المخرجة كريمة بدير: أعمالي تطرح قضايا المرأة من منظور مختلف..

المخرجة كريمة بدير: أعمالي تطرح قضايا المرأة من منظور مختلف..

العدد 612 صدر بتاريخ 20مايو2019

فرحة غامرة شملت فريق عمل العرض المسرحي «بهية» للمخرجة كريمة بدير، وذلك عقب حصول العرض على جائزتين في مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي بالأردن، وهما البرونزية لأفضل عرض مسرحي متكامل، والذهبية للممثلة ياسمين سمير مناصفة مع الفنانة السويسرية جوانا ريتينر.
عرض «بهية» إعداد درامي محمد فؤاد، ملابس وديكور أنيس إسماعيل، بطولة هاني حسن، ياسمين سمير، أشرف محمد، نادر جمال، محمد هلالي، هدير حلمي، فاطمة محمد، إسلام محمد، رؤية وإخراج وتصميم كريمة بدير.
 هي مخرجة ومصممة رقص وتعبير حركي درست البالية في المعهد العالي للبالية ثم اتجهت إلى فرقة الرقص الحديث مع الفنان وليد عوني وقدمت معه مجموعة من الأدوار الرئيسية وكانت الراقصة الأولى في الفرقة، بالإضافة إلى مساعدتها له.. سافرت إلى دبي عام 2005 وقدمت عرضا مسرحيا راقص بعنوان «جومانه في الصحراء» ثم عادت إلى مصر بناء على رغبة الفنان وليد عوني وقامت بالعمل معه مساعدة في فرقة فرسان الشرق للتراث وكانت الفرقة آنذاك في طور التأسيس، حتى تقلدت منصب المدير الفني للفرقة وفي عام 2010
قدمت عرض «دعاء الكروان» إنتاج مسرح الغد وشاركت بالعرض في المهرجان التجريبي عام 2010 ورشحت لجائزة أفضل عرض بالمهرجان. قدمت مجموعة من الأعمال الفنية والمسرحية وعملت في مؤسسة «ناس الفن» مع الفنانة التونسية سهام بلخوجة وكانت تدرس الرقص وتقوم بتنظيم المهرجانات. عادت إلى مصر وقامت بعمل ورشة للرقص الحديث بالدورة الثالثة لمهرجان شرم الشيخ وكان آخر أعمالها عرض «بهية». تعاونت مع مجموعة من مصممي الرقص الحديث من دول أوروبا.
  - ما شعورك بعد حصول عرض «بهية» على جائزتين؟
أنا سعيدة، وخصوصا أن هناك ردود أفعال جيدة عن العرض وكانت الأجواء في صالحنا، فقد حضر السفير المصري في الأردن العرض، والأستاذ خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي كان ضيف الشرف.
وكان الاستقبال من قبل القائمين على إدارة مهرجان به حفاوة كبيرة، بالإضافة إلى جودة العروض وانتقائها بشكل جيد، وقد كان هناك حماس كبير لدى أبطال العرض. وأود أن أشير إلى الدعم الكبير من قبل وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم.
 - وماذا عن تجربة عرض «بهية»؟ وما أسباب انجذابك للنص؟
عرض «بهية» من أقرب العروض إلى قلبي وخصوصا أنني لست من المصممين الذين يقدمون كما من العروض في العام، ولكنني أقدم عرضا واحدا أو عرضين.. فأنا أضع نصب عيني تجربة وأتحمس لها وأضع إحساسي ورؤيتي وتركيزي فيها ودائما أطرح قضايا المرأة من منظور مختلف. وبهية ترمز إلى الأنثى التي تتجسد بها كل المعاني الجميلة، من العطاء والحب والمقاومة وهي الوطن. ورؤيتي هي الإجابة على سؤال: كيف أصبحت بهية مطمعا سواء من قبل الذكر أو العدو أو اللص، والعرض معتمد على الصورة.
أما عن سبب انجذابي للنص، فكما نعلم أن فرقة فرسان الشرق قائمة على تقديم أعمال تراثية بطريقة معاصرة وتراثنا الشعبي مليء بالكثير من القصص والحكايات وعندما يقدم التراث بشكل معاصر يحقق نجاحا ساحقا، ولدينا مجموعة ثرية من الأعمال منها: بهية، ناعسة، شفيقة ومتولي، ومن الأدب: زقاق المدق، وجميعها أعمال إذا تم تقديمها على الطريقة المعاصرة فسوف تحقق نجاحا كبيرا.
 - وماذا عن مهرجان ليالي المسرح الحر؟
هناك حالة انضباط شديدة بالمهرجان بالإضافة إلى المنافسة القوية، وانتقاء مجموعة جيدة ومتميزة من العروض فأنا أفضل المهرجانات التي بها تسابق، وسعادتي كبيرة بالعروض التي حصلت على جوائز من الدول المشاركة، ومنها عروض من سويسرا وإيطاليا وفرنسا والكويت وفلسطين.. فقد كانت عروضا متميزة للغاية، وبذل الراقصون في عرض «بهية» مجهودا كبيرا ومضاعفا.. فقد قدمنا عرض «بهية» بثمانية راقصين والعرض كان يضم ما يقرب من 37 راقصا.
وأحمد لله أننا حصلنا على جائزة أحسن ممثلة وحصلت عليها الفنانة ياسمين سمير مناصفة، كما حصلنا على الجائزة البرونزية لأفضل عرض متكامل.
 
