ما بين الحظر والحجر المنزلي وبين أخطار الجائحة لم يستطع كثير من الفنانين الاستسلام رهن الاعتقال الإجباري في منازلهم دون تفريغ الطاقات الفنية الكامنة بداخلهم. مما جعل الكثيرين يعملون على بث الطاقات الفنية على شبكة الانترنت أون لاين. الذي يضمن لهم - وعلى الأخص المسرحيين- عددا أكبر من المشاهدين عما هو متوقع من جمهور المسرح في حالة تشغيل المسارح في شهر رمضان الكريم.ومن هنا جاءت أول ملحمة دينية أون لاين بعنوان (محتاجين لك يا نبي) والتي شارك فيها عدد كبير من الفنانين المصريين والعرب. وهي مناجاة في حب الرسول الكريم تقدم بمناسبة الشهر الفضيل. وهي ملحمة شعرية من أشعار الراحل عبد الناصر حجازي وإخراج طارق حسن. وتعتبر دعوة للتمسك بالقيم وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما أنها دعوة للمحبة والسلام وحسن التعامل والتعايش بين الأفراد، جمعت بين الغناء والمديح والتمثيل والإلقاء، تمزج ذلك مع التكنولوجيا الرقمية والعالم الافتراضي على شبكة الانترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ولا شك أنها تجربة جديدة لها صداها الذي حقق نجاحا لافتا للأنظار بين جمهور وسائل التواصل عبر الشبكة العنكبوتية. ومن الفنانين المشاركين في هذه الملحمة من المغرب الفنانين رضوان الإبراهيمي الذي لعب دور المنسق بين الفنانين بامتياز ومحمد الخطيب الباحث المسرحي والمنشدة نجاة غريب والممثلة فاطمة حداد والفنان المخرج يفيد ميلود والمطرب الصابونجي العدنان وجميعهم من المغرب العربي وحسين على هارف المخرج العراقي والفنان الشامل أحمد أبو سلعوم من القدس والفنان التونسي إكرام عزوز ومن السعودية ياسر عبد السلام والكويت سعيد محمد سعيد.كما شارك من مصر الفنان القدير عبد الرحيم حسن والفنانين معتز السويفي وأحمد الشريف وآية سليمان والملحن والمطرب أحمد حجازي، وكان لمحافظة بورسعيد النصيب الأكبر حيث شارك من فنانيها صلاح الدمرداش والشاعر الكبير محمد عبد القادر ومحمد منتصر وشادي حامد في الإلقاء، أما في الغناء والتلحين فشارك أحمد العجمي ومحمد حافظ ومحمد الزهار و من الإسماعيلية شارك الملحن والمطرب ماهر كمال ودولت حامد ومن دمياط الفنان نادر مصطفى وعمل في المونتاج فنان القناة الرابعة محمد طه القريشي. يقول مطلع الملحمة:فرح الوجود بمولدك يا يتيموالحكمة كانت عند رب كريمان انت تتربى بأيادي اللهفاليوم كان ليك يا نبي تكريم........في يوم ميلادك يا نبي...سجد الوجود للهطهرتنا...قربتنا...من ربنا في علاهكان يوم ميلادك عيد و ميلاد جديد للكونجيت رحمة للعالم...من كل جنس و لونيقول طارق حسن مخرج الملحمة: لقد جاءتني فكرة تقديم ملحمة “محتاجين لك يا نبي” من الظروف الصعبة التي يعيشها العالم الآن في ظل جائحة كورونا. فقلت أحاول استغلال هذا الحبس الإجباري في تقديم عمل نستصرخ فيه رسولنا الكريم ليشفع لنا عند الله سبحانه وتعالى. ونتذكر معا كيف أننا جميعا في أمس الحاجة الآن للعودة إلى الله والتمسك بسنة حبيبنا المصطفى وقيمه التي أورثنا إياها، وهي التي تدعو إلى المحبة والسلام وعدم ازدراء الآخر واحترام كافة المعتقدات والتعامل الإنساني والراقى مع الجميع دون تمييز لعرق أو لون أو دين. ولقد شارك معي كثير من مبدعي الوطن العربي.عن مشاركته في هذه التجربة قال الفنان القدير عبد الرحيم حسن: تجربة فريدة من نوعها تتناسب مع الظروف التي نعيشها بسبب وباء كورونا وهي فكرة ذكية من المخرج طارق حسن، وتجاوب مشكور من كل المشاركين سواء من مصر أو من خارجها لأنها حول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو شرف لنا جميعا أن نتعاون ونشارك فيها. وأنا أعتقد أنها ستحقق على شبكة الانترنت نجاحا جيدا. فهي تجربة ستشجع الكثيرين من الفنانين والمبدعين على تناول موضوعات درامية مختلفة بنفس الشكل ونفس الطريقة، و يمكن أن تفتح السبيل لموضوعات وأفكار جديدة تتناول الواقع الذي يعيشه الناس، وأنا سعيد بالمشاركة في هذه التجربة وبوجود الزملاء من مصر والوطن العربي حيث يشارك كوكبة جميلة في هذا الحدث يصعب تجمعها في الحياة العادية .