عماد حمدي فتى الشاشة الرومانسي

عماد حمدي فتى الشاشة الرومانسي

العدد 650 صدر بتاريخ 10فبراير2020

الفنان البارع القدير عماد حمدي (محمد عماد الدين عبد الحميد حمدي) من مواليد مدينة “سوهاج”  - بصعيد مصر - في 25 نوفمبر عام 1909. عشق فن التمثيل أثناء مرحلة دراسته الثانوية بمحافظة “القاهرة”، خاصة بعدما تعلم فنون ا?لقاء على يد الفنان القدير عبد الوارث عسر. عمل في بداية حياته العملية كاتبا للحسابات فى مستشفى “أبو الريش”، لكنه لم يبتعد عن التمثيل فكان يذهب كل يوم إلى “جمعية أنصار التمثيل والسينما”، بالإضافة إلى التحاقه بمعهد “تيجرمان” للموسيقى العالمية ليشبع حبه للموسيقى.
ظهر لأول مرة في السينما عام 1945 من خلال فيلم “السوق السوداء” الذي حقق له الشهرة على نطاق واسع، خاصة وأن كثير من نقاد السينما يعدونه من الأفلام التي رسخت للمدرسة الواقعية في السينما المصرية. قدم خلال حقبة الخمسينيات عددا كبيرا من الأفلام الرومانسية حتى صار واحدا من أهم أعمدتها خلال هذه الفترة (من أهم تلك الأفلام: إرحم حبي، بين الأطلال، لا أنام، إني راحلة، لا تطفئ الشمس، شاطئ الذكرايات)، ولكنه بالرغم من كثافة أعماله في الفترات التالية ابتعد عن أداء تلك الشخصيات الرومانسية، التي اشتهر بأدائها في بداياته الفنية حتى لقب “فتى الشاشة الأول” لأكثر من ثلاثين عاما. ويجب التنويه إلى أن لقب “فتى الشاشة” ظل مقرونا بنجوم السينما خاصة الشباب في زمن الفن الجميل، وكان يطلق على كل فنان تتوافر فيه صفات النجومية من وسامة وجاذبية وفي كثير من الأحيان شقاوة وخفة ظل، لكن الفنان عماد حمدي نجح في تغيير تلك الصفات والمواصفات، وأصبح فتى أول للشاشة بمواصفاته الخاصة، فهو الشاب الجاد الرزين والمثقف الوقور هادئ الطباع صاحب الصوت الحالم والرجولة الطاغية، وهي السمات التي غلبت على عدد كبير من الشخصيات التي جسدها على الشاشة، فنال من المجد والشهرة ما لم ينله فنان من معاصريه من نجوم السينما المصرية، سواء وهو يمثل دور الفتى الأول الذي يستهوي قلوب المراهقات، أو وهو يؤدي أدوار الأب أو الجد، أو العجوز التائه الضائع في دوامة الحياة.
وبصفة عامة تمكن عماد حمدي من التعبير عن حياة جيل كامل من خلال الأدوار المختلفة التي جسدها، وذلك بفضل موهبته المؤكدة وصفاته المميزة واجتهاده الدائم ومعايشته لجميع الشخصيات التي قدمها، فقد تكيف مع جميع تلك الشخصيات وارتبط بها وارتبطت به حتى يصعب تخيل فنان آخر يقوم بتجسيدها. ويحسب له نجاحه وتفوقه في تجسيد عدد كبير من الشخصيات المتباينة ببراعة فائقة، ومن بينها شخصيات: الأفندي، الموظف، المدرس، المثقف، العاشق، المعلم والبائع، الباشا الأرستقراطي، رجل الأعمال، الأب، الجد، كذلك برع في تجسيد  عدد من الأدوار التاريخية والوطنية، ومن بينها على سبيل المثال: شخصية الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” في فيلم “الله معنا” عام 1955 ، الذي تناول تاريخ “ثورة يوليو” وتأسيس تنظيم الضباط الأحرار ، كما جسد من خلال فيلم “ميرامار” شخصية “عامر وجدي” امثقف المصري الوسطي والصحفي المتقاعد.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الفنان عماد حمدي قد أجاد تقديم بعض الأدوار الكوميدية بكفاءة وبراعة فائقة ومن بينها على سبيل المثال أدواره بأفلام: المراهقان، شقاوة رجالة، المراهق الكبير، 13 كدبة وكدبة، جناب السفير، أميرة حبي أنا.
