إيهاب فهمي: كرهت دوري في «الاختيار» وإدارة القومي مسؤولية كبرى

إيهاب فهمي: كرهت دوري في «الاختيار» وإدارة القومي مسؤولية كبرى

العدد 663 صدر بتاريخ 11مايو2020

الفنان إيهاب فهمي من الفنانين المتميزين، يسير بخطوات ثابتة نحو  حجز مكان له  بين نجوم الصف الأول ، وقد أثبت ذلك بالفعل في العرض المسرحي سيرة حب، من إنتاج البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية و إخراج الفنان القدير  عادل عبده، حيث جسد دور بليغ حمدي، و قد تقمص الدور إلى درجة أن شعر المتلقي أنه يشاهد بليغ حمدي فعلا على المسرح .. حاليا يقدم إيهاب فهمي على شاشة التليفزيون دورا صعبا وجديدا تماما عليه،  في مسلسل الاحتيار، كما تولى  مؤخرا مسؤولية إدارة المسرح القومي..  حول مشواره الفني و المسرحى الطويل و حول آخر أعماله الفنية، و عن خطة مشاريع المسرح القومي المصري خلال الفترة القادمة , كان لمسرحنا معه هذا الحوار .

- كيف بدأت علاقتك بالتمثيل ؟
علاقتي بالتمثيل بدأت في مرحلة مبكرة منذ كنت في المدرسة الابتدائية وبدأ حبي للتمثيل يكبر معي إلى أن انتهيت من المرحلة الثانوية ، وعندما التحقت بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان لم يكن بها فرقة مسرح، حيث كان الاهتمام بالموسيقي أكثر من المسرح ، فقمت بتكوين فرقة مسرح وحصلت على جائزة الممثل الأول بجامعة حلوان.
 أنت خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، فما هي قصة التحاقك بالمعهد ؟  
كان  حبي للتمثيل يكبر معي وازداد أثناء المرحلة الثانوية، فتمنيت أن التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، لكنى كنت في سن صغير حيث حصلت عل الثانوية العامة و سني ستة عشرة سنة وعدة شهور، أي أقل من سبعة عشر عاما  وعندما شاهدني أستاذنا كرم مطاوع قال لي أنت ممثل لكن سنك صغير “ لما تكبر شوية تعالي المعهد وهتبقى حكاية كبيرة” ، ولذلك التحقت - لحبي للفن -  بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان ، وبعد انتهاء دراستي وحصولي على البكالوريوس لم أنس حلمي الأول، أن التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وبالفعل دخلت المعهد، لا أخفي سرا،  فقد كنت منذ صغري أحلم بأن أمر فقط من جنب سور المعهد ، وأخير تحقق الحلم وحصلت على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية .
- حدثنا عن أهم أدوارك وبخاصة في المسرح ؟
أعتقد أن أهم أدواري في المسرح هو الدور الذي قدمته منذ عامين تجسيدا لشخصية بليغ حمدي في مسرحية سيرة حب من إنتاج قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية .
- حدثنا عن هذه التجربة ؟
عندما قام المخرج عادل عبده بترشيحي لدور بليغ حمدي في مسرحية سيرة حب ، لم أتردد لحظة ووافقت على الفور ، لقد كان حلم حياتي أن أقوم بتجسيد هذه الشخصية ، حيث أنني أعتبر بليغ حمدي شخصية من الشخصيات الفنية التي تعتبر من المتحدثين الرسميين باسم الشعب المصري في الفن ، فهو كفنان كان لديه حس فني قوي ، عبر عن أحاسيس كثيرة لهذا الوطن في وقته، وقد  حققت حلمي ، ونجحت إلي حد كبير في تقديم هذه الشخصية، وأحمد الله  أيضا على نجاح المسرحية وتحقيقها نسبة مشاهدة كبيرة ، كما حققت أعلي الإيرادات. وأتمنى إن شاء الله بعد عودة الحياة إلى طبيعتها أن نستأنف عرض المسرحية بالمحافظات تم نعود بها إلى مسرح البالون مرة أخري ونقوم بتصويرها .
- كنت تغني في هذه المسرحية ، حدثنا عن ذلك ؟
كما أخبرتك في بداية الحديث أنا تخرجت من كلية التربية الموسيقية جامعة حلوان ، وكانت دراستي لكل أنواع الموسيقي والغناء، وأنا إن كنت لست مطربا فإنني أعتبر نفسي مؤديا متميزا، و الحمد لله لم أخطئ وكنت أقول مع الآلة الموسيقية .
- هل تفكر في تقديم عمل مسرحي جديد بعد عودة الحياة لطبيعتها إن شاء الله ؟
