المخرج فهمي الخولي معربا عن سعادته بجائزة الدولة التقديرية

المخرج فهمي الخولي معربا عن سعادته بجائزة الدولة التقديرية

العدد 701 صدر بتاريخ 1فبراير2021

     سعادة كبيرة وفخر شعر به المسرحيون عند إعلان فوز المخرج الكبير فهمي الخولي بجائزة الدولة التقديرية في الفنون هذا العام. والمخرج فهمي الخولي أصبح رمزا من رموز  المسرح المصري ويحمل في مسيرته تاريخ مسرحي طويل وحافل بل ومؤثر في المسرح المصري ومؤثر في المجتمع أيضا بما قدمه من رؤى وأفكار متميزة ومتفردة جعلت منه علامة فمن العلامات  الفارقة في المسار المسرحي. المخرج فهمي الخولي خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر دفعة 1971 الأول علي الدفعة. عمل أستاذا ومحاضرا لمادتي التمثيل والإخراج في كل من المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وأقسام المسرح أداب إسكندرية وحلوان وكلية التربية جامعة حلوان، سافر إلي الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة المسرح الأمريكي سنة 1987،
 أخرج 103 عرضا مسرحيا. عين مديرا عاما للمسرح الحديث (السلام) من 1987 – 1997
ثم مديرا عاما لمسرح الغد من 1997 – 2001, كما حاز على العديد من التكريمات والجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية, وترأس لجان التحكيم بعدد من المهرجانات الدولية والعربية. وكان لابد لمسرحنا أن تحتفي معه بهذه الجائزة القيمة.

أشكر نقابة المهن التمثيلية
- ونحن نحتفل ونهنئك ونهنئ المسرحيين كلهم بهذه الجائزة الكبيرة, حدثنا عن قصة حصولك عليها.
- أنا لم أطلب الحصول على الجائزة ولكن يتم هذا الترشيح من خلال  جهة معينة وقد رشحتني نقابة المهن التمثيلية برئاسة د أشرف زكي وبعدها شكل المجلس الأعلى لجنة لعمل قائمة قصيرة تعرض على المجلس, وكان المرشحون من قبل يبلغ  عشرين أو ثلاثين مرشحا في كل فرع من فروع الجائزة, فيتم تكوين لجنة فحص للترشيحات وتقوم بتصفيتهم لضعف الجوائز فالجوائز ثلاثة لكل فرع,  والمرشحون بعد التصفية عبارة عن ستة مرشحين يتم تقديمهم إلى المجلس الأعلى, وقد أسعدني أني كنت من ضمن القائمة القصيرة وأشكر كبار المثقفين والمفكرين الذي وضعوني ضمنها ورأوا أني أستحق, ثم بحث المجلس الأعلى المرشحين الستة. وكان شرف كبير لي أني من التصويت الأول حصلت على 95 في المائة من الأصوات وهذا نادرا ما يحدث,  إلا لعدد من المرشحين الأكفاء. وهذه اللجنة وهي المجلس الأعلى للثقافة  والفنون الآداب ليس بهم رجل مسرح, وكونهم قد أجمعوا علي بعدما اطلعوا على سيرتي الذاتية فهذا تاج على رأسي وأشكرهم جميعا. وأشكر من رشحوني وهم مجلس إدارة النقابة وعلى رأسهم النقيب د. أشرف زكي.

