بعد فوزه بجائزة الدولة التقديرية فهمي الخولي: الجائزة تاج على رأسي وأشكر كل من رشحني

بعد فوزه بجائزة الدولة التقديرية فهمي الخولي: الجائزة تاج على رأسي وأشكر كل من رشحني

العدد 619 صدر بتاريخ 8يوليو2019

سعادة كبيرة وفخر شعر به المسرحيون عند إعلان فوز المخرج الكبير فهمي الخولي بجائزة الدولة التقديرية في الفنون هذا العام. والمخرج فهمي الخولي رمز من رموز المسرح المصري، يحمل في مسيرته تاريخا مسرحيا طويلا وحافلا بل ومؤثرا في المجتمع أيضا بما قدمه من رؤى وأفكار متميزة ومتفردة جعلت منه علامة من العلامات الفارقة في المسار المسرحي. المخرج فهمي الخولي خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر دفعة 1971 الأول على الدفعة. عمل أستاذا ومحاضرا لمادتي التمثيل والإخراج في كل من المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وأقسام المسرح آداب إسكندرية وحلوان وكلية التربية جامعة حلوان.. سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة المسرح الأمريكي سنة 1987.. أخرج 103 عرض مسرحي. عين مديرا عاما للمسرح الحديث (السلام) من 1987 – 1997 ثم مديرا عاما لمسرح الغد من 1997 – 2001، كما حاز على الكثير من التكريمات والجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية، وترأس لجان التحكيم بعدد من المهرجانات الدولية والعربية. وكان لا بد لـ»مسرحنا» أن تحتفي معه بهذه الجائزة القيمة.
• ونحن نحتفل ونهنئك ونهنئ المسرحيين كلهم بهذه الجائزة الكبيرة، حدثنا عن قصة حصولك عليها..
• أنا لم أطلب الحصول على الجائزة ولكن يتم هذا الترشيح من خلال جهة معينة وقد رشحتني نقابة المهن التمثيلية برئاسة د. أشرف زكي، وبعدها شكل المجلس الأعلى لجنة لعمل قائمة قصيرة تعرض على المجلس، وكان عدد المرشحين من قبل يبلغ عشرين أو ثلاثين مرشحا في كل فرع من فروع الجائزة، فيتم تكوين لجنة فحص للترشيحات وتقوم بتصفيتهم، فالجوائز ثلاث لكل فرع، والمرشحون بعد التصفية عبارة عن ستة مرشحين يتم تقديمهم إلى المجلس الأعلى، وقد أسعدني أن كنت من ضمن القائمة القصيرة، وأشكر كبار المثقفين والمفكرين الذين وضعوني ضمنها ورأوا أنني أستحق، ثم بحث المجلس الأعلى في المرشحين الستة. وكان شرف كبير لي أن حصلت على 95 في المائة من الأصوات، وهذا نادرا ما يحدث، إلا لعدد من المرشحين الأكفاء. وهذه اللجنة الممثلة للمجلس الأعلى للثقافة ليس بها رجل مسرح، وكونهم قد أجمعوا علي بعدما اطلعوا على سيرتي الذاتية، فهذا تاج على رأسي وأشكرهم جميعا. وأشكر من رشحوني وهم مجلس إدارة النقابة وعلى رأسهم النقيب د. أشرف زكي.

