مدير المسرح القومي أحمد شاكر: القضاء على البيروقراطية أهم تحدياتنا

مدير المسرح القومي أحمد شاكر: القضاء على البيروقراطية أهم تحدياتنا

العدد 611 صدر بتاريخ 13مايو2019

تولى الفنان أحمد شاكر إدارة المسرح القومي، وتعتبر تلك نقلة نوعية في حياته المهنية، حيث تخرج من المعهد العالي للسينما قسم إخراج ودرس الإخراج بأمريكا، لكنه برع ممثلا وتحدى نفسه في تجسيد الشخصيات عبر شاشة التلفزيون، فقدم فريد الأطرش في «أسمهان»، والعالم مصطفى مشرفة في «رجل لهذا الزمان»، وغير ذلك من الشخصيات التاريخية، وشارك في الكثير من الأعمال الدرامية منها على سبيل المثال لا الحصر: «قاسم أمين» و»الطارق» و»أميرة في عابدين». شارك والده لفترة في إدارة مسرحه الخاص، فابتعد لبعض الوقت عن المسرح والتلفزيون، وها هو يعود مديرا للمسرح القومي.. عن التحديات التي واجهته وخطته للتغلب على الكثير من المعوقات التي تواجه المسرح، كالتسويق والتوثيق وجذب الجمهور، كان لنا معه هذا اللقاء.
 - بعد فترة من توليك إدارة المسرح القومي ما هي التحديات التي واجهتك خلال الفترة الماضية؟
تتمثل التحديات في البيروقراطية في المسرح القومي والبيت الفني، وعلينا أن نتجاوزها، حيث إننا ننافس رؤوس أموال ضخمة دخلت مجال المسرح، تقدم ميزانيات بالمليارات، والمسرح القومي بتاريخه العريق منوط به أن يواكب، إن لم يكن يتفوق على، هذه العروض، والمطلوب تذليل المعوقات البيروقراطية حتى ننجح.
 - كيف تخطط لعمل توازن بين الريبورتوار والاستعانة بالشباب خاصة لتتناسب وماهية المسرح القومي؟
للمسرح القومي سمته الكلاسيكية الريبورتوار، فهناك رؤى تقول إن الشباب ضد فكرة الحفاظ على التراث، وهذا غير صحيح، فعلينا أن نجعل الشباب هم من يقدم هذه الكلاسيكيات كما تفعل المسارح العالمية، لا يعني الاستعانة بالشباب دائما أن أقدم تجربة لا مسئولة أو غير مدروسة فنيا وتحمل فكرة التجريب، بل المطلوب بالفعل هو تعليم الأجيال الجديدة على أيدي الأساتذة الكبار، بحيث نخلق تواصلا وتوازنا بين جيلي الشباب والكبار، لأن الشباب لديهم طاقة كبيرة لا يملكها الكبار وفي الوقت نفسه الكبار لديهم رؤى وخبرات لا يملكها الشباب، وأنا أسعى لتحقيق هذا التوازن والتواصل بين الجيلين.
 
 - هل ستلجأ لتقديم الأعمال التي سبق وقدمت أم تبحث عن نصوص جديدة لم تطرح من قبل؟
بالتأكيد سأبحث عن أعمال جديدة بجانب الأعمال التي تواكب متطلبات العصر، فلكل عصر متطلباته من ألوان الفنون والفكر، وسنبحث في الريبورتوار سواء الذي قدم من قبل أو لم يقدم.