ويذكر قد عانى في آواخر أيامه من أمراض الشيخوخة والإكتئاب وضعف البصر، حتى رحل عن عالمنا في 28 يناير عام 1984 عن عمر يناهز 74 سنة.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة المشاركات الفنية للفنان القدير عماد حمدي طبقا لاختلاف القنوات الفنية ( السينما المسرح التيفزيون الإذاعة) مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا - أفلامه السينمائية:
كانت أولى مشاركاته السينمائية بفيلم “السوق السوداء” من إخراج كامل التلمساني وبطولة عقيلة راتب، زكي رستم، عبد الفتاح القصري، في حين كانت آخر أفلامه فيلم “سواق الأتوبيس” من إخراج عاطف الطيب عام 1982، وبطولة نور الشريف، ميرفت أمين، حسن حسني.
هذا وتضم قائمة الأفلام التي قام بطولتها مجموعة الأفلام التالية: عايدة (1942)، السوق السوداء (1945)، غرام بدوية، دايما في قلبي (1946)، التضحية الكبرى، أزهار وأشواك (1947)، شمشون الجبار، ليت الشباب، سجي الليل، الواجب (1948)، السجينة رقم 17، البيت الكبير، ست البيت (1949)، الصقر، دماء في الصحراء (1950)، ظهور الإسلام، وداعا يا غرامي، أنا الماضي، سماعة التليفون، ضحيت غرامي، من غير وداع، أشكي لمين، شغول بغيري (1951)، المنزل رقم 13، سيدة القطار (1952)، نساء بلا رجال، مكتوب على الجبين، قطار الليل، عبيد المال، وفاء، أقوى من الحب، الحرمان، بعد الوداع، حب في الظلام، ظلموني الحبايب، حكم الزمن، اللقاء الأخير (1953)، عزيزة، حياة أو موت، جنون الحب، الظلم حرام، شرف البنت، موعد مع السعادة، لمين هواك، رقصة الوداع، آثار في الرمال، ليلة من عمري (1954)، جريمة حب، إني راحلة، الله معنا، شاطئ الذكريات (1955)، أرض الأحلام، قتلت زوجتي، حب وإعدام، موعد غرام (1956)، لن أبكي أبدا، المخدوعة، أنا وقلبي، الحب العظيم، السابحة في النار، لا أنام (1957)، رحمة من السماء، توبة، مع الأيام، الزوجة العذراء، حتى نلتقي، مجرم في أجازة، غريبة (1958)، صخرة الحب، قلب من ذهب، قلب يحترق، آخر من يعلم، هدى، أم رتيبة، المرأة المجهولة، سجن العذارى، المبروك، ارحم حبي، بين الأطلال (1959)، سر امرأة، جسر الخالدين، الرباط المقدس، نساء وذئاب، أقوى من الحياة، زوجة من الشارع، إني أتهم، العملاق (1960)، وا إسلاماه، الخرساء، المراهق الكبير، معبد الحب، لا تطفئ الشمس، بلا دموع، غدا يوم آخر، لا تذكريني (1961)، الخطايا، وفاء للأبد، امرأة في دوامة، سلاسل من حرير، يوم الحساب (1962)، العريس يصل غدا، حب لا أنساه، الحسناء والطلبة، أم