• تحمل تاريخا من التكريم من جهات عدة، كيف كانت تلك المسيرة؟
• خلال 57 سنة قضيتها في المسرح، منذ تعييني في فرق التلفزيون المسرحية في 1963، وكانت تابعة لوزارة الثقافة والإعلام، وقد عينت بالمسرح الحديث الفرقة السابعة، كممثل ثم مساعد مخرج ثم مخرج، حصلت على أكثر من تكريم من عدة جهات، فمثلا اختارني مهرجان قرطاج كرئيس للجنة التحكيم في دورته الثانية، وانتخبت من خلال لجنة مكونة من 18 رجلا مسرحا عربيا وأفريقيا، بالإضافة إلى أنني رشحت أكثر من مرة للجنة تحكيم أيام الشارقة المسرحية. كما رشحت من قبل مؤسسة السينما والمسرح في بغداد أنا والأستاذ فاروق عبد القادر كي نقيم سنويا الموسم المسرحي هناك. كما رشحت مع الدكتور حمدي الجابري في أول عيد فن بالعراق أقامه الرئيس صدام حسين. كما حصلت على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الأردن عندما عرضنا في عمان مسرحية (لن تسقط القدس) التي قام ببطولتها الفنان الراحل نور الشريف مع عفاف راضي. كما أن مسرحية (الوزير العاشق) عرضت بالقاهرة ثلاثين ليلة فقط، لكن فوجئت أن ست دول طلبت من مصر عرضها هناك، فكان هذا تكريما عظيما. وكذلك مسرحية (سالومي) التي سجلت في موسوعة جينيس وتم عرضها أيضا في عدة دول عربية ولاقت نجاحا كبيرا. وأيضا مسرحية (لن تسقط القدس) لاقت نفس النجاح. كما يوجد عدد كبير من الجوائز التي نلناها نتيجة مسيرتنا أو إبداعنا المسرحي. هذا جانب، الجانب الآخر هو حصولي على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1989، وبعدها حصولي على نوط العلوم والواجب. وأيضا حصولي على جائزة التفوق سنة 2009 والميدالية الفضية وأخيرا جائزة الدولة التقديرية، بالطبع شيء رائع أن يكرم الفنان في وطنه وفي الدول العربية بهذا الشكل ويبعث على السعادة لأنه حقق رضاء وتقديرا من الآخرين سواء في مصر أو الوطن العربي.

• كيف كانت البدايات كمخرج؟
• عندما كنت طالبا في المعهد رشحت من قبل الكثير من أساتذتي للإخراج. ومن الجميل أن جيلي يفخر بأنني منهم وأساتذتي يفخرون بأنني تلميذ لهم، كما رشحت لإخراج مسرحية (الحمير يموتون رفثا)، تأليف الدكتور عبد المجيد مازن لشركة النصر للسيارات والمسرح العمالي، وهذه كانت البداية، بحصولي على كأس المسرح العمالي، ثم استمرار إخراجي لعروض مسرح الشركات الذي قدمت به عددا كبيرا من العروض المسرحية مثل (رسول من قرية دميرة) وحصولها على الجائزة الأولى وأيضا عرض (بلدي يا بلدي) للدكتور رشاد رشدي. وأخرجت لكلية حقوق عين شمس ثم لمنتخب عين شمس، وحصلوا على كأس الجامعات، ومثلا في مسرحية (باب الفتوح) فقط، كان معي هؤلاء الطلبة الذين أصبحوا نجوما: وهم محمود حميدة من كلية التجارة وكان راقصا في الفنون الشعبية، وكان يمثل لأول مرة، وعصام السيد، وحمدي يس رئيس مجلس الدولة بعد ذلك، وفاروق الفيشاوي ومحسن حلمي وسامي مغاوري، وآثار الحكيم، ومرتضى منصور المحامي المشهور الآن، وعبلة كامل وناصر عبد المنعم وياسر علي ماهر، وأخرجت مسرحية (تاجر البندقية) لآداب عين شمس وحصلت بها على كأس الجامعة، وأيضا أخرجت لمنتخب جامعة القاهرة مسرحية (العمر قضية) التي قام بأدوار البطولة بها ناصر عبد المنعم ثم صلاح عبد الله وكان أول عمل يمثل فيه، وفتوح أحمد. كثير من النجوم كانوا تلاميذ لي أو كان لي شرف إما مساعدتهم في دخول معهد الفنون المسرحية مثل أحمد زكي وشهيرة ومحمد متولي وفاروق الفيشاوي وعبد الرزاق حسين ومختار العزبي.