بصفتي مديرا لفرقة المسرح القومي لن أقوم بالتمثيل في عمل من إنتاج المسرح القومي، فأنا أقوم بدوري الإداري فقط، كما كنت مديرا لفرقة المسرح الكوميدي ولم أقدم به شيئا ، وهذا لا يمنع من أن أمثل مسرح لكن شرطي أن لا يكون في مكان أتولى إدارته، وذلك لكي أكون بعيدا عن اللغط و القيل والقال.
- شاهدنا الفنان القدير رشوان توفيق يعود بعد غياب طويل عن المسرح  للتمثيل علي خشبة المسرح الكوميدي ، حدثنا عن هذه التجربة  ؟
طبعا تجربة عودة الفنان القدير رشوان توفيق بعد طول فترة غيابه عن العمل في المسرح ، تجربة متميزة . الفنان القدير رشوان توفيق قيمة وقامة كبيرة جدا ، له تاريخ في المسرح حيث أنه خريج  المعهد العالي للفنون المسرحية ، وكان من المؤسسين لفرق التليفزيون وكذلك أنضم لفرقة المسرح الحديث ، ثم أصبح عضوا في فرقة المسرح القومي . عندما كنت أتناقش مع الفنان القدير ياسر صادق في ترشيحاته للفنانين لمسرحية “حب رايح جاي” تصورت الأستاذ رشوان في دور الجد واقترحته عليه، ووجدت ترحيبا كبيرا من الفنان ياسر صادق وبالفعل وفقنا الله في إعادة  الفنان القدير رشوان توفيق للعمل في المسرحية ، وعودة الأستاذ شئ عظيم ، وأنا دائما كنت أقول إن البطل الحقيقي للمسرحية هو الأستاذ رشوان ، ليس في مسألة الدراما فقط ، لكن وجوده في العرض المسرحي كان بمثابة عامل جذب للجمهور، فأن يقدم المسرح هذه القيمة وفي هذا العمر لهو شئ عظيم و مهم ، مع كل تقديري واحترامي لكل الزملاء في العمل .
- عندما تركت إدارة الكوميدي وكلفت بإدارة فرقة المسرح القومي ، بماذا شعرت ؟
طبعا وجودي على رأس المسرح القومي مديرا شئ عظيم وشرف ما بعده شرف ويشرفني ويسعدني ذلك . فأنا أعتبر المسرح القومي هو المتحدث باسم المسرح المصري . لكنني في الحقيقة خفت من المسؤولية الكبيرة،  فأنا أجلس مكان أستاذنا كرم مطاوع وسيدة المسرح العربي سميحة أيوب ونجم المسرح والسينما محمود ياسين وغيرهم من العمالقة الكبار” مش عاوز انسي إسم حد”  فكل من تولي إدارة فرقة المسرح القومي فهو قيمة كبيرة .
- بعد قبول التكليف وعملكم مديرا لفرقة المسرح القومي هل فكرت في خطة تليق بهذا المسرح العريق ؟
كانت بالفعل لدي خطة كبيرة وطموحة وذلك قبل انتشار فيرس كورنا اللعين عالميا، فقد كانت البداية استكمال الإشراف على تنفيذ العرض المسرحي “هولاكو” من إخراج أستاذنا جلال الشرقاوي حتي يخرج للنور. ولابد أن أقول استكمال الإشراف لأنني لست صاحب العرض حتي لا ينسب الفضل لي، فالزملاء الذين سبقوني في إدارة الفرقة هم من ينسب لهم هذا الفضل  لأنهم هم أصحاب المشروع ، عندما توليت إدارة القومي كانت البروفات مستمرة ، وادعو الله أن تنتهي أزمة فيرس كورنا من العالم ويخرج العرض “هولاكو” إلي النور، وهو من بطولة أعضاء فرقة المسرح القومي وعلى رأسهم الأستاذ  أشرف عبد الغفور ومدام عفاف شعيب ومن إخراج أستاذنا جلال الشرقاوي . أما خطتي فكانت تجهيز ثلاث عروض أخرى وهي هاملت بطولة الفنان أحمد صلاح السعدني ومن إخراج الأستاذ عصام السيد ، ومسرحية أماديوس بطولة الفنان القدير توفيق عبد الحميد، ومسرحية فنجان قهوة بطولة سيدة المسرح العربي سميحه أيوب والفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة ومن إخراج خالد جلال . يارب تزول الغمة ونقدم أعمال متميزة تليق بالمسرح القومي المصري .
- تقدم وزارة الثقافة منذ فترة مبادرة “ الثقافة بين أيديك” ضمن خطط الدولة للحفاظ على صحة المواطن المصري . لكن منذ بضعة أيام تم الإعلان عن مشروع سيقوم بتنفيذه المسرح القومي بالاشتراك مع مسرح المواجهة وهو “أضحك فكر أعرف” . وبصفتك مدير فرقة المسرح القومي نريد أن نتعرف بالتفصيل على هذه التجربة ومن هو صاحب الفكرة ؟
