارس2021

شهدت كلية التربية النوعية جامعة طنطا مناقشة رسالة ماجستير مقدمة من الباحثة هبة عبد الرحمن عبد الغني الكيلاني بعنوان «برنامج مقترح قائم على المسرح التفاعلي لتنمية الوعي بالتنمية المستدامة لدى طلاب مرحلة التعليم الأساسي» ، وضمت لجنة المناقشة الدكتور سيد علي إسماعيل، أستاذ المسرح العربي بكلية الآداب جامعة حلوان (مناقشًا ورئيسًا) وإشراف الدكتورة عزة حسن الملط، رئيس قسم الإعلام التربوي بكلية التربية النوعية جامعة طنطا ، والدكتورة مايسة علي زيدان، والدكتورة هالة فوزي عبد الخالق، ومنحت الباحثة درجة الماجستير.
في مقدمة رسالتها  قالت الباحثة إن مرحلة الطفولة تعد مرحلة نمو دائم ومستمر، فالأطفال شباب الغد وعماد المستقبل ومن ثم ينبغي حسن تنشئة الطفل المتفهم لبيئته، والمدرك لظروفها والواعي بما يواجهها من مشكلات، وقد أكدت العديد من الدراسات والبحوث علي أهمية تزويد الأطفال بالمهارات اللازمة التي يحتاجونها للقيام بدور مؤثر في تحسين البيئة وحمايتها.
أضافت : وقد أسهمت الفنون بأنواعها المختلفة في إحداث نهضة حضارية وفكرية،  مشيرة إلى أن  «المسرح فن من فنون المجتمع التي تعكس واقعه، وتعرض طموحاته، وتجارى ما يطرأ عليه من تغيرات، و ما يدور فيه من قضايا وما يسعى لتحقيقه من تطلعات،  وترى لذلك أن الأهداف والمقاصد التي يؤديها المسرح الموجه للأطفال
تتعاظم، بوصفه وسيلة تربوية وتعليمية تندرج ضمن مجال التربية الجمالية والتربية الخلقية، إضافة إلى إسهامه في التنمية العقلية واهتمامه بالتعليم الفني للأطفال منذ مراحل تكوينهم الأولى. على هذا جاء اختيار الباحثة للمسرح التفاعلي كوسيلة لتحقيق الوعي بالتنمية البيئية المستدامة،  وقد اعتبرت أن تقنيات المسرح التفاعلي من أهم الوسائل المؤدية لتحقيق ذلك ، حيث تعتمد على مشاركة التلميذ وتفاعله مع العرض وتدفعه  لاقتراح الحلول،  كما يهتم المسرح التفاعلي  بتوضيح المشكلات والقضايا المجتمعية وتوصيفها، و يقوم على العمل الجماعي المنظم، مع إمكانية أن يكمل الطالب بقية العمل بالنيابة عن الممثلين، كما يهتم هذا المسرح  بتحفيز التفكير النقدي تجاه القضية المطروحة ما يجعل الطفل يبدع  في طرح الحلول .
وفى إطار ما سبق ترى الباحثة أنه إذا أمكن أن نبني مدخلا جديدا قائما على توظيف المسرح التفاعلي باعتباره مدخلًا حيويًا في التوعية بالتنمية البيئية المستدامة، يمكن أن يتم بتحويل الفصل إلى مسرح يُمارس فيه كل تلميذ دورًا ويتصرف بناء على أبعاد هذا الدور فيسهم في تنمية الوعي بالتنمية البيئية المستدامة. وترى الباحثة أن المسرح التفاعلي يجمع بين اللعب والحوار والألوان والموسيقى والمتعة الوجدانية لذلك يعد وسيطا مهما من وسائط الوعي للمشكلات المجتمعية.
مشكلة البحث
وحول مشكله وتساؤلات الدراسة كتبت الباحثة: على الرغم من الاهتمام الدولي والمحلى بالتركيز على الوعي بالتنمية المستدامة فى مجال البيئة، إلا أن هناك قصوراً واضحاً فى المدارس المصرية وفى وعى الطلبة بمفاهيم التنمية البيئية المستدامة، وعدم قدرة الطلاب على فهم هذه المعاني المتعلقة بالاستدامة البيئية وخصوصا فى مرحلة التعليم الأساسي وكيفية تطبيقها، مما يستلزم ضرورة تنمية وعى الطلاب بمشكلات البيئة ومخاطرها ومن ثم ضرورة تحقيق التنمية المستدامة لهذه الموارد.
أضافت : الأمر الذي جعل من الأهمية وضع برنامج مقترح قائم على المسرح التفاعلى لتنمية الوعى بالتنمية البيئية المستدامة لدى طلاب مرحلة التعليم الأساسي، لمساعدتهم على تعديل السلوك غير المستدام لكى يصبح سلوكاً مستداماً يعى البيئة المحيطة به.