تاريخ حافل من التكريم
- أنت تحمل تاريخ مستحق من التكريم من جهات عدة, كيف كانت تلك المسيرة؟
- من خلال 57 سنة لي قضيتها في المسرح, منذ تعييني في فرق التليفزيون المسرحية في 10/10/1963, وكانت تابعة لوزارة الثقافة والإعلام, وأنا عينت بالمسرح الحديث الفرقة السابعة, , فمن خلال 57 سنة في المسرح كممثل ثم مساعد مخرج ثم مخرج, حصلت خلالها على أكثر من تكريم من عدة جهات, فمثلا اختارني مهرجان قرطاج كرئيس للجنة التحكيم في دورته الثانية, وأنا انتخبت من خلال لجنة مكونة من 18 رجل مسرح عربي وأفريقي, بالإضافة إلى أنني رشحت أكثر من مرة للجنة تحكيم أيام الشارقة المسرحية. كما رشحت من قبل مؤسسة السينما والمسرح في بغداد أنا والأستاذ فاروق عبد القادر كي نقيم سنويا الموسم المسرحي هناك.  كما رشحت مع الدكتور حمدي الجابري في أول عيد فن بالعراق أقامه الرئيس صدام حسين. كما حصلت على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الأردن عندما عرضنا في عمان مسرحية (لن تسقط القدس) التي قام ببطولتها الفنان الراحل نور الشريف مع عفاف راضي. كما أن مسرحية (الوزير العاشق) عرضت بالقاهرة ثلاثين ليلة فقط, لكن فوجئت أن ستة دول طلبت من مصر عرضها هناك, فكان هذا تكريما عظيما. وكذلك مسرحية (سالومي)  التي سجلت في موسوعة جينيس وقد تم عرضها أيضا عدة دول عربية وقد لاقت نجاحا كبيرا. وأيضا مسرحية (لن تسقط القدس) لاقت نفس النجاح. كما يوجد عدد كبير من الجوائز التي نلناها نتيجة مسيرتنا أو إبداعنا المسرحي. هذا جانب, الجانب الآخر هو حصولي على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1989, وبعدها حصولي على نوط العلوم والواجب. وأيضا حصولي على جائزة التفوق سنة 2009 والميدالية الفضية وأخيرا جائزة الدولة التقديرية, بالطبع  شيء رائع أن يكرم الفنان في وطنه وفي الدول العربية بهذا الشكل ويبعث على السعادة لأنه حقق رضاء وتقديرا من الآخرين سواء في مصر أو الوطن العربي.

مسيرة إخراجية متميزة
- كيف كانت البدايات كمخرج؟
- عندما كنت طالبا في المعهد رشحت من قبل العديد من أساتذتي للإخراج. ومن الجميل أن جيلي يفخر بأني منهم وأساتذتي يفخرون بأني تلميذ لهم, كما رشحت لإخراج مسرحية (الحمير يموتون رفثا), تأليف الدكتور عبد المجيد  مازن لشركة النصر للسيارات والمسرح العمالي, وهذه كانت بداية بحصولي على كأس المسرح العمالي, ثم استمرار إخراجي لعروض مسرح الشركات الذي قدمت به عددا كبيرا من العروض المسرحية مثل (رسول من قرية دميرة) وحصولها على الجائزة الأولى وأيضا عرض (بلدي يا بلدي) للدكتور رشاد رشدي. كما توجد عدد كبير من النصوص المسرحية التي أحسن اختيارها, ونفس الشيء عندما أخرجت لكلية حقوق عين شمس ثم لمنتخب عين شمس, وحصلوا على كأس الجامعات, ومثلا في مسرحية (باب الفتوح) فقط, كان الطلبة الآتي أسماؤهم أصبحوا نجوما: وهم محمود حميدة من كلية التجارة وكان راقصا في الفنون الشعبية وكان أول مرة يمثل وعصام السيد وحمدي يس رئيس مجلس الدولة بعد ذلك وفاروق الفيشاوي ومحسن حلمي وسامي مغاوري, وآثار الحكيم, ومرتضى منصور المحامي المشهور الآن, و عبلة كامل وناصر عبد المنعم وياسر علي ماهر, في مسرحية (تاجر البندقية) عندما  أخرجتها لآداب عين شمس وحصلت بها على كأس الجامعة, وأيضا أخرجت لمنتخب جامعة القاهرة مسرحية (العمر قضية) التي قام بأدوار البطولة بها ناصر عبد المنعم ثم صلاح عبد الله وكان أول عمل يمثل فيه, وفتوح أحمد. والآن كثير من النجوم كانوا تلاميذا لي أو كان لي شرف إما مساعدتهم في دخول معهد الفنون المسرحية مثل أحمد زكي وشهيرة ومحمد متولي وفاروق الفيشاوي وعبد الرزاق حسين ومختار العزبي.