 - ما أبرز الصعوبات الخاصة بعروض الرقص المعاصر مقارنة بالعروض التي تعتمد على الكلمة فقط؟
كلاهما به صعوبات، ولكن عروض الحركة تعد أكثر صعوبة لأنها تحتاج إلى متخصصين وعروض الرقص تعتمد على توصيل المعنى عن طريق الحركة، فتكون الكلمات قليلة، بالإضافة إلى صعوبة التسلسل الخاص بالمشاهد. وفي عرض «بهية» قام الراقصون بالتمثيل ولم أعتمد في المشاهد الدرامية على ممثلين فقط فالراقص باستطاعته أن يمثل. أما الممثل فمن الممكن أن يقوم بالرقص ولكن بشكل محدود. وأود أن أشير إلى وجود مجموعة متميزة من مخرجين عروض الرقص الحديث في الفترة الحالية ومنهم سالي أحمد ومناضل عنتر وغيرهما.
 
 - لماذا نعاني من قلة عدد المهرجانات الخاصة بعروض الرقص المعاصر؟
لا أعلم ما أسباب قلة عدد المهرجانات الخاصة بالرقص المعاصر، وذلك لأنني لم أكن بمصر ولكن هناك مهرجانات مسرحية تشارك بها عروض رقص حديث وهو شيء جيد.
 
 - تتلمذتي على يد الفنان وليد عوني وهو أول من أسس الرقص الحديث في مصر، فما أهم الخبرات التي حصلتي عليها من خلال عملك معه؟
قدمت أعمالا مع الفنان وليد عوني كراقصة وكمساعدة له. والحقيقة، إنني استفدت الكثير من المهارات والخبرات وكان أهمها رؤيته للصورة المسرحية عن بعد، فهو يهتم بالصورة النهائية ويرى الأشياء من أبعاد مختلفة، بالإضافة إلى انضباطه الشديد والدقة في اختيار مفردات أعماله. والحقيقة، إن الجيل القديم كان يختلف بشكل كبير عن الأجيال الحالية، فعندما كنا راقصين كان إيقاع الحياة يختلف، فلم تكن الحياة مهلكة بهذا الشكل.
 - ما رأيك فيما يقدم من تعبير حركي بالعروض المسرحية؟
الأمر يخضع للسياق الدرامي الذي يقدم من خلاله التعبير الحركي، وهناك نوعان من الدراما الحركية: دراما حركية مرتبطة بالحدث وهناك استعراض مكمل للعرض المسرحي، فعلى سبيل المثال عندما قمت بتصميم الدراما الحركية لعرض «حدث في بلاد السعادة» للمخرج مازن الغرباوي كانت مرتبطة بالحدث.
 - من هو مصدر الإلهام في أعمالك من مؤسسي الرقص الحديث؟
مما أسعدني مؤخرا إشادة المخرجة التونسية سيرين قنون أحد أعضاء لجنة التحكيم بمهرجان ليالي المسرح الحر، بعرضي وخصوصية ما قدمته. والحقيقة، إنني أتعلم من أساتذتي وأرى الجيد من الأعمال وأحاول تكوين منهج خاص بي فيما أقدمه، وأكتسب الخبرات، وعندما أقدم تصميما لعرض أبدأ في تجريب الحركة بنفسي وأقوم بتعليمها للراقصين.
 
 - قدمتي عام 2010 عرض «دعاء الكروان» من إنتاج مسرح الغد، حدثيني عن تلك التجربة..
كان ذلك العمل عقب عودتي إلى القاهرة وكان المخرج ناصر عبد المنعم مدير مسرح الغد آنذاك، وقمت بتقديم مشروعي وتحمس له بشكل كبير، وأتاح لي الفرصة لتقديم العمل على خشبة مسرح الغد، وكان أول من شجعني وأتاح لي فرصة إخراج عمل مسرحي.
وقد شارك «دعاء الكروان» في المهرجان التجريبي في عام 2010 ورشح لجائزة أفضل عرض، وهو من العروض المحببة إلى قلبي، وقد أعدته دراميا الكاتبة رشا عبد المنعم، وقدم العمل برؤية ومعالجة درامية مختلفة، وهي أن هنادي ليست مخطئة ولكن الخطأ يقع على المجتمع وعلى العادات والتقاليد، بالإضافة إلى خطأ العنصر الذكوري، وقد قدم مصمم الديكور محمود حنفي صورة بصرية متميزة في هذا العمل.
 - من خلال متابعتك لدورة المهرجان التجريبي الأخيرة ما تقييمك للمهرجان؟
كانت هناك مجموعة متميزة من العروض ولكن هناك ضرورة لتنسيق توقيت تقديم العروض، بالإضافة إلى ضرورة وجود عدد أكبر من عروض الرقص المعاصر، مع ضرورة الاستفادة من الفرق المشاركة على سبيل المثال أن تقوم كل فرقة بعمل ورشة لمدة يوم واحد وهو بدوره ما سيجعل هناك تبادل للخبرات واكتساب المهارات، فعندما أقيم مهرجان للرقص الحديث كانت الفرق المشاركة تقوم بعمل ورش لتحقيق أقصى استفادة.
  - هل هناك مواصفات خاصة للراقصين الذين يقدمون الرقص المعاصر؟
أهم الأمور هو إحساس الراقص بالحركة وصدقه فيما يقدمه وتركيزه وإيمانه بما يقدم وأن يؤدي الحركة بصدق كبير.
  - ما رأيك في الحركة المسرحية مؤخرا؟
هناك طاقات شابة عظيمة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر المخرج مازن الغرباوي، والمخرج تامر كرم والمخرج محمد الشرقاوي، والمخرج سعيد منسي، والمخرج عادل حسان.. جيل يحمل طاقات إبداعية ويملك مقومات فنية عالية، ولديه حماس لما يقدمه، فقط كل ما يحتاجه هذا الجيل هو الدعم وإتاحة الفرصة للفنانين المتميزين ليقدموا إبداعاتهم.


رنا رأفت