هذا العام هو عام مصر روسيا، لذا سوف نقوم بتقديم مسرحيات للكاتب تشيكوف باللهجة العامية المصرية في زمن محدد لا يتجاوز النصف ساعة، حيث نقدم العرض” أون لاين” من خلال شبكة الانترنت، ويعتمد العمل على اثنين فقط من الممثلين في كل عرض،  بسبب الإجراءات الاحترازية من وباء كورنا ومجموعة مختلفة من المخرجين الكبار، ونتمنى أن يري المشروع النور قريبا ، أما صاحب الفكرة فهو الفنان والمخرج سامح بسيوني،  وقد أعجبت بالفكرة وعرضتها على الفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح ثم الفنان خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي وتم الموافقة على الفكرة علي الفور من الفنانة الدكتورة وزير الثقافة إيناس عبد الدايم . وأتمنى أن ينجح المشروع وتحوز الفكرة على إعجاب الشعب المصري وتسعدهم ، نحن نفعل ذلك للخروج من حالة الركود التي يمر بها العالم بسبب الفيروس اللعين . و في حالة نجاح التجربة من الممكن أن نقدمها إن شاء الله بعد أن ينتهي هذا الوباء .
- منذ أيام مرت مئوية المسرح القومي و لم يتم الاحتفال بها .. فهل تخططون للاحتفال  بعد أن ينتهي الحظر ؟
الحقيقة إننا قمنا بالتجهيز فعلا لهذه الاحتفالية الكبرى كي تليق بتاريخ المسرح القومي العريق فقد مر علي نشأته قرن من الزمان وكان الفنان القدير هشام عطوه سيقوم بإخراج الاحتفالية ، لكن للأسف توقف الموضوع ، كما توقفت مشروعات عديدة بسبب فيرس كورونا المنتشر في العالم ، وإن شاء الله عندما تعود الحياة لطبيعتها لن ننسي هذا الاحتفال المهم وإن شاء الله يليق بهذا المسرح العريق ، وأعدك وأعد الجمهور المصري بأننا سنوجه الدعوة لتكريم كل  الموجودين على قيد الحياة مما وقفوا على خشبة المسرح القومي أو قاموا بإدارته .
- يعرض لك علي شاشة التليفزيون مسلسل الاختيار تجسد فيه شخصية أبو مصعب وهي شخصية جديدة تماما عليك . هل ترددت في قبول الدور ، وكيف أعددت نفسك لتنفيذه ؟
فعلا ترددت عندما عرض على هذا الدور،  لكن من وجهة نظري وقناعتي كممثل  أن على الفنان أن يقوم بتجسيد أي شخصية، وهذه هي الرسالة الحقيقية للفنان، سواء كانت هذه الشخصية خيرة أو شريرة، فهي  تقدم من خلال عمل يخدم المجتمع ويرتقي به ، وكان ترددي سببه: كيف أتعامل كممثل  مع البعد النفسي لهذه الشخصية؟ . والحمد لله ربنا وفقني وتمكنت من تجسيد هذه الشخصية الكريهة، ومن كرهي لهذه الشخصية نجحت في  تقمصها .
- أنت الآن وكيل نقابة المهن التمثيلية وتواجهون مشاكل عديدة ، أهمها مشكلة التشغيل فما هي رؤية المجلس للتغلب على هذه المشكلة؟
الحقيقة دي مشكلة قديمة جديدة ، بمعني أن هذه المشكلة نعاني منها منذ زمن طويل والتغلب عليها صعب جدا ولابد من تضافر كل الجهود للسيطرة علي منابع ومنافذ كل قواعد الإنتاج ولابد أن نفرق جيدا بين دور النقابة ودور المباحث ، بمعني أنني أقول بأن دور النقابة يتمثل في دور كل زميل بالنقابة يقف للتمثيل أمام شخص غير نقابي لابد أن يبلغ النقابة بذلك، فهو عندما يقبل ذلك فهو يفرط في حق النقابة وحق زميل نقابي وبالتالي فهو فرط في حقه ، كذلك توجد محاولات ومجهود كبير يبذل من النقيب الدكتور أشرف ذكي وكل أعضاء مجلس الإدارة لكي تتعاون جهات الإنتاج في تشغيل النقابيين ، وكانت هذه المحاولات لا تجد استجابة كبيرة ، لكن مجلس الإدارة ولا أكون مبالغا استطاع هذا العام الاتفاق مع شركات الإنتاج لتشغيل النقابيين ، كما لابد من القول أن هناك فرق كبير بين قلة العمل والسيطرة على منافذ الإنتاج،  ففي الماضي كانت منافذ الإنتاج كثيرة ومتعددة ، كان يوجد قطاع الإنتاج وصوت القاهرة والقطاع الخاص وكان الإنتاج كثير على مدار السنة ، و بحسبة بسيطة نقول كان الإنتاج حوالي مائة مسلسل في العام ، أما الآن فلا يتعدى عدد المسلسلات أربعين مسلسلا ، أي تقلص الإنتاج إلى ما يقرب من الثلث أو أكثر قليلا ، وأيضا  زادت أعداد الفنانين النقابيين أكثر من الأول بكثير ، عموما القضية شاقة وشائكة ويحاول الدكتور أشرف ذكي والمجلس كاملا أن نعقد اتفاقيات ونتمكن قريبا وبشكل جديد أن نقضى على هذه المشكلة .


جمال الفيشاوي