سندريلا المصرية والبحث في كنوز الفراعنة

سندريلا المصرية والبحث في كنوز الفراعنة

العدد 619 صدر بتاريخ 8يوليو2019

منذ أن تولي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة مصر، كان من أهم خططه الارتقاء بالمواطن المصري، ومن بين المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك أصدرت معالي الدكتورة ايناس عبد الدايم وزير الثقافة لكل قطاعات الوزارة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، ففي نشاط المسرح انشاء البيت الفني للمسرح فرقة الشمس لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنشاءت الهيئة العامة لقصور الثقافة إدارة التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة .
تحت رعاية الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، يقدم قصر ثقافة منشأة ناصر، العرض المسرحي سندريلا المصرية، عن رادوبي الجميلة من تأليف ( أحمد زحام ) وقصة سندريلا تعتبر من أشهر الشخصيات الخيالية في عالم قصص الاطفال، وقد تم تناولها في الكثير من الاعمال في الوسائط الفنية المتعددة . اعتبر الكثير من الناس أن قصة سندريلا هي فقط قصة من الادب الغربي، لكن الحقيقة أن العديد من دول العالم بها سندريلا، لكنها مكتوبة بشكل مختلف، ويقال أن أول حكاية عن سندريلا كانت من الصين .وسندريلا الاصل من مصر، فهي مستوحاة من قصة رادوبي الموجودة على ورقة بردي من عصر الفراعنة اكتشفها ( شتير بيتي ) وموجودة حاليا في متحف مانشستر في بريطانيا وكتب عنها سليم حسن في موسوعته عن مصر القديمة . وعن العرض المسرحي فالحكاية عن فرقة مسرحية بها اصحاء وذوي القدرات الخاصة تختار حكاية رادوبي لتقديمها علي المسرح، يقوم ( هادي جلال ) هادي بدور (الراوي ) وتبدأ الحكاية بمشهد رادوبي ( حنين جلال ) واخواتها من الاب (سلمي هشام – تحب الاكل ) و( أية محمد – تحب الاهتمام بنفسها والنظر في المرايا )، وتعمل رادوبي خادمة لهم، يثور باقي فريق العمل ويرفعون يفط مكتوب عليها ( أنا ليا روح – أنا ليا عقل – أنا فرد مش ناقص امل – ملطوعين نستناك يادور – احنا دورنا مش حاجة م الديكور – أنا ليا قلب – أنا جاي اشارك انا زي زيك في الطموح – احنا فين من الحكاية دي بقي ؟ وجودنا مش بس في الصور ).
يعاد المشهد مرة أخري تشخيص أصحاب الأمل ذوي القدرات رادوبي ( فاطمة مجدي – إعاقة بصرية ) والاختين ( إعاقة ذهنية ) ( ياسمين عمر – تحب الاكل، فاطمة طاهر – تحب الاهتمام بنفسها والنظر في المرايا )،يظهر التاجر (محمد حمزة – سنفرو) والد رادوبي ومعه زوجته ( شيرين عطوة – إعاقة حركية وقزم ) ) لتعويض رادوبي عن فقدها لامها ولكن هذه الزوجة تعاملها على أنها خادمة . يظهر أصدقاء رادوبي ( صلاح محمد – النسر، ملك محمد – القطة، يوسف عبد الحكيم – مفتاح الحياة، نورهان جمال – زهرة اللوتس، محمد سامي – الهارب، عبد الرحمن خالد – سلة المهملات ) وتشكو لهم قسوة زوجة أبيها وغياب والدها فيبلغوها بأن الحياة “زعل وفرح، وتعب وراحة “، ويقرروا مساعدتها . يستكمل هادي الحكاية، ويقول إن الفرعون يريد زواج ابنه الامير ( يوسف طارق)، ولذلك قرر عمل حفلة، مدعوا فيها كل بنات اهل منف ليختار الاميرمن بينهم زوجتة . يظهر النسرصديق رادوبي مع الامير ويقول له حزين ولديك المال والجاه والسلطان فيبلغه الامير