في تقديمه عرض «الدب» ..مدحت الكاشف: «تشيكوف» يقدم عوالم إنسانية ويخرج خبايا النفس الإنسانية

في تقديمه عرض «الدب» ..مدحت الكاشف: «تشيكوف» يقدم عوالم إنسانية ويخرج خبايا النفس الإنسانية

العدد 677 صدر بتاريخ 17أغسطس2020

ضمن المبادرة التي أطلقتها وزارة الثقافة، برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، تحت عنوان «اضحك.. فكر.. اعرف»، تحت إشراف الفنان إيهاب فهمى، مدير فرقة المسرح القومي، والفنان سامح بسيونى، مدير فرقة مسرح المواجهة.
تم تقديم  العرض المسرحي «الدب» أعده إبراهيم عبد الفتاح، وأخرجه أشرف طلبة، عن قصة «الجلف» للكاتب الروسي أنطون تشيخوف. بطولة أشرف طلبة، إبراهيم طلبة، ندى فقيه، ديكور الدكتور محمود سامي، مخرج منفذ هاني عبد الهادي.
أعرب الدكتور مدحت الكاشف، عن سعادته بالتعقيب على عرض من عروض تجربة مسرح المواجهة «اضحك.. فكر..ا» مشيرًا إلى أن وراء هذه التجربة فلسفة في اختيار العروض.
وقال الدكتور مدحت الكاشف إن نص «الجلف» للكاتب الروسي أنطون تشيكوف يعد واحدا من  العروض التي تحقق فلسفة التجربة التي يقدمها مسرح المواجهة، خاصة في ظل وباء كورونا، لافتًا إلى أن اختيار «تشيكوف» كان على اعتبار أنه يقدم عوالم إنسانية يكشف خلالها عن خبايا النفس الإنسانية، وتحولاتها، وتناقضات البشر في علاقتهم ببعضهم البعض، كما أنه يغوص داخل المشاعر الإنسانية في أعلى درجات اشتعالها.
وأشار إلى أن العرض يتسم بالبساطة  ، لافتًا كذلك إلى بساطة  التناول الإخراجي بما يتناسب مع  نصوص «تشيكوف» التي تعتبر قطعا خالدة في تاريخ المسرح بالعالم كله، كما أشار  إلى أن النص تم تقديمه عشرات المرات في المسرح المصري، مضيفا: أتذكر أن أول دفعة تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية الذي أسسه زكي طليمات عام 1943 كان مشروع تخرج الفنان الراحل فريد شوقي، والفنانة الراحلة نعيمة وصفي هو مسرحية «الجلف».
وتابع: وتوارثت الأجيال هذا النص إلى أن شاهدته اليوم وشعرت بالاستمتاع بالممثل القدير أشرف طلبة والواعد إبراهيم طلبة والواعدة ندى فقيه، وهم يعدوا من تلامذتي بالمعهد، و أراهم اليوم في مرحلة عالية جدًا من النضج وهم يقدمون لنا لحظات التحول في شخصيات «تشيكوف»، ولحظات التناقض التي عبر بها المخرج من خلال الشكل الذي اختاره لهما، مؤكدا أن الاختيار كان موفقا جدًا خاصة في كيفية تحول الوحش الكاسر إلى شخص ناعم ولطيف ومتدفق المشاعر، وأيضًا بالنسبة للأرملة التي كانت تخلص لزوجها إلى أقصى مدى وهي تتحول من حالة الشراسة إلى حالة من اللطافة والرقة. وختم بقوله أن المؤلف والمخرج عبروا عن ذلك بتأكيد المصارعة المستمرة بين الشخصيتين، وأن «تشيكوف» كان ينتصر بالمشاعر الإنسانية الدفينة، والتي يميل البعض منا لإخفائها.
وأكد الكاشف أن شخصيات «تشيكوف» تتسم بأنها شخصيات غير قادرة على الفعل، وأنها تبدأ بفعل ثم تنتهي بفعل آخر يثير دهشة القارئ أو المتفرج، وأكد أن عرض «الدب» استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة و أن يثير دهشة المتفرج من خلال إثارة التناقضات التي يعاني منها الإنسان في كل زمان ومكان.
 


ياسمين عباس