المسرحيون ينعون إبراهيم الفوي

المسرحيون ينعون إبراهيم الفوي

العدد 639 صدر بتاريخ 25نوفمبر2019

تبع خبر رحيل جسد الفنان الكبير إبراهيم الفوي عن عمر يناهز سبعين عاما ردود فعل حزينة لرحيل أحد مبدعي المسرح المصري والذين لهم تاريخ حافل، رحل مشاغب خشبة المسرح الذي عمل مخرجا ومصمما للديكور والإضاءة والملابس والذي كسر القيود الوظيفية كمدرس بمعهد الفنون المسرحية ليكون اكثر حرية في تقديم ما يريد من أحلامه فوق كل مساحة فارغة وجدها ايا كانت حديقة عامة بقصر الثقافة أو خشبة مسرح الزعيم عادل إمام  او مسارح الدولة كافة ليترك لنا بصمات متعددة لفن المسرح، يذكرها محبوه، بكل  حزن وفخر
وحسب سيرته الذاتية المختصرة جدا والتي كتبها بنفسه ضمن معرض السينوغرافيين ولد عام 1949 وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الديكور عام 1982، وحصل على درجة الماجستير عام 1993
ومن أهم أعماله إضاءة مسرحية الزعيم للنجم عادل إمام، تصميم الإضاءة والملابس لمسرحية كعب عالي، تصميم الإضاءة والديكور والملابس لمسرحية سنوحي، وإضاءة وديكور وملابس لمسرحية عيد الميلاد، دستور يا أسيادنا، بودي جارد، السفيرة عزيزة وغيرها من الأعمال المتميزة التى كان آخرها مسرحية «سحر الأحلام» علي مسرح البالون ومسرحية «إهتزاز» التى تعرض حاليا على مسرح مركز الهناجر للفنون ومن مشاركاته الدولية كوردينالي براغ عامي 1983 و1997، وتصميم سينوغرافيا مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عامي 1996 و1997.
  وداع رسمي
نعي المخرج خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، وجميع العاملين بالقطاع، ببالغ الحزن والأسى المخرج والأكاديمي ومصمم السينوجرافيا الدكتور إبراهيم الفوي، الذي  رحل عن عالمنا اليوم، بعد رحلة عطاء من الإبداعات الفنية المشرفة فى العديد من العروض المسرحية.
كما نعاه البيت الفني للمسرح ممثلا في رئيس البيت الفنان إسماعيل ومختار وجميع العاملين ببالغ الحزن والأسى واصفين إياه بـالمخرج والأكاديمي ومصمم السينوجرافيا الكبير الدكتور إبراهيم الفوي، والذي وافته المنية، بعد حياة حافلة بالعروض المسرحية المميزة والتجارب النوعية التي أثرت مكتبة المسرح بالعديد والعديد من الإبداعات، أسكنه الله فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
ونعاه الكاتب سعيد حجاج بقصيدة وداع رقيقة قال فيها
مع السلامة يا إبراهيم الفوى
مين اللى فاضل م الحبايب
لأجل تتعلق ف روحه
وقت الطوفان مايهل؟
مين اللى قلبه هاينجدك
م الغرق ف الحزن والتوهة
وقت الحنين مايقل؟
الكل قابل ربنا بالحضن
وانت الوحيد الباقى
عريان من الرغبات
زاهد كما الأنبيا
ساقيك زمانك خل
مفيد عاشور : صديق العمر يا أرق من عرفت ولم تحظ بالمكانة التي تليق بك
نعى الفنان القدير مفيد عاشور الراحل إبراهيم الفوي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بقوله :
«د. إبراهيم الفوى وداعا يا صديق العمر، ياأرق من عرفت، كنت واحدا من كبار المبدعين، رحلت ولم تحظَ بالمكانة التى تليق بإبداعك كمهندس ديكور وسينوجرافيا، وواحد من مصممى الأضاءة المبدعين، ومخرجا له تجارب مسرحية هامه ومميزه، رحمك الله يا إبراهيم وغفر لك وأسكنك فسيح جناته، نسألكم الفاتحه على روحه الطاهرة.»

محمود البزاوي: رحيل الجندي المجهول
وصف الفنان القدير محمود البزاوي الراحل إبراهيم الفوي بالفان العبقري وبأنه الجندي المجهول وراء أعمال كثيرة من بينها مسرحية الزعيم للنجم عادل إمام، طالبا الدعاء له كاستاذ وفنان كبير .