العروسة، رابعة العدوية (1963)، مع الناس، المراهقان، اللهب، شباب وحب ومرح، حكاية نص الليل (1964)، الحب الخالد، الشقيقان، الراهبة، أيام ضائعة، سكون العاصفة، مدرس خصوصي، طريد الفردوس، المماليك، الوديعة، آخر جنان (1965)، خان الخليلي، ثورة اليمن، فارس بني حمدان، غرام في أغسطس، شقاوة رجالة، جناب السفير، كنوز (1966)، الخروج من الجنة، كرم الهوى، النصف الآخر (1967)، النيل والحياة، أبو الهول الزجاجي، الست الناظرة، مراتي مجنونة مجنونة، حكاية 3 بنات، الملعون، عفريت مراتي، الرجل الذي فقد ظله، روعة الحب (1968)، همسة الشيطان، ميرامار، أبي فوق الشجرة، نادية (1969)، حياتي، بنت الشيخ، زوجة لخمسة رجال (1970)، الخيط الرفيع، الضياع، ثرثرة فوق النيل (1971)، ليلة حب أخيرة، الزائرة، حب وكبرياء، أزمة سكن (1972)، عاشق الروح، الشياطين والكورة، شلة مراهقين، امرأة سيئة السمعة، ذات الوجهين، الرجل الآخر، أبناء للبيع، صوت الحب، البحث عن فضيحة، غرباء، المخادعون (1973)، وكان الحب، عايشين للحب، الأحضان الدافئة، في الصيف لازم نحب، الأخوة الأعداء، عنتر فارس الصحراء، الساعة تدق العاشرة، أين عقلي، المهم الحب، الأبرياء، بمبة كشر، أجمل أيام الحب، امرأة للحب (1974)، ليلة وذكريات، امرأتان، الخدعة الخفية، حبي الأول والأخير، أبدا لن أعود، المطلقات، الملكة وأنا، مجانين بالوراثة، أميرة حبي أنا، الضحايا، لا تتركني وحدي، الحب تحت المطر، ومضى قطار العمر، الكرنك، المذنبون، سيدتي الجميلة، يوم الأحد الدامي، شهيرة، صابرين، حتى آخر العمر، بديعة مصابني، عزيزة (1975)، دقة قلب، الكروان له شفايف، بيت بلا حنان، وعادت الحياة، وداعا إلى الأبد، رحلة الأيام، عالم عيال عيال، شلة الأنس، مراهقة من الأرياف، المنحرفون، أنا لا عاقلة ولا مجنونة، العيال الطيبين، حب على شاطئ ميامي، شوق، الحساب يا مدموازيل، ليتني ما عرفت الحب (1976)، سونيا والمجنون، فتاة تبحث عن الحب، 13 كدبة وكدبة، الأبطال يولدون مرتين، الشياطين (1977)، الصعود إلى الهاوية، المرأة الأخرى، ليلة لا تنسى، شهادة مجنون، شفاه لا تعرف الكذب، بنت غير كل البنات، أسياد وعبيد، مكالمة بعد منتصف الليل، أحلى أيام العمر، وادي الذكريات، أهلا يا كابتن، ضاع العم يا ولدي، أيام العمر معدودة (1978)، لا يا أمي، الملاعين، خائفة من شيء ما (1979)، شعبان تحت الصفر، الباطنية (1980)، أشياء ضد القانون ، اعتداء، وضاع حبي هناك، سواق الأتوبيس (1982)، وذلك بالإضافة إلى فيلمي خريف امرأة، النشالة.