 - من المعروف أن هذه النوعية تحتاج لميزانيات ضخمة فكيف ستتغلب على ضعف الميزانيات؟
محدودية الميزانيات شكوى عامة ومشكلة كبيرة تواجه المسرح القومي، لأنها ليست بالحجم الذي يمكن أن يحقق الإبهار الذي نشاهده في مسارح القطاع الخاص، وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها، لكنني أتحدث عن فكرة توفير عناصر فنية، ومن هنا يكون دوري الذي أسعى إليه حتى وإن لم يكن شأني هو مناقشة تفاصيل العمل الفني ومناقشة الميزانيات على اعتبار أنني أحاول دائما التوفير من عناصر لحساب عناصر أخرى، وفي الوقت نفسه الاستعانة بنجوم ممن يقدرون المسرح القومي ويحبونه، لأن ذلك سيشكل فارقا في تقبلهم للتسهيلات والمساهمة في دعم مسرح بلدهم وتقديم عروض تدعم المسرح الحقيقي، بدلا من الاستعانة بممثلين يبحثون عن المادة فقط بعيدا عن قيمة الوقوف على خشبة المسرح القومي.
 - بعد اطلاعك على مشكلة عرض «هولاكو» هل هناك خطة لاستكمال المشروع؟
تم فك الارتباط بهذا المشروع قبل تسلمي لمهامي، بالتأكيد الفنان جلال الشرقاوي والشاعر فاروق جويدة قامتان كبيرتان، وأعتقد أنه إذا تم التواصل سيكون هناك دراسة للموقف من جديد بناء على المتغيرات ورؤية مدى قابلية العرض للتقديم أم أن هناك صعوبة في تحقيقه حاليا.
 - ماذا بعد «يعيش أهل بلدي» في خطتك الإنتاجية للمسرح القومي؟
هناك مسرحية «خليك متفائل» بطولة نجم الكوميديا سامح حسين، سهر الصايغ، أشرف عبد الغفور، ومجموعة من شباب المسرح القومي، وهي من الأدب العالمي لفولتير، وإخراج إسلام إمام، بالإضافة لكثير من الأفكار التي ننوي تقديمها منها الريبورتوار الأوبريت الغنائي، وأيضا المسرحيات التاريخية، فهناك مسرحية عن التاريخ المصري أحلم بتقديمها في افتتاح المتحف المصري الكبير وهي مسرحية «إخناتون».
 - ولماذا هذا العمل تحديدا وتلك الحقبة التاريخية؟
«إخناتون» شخصية فريدة واستثنائية في التاريخ المصري، لأنه أول من اهتدى لفكرة وجود الإله الواحد بفطرته، مما يوضح كيف كان المصري واعيا ومستنيرا في وقت كان العالم كله يعيش في الغابات، وهو أول من أوجد المدرسة الواقعية في التجسيد الفني، وأول من عاش قصة حب وسجل الخطابات الغرامية بينه ونفرتيتي، كما التصق بشعبه وتقرب منه وبدأ يطلب منهم الاجتماع على مبادئ الأديان فعمل بين شعبه بمحبة، وحين وجد صعوبة في تحقيق فكرته توحيد الدين بسبب سيطرة تجار الدين على عقول البسطاء والمهمشين واستغلالهم لعدم معرفتهم بالأديان، وجد أنه لن يمكنه التغيير سوى بإقامة عاصمة جديدة، وبالفعل أنشأ عاصمة جديدة في تل العمارنة بالمنيا، وأحدث ذلك تجديدا في تاريخ مصر وما زال يتجدد، وإذا ما أوحى هذا الأمر بشيء فإنه يوحي أن مصر تنبت العظماء والعباقرة القادرين على التجديد، وأن مصر دائما تتطور وشعبها قادر على صنع الحياة.
