9 عروض.. في مهرجان التجارب النوعية للقاهرة الكبرى وشمال الصعيد

9 عروض.. في مهرجان التجارب النوعية للقاهرة الكبرى وشمال الصعيد

العدد 655 صدر بتاريخ 16مارس2020

اختتمت 14 مارس الجاري، فعاليات المهرجان الإقليمي للتجارب النوعية بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، الذي كان قد انطلق الجمعة  6 مارس على مسرح قصر ثقافة الفيوم، ضمن خطة الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
شهد المهرجان مشاركة 9 عروض مسرحية  من بينها ثلاثة من  فرع ثقافة الفيوم  هي  “ حابس الوحش “  تأليف محمد عبد الحليم ، وإخراج محمود عبد المعطي  لفرقة قصر ثقافة الفيوم، وعرض  “ ة “ عن بيت الدمية “ تأليف هنريك إبسن ، إعداد وإخراج رانده شريف لفرقة مكتبة الفيوم العامة ، وعرض “ جنون عادي جدًا “ تأليف مروة فاروق ،وإخراج أحمد السلاموني لفرقة بيت ثقافة طامية، وشارك من فرع ثقافة بني سويف لفرقة قصر ثقافة الفشن “ الملك سيف “  تأليف طارق عمار،  وإخراج إبراهيم الطنطاوي ، و من فرع ثقافة القليوبية  فرقة قصر ثقافة القناطر  الخيرية عرض “ السوس “  تأليف مجدي الجلاد،  وإخراج أشرف عبد الجواد، فيما شاركت أربعة عروض لفرع ثقافة القاهرة هي “ المايسترو” لفرقة قصر  ثقافة السلام تأليف محمد زكي ،وإخراج عمر حسين ، وعرض “ آخر بروفة  “ تأليف موليير ، وإخراج هاني السيد  لفرقة قصر ثقافة عين حلوان ، وعرض “ الهلالي “ تأليف بكري عبد الحميد،  وإخراج خالد العيسوي  لفرقة  قصر ثقافة روض الفرج ، وعرض “ساحر الحياة  “ تأليف محمود جمال حديني ، وإخراج باسم القرموط لفرقة قصر ثقافة منشأة ناصر. تشكلت لجنة تحكيم  المهرجان من  د. عمرو دوارة ، و مهندس الديكور محمد هاشم ،  والمخرج إميل شوقي.
مخرجو المهرجان
قال المخرج عمر حسين : تعد  فكرة التجارب النوعية نافذة وبوابة لتقديم عدد كبير من التجارب المسرحية الجديدة شكلاً ومضمونًا لشباب واعِ مبدع محب لفنه ومؤمن به ويحمل عبئًا ثقيلاً على عاتقه حيث يضع الفن والمسرح فى مواجهة التطرف والرجعية والظروف القاسية و لا يجد مفرًا للتعبير عن نفسه إلا بتجربة فنية مسرحية صادقة يقدمها بإخلاص وحرية، وتحمل أجواء المهرجان الإقليمي  مجالاً مناسبًا للتعارف ولتلاقى الفكر وتقديم ما هو جديد دون قيود،  وهو أمر لا يحدث كثيرًا ، ونتمنى أن يكون محفلًا للحب وللتواصل قبل أن يكون مهرجانًا للتنافس، فضلًا عن اللقاءات والمناقشات والتجارب التي تمد الساحة المسرحية بالثقافة أضاف حسين : لأن الإنجازات عند تحقيقها تصيبنا بفرحةٍ عظيمةٍ، ولأن أحلامنا تستحق أن نتعب من أجلها،  كان  اختياري لنص” المايسترو” تأليف محمد زكي الذي يدور حول شخصية الموسيقار العالمي “بيتهوفن” أفضل ما يعبر عن قدرة الإنسان على مواجهة .
فيما قال المخرج محمود عبد المعطي: التجارب النوعية تجربة مغايرة تحاكي بيئتها ، وجمهورها ولا ترتبط بالمسرح التقليدي و تعمل على مسرحة المكان، واستهداف الجمهور وجذبه من خلال عرض قضاياه ، وأعهده  مشروعًا مميزًا ، وتجربة ثقافية فنية  من الممكن أن تحقق نجاحًا غير مسبوق في أقاليم مصر المتعددة، ولكن ينبغي توفير التجهيزات التقنية والفنية حتى تصل الحالة المسرحية إلي الجمهور المستهدف  ،وتابع عبد المعطي : كان مقصدي  الرئيسي  بالعرض هو جمهور الشارع الفيومي الذي لا يعلم عن قصر الثقافة شيئًا سوى أنه مبنى حكومي ، ولذا قدمنا  العرض المسرحي  “ حابس الوحش “  بساحة القصر لجمهور الشارع الفيومي الذي احتشد وتفاعل مع العرض الذي يحاكيه بلهجته الفيومية ويحاكي تراثه وموروثة الشعبي، من خلال فرجة شعبية عن مولد لمقام الشيخ حابس الوحش وما يشهده  من طقوس شعبية توارثتها أجيال عديدة.  تابع  عبد المعطي : قدمنا “ حابس الوحش “ لجمهور الشارع وتركنا  له حرية الحكم على هذه الطقوس والممارسات التي تتعارض مع الفكر والعلم، والعرض تأليف  محمد أبو الوفا،  وألحان علي ذكي ، استعراضات محمد السويفي، ديكور: ليلى عمر،  برؤية درامية، وأشعار مخرج  العرض .
صورة ممتعه