وتجدر الإشارة إلى تعاونه - من خلال مجموعة الأفلام السابق ذكرها - مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: محمد كريم، أحمد بدرخان، السيد بدير، نيازي مصطفى، عبد القادر التلمساني، كامل التلمساني، صلاح أبو سيف، محمد عبد الجواد، هنري بركات، حسن عبد الوهاب، عمر جميعي، أحمد كامل مرسي، فريت شينو، أندرو مارتون، إبراهيم عز الدين، جمال مدكور، عز الدين ذو الفقار، أحمد ضياء الدين، إبراهيم عمارة، يوسف شاهين، كمال الشيخ، فطين عبد الوهاب، عاطف سالم، حلمي رفلة، حسن الإمام، حسين فوزي، السيد زيادة، حسن الصيفي، رمسيس نجيب، كمال عطية، محمود ذو الفقار، عباس كامل، محمد كامل حسن المحامي، رضا ميسر، حسن رضا، حسام الدين مصطفى، محمود إسماعيل، ألبير نجيب، حسن رمزي، عبد الرحمن شريف، سعد عرفة، سيف الدين شوكت، عيسى كرامة، نجدي حافظ، زهير بكير، بهاء الدين شرف، حسين حلمي المهندس، محمد سلمان، حلمي حليم، سيد طنطاوي، سيف الدين شوكت، محمود فريد، حسين كمال، علي رضا، نادر جلال، محمد عبد العزيز، أشرف فهمي، علي بدرخان، سعيد مرزوق، أحمد فؤاد، علي عبد الخالق، محمد راضي، عاطف الطيب، أحمد يحيى، يحيى العلمي، إسماعيل القاضي، عدلي خليل، عبد الرحمن كيخيا، أنور الشناوي، صلاح ذهني، حسن يوسف، طلعت علام، كمال صلاح الدين، أحمد ياسين، تيسير عبود، ناصر حسين.
ويمكن من خلال مجموعة الأفلام السابقة أن نرصد مشاركته البطولة لعدد كبير من نجمات السينما وفي مقدمتهن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي شاركها البطولة فى تسعة عشر فيلما، وذلك بدءا من فيلم ست البيت عام 1949، ثم أنا الماضى، أشكى لمين، وداعا ياغرامى (1951)، المنزل رقم 13 (1952)، بعد الوداع، حب فى الظلام، عبيد المال (1953)، أثار فى الرمال  ، موعد مع السعادة (1954)، الله معنا (1955)، موعد غرام (1956)، لن أبكى أبدا، لا أنام (1957)، حتى نلتقى، الزوجة العذراء (1958)، بين الأطلال (1959)، لا تطفئ الشمس (1961)، الخيط الرفيع (1971).
جدير بالذكر أن المساهمات السينمائية للفنان القدير عماد حمدي لم تقتصر على مجال التمثيل بل ساهم أيضا - من خلال شركة الإنتاج التي قام بتأسيسها - في إثراء السينما العربية بإنتاج أربعة أفلام وهم: ليلة من عمري (عام 1954)، وشاطئ الذكريات (عام 1955)  للفنانة شادية، وخان الخليلي (عام 1966) من إخراج عاطف سالم، بمبة كشر (عام 1974) من إخراج حسن الإمام للفنانة ناية الجندي.
ثانيا - مشاركاته بالدراما التليفزيونية:
نجح الفنان عماد حمدي في وضع بصمة مميزة له أيضا بالدراما التليفزيونية، وذلك على كل من المستويين الكمي والكيفي، خاصة بعدما وفق في تقديم عدة شخصيات انسانية متنوعة. وتضم قائمة أعماله التليفزيونية المسلسلات التالية: أيام العمر، الحب الضائع، المملوك الشارد، الوسادة الخالية، ما وراء القضبان، قصة وعشر مؤلفين، أين عمري، الحائرة، لعبة الرجال، أبدا لن أموت، رزق العيال، الشاطئ المهجور، النمس، سليمان الحلبي، أم العروسة، بعد الغروب، لقيطة، عنترة، إلا الدمعة الحزينة، في مهب الريح، عيلة الدوغري، من الجاني، الوليمة، الحصاد المر.
هذا وتضم قائمة أعماله التليفزيونية كذلك مجموعة كبيرة من التمثيليات والسهرات التليفزيونية ومن بينها على سبيل المثال: السهرة التليفزيونية: الوهم.