 
 - هل سبق وقدمت أعمالا لهذه الحقبة التاريخية؟
نعم، سبق وتم تناول مسرحيات فرعونية منها «إيزيس» لكرم مطاوع وسهير المرشدي، و»»إخناتون» لألفريد فرج، ولكنها كانت محملة بوجهة نظر سياسية، لكن ما يشغلني هو إلقاء الضوء على الشخصية المصرية وعبقرية الحضارة المصرية، وأن الإنسان المصري رائد في تاريخ الأمم والشعوب، وأتمنى تقديمها في افتتاح المتحف المصري الكبير لأهمية الحدث الذي ستتحول إليه أنظار العالم كله، وفي المشروع سنحول الآثار من حجارة إلى شخصيات حقيقية ولا يوجد أوقع من أن المسرح القومي ذا التاريخ العريق يقدم هذا الحفل الكبير بدلا من استجلاب بيوت الخبرة الأجنبية التي تحصل على أموال طائلة ولا تقدم ما يشبع قيمة وأهمية هذا اليوم، كما حدث في احتفال الألفية عام 2000 حين استعنا بجان ميشيل وخرج الأمر بشكل لم يمتع الجمهور، وبالفعل تقدمت بالمشروع لوزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم ووزير الآثار وتتم دراسة الفكرة حاليا، وأتمنى أن يقع عليها الاختيار.
 - كثير من العروض لم توثق فكيف ستتغلب على هذه المشكلة؟
درست الأمر دراسة طويلة واكتشفت أن البيروقراطية والروتين منعت تحقيق ذلك، لأن هناك عدم تحديد للمستفيد من العروض المسرحية وتسويقها، بالإضافة لأنه بعد تجاوز مسألة التسويق وجدت نوعا من «الاستهتار» عند تصوير العروض لأنها تصور بعربة وحدة خارجية وكأنه يتم تصوير مباراة، فجاء التصوير سيئا جدا لدرجة أن الممثل يتحدث والكاميرا في مكان آخر، فضلا عن رداءة مستوى الصوت، وحاليا أعمل على مشروع كبير جدا لعمل شراكة بين مدينة الإنتاج الإعلامي وبين وزارة الثقافة، وعرضت الأمر على الوزيرة التي تشجع أي فكرة بناءة خاصة وأن ذلك تراثنا الذي يجب أن نحافظ عليه، وطالما أننا نتعامل مع جهة حكومية فبالتأكيد سيكون من السهل إيجاد الشكل القانوني المُرضي وفقا للوائح والقوانين التي تسمح بالحفاظ على هذا التاريخ المسرحي.
 - مشكلة التسويق هل لديك خطة لمواجهتها؟
مشكلة التسويق كبيرة جدا وللأسف ليس لدي حلول، لأنها شأن البيت الفني للمسرح، الذي يجب أن يوجد حلول مبتكرة وعصرية لهذا الأمر، وإلا سيظل كل ما نقدمه يذهب أدراج الرياح، أتمنى أن يكون هناك حل في هذا الاتجاه، لأن تسويق العمل الفني أهم من إنتاجه.
 - كيف ستفك الحصار عن المسرح القومي ليشاهده الناس في الشارع والميادين؟
لا أسميه «فك حصار» ولكن كيف يتم لفت أنظار الناس لهذا المكان ونعيد إحياءه من جديد بعروض جماهيرية، لأن الجمهور أحجم عن القدوم إلى المسرح القومي باستثناء الأعمال الكبيرة، وهي قليلة، ويتم ذلك أولا بمستوى العمل الفني المقدم بداية من اختياري للنص والعناصر الفنية والمخرج والمؤلف، ثم التحرك تجاه تقديم عمل مُبهر وليس بالضرورة إبهار بميزانيات ضخمة ولكن الفكرة نفسها قد تكون أكثر إبهارا، وتساعد الناس على حب المسرح والعودة إليه من جديد وأرى أن الجمهور لديه استعداد كبير للتفاعل مع العمل المسرحي الجيد سواء كان لقطاع خاص أو المسرح القومي.
 - ألم تفكر في إنشاء قناة على الـ«يوتيوب» لتكون واجهة للمسرح القومي؟
للأسف غير مسموح قانونيا لأن إنتاج المسرح القومي يذهب العائد منه لوزارة المالية، وإذا كان هناك خطوة في هذا الاتجاه فهي شأن البيت الفني للمسرح.