وقال المخرج إبراهيم الطنطاوي  إن مشروع التجارب النوعية يدعم المواهب الشابة ويكمل مسيرة النجاحات التي تحققها الإدارة العامة للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وبناءًا على توجهات الإدارة نحو إعادة الجمهور للمسرح كان لزامًا علينا اختيار النص الذي يتناسب مع هذه التوجهات فكان نص”  الملك سيف “ للكاتب والناقد الدكتور طارق عمار ،مع ديكور وأزياء المهندسة سماح نبيل ، و حاولنا تقديم صورة مسرحية شيقة وممتعه بصريًا وذهنيًا للمتلقي ،ونأمل دومًا في إسعاده.   أضاف الطنطاوي : الرؤية الإخراجية والرسالة وجهان لعملة واحدة ، وهما لا يبتعدان كثيرًا عن ما يحويه النص، فطالما بقيت الحياة قائمة على ظهر هذه الأرض سيظل الصراع أبديًا بين الخير والشر ، قد ينتصر الشر في جولة، لكن البقاء سيظل  دائمًا لكل ما يمثل الحق والخير والجمال، وإن إيماننا بالقيم الإنسانية السامية ليس سذاجة فى هذا العالم ، وإنما هو إعلانٌ واضحٌ وصريح ومباشر عن إنسانيتنا  .
فيما قال المخرج خالد العيسوي: إن مسرحية “ الهلالي “ تحتضن الأسطورة والسيرة وتعكس الشخصية ذات الأصول الجنوبية،  وهي  تخرج من التراث لتحتفي بالمظاهر الحياتية أكثر مما تحتفي بالتاريخ  ، وتعتمد الرؤية الإخراجية علي الفرجة الشعبية، فنقدم ألعاب الحربة والدبوس ولعب السيوف مع الدراما والموسيقى ، والاستعراضات التي تلائم الاتجاه  الشعبي  وتحقق المتعة البصرية .تابع  العيسوي:    المهرجانات الإقليمية حدث مهم ، و تجمع مسرحي كبير يقدم أنواع وألوان مختلفة من العروض المسرحية ما يثري الحركة المسرحية المصرية،  وهي دعوة ومحاولة فنية جادة للخروج عن الشكل النمطي التقليدي  المتعارف عليه للمسرح،  مثال ذلك أن نقدم مسرحنا في أماكن مفتوحة كالحدائق والشواطئ  والساحات ، وبذلك   نقدم وننشر الثقافة المسرحية في كل مكان، ولكل فئات الشعب.
سوس العقول
فيما قال المخرج أشرف عبد الجواد : أقدم في عرض “ السوس “  قضية خاصة  بالبيئة الزراعية،  و طبيعة موقع القناطر الخيرية  وخصوصًا أزمة هجرة أبناء الريف للعاصمة حيث المركزية، مما  أدى إلى إهمال الأرض ، وسعي الكثيرون مؤخرًا  نحو  بناء العقارات دون على انقاض الأراضي  الزراعية، ومن ثم لم يعد الفلاحون  يمتلكون القدرة البدنية للعمل بالزراعة ،وتتفاقم الأزمة،  فبعد أن كانت دولتنا مصدرًا رئيسيًا  لتصدير المنتجات الغذائية كالقمح والأرز وغيرهما  ،أصبحنا  نعيش على  استيراد  هذه المنتجات مما يكبد  الدولة الكثير. أضاف:  كانت القناطر الخيرية قبل خمسين عامًا  مجتمعًا زراعياً  فحسب يفيض بخيراته والآن تبدلت الرقعة الزراعية وحلت محلها العمارات السكنية ..  تدور أحداث العرض في إطار كوميدي حول أزمة السوس التي أصابت محصول الفول ويمر بطل العرض “مصيلحي”  بصراعات سياسية حتى يكتشف بالنهاية  أن السوس في العقول و في شتي مجالات الحياة وليس بنبات الفول.
و قالت المخرجة رانده شريف  : كان الأجدر بعد اختياري  نص “ بيت الدمية “ أن أقدمه بما يتناسب مع جمهورنا المستهدف بالأماكن المفتوحة، وأن يكون مناسبًا لزمننا والمكان المقدم فيه، ومن هنا أتت فكرة إعداد النص وترجمته للعامية وتمصير الحدث ومحاولة اختصار بعض أحداثه،  وبما لا يحدث أي خلل بالدراما. أضافت:  عقدت عدة  جلسات    مع فريق العمل، وتمثلت  الرؤية التشكيلية  في  تشكيل البيت  كبطل للدراما  فى صورة شفافة،  كبيت يفقد جدرانه و يقدم  في أي فضاء، ويبدو دون جدران، يرى المشاهد كل ما يدور بداخله من أحداث . وتابعت: يتطور التشكيل داخل البيت تدريجيًا حتى ننتقل  إلى صورة من مسرح العرائس فى نهاية العرض،  حين تتمرد البطلة على خيوطه وتمزقها وتخرج منه إلى دائرة الجمهور الذي يشاهد العرض في حلقة دائرية حول البيت ، ولأن الموسيقى من أكثر المفردات  قربًا للجمهور لارتباط  وجداننا  بتراثنا الشعبي ،  قررت اختيار الآلات الشعبية ومقطوعات موسيقية خاصة تصاحب الحدث،  وألحان خاصة باللوحات الحركية بموسيقى حية طوال العرض ،وكان  تدريب الممثل فى عرض كهذا يتم على مجموعة مستويات منها التمثيل داخل مسرح الحدث أي  البيت و التمثيل الآخر خارج مكعب البيت مع الجمهور،وتشكيل جسد الممثل  داخل البيت وخارجه كجزء من سينوغرافيا المكان والأداء الحركي في اللوحات الحركية.


همت مصطفى