ثالثا - إسهاماته الإذاعية:
شارك الفنان عماد حمدي بصوته المميز وأدائه الرصين في أداء بعض الشخصيات الدرامية المتميزة في عدد كبير نسبيا من المسلسلات الدرامية والتمثيليات والسهرات الإذاعية، خاصة وأنه يجيد التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس مهارته في التمثيل باللهجة العامية، ولكن للأسف يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير على مدار مايزيد عن ثلاثين عاما، وذلك نظرا لأننا نفتقد وللأسف الشديد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية. هذا وتضم قائمة الأعمال الإذاعية التي شارك بها المسلسلات التالية: السارق، ابتسمت الدموع، من أنا؟، ابنة الطريد، نص دستة عيال، أم العروسة، صابرين، أرجوك لا تفهمني بسرعة.
رابعا - إسهاماته المسرحية:
بالرغم من تألقه السينمائي الكبير إلا أن أضواء المسرح قد نجحت في اجتذاب الفنان عماد حمدي للمشاركة ببطولة بعض العروض المسرحية الجماهيرية. ويجب التنويه إلى أن بداياته المسرحية كانت مع بدايات فرق “مسارح التليفزيون” وبالتحديد من خلال فرقة “المسرح الحديث” عام 1962.
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا للتتابع التاريخي مع مراعاة إختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج بكل منها كما يلي:
1- فرق “مسارح الدولة”:
- “المسرح الحديث”: خان الخليلي (1962)، الرجل والطريق، خطيئة حواء (1963).
- “المسرح الكوميدي”: الراجل إللي قال لأ (1970).
- “مسرح الحكيم”: شاهين ما مات (1971).
2- فرق “القطاع الخاص”:
- “تحية كاريوكا”: أم العروسة (1969).
- “المسرح الساخر” (نجوى سالم): موزة وثلاث سكاكين (1970).
- مسرحيات مصورة: كله عايز من كله.
وجدير بالذكر أنه قد تعاون - من خلال مجموعة المسرحيات التي شارك في بطولتها - مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: كمال يس، جلال الشرقاوي، حسين كمال، محمود شريف، فايز حلاوة، السيد راضي، أحمد طنطاوي.
كما يذكر مشاركته لنخبة من نجوم المسرح في بطولة تلك المسرحيات، وفي مقدمتهم الأساتذة: عقيلة راتب، تحية كاريوكا، نجوى سالم، آمال زايد، جمالات زايد، ناهد سمير، سميرة محسن، نوال أبو الفتوح، نادية الجندي، أحمد علام، صلاح قابيل، محمد نجم، بدر الدين جمجوم، أنور إسماعيل، حسن حسني، حسن عابدين، محمود أبو زيد، مجدي وهبة، عادل بدر الدين، محمد الشويحي، وحيد عزت، محمود العراقي.
- حياته الشخصية:
سجلت الكاتبة الفنية إيريس نظمي قصة حياته في كتاب بعنوان: “مذكرات عماد حمدي أشهر فتى شاشة”. وقد جاء فيها أنه قد تزوج أربعة مرات، الأولى من الراقصة حورية محمد ، والثانية من الفنانة فتحية شريف والتي أنجب منها ابنه نادر، ثم المرة الثالثة من النجمة الكبيرة شادية وهي من أسعد فترات حياته انسانيا وفنيا، والرابعة والأخيرة من الوجه الجديد آنذاك نادية الجندي، والتي استمر معها ثلاثة عشر عاما، وأنجب خلالها ابنه الثاني هشام.
كان للفنان عماد حمدي شقيق توأم يشبهه تماما اسمه: عبد الرحمن حمدي. وقد توفى توأمه قبله بثلاثة سنوات مما أثر على نفسيته تأثيرا كبيرا، حيث أصابه مرض الإكتئاب النفسي، وترتب على ذلك عزلته في بيته حتى تدهورت حالته الصحية، خاصة وقد كان قبلها بسنوات قام بطلاق الفنانة نادية الجندي بعدما خسر كل ثروته، بعدما كتب لها شقة الزمالك، وأنتج لها - باسمها - فيلم “بمبة كشر (عام 1974 أي قبل وفاته بعشر سنوات). وبعد طلاقه الأخير عاد ليعيش مع زوجته الأولى وابنه الأكبر المخرج السينمائي نادر حمدي، وقد تأثر كثيرا بعد ذلك برحيلها (قبل وفاته بـ9 شهور)، ففقد الشهية للطعام والرغبة في الحياة خاصة مع حرمانه من متعة القراءة أو حتى مشاهدة التليفزيون بسبب فقدانه لبصره.