 - هل يمكن أن يلعب المسرح القومي دورا لدعم الشباب والكوادر؟ وهل يمكن أن يقدم ورشا في شتى عناصر العمل المسرحي؟
بالتأكيد، الأمر متاح ولكننا في البداية نعمل على جذب الجمهور لخشبة المسرح، وسنشرك الشباب في هذه الأعمال، وهذا ما أحرص عليه عند اتفاقي مع أي مخرج، وأعلمه بأن المسرح يضم عناصر شبابية جيدة جدا وعليه الاستعانة بها، ثم تأتي فكرة الورش لأنها قدمت كثيرا في مصر ولكن معظمها غير لائقة المستوى نتيجة لسعي العناصر التي تعمل عليها للربح فقط بينما هدفنا غير ربحي، إنما تكوين أجيال ناجحة.. ونحن بصدد دراسة هذا الأمر لأنه سيقدم مجانا إثراء للحركة المسرحية وخلق أجيال جديدة من الشباب.
 - على مستوى العالم هناك مسرح قومي أو وطني في كل محافظة أو بلدية.. ألا ترى أننا بحاجة لذلك أو على الأقل لمراكز ثقافية تمثل المسرح القومي في كل محافظة، بما أنه الصرح الأعظم؟
هناك توجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو بناء وتشييد البنيان لبناء عقل ووجدان الإنسان المصري، ولذلك هو حريص على بناء المسرح تحديدا، وقد بدأت تظهر تعليماته في هذا المجال في المدن الجديدة، حيث تنشأ بها المسارح سواء كانت على نفقة الدولة أو طرحها لتصبح مسارح خاصة، بهدف خلق حراك فني راقٍ يحمي الشباب من خلال النشاط المسرحي، ليفرغ فيه طاقاته ويحميه من الإرهاب والتطرف الفكري والشعور بعدم الانتماء والجدوى، فالأمر يتحقق بالفعل والمسرح القومي جاهز لتقديم الدعم الفني لأي مكان يريد استضافة سواء عروض المسرح القومي أو خبرات أعضائه.
 - هل اختلفت إدارة المسرح الخاص عن إدارة مسرح الدولة؟
شاركت والدي في إدارة مسرحه الخاص وتعلمت منه الكثير، ولكن المسألة تختلف كليا عن مسرح الدولة، لأن صلاحيات الأخير محدودة، والماليات تخرج بهيئة «سلف». نعم، هو تقليد جديد ولكن ما يسري على جميع الهيئات يسري على المسرح باعتباره تابعا للدولة، كان الإنتاج في السابق يخرج مرة واحدة وتستكمل العناصر الفنية بشكل متوازٍ معا، بينما حاليا تخرج في شكل «سلف» تباعا واحدا تلو الآخر، ويجب أن تسوى السلفة الأولى لخروج الثانية، وهذا الشكل في الروتين المالي يأخذ وقتا كبيرا جدا يصل لأسابيع مما لا يتماشى مع فكرة الإنتاج المسرحي، وأرجو دراسة الأمر، خاصة وأنني علمت أنه اقترحت فكرة من فترة لاعتبار المسرح القومي وحدة إنتاجية خاصة بذاتها لها ميزانيتها الخاصة ونظامها الخاص لكي تتمكن من إنتاج الأعمال دون قيد البيروقراطية والروتين.
 - لماذا ابتعدت عن المسرح؟ وإذا عرض عليك عمل أثناء إدارتك للمسرح القومي فهل ستقبل؟
شاهدت وعاصرت محمود يس وكرم مطاوع يقفان على خشبة المسرح أثناء إدارتهما للمسرح القومي في أعظم العروض، فلن يتعارض الأمر إذا عرض النص المناسب ليس على المسرح فقط إنما أيضا في السينما والتلفزيون، فقط ركزت في البداية على الإدارة لوضع نظام عمل، ثم لدي الوقت لتقديم أعمال كممثل لأنه حلمي الأول والأساسي.