المسرح للمجتمع
- كيف تنظر إلى المجتمع من خلال أعمالك؟
- إن المخرجين المسرحيين ينقسمون إلى قسمين, مخرج منفذ وهو يحول النص المسرحي من شيء مكتوب على الورق إلى شيء معروض على المسرح وبدون أي تدخل أو إبداع أو إضافة أو رؤية, كما كتبه المؤلف. والنوع الثاني وأنا منهم هو المخرج صاحب الرؤية, وهو المخرج الذي يؤمن بأن المسرح وسيلة للتغيير وللتفكير ولإحياء الرغبة في التمرد والثورة على هذا الواقع الذي يعيشونه من خلال تقديم المسرحيات الهادفة لدعم هذه الرغبة في الوصول إلى الغد الأفضل ونظام الحياة الذي يرتكز على العدل والحرية والإيمان بأن المسرح كما دعا إليه الدكتور محمد مندور في فترة من الفترات, هو والدكتور رشاد رشدي, كان د. مندور يقول إن المسرح للناس وللمجتمع , المسرح من الناس و إلى الناس, أما د. رشاد رشدي وتلاميذه كانوا يؤمنون بأن الفن للفن, كما هو الحال حاليا للفن في الغرب لكن بعد مسرحيتين فقط وهما (الفراشة) و(لعبة الحب) تحول د رشاد رشدي إلى فكرة أن المسرح من الناس وإلى الناس بعد قرارات يوليو الاشتراكية التي قام بها الرئيس عبد الناصر, وكان له رأي في هذه القرارات وبعد ذلك توالت عروضه هو وتلاميذه مثل (نور الظلام) و(بلدي يا بلدي) و(حلاوة زمان) وغيرهم, كل العروض التي تؤكد أن  المسرح للشعب يرى فيه واقعه وأحلامه وأفكاره في الوصول إلى ما يسمى بالغد الأفضل. أنا من هؤلاء ولم أقدم إلا عروضا مسرحية  تتصل بالناس وأحلامهم وهمومهم. لكن في فترة من الفترات أشيع أني رجل المسرح الجاد فقط وفي هذه الفترة كان المسرح الخاص الكوميدي والتجاري منتشرا, فحاولت أن أثبت لنفسي وللآخرين أني قادر على إخراج النوعية الأخرى من هذا المسرح, فقدمت مثلا (حمري جمري) ومسرحية (عشرة على باب الوزير. ثم مسرحية (الحب بالعقل) بطولة إسعاد يونس وسمير غانم. وقدمت لمسرح التليفزيون مسرحية (شغال عند اتنين) وكانت أول بطولة مطلقة لأحمد بدير وسعيد عبد الغني.

تجربة كفر الشرفا
- ما أهم المحطات في حياتك الإخراجية؟
- قدمت (أول المشوار) في عام 1970 أثناء رئاسة سعد الدين وهبة لهيئة قصور الثقافة والفنان حمدي غيث كان رئيس الإدارة المسرحية عندما اختارني لأكون واحدا من طلابه يتنبأ بي لأكون مخرجا كبيرا فرشحني لفرقة بنها وكانت الفرقة حائزة على المركز الأول حينئذ وبعدما ذهبت وأنا في نصف الطريق عدت واتصلت بحمدي غيث وقلت له إنني أرغب عندما أخرج لإقليم خارج القاهرة أن يكون المؤلف منهم والممثلون أيضا منهم وهم أيضا المتفرجون, لكني لا أقدم نصا مثل (القناع) للكاتب الكبير كرم النجار وهو كاتب قاهري وأفرضه على مجموعة من البشر يعيشون واقعا غير واقع القاهرة. فوافق وقال لي أن أذهب إلى بيت ثقافة كفر الشرفا , فأقمت لمدة ستة أشهر كاملة بكفر الشرفا أدخل بيوت الفلاحين وأعيش معهم وآكل معهم ويحكون لي همومهم. فقدمت عرضا اسمه (أول المشوار) يمثل فيه نصف أهالي البلد والجمهور يمشي في حواري وأزقة الكفر ومن خلال البيوت ومن خلال النيل, والمسرح كان مكانه فوق أسطح البيوت, فأهل البيت الذين قد حكوا لي فقرة ما وأنا مسرحتها يقومون بتمثيل هذه الفقرة فوق سطح بيتهم والمتفرجون يقفون ويشاهدون تلك الفقرة فوق السطح ثم يسيرون وراء دليل (الكفراوي شرف) الراكب فوق ناقة وأمامه الآلات الشعبية والأطفال يطبلون ويغنون الأغاني الريفية المنتشرة هناك ثم ننزل إلى شاطئ النيل من خلال المعدية فنجد نموذجا للفرح الريفي القائم على الزواج المبكر ونعترض على ذلك ثم نجد مؤذن القرية يؤذن صلاة المغرب فيطلب منهم (الكفراوي شرف) أن يصلوا المغرب على شاطئ النيل ثم يتوجهون بعد ذلك لمشاهدة العرض الذي يقدمه المخرج فهمي الخولي القاهري. فكان شيئا جميلا وكان من أثر هذه المسرحية أن تدخل الكهرباء للقرية وأن تحل مشكلة المياه لأنه كان هناك إقطاعي قبل الثورة لدية ماكينة ري كبيرة تروي أرضه أثناء نوبة الري ثم بعد ذلك أراضي باقي الفلاحين البسطاء, فأتي الإصلاح الزراعي واستولى على هذه الماكينة وعندما يكون الفلاح أرضه شراقي وتحتاج إلى الري وماكينته معطلة يؤجر الماكينة بالساعة وأخيرا عندما يجني المحصول ويسوقه للجمعية التعاونية الزراعية يصبح مطالبا بمبالغ كثيرة وقد أفلس الكثير منهم نتيجة كل ذلك, ونتيجة المسرحية أننا جمعنا مبلغا كبيرا كما طالب محافظ القليوبية الراحل محمود السباعي شقيق الأديب يوسف السباعي وهذا المبلغ يمثل ثلث تكاليف إدخال الكهرباء لكفر الشرفا وأيضا نجمع تكاليف شراء ماكينة ري كبيرة تكون احتياطيا للماكينة الموجودة التي يمتلكها الإصلاح الزراعي, وقد حدث ذلك واشترينا ماكينة الري ودفعنا ثلث التكاليف, ومشكلة الري تم حلها في كفر الشرفا من خلال هذه المسرحية واشتراك الأهالي  فيها والتي  أصبحت نموذجا يحتذى بعد ذلك للقرى النموذجية التي يشارك أهلها بحل مشاكلها. وأفخر أيضا بأنه من خلال هذا العرض تم محو أمية عدد كبير جدا من أخالي القرية. وكان هذا في عام 1970 وكان يحضر البروفات عدد كبير جدا من الأهالي وأهالي القرى المحيطة قد يصل إلى آلاف من المتفرجين.