أن السعادة في راحة البال واختيار شريكة الحياة شيئ صعب فيلمح له النسر على أن شريكا حياتة ستكون رادوبي . يرسل الفرعون دعوة التاجر سنفرو للحضور ولكن زوجته تقرر بأن تذهب بناتها للحفل وتجلس رادوبي لحراسة المنزل لأنها ليست ابتنها وكذلك يخشي بناتها أن يختار الأمير رادوبي لأنها اجمل منهم . يظهر أصدقاء رادوبي لمواساتها والجلوس معها وتقوم رادوبي باحضار الصندوق الموجود به حذائها الذي أهدته لها امها ، يخطف النسر فردة الحذاء ويرميها في يد الامير . يقرر الامير الزواج من صاحبة الحذاء، ويعلن هادي أنه سيقوم بنفسه بقياس الحذاء على اقدام بنات منف ليتأكد بنفسه من صاحبة الحذاء ، يذهب الامير لمنزل التاجر سنفرو وهنا يثور هادي لأن الحكاية أوشكت على النهاية وانته جاء ليمثل فيحتكم للجمهور فيقرر الجمهور أن يمثل هادي دور الامير وينم الدمج ويعاد الطرق على باب التاجر سنفرو ويدخلامعا وعندما يطلب الامير أن تقيس رادوبي الحذاء، تخبره زوجة أبيها وبناتها انها خادمة، تخبره رادوبي انها بنت التاجر سنفروا، يدخل والدها ويؤكد كلامها، يطلب الامير من الحرس القبض على اخواتها وزوجة أبيها، لكنها ترفض وتسامحهم . كتب أحمد زيدان أشعار وأغاني العرض المسرحي أضافت للعمل وكانت جزء من نسيج العمل كما أنك تشعر أن صلاح جاهين عاد لكتابة الشعر في صورة احمد زيدان، يقول احمد زيدان “في وصفه لرادوبي، بنوتايه حلوه خالص طيبه ومطبطبه على الصغير والكبير، وفي دلاله علي براءة الأطفال تقول رادوبي، ماما راحت للسما، وكانت اغنية النهاية مصر بكنيسة ومدنا كلنا نعشق بلدنا، تدعوا على أن كلنا نسيج واحد “ . وهذا العرض يعلم التسامح وقيمة السعادة. عندما نتحدث عن ادوات المخرج لتحقيق رؤيته نجد أن الديكور ( مجدي ونس ) عبارة عن ثمانية بانوهات، مرسوم في وسطها نسر حورس وزهرة اللوتس على الأطراف،استخدمها المخرج للتشكيل في الفراغ مجمعة للدلالة على أنها ستارة مسرح، تم اجزاء منفصله، النسر دليل على منزل الفرعون، ورده على بانوه يمين وشمال لتكوين منزل رادوبي . اما الملابس فكانت بنطلون اسود وقميص أوتي شيرت أبيض، للفرقة المسرحية، وملابس ترمز للفراعنة وملابس وماسكات أصدقاء رادوبي أثناء مشاهد التمثيل، وكانت الإضاءة في حدود المتاح، وتحقق حلة الحزن، بخلط الازرق مع البنفسجي،وكانت توحي بالجو العام للعرض، أما تنفيذ خطة اضاءة مناسبة للعرض لم تتحقق لتجهيزات المكان . اما الاستعراضات ( منة فؤاد ) قام المشاركين في العرض بتنفيذ الاستعراضات ومعهم ( شهد سيد، شهد رأفت – اصحاء بالاشتراك مع مرضي داون – أحمد عبد العزيز، أحمد عبد المولي، اسلام عبد المولي، عمر حمدي، محمد سيد، نهي سيد، شهد رأفت، رقية على ) .وكانت الموسيقي والألحان ( أحمد صلاح ) مكملة للعرض واستخدمها المخرج في الانتقال بين مشهد وأخر واستخدم الآلات الوترية والايقاعية . لنا ملحوظة على هذا العرض وهي أن المخرج لم يري عرضه في مكانه الصحيح واعتبر أن كل الليالي المسرحية التي قدمت على مسرح الحديقة الثقافية لان مكان العرض الصحيح هو مسرح الغرفة أو مسرح العلبة الإيطالية.
شكرا لكل من ساهم لخروج هذا العرض للنور، وتحية لامهات أصحاب الأمل ذوي القدرات المساعدةكإدارة مسرحية، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف لاستضافته العرض


جمال الفيشاوي