• كيف تنظر إلى المجتمع من خلال أعمالك؟
• إن المخرجين المسرحيين ينقسمون إلى قسمين، مخرج منفذ وهو يحول النص المسرحي من شيء مكتوب على الورق إلى شيء معروض على المسرح وبدون أي تدخل أو إبداع أو إضافة أو رؤية، كما كتبه المؤلف. والنوع الثاني وأنا منهم هو المخرج صاحب الرؤية، وهو المخرج الذي يؤمن بأن المسرح وسيلة للتغيير وللتفكير ولإحياء الرغبة في التمرد والثورة على هذا الواقع الذي يعيشونه، من خلال تقديم المسرحيات الهادفة لدعم هذه الرغبة في الوصول إلى الغد الأفضل ونظام الحياة الذي يرتكز على العدل والحرية والإيمان بأن المسرح - كما دعا إليه الدكتور محمد مندور - للناس وللمجتمع، المسرح من الناس وإلى الناس، أما د. رشاد رشدي وتلاميذه فكانوا يؤمنون بأن الفن للفن، كما هو الحال حاليا في الغرب لكن بعد مسرحيتين فقط وهما (الفراشة) و(لعبة الحب) تحول د. رشاد رشدي إلى فكرة أن المسرح من الناس وإلى الناس، ذلك بعد قرارات يوليو الاشتراكية التي قام بها الرئيس عبد الناصر، وكان له رأي فيها. المسرح للشعب يرى فيه واقعه وأحلامه وأفكاره في الوصول إلى ما يسمى بالغد الأفضل. أنا من هؤلاء ولم أقدم إلا عروضا مسرحية تتصل بالناس وأحلامهم وهمومهم. لكن في فترة من الفترات أشيع أنني رجل المسرح الجاد فقط وفي هذه الفترة كان المسرح الخاص الكوميدي والتجاري منتشرا، فحاولت أن أثبت لنفسي وللآخرين أنني قادر على إخراج النوعية الأخرى من هذا المسرح، فقدمت مثلا (حمري جمري) ومسرحية (عشرة على باب الوزير). ثم مسرحية (الحب بالعقل) بطولة إسعاد يونس وسمير غانم. وقدمت لمسرح التلفزيون مسرحية (شغال عند اتنين) وكانت أول بطولة مطلقة لأحمد بدير وسعيد عبد الغني.