قلة العروض الجيدة
- كيف تنظر لأحوال المسرح المصري حاليا؟
- حقيقة كم أنا حزين لما يتم في المسرح المصري. فمسرح مثل قطاع الفنون الشعبية يقدم عروضا هزيلة, لذا لا تجده في المهرجان القومي منذ إنشائه منذ سنوات, وكذلك المهرجان التجريبي لا يقدم قطاع  الفنون الشعبية والاستعراضية عروضا متميزة وتشارك فيه, ولم يشهد العالم إلا الفرق التي تسمى بالفنون الشعبية مثل فرق رضا والقومية والآلات الشعبية. كذلك حاليا فرق البيت الفني للمسرح اختلطت فالكوميدي يقدم ما يجب أن يقدمه المسرح الحديث وهكذا لكل الفرق اختلطت. ولم يقدم الازدهار والنمو حقيقة سوى مسرح العرائس ومسرح الطفل, لكن أغلب المسارح لا تجد عروضا متميزة إلا نادرا سواء في المسرح القومي أو الحديث أو الطليعة أو في الشباب. لكن عندما أصدرت وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم قرارها بالتجديد لعادل حسان مديرا لمسرح الشباب وأيضا عندما تحمس المخرج خالد جلال ومعالي الوزيرة للموهبين, أتصور أن يصبح عصرا ذهبيا, لكن للأسف لا يوجد إلا عدد قليل جدا من العروض التي تمكنت أن تشرف مصر ويمكن أن تمثلها في المهرجانات العربية والدولية, أو أن تجد إقبالا من الجماهير إلا فيما ندر. مسرح الدولة يحتاج إلى مؤتمر أطالب به وتتحمس له السيدة الوزيرة ونقدم حلولنا وتتشكل لجنة تتابع تنفيذ قرارات هذا المؤتمر وتوصياته, وأن يتحقق فعلا للمسرح المصري الازدهار الذي كان في الستينيات والسبعينيات.

- بماذا تنصح شباب المسرحيين؟
- أرجو أن لا يهتم كل منهم بنفسه وأن ألا يحاول كل منهم أن يقدم مسرحا تقليديا وألا يقدم مسرحا يحاول فيه إثبات قدرته على الإخراج بل أن يحاول كل منهم أن يقدم مسرحا للناس ومفيدا للمجتمع ومرآة حقيقة للمجتمع وأن يحاول دائما أن تمتلئ القاعة التي يقدم فيها عرضه بالجماهير وأن يحاول كل مشارك في العرض أن يسوق ويدعو المشاهدين.

