«ظل الحكايات» مرآة تعكس توترات وضغوطات حياتنا

«ظل الحكايات» مرآة تعكس توترات وضغوطات حياتنا

العدد 637 صدر بتاريخ 11نوفمبر2019

 يقوم المخرج "عادل بركات " بعمل البروفات النهائية لعرض (ظل الحكايات ) على خشبة مسرح الغد ، والمسرحية من تأليف وأشعار" إبراهيم الحسينى" ,وإخراج "عادل بركات" , ديكور وملابس "محمد فتحى" موسيقى وألحان د. صلاح مصطفى، و بطولة مشتركة بين رامى الطنبارى ومحمود الزيات وعبير الطوخى وخالد خيرى ،والادوار الثانوية أسامة جميل ومحمود خلفاوى وغادة صفوت ؛

قال المخرج عادل بركات ظل الحكايات تجسد حياة إنسان بائس يشعر بعدم تحقيق الذات ،ويحاول فك لغز تعقيدات الحياة المتوترة التى يعيشها ؛ وهنا يطرح العرض عدة تساؤلات هل هذا التقصير أو العجز الذى يشعر به نتيجة قصور فى ذاته كإنسان وتحميل الظروف العائق الأكبر فى هذه الحياة ؟ أم هناك جزء كبير يعود على الإنسان الذى استسلم ؟ وهل الحياة ملغزة بالفعل ؟ أم أنها بسيطة ؟ والإنسان هو الذى يحاول تعقيدها أمام نفسه ؟ ،ثم يلجأ هذا الإنسان للأحلام ( الكوابيس) ، هل يحاول عالم التوهمات والكوابيس الذى يعيشه البطل فى فك لغز حياته أم يضلله ؟

وتابع بركات :العرض هنا يجيب على هذه الأسئلة ويقول هناك جزء كبير يقع على الإنسان واستسلامه لظروف الحياة وأهمل فى فك لغز حياته البائسة، ويحاول ملحن العرض د. صلاح مصطفى فى تجسيده على الخشبة وأوضح بركات : هذا الحكايات رؤية رائعة من المؤلف إبراهيم الحسيني ، ويستعرض المؤلف لنا أن حياتنا جميعاً حكايات وألغاز يجب علينا حلها أو حل معظمها ، متمنيا أن ينال العرض إعجاب الجمهور وينقل للجمهور صورة واضحة وصادقة عن معاناة هذا الإنسان ومحاولاته لفهم لغز حياته ومن الممكن أن يكون العرض مرأة حياتنا اليومية 

ويضيف الفنان رامى الطنبارى بطل العرض : أقدم دور منصور ، الذى يعبر عن شريحة كبيرة من البشر ، وهو رسام مرهف وحياته متوترة كثيراً ومشوش عقلياً يحاول دائماً الهروب من الحياة الواقعية إلى حياة االأحلام والكوابيس ، ولذلك يتأثر بشكل مباشر بكل الأحداث التى تحيط به ، ويقابل أثناء رحلته وهو على رصيف محطة القطار شخصيات كثيرة تظهر له فى كابوسه، وهذه الشخصيات ليست نمطية مطلقاً ويمكن أن تكون شخصيات حقيقية تعيش معه أو شخصيات اصطنعها البطل فى إحدى كوابيسه ،ويحاول دائماً البطل تحميل الظروف فشله فى الحياة .

يوضح الفنان محمود الزيات بطل العرض : أقوم بعدة شخصيات فى العرض منها دور العجوز ودور حفار القبور ودور ذو اللحية ودور ملاحظ العدالة ، وكنت حريص دائماً على تقديم كل دور مختلف عن الدور الأخر ، وساعدني المخرج عادل بركات على ذلك من خلال ملاحظاته المستمرة، حيث تدربت على الفصل بين حالات الأدوار المختلفة، ،ظل الحكايات مسرحية ذات طبيعة خاصة ، تتحدث عن الأحلام والكوابيس التى يعجز الإنسان على تحملها ، وإحدى الشخصيات الذى أقدمها تمثل إحدى عوائق الحياة أمام منصور بطل العرض .

وتقول الفنانة عبير الطوخى بطلة العرض : أقدم شخصيتين فى عرض ظل الحكايات وهما شخصية سلمى وشخصية ليل ، ولم تواجهني صعوبة في التمثيل باللغة العربية الفصحى ولكن اختصرت الصعاب أمامى فى طريقة تطويعها لمشاعر الشخصيات ، وكيف أجسد شخصيات غير حقيقية و موجودة فى خيال البطل .

يشير الفنان خالد خيرى بطل العرض : أقوم بشخصية سالم ،هو صانع الحكايات المسرحية ولكن ليس هو من يمتلك تلك الحكايات ،وكل حكاية من العرض لها طبيعتها الخاصة ،سالم ليس راوياً للعرض بل هو من يصنع الحكايات التى تعوق حياة بطل العرض منصور وتضعه فى توتر وحيرة كبيرة وفى نهاية العرض يقرر منصور التغلب على هذه الأوهام ويقرر حل كافة الألغاز التى بداخل حياته .

ويقول مؤلف العرض " إبراهيم الحسينى ": ظل الحكايات هى مجموعة حكايات متعددة ، لم يكن إهتمامى هو سرد الحكاية بل كان إبراز المعنى الكامن داخل كل حكاية ،بحيث أن معظم الحكاية مأخوذة من حكايات واقعية وإذا حاولنا أن نجسد هذه الحكايات فى فيلم سينمائى أو مسلسل تليفزيونى لن يصدقها الجمهور، ففكرت فى وضع تلك الحكايات فى عرض مسرحى يعرضها بشكل متناسق مع طبيعة جمهوره ؛ وكان محور كل هذه الحكايات بطل العرض الذى كان يتنقل بين كل حكاية وأخرى ،وكل حكاية تختلف عن الأخرى ، ليظهر بطل العرض فى صورة بطل شعبى ،الذى كان دائماً يسأل نفسه "هل أنا عايش بالفعل ؟أم أنا ميت؟ ولو أنا ميت هل يحلم الميت بأحلام طويلة جداً ويتعايش معها مجدداً ؟؟؟ ،أم أنا فى منطقة بين الحياة والموت؟؟ " تابع الحسينى : هذا النص موجود فى مسرح الغد منذ سنتين ماضيتين وأخيراً قرر المخرج عادل بركات خروج هذا النص للنور ،وأنا متفائل بالمخرج عادل بركات أشعر بأنه سوف بقدم هذا العرض بطريقة رائعة خاصة بعد اختياره لفريق عمل من الممثلين الموهوبين و الرائعين .


محمود عبدالعزيز- شيماءسعيد