• ما أهم المحطات في حياتك الإخراجية؟
• قدمت (أول المشوار) عام 1970 أثناء رئاسة سعد الدين وهبة لهيئة قصور الثقافة، والفنان حمدي غيث كان رئيس الإدارة المسرحية عندما اختارني لأكون واحدا من طلابه وقد تنبأ بي مخرجا كبيرا فرشحني لفرقة بنها وكانت الفرقة حائزة على المركز الأول حينئذ وبعدما ذهبت وأنا في نصف الطريق عدت واتصلت بحمدي غيث وقلت له إنني أرغب عندما أخرج لإقليم خارج القاهرة أن يكون المؤلف منهم والممثلون أيضا منهم وهم أيضا المتفرجون، لكنني لا أقدم نصا مثل (القناع) للكاتب الكبير كرم النجار وهو كاتب قاهري وأفرضه على مجموعة من البشر يعيشون واقعا غير واقع القاهرة. فوافق وقال لي أن أذهب إلى بيت ثقافة كفر الشرفا، فأقمت لمدة ستة أشهر كاملة بكفر الشرفا، أدخل بيوت الفلاحين وأعيش معهم وآكل معهم ويحكون لي همومهم. فقدمت عرضا اسمه (أول المشوار) يمثل فيه نصف أهالي البلد والجمهور يمشي في حواري وأزقة الكفر ومن خلال البيوت ومن خلال النيل، والمسرح كان مكانه فوق أسطح البيوت، أهل البيت الذين حكوا لي يقومون بتمثيل هذه الفقرة فوق سطح بيتهم والمتفرجون يقفون ويشاهدون تلك الفقرة فوق السطح ثم يسيرون وراء دليل (الكفراوي شرف) الراكب فوق ناقة وأمامه الآلات الشعبية والأطفال يطبلون ويغنون الأغاني الريفية المنتشرة هناك، ثم ننزل إلى شاطئ النيل من خلال المعدية فنجد نموذجا للفرح الريفي القائم على الزواج المبكر ونعترض على ذلك ثم نجد مؤذن القرية يؤذن صلاة المغرب فيطلب منهم (الكفراوي شرف) أن يصلوا المغرب على شاطئ النيل ثم يتوجهون بعد ذلك لمشاهدة العرض الذي يقدمه المخرج فهمي الخولي القاهري. فكان شيئا جميلا وكان من أثر هذه المسرحية أن تدخل الكهرباء للقرية وأن تحل مشكلة المياه، كان هناك إقطاعي قبل الثورة لديه ماكينة ري كبيرة تروي أرضه أثناء نوبة الري ثم بعد ذلك أراضي بقية الفلاحين البسطاء، فأتى الإصلاح الزراعي واستولى على هذه الماكينة، وعندما يكون الفلاح أرضه شراقي وتحتاج إلى الري وماكينته معطلة يؤجر الماكينة بالساعة، وأخيرا عندما يجني المحصول ويسوقه للجمعية التعاونية الزراعية يصبح مطالبا بمبالغ كثيرة وقد أفلس الكثير منهم نتيجة ذلك، ونتيجة المسرحية جمعنا مبلغا كبيرا كما طلب محافظ القليوبية الراحل محمود السباعي شقيق الأديب يوسف السباعي، وهذا المبلغ يمثل ثلث تكاليف إدخال الكهرباء لكفر الشرفا وأيضا جمعنا تكاليف شراء ماكينة ري كبيرة احتياطية للماكينة الموجودة التي يمتلكها الإصلاح الزراعي، وقد حدث ذلك واشترينا ماكينة الري ودفعنا ثلث التكاليف، ومشكلة الري تم حلها في كفر الشرفا من خلال هذه المسرحية واشتراك الأهالي فيها والتي أصبحت نموذجا يحتذى بعد ذلك للقرى النموذجية التي يشارك أهلها بحل مشكلاتها. وأفخر أيضا بأنه من خلال هذا العرض تم محو أمية عدد كبير جدا من أهالي القرية. وكان هذا في عام 1970 وكان يحضر البروفات عدد كبير جدا من الأهالي وأهالي القرى المحيطة الذي قد يصل إلى آلاف من المتفرجين.

• كيف تنظر لأحوال المسرح المصري حاليا؟
• حقيقة كم أنا حزين لما يتم في المسرح المصري. فمسرح مثل قطاع الفنون الشعبية يقدم عروضا هزيلة، لذا لا تجده في المهرجان القومي منذ إنشائه منذ سنوات، ولا في المهرجان التجريبي،، ولم يقدم إلا الفرق بالفنون الشعبية مثل فرق رضا والقومية والآلات الشعبية. كذلك حاليا فرق البيت الفني للمسرح اختلطت، فالكوميدي يقدم ما يجب أن يقدمه المسرح الحديث وهكذا.. كل الفرق اختلطت. ولم ينمُ حقيقة سوى مسرح العرائس ومسرح الطفل، لكن أغلب المسارح لا تجد عروضا متميزة إلا نادرا، سواء في المسرح القومي أو الحديث أو الطليعة أو في الشباب. لكن عندما أصدرت وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم قرارها بالتجديد لعادل حسان مديرا لمسرح الشباب وأيضا عندما تحمس المخرج خالد جلال ومعالي الوزيرة للموهوبين، أتصور أنه سيصبح عصرا ذهبيا، لكن للأسف لا يوجد إلا عدد قليل جدا من العروض التي تمكنت أن تشرف مصر ويمكن أن تمثلها في المهرجانات العربية والدولية. مسرح الدولة يحتاج إلى مؤتمر أطالب به وتتحمس له السيدة الوزيرة ونقدم حلولا وتتشكل لجنة تتابع تنفيذ قرارات هذا المؤتمر وتوصياته، وأن يتحقق فعلا للمسرح المصري الازدهار الذي كان في الستينات والسبعينات.
• بماذا تنصح شباب المسرحيين؟
• أرجو ألا يهتم كل منهم بنفسه وألا يحاول كل منهم أن يقدم مسرحا تقليديا وألا يقدم مسرحا يحاول فيه إثبات قدرته على الإخراج بل يحاول أن يقدم مسرحا للناس، مفيدا للمجتمع ومرآة حقيقية له، وأن يحاول دائما أن يجعل القاعة التي يقدم فيها عرضه تمتلئ بالجماهير.