أمنيات ومطالب
- كيف ترى روشتة العلاج للمسار المسرحي؟
- كانت فرق التليفزيون المسرحية تنتقل إلى الناس في أماكن تواجدهم وفي قراهم, فقدمت عددا كبيرا من المسرحيات في السينمات التي كانت موجودة في الأحياء الشعبية مثل سينما شبرا بلاس وسينما الحلمية, وسينما حلمية الزيتون. وكان سعر التذكرة عشرة قروش يشاهد بها المتفرج أكبر نجوم المسرح آنذاك. أطالب بأن ينتقل المسرح للناس , فلا يمكن أن ننتج عروضا بآلاف وملايين ثم نضع أيدينا على خدودنا وننتظر أن يأتي إلينا الجمهور فلا بد أن يكون هناك شركات تسويق والمسرح ليس فقط في القاهرة, المسرح يجب أن يكون في جميع أنحاء مصر, ولا نعتمد فقط على مسرح الثقافة الجماهيرية بل من حق الجماهير في كل أنحاء مصر أن تشاهد العروض المتفردة والمتميزة بالتعاون مع المحافظين ورجال الأعمال لتستطيع كل الفرق أن تقوم برحلات في المحافظات وكفورها ونجوعها وتعرض فنها, لأن مسرح الثقافة الجماهيرية لا يقدم إلا كل ما هو جيد وثري ومفيد للفن المصري ولا يقدم عروضا مبتذلة بالمرة .
 أتمنى أن المسارح التي كانت ملك الدولة وأنشأتها الدولة أيام فرق التليفزيون وفي الستينيات والخمسينيات أن تعود مرة أخرى إلى الدولة وألا تترك كمخازن وخرابات. فلابد أن تزيد عدد المسارح  في مصر كي يزيد عدد المتذوقين لأبي الفنون.
 وكذلك الاهتمام بالمسرح الجامعي والمسرح المدرسي والمسرح العمالي لأهميتهم في تكوين الطالب أو العامل الذي سيصبح رب أسرة بعد ذلك ويحبب أسرته في تذوق المسرح والذهاب إليه ويصبح المسرح عادة أسبوعية أو شهرية.
 أتمنى أن تنخفض أسعار تذاكر مسرح الدولة حتى تصبح في متناول الجميع الكادحين والطبقة الفقيرة, وأن تهتم الدولة بأن يذهب الجميع للمسرح ولا نقدم العروض للكراسي الخاوية.
 وأتمنى أن يزيد اهتمام الدولة بالمسرح بأن تزيد ميزانيات الإنتاج وأن يفتح الباب لتعيين كل الموهوبين وليس أوائل كل دفعة فقط.
 أتمنى أن تتجدد كل فرقة مسرحية ويكفي أن أذكر مثلا أن الفرقة الغنائية الاستعراضية وهي أكبر فرقة في قطاع الفنون الشعبية ليس بها غير ثمانية أعضاء فقط , لا يوجد بها أو بأي فرقة بالقطاع أخرى غير عدد قليل جدا من الممثلين. فيجب أن تهتم الدولة بالمسرح وأن يتم تطوير وهيكلة المسارح خاصة الفنون الشعبية وأن يتم اختيار قيادتها ومديريها اختيارا سليما جدا من كبار المحبين والقادرين على إدارة وتطوير وازدهار هذه الفرق كي يعود المسرح المصري مرة أخرى إلى ريادته.

أتمنى أن تعود ميزانية الدعاية مرة أخرى في ميزانية الإنتاج التي ألغيت في عهد فتوح أحمد حينما كان رئيسا للبيت الفني للمسرح, وأصبحت كل العروض تكاد تكون مسرحيات سرية.
 وأتمنى أن يعود التعاون ما بين وزارة الإعلام والثقافة ويعود اهتمام وزارة الإعلام بالمسرح والدراما التلفزيونية. وأن يحدث تنافس ما بين  استوديوهات وإنتاج مدينة الإنتاج بأن تصبح مدينة فعلا للإنتاج.
  أرجو أن يهتم كل إنسان مسئول في مصر بأن يعود عيدا العلم والفن وأن يهتم رئيس الدولة بقيمة وأهمية الفن والعلم وأن يحتفي بكبار بالفنانين والعلماء في مصر الذين قدموا إنجازا لمصر وفنا مشرفا فيهتم كل عام بأن يلتقي بهم وأن يعطيهم الجوائز وأن يعود توزيع الأوسمة حيث أصبح الآن لا يتم إلا توزيع مجرد شهادة مع الجوائز المادية لكن نتمنى تسلم الأوسمة من السيد الرئيس لأن اهتمامه بالفن هو اهتمام بالإنسان لأن تعود القيم النبيلة.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