منال إبراهيم: أبدعت وأنت مبتسم وطيب القلب
عبرت الفنانة منال إبراهيم عن حزن شديد في وداع الراحل إبراهيم الفوي واصفة حاله كحال كل فناني المسرح، الذين يعملون لموهبتهم فقط دون أية أشياء أخرى والذين يذهبون طي النسيان رغم مواهبهم الكبيرة وإبداعاتهم التي تحفر في ذاكرة مشاهديها، واصفة إياه بالمبدع أثناء إخراجه بالجامعة وكمصمم إضاءة وديكور وملابس،.
وأنهت رثاءها له بوصفه بالإنسان طيب القلب الذي لا تفارقه ابتسامته أغلب الأوقات.
طارق الدويري: الفوي مفكر وفنان
طارق الدويرى: كان أولى لقاءات الفنية بالراحل إبراهيم الفو فى عام 93 فى عمل مسرحى للجامعة من تأليف أوسكار وايلد وكان العرض تجربة ثرية، فهو فنان رائع ومفكر يمتلك أدواته للتعبير عن الدراما المسرحية صورة وخيال وإبتكار
وأذكر تجربة هامة قدمها للمسرح القومى لمخرج روسى وصمم إضاءة هذا العرض وكان بطولة الفنان أحمد فؤاد سليم وكان عملا متميزا، الفو كما هو متعارف عليه هو صديق صدوق للجميع وكنا دائما فى الجامعة نناقشه وكان يمتلك خيالا واسعا يمتاز بأنه يقدم مسرحا خارج الأطر التقليدية ويقدم صورة مختلفة بالإضاءة  فقد كان سابقا لعصره متجاوزا للكثير من المخرجين فى هذة الفترة فقد كان يقدم مسرح ما بعد الحداثة وقد تعملنا منه الكثير.
فادي فوكيه: يعمل بحب وإجتهاد كبير
مصمم الديكور فادى فوكيه: جمعنى بالراحل إبراهيم الفو عرض «إهتزاز» وهى آخر تجربة قدمها قبل وفاته،وكان يعمل بحب واجتهاد كبير.
فهو عاشق لفنه ولمهنته وهو إنسان وفنان وعلاقته طيبة بجميع زملائه وعلى المستوى المهنى فقد تميز بأنه من مصممين الديكور القلائل الذين يجيدون تصمم إضاءة بجانب أنه مصمم ديكور متميز، وللأسف الشديد لم يجمعنى بالراحل إبراهيم الفو سوى تجربة «إهتزاز» والحقيقة أنه لم ينال حقه من التقدير بإعتباره مصمم ديكور متميز وهناك ضرورة لعمل معرض كبير يضم أعماله تقديرا لمشواره الفنى.

محمد فوزي: جيل الرواد
محمد فوزى: كان الراحل من جيل العظماء والمبدعين الذين تعلمنا منهم الكثير فهو فنان تشكيلي وسينوغرافر له صورة بصرية متميزة.
لها معادل درامى نفتقده فى الوقت الحالى كما أن له رؤية درامية لرؤية الديكور لم يسبق لى التعاون معه فى عمل فنى ولكنى تعاونت مع نجله الموسيقار وجدى الفو ومنذ بداية التسعينيات دعم العديد من التجارب الشبابية التى أصبحت بعد ذلك أجيال هامة من المخرجين ومصممى الديكور وقد تعلمنا من أعماله التى تعد بمثابة إرشادات للصورة البصرية على مستوى الديكور والإضاءة .

حسن الوزير
إبراهيم الفوى: من أهم الفنانين السينوغرافيا المصريين، ولقد قمنا بعروض مسرحية من بداية التسعينات، وإبراهيم قدم مع ما يقارب ال 6 أو 7 عروض مسرحية منها عرض من أهم عروضى قدم عام 95م وهو (أرض لا تنبت الزهور)؛ ميزة إبراهيم الفوى أنه فنان تشكيلى فى الأصل فكان يشاهد الديكور على خشبة المسرح بعين الفنان التشكيلى بالإضافة على أنه كان متفق معى على شىء هام فى المسرح وهى (اقتحام المجهول) بحيث أى ديكور أوضاءة كلاسيكية استخدمت من قبل لا نقوم بها بل نقتحم المجهول ونخرج بشىء رائع لم يسبق عرضه من قبل .
إبراهيم فنان كبير أشتغل فى المسرح والسينما والتليفزيون، وبعد كل هذا الجهد الكبير لم يأخذ حقة كفنان، فأنا عشت مع إبراهيم كافة تفاصيل حياته ومن هنا أقل بأن إبراهيم لم يأخذ حقه لأنه تعرض للتجاهل وهذا الشىء موجود فى واقعنا بكثرة، وليس فقط إبراهيم الفوى هو من تعرض له بل يتعرض له الكثير من الفنانين العظماء فأرجو أن ننتبه لهذه الإشكالية التى تساهم فى اندثار الكثير من الفنانين العظماء واندثار علمهم دون تعلمه مرة آخرى.