• كيف ترى روشتة العلاج للمسار المسرحي؟
• كانت فرق التلفزيون المسرحية تنتقل إلى الناس في أماكن وجودهم وفي قراهم، فقدمت عددا كبيرا من المسرحيات في السينمات التي كانت موجودة في الأحياء الشعبية مثل سينما شبرا بلاس وسينما الحلمية، وسينما حلمية الزيتون. وكان سعر التذكرة عشرة قروش يشاهد بها المتفرج أكبر نجوم المسرح آنذاك. أطالب بأن ينتقل المسرح للناس، فلا يمكن أن ننتج عروضا بآلاف وملايين ثم نضع أيدينا على خدودنا وننتظر أن يأتي إلينا الجمهور فلا بد أن يكون هناك شركات تسويق، والمسرح ليس فقط في القاهرة، المسرح يجب أن يكون في جميع أنحاء مصر، ولا نعتمد فقط على مسرح الثقافة الجماهيرية بل من حق الجماهير في كل أنحاء مصر أن تشاهد العروض المتفردة والمتميزة، وذلك يكون بالتعاون مع المحافظين ورجال الأعمال، لتستطيع كل الفرق أن تقوم برحلات في المحافظات وكفورها ونجوعها وتعرض فنها، ومسرح الثقافة الجماهيرية لا يقدم إلا كل ما هو جيد وثري ومفيد للفن المصري ولا يقدم عروضا مبتذلة بالمرة. كما أتمنى أن تعود المسارح التي كانت ملك الدولة أيام فرق التلفزيون في الستينات والخمسينات مرة أخرى إلى الدولة، وألا تترك كمخازن وخرابات. فلا بد أن تزيد عدد المسارح في مصر كي يزيد عدد المتذوقين لأبي الفنون. وكذلك أرجو الاهتمام بالمسرح الجامعي والمسرح المدرسي والمسرح العمالي لأهميتهم في تكوين الطالب أو العامل الذي سيصبح رب أسرة بعد ذلك ويحبب أسرته في تذوق المسرح والذهاب إليه ويصبح المسرح عادة أسبوعية أو شهرية. كما أتمنى أن تنخفض أسعار تذاكر مسرح الدولة حتى تصبح في متناول الجميع الكادحين والطبقة الفقيرة، وأن تهتم الدولة بأن يذهب الجميع للمسرح ولا نقدم العروض للكراسي الخاوية. وأن يزيد اهتمام الدولة بالمسرح بأن تزيد ميزانيات الإنتاج وأن يفتح الباب لتعيين كل الموهوبين وليس أوائل كل دفعة فقط. كذلك أتمنى أن تتجدد كل فرقة مسرحية ويكفي أن أذكر مثلا أن الفرقة الغنائية الاستعراضية وهي أكبر فرقة في قطاع الفنون الشعبية ليس بها غير ثمانية أعضاء فقط، لا يوجد بها أو بأي فرقة بالقطاع غير عدد قليل جدا من الممثلين. يجب أن تهتم الدولة بالمسرح وأن يتم تطوير وهيكلة المسارح خاصة الفنون الشعبية وأن يتم اختيار قيادتها ومديريها اختيارا سليما جدا من كبار المحبين والقادرين على إدارة وتطوير وازدهار هذه الفرق كي يعود المسرح المصري مرة أخرى إلى ريادته. أيضا أتمنى أن تعود ميزانية الدعاية مرة أخرى في ميزانية الإنتاج وقد ألغيت في عهد فتوح أحمد حينما كان رئيسا للبيت الفني للمسرح، وأصبحت العروض تكاد تكون سرية. وأتمنى أن يعود التعاون ما بين وزارة الإعلام والثقافة ويعود اهتمام وزارة الإعلام بالمسرح والدراما التلفزيونية. كما أرجو أن يهتم كل مسئول في مصر بأن يعود عيد العلم والفن.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