وحددت الباحثة أهم أهداف الدراسة في:
تصميم وبناء برنامج للوعي بالتنمية البيئية المستدامة لدى طلاب مرحلة التعليم الأساسي، والتعرف على مدى فاعلية تقنيات المسرح التفاعلي فى توعية طلاب مرحلة التعليم الأساسي بالتنمية البيئية المستدامة. وكذلك التعرف على كيفية التناول الدرامي للتنمية البيئية المستدامة بالمسرح التفاعلي.
ورأت الباحثة أنه يمكن أن تساهم هذه الدراسة في مساعدة المعلمين علي معرفة وفهم طبيعة المشكلات البيئية، وما يلزم من حلول لها ليحاولوا التعديل من سلوكهم غير المستدام مع البيئة. كما تأمل أن تساعد أخصائي المسرح والمرشدين في المدارس في خفض المشكلات السلوكية البيئية لدى طلاب مرحلة التعليم الأساسي.
وأشارت الباحثة إلى أن استخدام المسرح التفاعلي فى الوعي بالتنمية البيئية المستدامة لم ينل قدراً كافياً في البيئة المصرية والعربية بصفة عامة، حيث لا توجد دراسة في حدود علمها ذات صلة بيما يخص المسرح التفاعلي في علاقته بالمشكلات المتعلقة بالتنمية البيئية المستدامة لدى طلاب مرحلة التعليم الأساسي، وهو ما يعطى الدراسة أهميتها .
وفيما يتعلق بالأهمية التطبيقية  للدراسة أوضحت الباحثة أنها تساعد على تصميم وإعداد برنامج يعتمد على المسرح التفاعلي بتقنياته المتعددة التي تعتمد على التفكير النقدي والإبداعي وتتمثل فى التمثيل التلقائي مثل التمثيل اللفظي المونولوجى، والتمثيل الحواري، والتمثيل الحسي الحركي، والتمثيل السردي، ودراما اللعب، مشيرة إلى أن  تقديم مجموعة من الألعاب الدرامية بعفوية وتلقائية يساعد على تحفيز الوعي بالتنمية البيئية المستدامة وجعل الأطفال أكثر قابليه للتغير، حيث يُقبلون بشغف على المسرح بما يحتويه من أنشطة جاذبة للطفل.
كذلك أوضحت الباحثة أن البرنامج يعني: مجموعة من الأنشطة يقوم بها الممثل أو المعلم، مما يساهم فى إكساب الطفل خبرات، ومفاهيم واتجاهات مناسبة وأنه  مؤلف من مجموعة منظمة من الأنشطة والعروض أو جدول مخطط لتطبيق هدف معين.
وتحدد الباحثة ما تقصده بالمسرح التفاعلى في بحثها من خلال استدعاء تعريف Jeff Worth له والذي يقول:  هو الشكل المسرحي الذي يشارك الجمهور فيه بدرجات متفاوتة في إنشاء الدراما على خشبة المسرح، مما يؤدى إلى مزيج من الأداء النصي والارتجالي، بهدف تعزيز الحوار النقدي الذي يهدف إلى تحدي المواقف والسلوكيات حول مجموعة متنوعة من القضايا الاجتماعية. وأشارت إلى أن هذه القضايا تشمل العدالة الاجتماعية والصحة والبيئة، فضلاً عن عدد لا يحصى من قضايا المجتمع محددة الموقع على أساس احتياجات الجمهور .
وعرفت الباحثة «المسرح التفاعلى» إجرائيا على أساس انه» لعبه تمثيلية تعليمية موجهة للتلاميذ ذو الوعي البيئي المنخفض حيث يتم تقسيمهم إلى (مؤدين/ مشاركين) ومن خلال مواقف مسرحية بعضها معد مسبقا والأخر يعتمد على ارتجال المشاركين، بهدف التوعية بالتنمية البيئية المستدامة من ثم تعديل السلوك غير المستدام تجاه البيئة المحيطة إلى سلوك مستدام.
وتناولت الباحثة أيضا عدة مصطلحات خاصة بالبحث ومنها:
المشرف المسرحى (الجوكر) وهو «شخص  متعدد الاختصاصات إذ يجمع بين التمثيل داخل العرض والإخراج وتنشيط الجمهور في أن واحد» ، وتعرفه هي إجرائيا  بأنه  الشخص الذي يوفق بين مجموعتين من التلاميذ (الممثلين /الجمهور) ويدير العملية الدرامية في المسرح التفاعلى، من تنشيط للعرض ومناقشة الجمهور حول القضية المطروحة، وأوضحت أنه متعدد الأسماء حيث يطلق عليه الميسر، المنشط، الجوكر، و قد يكون في المجال التعليمي هو أخصائي المسرح وفي المجال النفسي أخصائي نفسي.
 

 


ياسمين عباس