حمدي طلبة: تكريمي بالتجريبي له مذاق خاص وأتمنى تكريم كل مصابي وأسر ضحايا حادث بني سويف

حمدي طلبة: تكريمي بالتجريبي له مذاق خاص وأتمنى تكريم كل مصابي وأسر ضحايا حادث بني سويف

العدد 681 صدر بتاريخ 14سبتمبر2020

تم تكريم المخرج الكبير حمدي طلبة في احتفالية يوم المسرح المصري التي أقيمت بالمسرح القومي، ضمن فعاليات الدورة ال 27 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.
ويعد المخرج حمدي طلبة واحدا من أهم وأبرز مخرجي مسرح الثقافة الجماهيرية الذين قدموا أعمالا من التراث الشعبي .
قدم العديد من الأعمال المسرحية مخرجا ومنشطا ثقافيا ، أسس فرقة بنى مزار المسرحية عام 1985 وكون أول نادى مسرح فى الثقافة الجماهيرية ببنى مزار عام 1986 . كما أسس مركز بنى مزار للظواهر المسرحية مع الأستاذ جلال عابدين عام 2009 . أشرف على جميع تجارب نوادي المسرح التى تمت ببنى مزار، ومن أبرز أعماله المسرحية : الوزير شال الثلاجة ، العفريت فى كفر سالم لسعد الدين وهبة ، الكاتب والشحات لعلى سالم ، مجلس العدل لتوفيق الحكيم ، عريس بنت السلطان لمحفوظ عبد الرحمن ، المهرج لمحمد الماغوط ، مملكة الحيرة لأحمد فرغلى ، حدوته مزارية لناصر عبد الله ، حلم يوسف بهيج إسماعيل ، سعد اليتيم لمحمد الفيل، هذا بالإضافة إلى مشاركته في عدد كبير من المهرجانات المسرحية المحلية والدولية.
تكرم فى احتفالية شديدة الأهمية وهي يوم المسرح المصري.. فما وقع هذا التكريم عليك ؟
لتكريم التجريبي هوى خاص ووقع مختلف في نفسي ، حيث اعتبره عن تجربتي فى البحث عن مسرح مصري له هوية خاصة، وقد كانت بدايتي بعرض هام من التراث الشعبي المزارى أو المنياوي وكانت تحديدا عن منطقة «البهنسا» وقد قدمت أنا والباحث الفلكلوري الأستاذ جلال عابدين عرضا شديد الأهمية هو «بحر التواه « كان يبحث فى التراث الشعبي المسكوت عنه في المنطقة، تلك
المنطقة الغنية بالحكايات والأمثلة، وقد حقق العرض نجاحا كبير وكتب عنه مجموعة من النقاد منهم د. حسن عطية رحمة الله عليه ، ود. أحمد عبد الحليم د.مدحت أبو بكر واختير ضمن عروض الدورة الثانية للمهرجان التجريبي عام 1992 ثم توالت العروض عن المسرح الشعبي، فشاركنا فى ست دورات متتالية وقدم المخرج أحمد فرغلى من فرقة بنى مزار عرضين بالمهرجان التجريبي وكان للمهرجان الفضل فى تمثيلنا لمصر رسميا فى أول ملتقى علمي للمسرح العربي عام 1995.
 – كنت احد المصابين فى حادث بنى سويف ..هل حصل شهداء هذ الحادث الأليم على حقهم الذين يستحقونه ؟
حتى يومنا هذا لازال هناك بعض المصابين وأسر الضحايا لم يحصلوا على حقوقهم وأتمنى أن يتم تكريم كل المصابين وأسر الضحايا وذويهم يوم 5 سبتمبر حتى يشعرون أن الدولة تراعهم وتساندهم، وأود أن أشكر الدكتور أشرف ذكى لما بذله من جهد ومساندة في علاجي ، كذلك المجهود الكبير من قبل لجنة الشهداء والمصابين والقائمين عليها الأستاذة مها عفت وتيسير سمك، فقد بذلوا قصارى جهدهم فى تقديم الخدمة لأسر الضحايا وعلاج المصابين .
 – هناك مقولة لأحد المسرحيين مفادها أن حادث5 سبتمبر ذهب بأفضل عقول المسرح المصري.. فما تعقيبك على هذه المقولة ؟
هذه مقولة قصد بها التكريم فمن رحلوا قيمة كبيرة و أسماء بارزة في المسرح المصرى، ولكن مصر ولادة ولازال المؤسسات المسرحية والثقافية تكشف عن مبدعين كثر، فهناك أسماء تحاول عمل إحياء وبعث للمسرح المصري، والدليل على ذلك عودة المهرجان التجريبي بآليات جديدة ومسابقات مختلفة .
 – تعد من أهم مخرجي مسرح الثقافة الجماهيرية .. ما مدى أهمية هذا المسرح فى الفترة الحالية وما تقييمك له ؟