وكان للفنان القدير معتز السويفي أيضا نصيب من المشاركة في هذه الملحمة حيث يقول عنها: من فضل الله أنه تم اختياري للمشاركة - عبر الفضاء الافتراضي- فى عمل ديني حول مائدة رسولنا الكريم. أضاف : الفن رسالة إبداعية عظيمة تظهر لنا جميعا مدى استطاعتنا الاعتراف الكامل بالصواب والخطأ وتحدد مدى ثقافة المجتمعات دينيا واجتماعيا وكيف نتأثر بها لحل مشاكل كثيرة فى المجتمع. ونحن نشارك في هذا العمل عبر الانترنت لنثبت لأنفسنا أن الرسالة لا يستطيع أحد أن يؤثر على وصولها للآخر. ويقول الفنان صلاح الدمرداش: عندما تشتد بنا الآلام والأحزان يزداد احتياجنا إلى رسولنا الكريم، ومن رحم الأوجاع وكثرة الوباء وبشاعة الغلاء وندرة الوفاء خرجت تلك الملحمة المحمدية الرائعة لشاعر كبير رحل عن دنيانا وفى جعبة إبداعه الكثير، أتمنى أن تكون شفيعا له الى الجنة بإذن الله، هذه التجربة الفريدة التي تفتق عنها ذهن المخرج المبدع طارق حسن هي مع نفحات شهر رمضان المعظم، نقدمها عبر صورة مرئية على النت لإتاحة مشاهدتها في كل أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي، و قد طرح المخرج الفكرة على الكثيرين من أصدقائه ومنهم الفنان والمخرج المغربي رضوان الإبراهيمي وبتنسيق متميز بينهما تم التواصل مع مجموعة من فناني مصر والوطن العربي ولاقت استحسانا وإعجابا وحماسا كبيرا، وقلت وقت أن طلب منى طارق حسن المشاركة: إنه لشرف كببر لي أن أشارك ولو بكلمة واحدة محبة فى رسول الله، وانطلق الجميع بجهد مشكور من صناع العمل ليرسلوا رسالة للدنيا مفادها: كم نحن فى حاجة ماسة أن تشفع لنا يا نبي عند المولى عز وجل أن يكشف هذه الغمة ويرفع عنا البلاء والوباء. وقالت الفنانة دولت حامد: اعتدت منذ زمن المشاركة في الأمسيات الرمضانية والأعمال الإذاعية التي تذاع في هذا الشهر الفضيل . ولكن مع الظروف الحالية وانتشار جائحة كورونا وتوقف جميع الأنشطة الفنية والثقافية اجتاحني شيء من الحزن لعدم مشاركتي في إحياء تلك الطقوس والأنشطة التي اعتدت عليها كل عام. ولكن ظهر في الأفق بادرة نور حينما عرض عليّ المشاركة في تلك الملحمة الرائعة لإحياء السيرة النبوية العطرة وبدون تردد قمت بالتسجيل والتصوير . جعل الله هذا العمل في ميزان حسنات القائمين عليه ومن أعدوا له وجميع المشاركين. ومن المغرب قال الفنان محمد الخطيب: في طي كل محنة منحة، وفي زمن الوباء والحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، تأبى هذه المحنة إلا أن تصبح منحة يقدمها لنا الفنان القدير الأستاذ طارق حسن بمعية الفنان الأصيل الأستاذ رضوان إبراهيمي. إنها تجربة فنية ناجحة بكل المقاييس، وقد أتاحت لعدد من الفنانين الأفذاذ فرصة عمل مشترك عبر الفضاء الافتراضي لأول مرة على المستوى العربي والإسلامي، وحصل لي شرف المشاركة مع هذه الكوكبة الرائعة التي جعلتني اشعر بأني أضم الوطن العربي والإسلامي من مشرقه إلى مغربه بكل محبة وتقدير. فملحمة “محتاجين لك يا نبي” سطرت مرحلة جديدة من التعاون والتعامل بين فناني الوطن العربي، الذين تحدوا معاناة الحجر الصحي وتبعاته ليقدموا عملا مميزا. لا يسعني سوى شكر النعم التي منحنا إياها الله سبحانه ومنها أنني كنت ضمن هذا العقد الرفيع من الممثلين والمبدعين الكبار الذين جددوا العهد مع الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وسلم بإنجاز ملحمة محتاجين لك يا نبي.كما أعرب الفنان العراقي حسين علي هارف عن سعادته الكبرى بأن يكون جزءا من (الملحمة المحمدية) وأضاف : هذا المشروع الروحاني الصادق والنبيل والذي تجلت فيه أصوات الفنانين بأصدق المشاعر والنبرات والعبرات لتكشف عن عظيم حبها وحاجتها إلى نبي الرحمة قدوتنا الذي علمنا مكارم الأخلاق ورسم لنا طريقًا رحباً ومضاءً للحياة والعيش بكرامة ومحبة. و ما أحوجنا إليه و إلى العودة إلى طريقه. والسير على خطاه. شكرا لمن بادر و لمن أسهم و شرف لي و للجميع أن نطلق هذا المشروع في هذه الظروف الصعبة التي تمثل امتحانا للبشرية جمعاء.ومن مصر أيضا أكد المطرب والملحن أحمد حجازي عن سعادته بهذه المشاركة في تجربة فريدة وجديدة من نوعها، خصوصا أنها عبرت عن رؤية جيدة من المخرج حيث تمكن من تجميع كل هذا العدد من الفنانين عن بعد من خلال شبكة الانترنت، في تعددية فنية تجمع بين التمثيل والإلقاء والغناء والمديح. وأتوقع لها النجاح بإذن الله. وأتمنى تكرارها من عدة فنانين وبأكثر من أسلوب كي يحدث التواصل والإبداع بين الفنانين عن بعد من خلال تكنولوجيا العصر الحديث التي لابد من استغلالها ومواكبتها. ونحن جميعا في خدمة ومعية نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.ومن أجواء الملحمة:إحنا مش بنحامي عنك يا حبيب احنا مش بنوصف النور للغريبإحنا بنشم في ورودكدا الكلام حلو في وجودكنحمى مين؟ دانت الملايكةيا نبي بحالهم جنودكو الإله فوق في السما و ع الأرض دايما بيراعيكو احنا مش بنحامي عنك يا نبياد ما بنتحامي فيكأحمد محمد الشريف