د. نبيل الحلوجي
من يناير عام 1949م حتى نوفمبر 2019 رحلة الفنان المبدع كبير المثقفين وصاحب رؤية، هو حضرة الأستاذ «إبراهيم الفوى» عاش طيلة حياته مكافحاً متفتحاً ؛ خطط ليكون مسرحياً من الطراز الجديد، فأنهى دراسته للعلوم الإدارية، ثم كسبه الإبداع ونصره فى كل لفتة، فقرر أن يدرس أعقد أنواع الفنون الأدائية وهى تصميم المناظر والإضاءة بالمعهد العالى للفنون المسرحية ليكون الطريق الجلى الذى سيسلكه، وفى كل لحظة كانت تتبلور موهبته الاستثنائية، بحيث أصبح أستاذاً فى موهبته؛ «إبراهيم الفوى» خاض مسيرة التعلم وتوج جهده ليصبح معلماً مع دارسات عليا وماجستير وعطاء إبداعى متدفق، فهو تشكيلى مع قدراته على صياغة رؤى بصرية جعلاً من الإضاءة معزوفته فيبهر بها كل من شاهدها،ومصمم رؤى تشكيلية بتفرد مخرج ومثقف ومبدع بدرجة بطل .
وكانت رحلة حياته مليئة بالجهد والجهاد من أجل تحقيق الذات، وأذكر منذ شهرين ذهبت له لأشاهد المراحل الأخيرة لآخر أعماله بالمسرح البالون، وجلسنا نتناقش فهمس فى أذنى بأنه سوف يغيب لساعتين ليس أكثر وكان فى قمة الأناقة، فابتسمت وطلبت منه أن لا يعود الليلة وحاولت أن يكلفنى بما يريد أن ينجزه وأقوم أنا به، ولكنه أصر أن أنتظره وحاولت إثناءه لأن الحدث جداً ولا يليق بأن تكون ليلة عمل ولكنه عاد بالفعل بعد أن حضر ساعيتن من زفاف ابنته، هذا هو الإنسان الذى كان دؤب على الإنجاز رغم خروجه من العناية المركزة بفترة وجيزة، وكان لابد أن يراعى ظروفه الصحية، هذا هو الأستاذ الذى كنت تلميذه حين كان مدرساً مساعداً، والأن نقول بأننا خسرنا فارساً يستحق الاحتفاء به حتى وإن أصبح فى معية أخرى، وهذا التقدير لما أثرى به الثقافة البصرية و الرؤى الإبداعية المعاصرة

د. صبحي السيد
إبراهيم الفوى فنان من الطراز الفريد، أستطيع أن أطلق علية عبارة ( رجل المسرح ) بمعنى الكلمة؛ فقد تألق فى دروبه وعاش عاشقاً للمسرح يضيف لمساته الساحرة فراغ المسرح، ذلك الرجل تميز بخياله الخصب وأفكاره الإبداعية الذى كانت غاية فى الرشاقة والقوة فى التعبير والتأثير،وهو من القلة الذين يمتلكون وجداناً شاعرياً بالألوان التى كانت تذوب بين أنامله الرقيقة فيصنع المتعة البصرية من مفردات عصرية، كان يمتلك الدهشة دائماً وكثيراً ما تفوق خياله على الواقع حتى تظن بأنه من عالم آخر؛ كانت تجرى فرشاته سريعاً لتقطف وهج المشاعر والأحاسيس؛ كان يصل إلى صيغة الإبداعية فى براعة المتمكن من أدواته دون تكلف أو ملل، وكان ذلك عملاً بالديكور والإضاءة والملابس يربط بينهم نسيجاً خاص به ولبراعته فى دمج هذه العناصر العمل الإخراجى المسرحى ليخرج كل طاقته الإبداعية .
ذلك الرجل يمتلك طريقة خاصة لدمج رائحة الفن وصياغة الإبداع ليخرج من هذه المعادلة عملاً رقيقاً رائعاً، «إبراهيم الفوى» قضى كثيراً من عمره مغرداً بالألوان ومعبراً بالإضاءات التعبيرية لكثير من العروض، كان يعمل فى حميمة وود تعكس كثيراً من جوانبه الشخصية المرهفة الحس ؛ كان محباً للجمال وعاشقاً للحياة .

‎جمال أبو الفتوح‎: حزن عميق
حزن عميق على فراق صديق العمر الفنان الدكتور ابراهيم الفوى ابن منطقتى السيدة زينب .. وهو مهندس ديكور. وأستاذ فى معهد الفنون المسرحية وله بصمة قويه فى تصميم الديكور والإضاءة وكذلك فى الاعداد والإخراج المسرحى إضافة إلى أنه كان فنانا تشكيليا عبقريا وبرع فى فن البورتريه وكان يصبو دائما إلى الفن الراقى والثقافة الرفيعة وكان يحلم بتكوين فرقة مسرحية تعيد للمسرح الجاد مجده.
و بعيدا عن كل ذلك كان إبراهيم إنسانا رقيقا حلو المعشر تأنس بمجلسه و تعشق التحاور معه وتهنأ بتواضعه الجم رغم علمه وفنه الكبير. رحم الله صديقى المفضل ابراهيم الفوى وبارك الله فى نجليه وجدى ووجود ومنح تلامذته وعشاق فنه ومحبيه الصبر والسلوان.


رنا رأفت- شيماء سعيد