- التكريم والجوائز:
كان من المنطقي أن يحوز هذا الفنان الكبير خلال حياته الفنية الحافلة ببعض مظاهر التكريم وأيضا بأكثر من جائزة - بخلاف إعجاب وتقدير الجمهور له - ومن أهمها: حصوله على وسام الفنون والأداب من الدرجة الأولى وتسلمه من الزعيم جمال عبدالناصر ، وكذلك على وسام الفنون والعلوم من الدرجة الاولى في عهد الرئيس محمد أنور السادات.
- حصد جائزة أفضل ممثل في الدورة الأولى من “مهرجان القاهرة السينمائي” عام 1976، وذلك عن دوره في فيلم “المذنبون” إخراج سعيد مرزوق. كذلك نال عدد من الجوائز والتكريمات عن أدواره في أفلام: أم العروسة، ثرثرة فوق النيل.
- تضم قائمة الجوائز جائزة خاصة ظل يعتز بها بالرغم من عدم حصوله عليها من مهرجان أو مؤسسة فنية، وهذه الجائزة هي الخطاب الذي أرسله له الزعيم جمال عبد الناصر ليعبر له- دون أسرة الفيلم - عن شكره وإعجابه بفيلم “الله معنا”، وكان هذا الفيلم الذي عرض عام 1955 هو أول فيلم يتناول أحداث ثورة يوليو 1952 بشكل مباشر، وقد جسد الفنان عماد حمدي من خلاله شخصية الرئيس جمال عبد الناصر كأحد أبرز قيادات ثورة يوليو، مما جعل الفيلم ثقلا فنيا في المساهمة بنشر مبادئ الثورة وتعريف الناس بأهميتها.
- تم اختيار أربعة عشر فيلما من مجموعة الأفلام المهمة التي شارك ببطولتها ضمن قائمة أفضل مئة فيلم باستفتاء الجمهور والنقاد الذي أجري عام 1996، وهي طبقا لترتيبها بالقائمة: سواق الأتوبيس (8)، أم العروسة (17)، ميرامار (28)، السوق السوداء (34)، حياة أو موت (38)، الكرنك (39)، ثرثرة فوق النيل (48)، المذنبون (64)، بين الأطلال (73)، وا إسلاماه (87)، أبي فوق الشجرة (88)، المنزل رقم 13 (92)، الخطايا (93)، الرجل الذي فقد ظله (98).
رحم الله هذا الفنان القدير صاحب الأداء الرصين الذي أمتعنا بأدواره المتنوعة بجميع القنوات الفنية على مدى أكثر من أربعين عاما، كان خلالها رمزا من رموز قوتنا الناعمة ومثالا مشرفا وقدوة طيبة للفنان المصري الملتزم بالقيم النبيلة السامية، والحريص كل الحرص على دقة اختياراته الفنية. ويكفي أن نسجل له عدم مشاركته - طوال مسيرته الفنية - إلا بتلك الأعمال القيمة رفيعة المستوى التي تتناول وتعالج القضايا الإجتماعية المهمة. حقا أنه فنان قدير يمتلك أدواته الفنية بجدارة ويعي دوره التنويري جيدا، ويكفي أن نذكر له تفرده في إجادة أداء بعض الأدوار التراجيدية بنفس درجة إجادته وتألقه في أداء بعض الأدوار الكوميدية، وفي هذا الصدد يجب التنويه إلى أن نجاحه المبكر جدا في وضع بصمته الفنية - وبالتحديد من خلال مشاركاته السينمائية - قد أهله لحفر مكانة خاصة له في قلوبنا وذاكرتنا بموهبته المؤكدة وأدائه الرصين وأدواره المتنوعة وحرصه الدائم على تقاليد المهنة والتمثيل المشرف للفنان العربي.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