أعمل فى مسرح الثقافة الجماهيرية منذ عام 1985 وهذا المسرح يعد رئة مهمة للثقافة بشكل عام، وبدونها يحدث اختناق ثقافي، فهو يعد من أهم نقاط بعث الحياة الثقافية فى القرى والنجوع ، وكان من أهم مراحل ازدهار مسرح الثقافة الجماهيرية فترة تولى الكاتب يسرى الجندي وفترة الأستاذ سمير سرحان.
وفى عام 1990 أقيمت نوادي المسرح على يد د.عادل العليمي وتطورت على يد د. سامي طه الذي يعد الأب الروحي لشباب نوادي المسرح، فقد صنعت هذه التجربة طفرة كبيرة وكانت أشبه بالمعاهد العملية المصغرة في الأقاليم، ثم حدثت فترة ركود للنوادي حتى تولى مسئوليتها الكاتب شاذلي فرح وبعثها من جديد وتنامت بشكل أكبر مع تولى المخرج عادل حسان مديرا لإدارة المسرح، فبدأ مسرح الثقافة الجماهيرية يعود لسابق عهده، سواء على مستوى فرق نوادي المسرح أو فرق الأقاليم أوالتجارب النوعية أو مسرحة الأماكن الأثرية، و استحدث المخرج عادل حسان أشكالا جديدة ومغايرة ، وكان العام الماضي من أنجح المواسم المسرحية حيث أقيمت ثلاثة مهرجانات فى ثلاثة محافظات مختلفة وفى توقيت واحد.
 – تتبع منهجا خاصا فى عروضك المسرحية، فدائما ما تستقى أعمالك من الجماعة الشعبية و البيئة المحيطة.. فلماذا تفضل هذا الاتجاه ؟
لا أميل إلى النصوص المعلبة وإذا قادتني الظروف لنص من هذه النوعية أقوم بالعمل عليه وتطويعه لأسلوبي الخاص ، وكانت آخر تجاربي عرض « أطياف البهنسا « للمؤلف إسلام فرغلى وقمنا بعمل زيارات متعددة للمكان «البهنسا « واعتمدنا على مفردات متعددة من حكايات وأساطير وارتباطها بالتاريخ الفرعوني والقبطي والإسلامي، واستلهمت د. سهير أبو العيون الديكور والملابس و كذلك موسيقى الفنان محمد فتحى عبد الوهاب من المكان، وأنا أعمل بهذا المنهج منذ تجربة عرض «بحر التواه « مع د. جلال عابدين الذي له باع طويل في الفلكلور، وقد قدمنا معه سلسة من الأعمال منها «الحسومات « و « الوحشة والمليحة « وغيرها من الأعمال والعروض التى قدمت بالمهرجان التجريبي، ودائما أستقى اعمالي من رجل الشارع والموالد والمآتم والأفراح والعادات والتقاليد، وليس فقط تدريب الممثل على المناهج المتعارف عليها في التمثيل، ولكن نستقى من الجماعة الشعبية طرق تدريب الممثل.
 – ما رأيك فى التجارب التي لا تناسب المواقع التي تقدم فيها ؟
عندما تمت مناقشتي أثناء تقديمي لمشروع عرض « أطياف البهنسا « : لماذا أقدم هذه التجربة بالتحديد؟ كانت إجابتي انها حكايات وقصص الناس بهذا المنطقة. والحقيقة أن هناك إشكالية كبيرة فى مسرح الثقافة الجماهيرية وهى تقديم بعض التجارب التى قد لا تحقق المواءمة مع البيئة التى تقدم فيها.. وكما نعلم فإن مسرح الثقافة الجماهيرية تقوم فلسفته على تقديم أعمال للجماهير وهو أمر شديد الأهمية، وفى هذا الشأن علينا أن نذكر تجربتين هامتين إحداهما للدكتور هناء عبد الفتاح فى إقليم الدلتا ، وتجربة المخرج أحمد إسماعيل فى شبرا بخوم، فمسرح الثقافة الجماهيرية فلسفته قائمة على البحث داخل مفردات المكان وهموم الناس ومشاكلهم، ولكن هذا لا يمنع تقديم نصوص عالمية ولكن بمعطيات المكان التي تقدم به.
 – هل حادت تجربة نوادي المسرح عن فلسفتها التي أسست من أجلها ؟
الحقيقة أنها عادت لمسارها في فترة تولى الكاتب شاذلي فرح وتولي المخرج عادل حسان إدارة المسرح،  و اعتقد أنه يعمل الآن على تطوير آلياتها ونوادى المسرح تعد أنبل وأهم تجربة فى مسرح الثقافة الجماهيرية.
 – ما هي مشاريعك المقبلة ؟
أعكف الآن على تقديم مشروع مسرحي جديد مع الكاتب والدراما تورج إسلام فرغلى عن التاريخ الذي يجمع بين معبد دندرة وبين منطقة البهنسا وأهم الملامح التاريخية لكل منهما والمشروع يشمل عدة فعاليات أخرى منها أمسية شعرية ومعرض، وجميعها من الموروث، وهو مشروع مكتمل ويشمل عدة فعاليات ثقافية وفنية


رنا رأفت