 - عاصرت فترة ذهبية لنجوم كبار فهل هناك اختلاف بين المسرح الآن ومسرحهم؟
بالتأكيد هناك اختلاف كبير جدا، وأعجبتني مقولة صادقة للمخرج سمير العصفوري حين قال حزنت يوم تكريمي، الجميع سعيد وأنا بكيت لأننا لم نخرج أجيالا تحمل راية الثقافة والمسرح في مصر، نعم لم يكن هناك تعليم بشكل كافٍ لأجيال تلي هذا الجيل العظيم باستثناء الاجتهادات الشخصية للمخرجين المتميزين من جيل الوسط، وكان يجب أن يكون هناك شكل منهجي ليكون هناك جيل يسلم لجيل حتى لا نشعر بعد وقت طويل أن القدرات والكفاءات ندرت، المناخ اختلف ليس فقط في المسرح بل في مجالات كثيرة، أرى أن فكرة المؤسسة التعليمية والنهج التعليمي وتسليم المحتوى الفني والثقافي للأجيال القادمة نقطة تم إغفالها لسنوات طويلة، وآن الأوان لتفعيلها من جديد.
 - قدمت عددا من مسلسلات السيرة الذاتية هل هناك مجال لتقديم سيرة ذاتية على المسرح؟
بالتأكيد هناك مجال لذلك لأن الأعمال المسرحية والفنية التي تتحدث عن شخصيات حقيقية دائما يكون لها مردود كبير جدا لواقعيتها ولأهميتها يكون لدى الناس الفضول للتعرف عليها بشكل أكبر، فإذا كانت شخصية إيجابية كانت قدوة وإن كانت سلبية صارت عبرة، تقديم مثل هذه الأعمال يشكل تحديا للممثل وإبهارا للجمهور، والحقيقة هناك حوار بيني وأحد المؤلفين لكتابة مسرحية عن شجرة الدر على اعتبار أنها فترة مهمة في تاريخ مصر، وأخرى عن سيد درويش أحد الموسيقيين المهمين جدا.
 - أعلم أنك محب لسيد درويش فهل تنوي تجسيد شخصيته خاصة وأن لك تجارب سابقة في التلفزيون؟
أجتهد جدا في أداء الشخصيات المعروفة، فقدمت فريد الأطرش في «أسمهان»، والخديوي عباس حلمي في «قاسم أمين»، والعالم مصطفى مشرفة في «رجل لهذا الزمان»، وأمير البربر في «الطارق»، وشخصية سيد درويش قريبة مني على مستوى الشكل والهيئة وأحبه كثيرا لأنه جزء مهم في تاريخ مصر، وحسب ظروف العمل والنجوم المشاركين يمكن دراسة مدى مشاركتي إذا لم يتعارض ذلك مع الإدارة.
 - على الرغم من دراستك للإخراج بالمعهد العالي للسينما لماذا لم تتجه للإخراج السينمائي أو المسرحي؟
لأننا عرفنا أنا والبعض من أبناء جيلي كممثلين مثل كريم عبد العزيز وأحمد مكي، لذلك كتب علينا أن يحبنا الجمهور كممثلين وأن نشبعه بهذا اللون، وأعتقد أنه لو لم نبدأ بالتمثيل بالتأكيد لكنت اتجهت للإخراج لأن المخرج هو مايسترو العمل والعملية الفنية.
 - في رأيك هل منوط بالمسرح تقديم الحلول أم أنه انعكاس للواقع؟
لا يوجد في الفن عموما ما يسمى انعكاس للواقع فلا بد أن يحمل دائما وجهة نظر ترتبط بالخير والحق والجمال، وكل من يدعي الفن لمجرد إثارة الظاهرة إما أنه مغرض أو جاهل لأنه لا يوجد فن يثير الظاهرة دون تقديم الحلول، فمنشأ الفن الذي عرفناه في الكنائس وسبقتها المعابد الإغريقية كان يقوم على دعم المبادئ السامية في النفس البشرية مثل الحق والخير والجمال ويحض الناس على الفضيلة والإيجابيات، حتى إن طرح المشكلات يكون بهدف إيجاد الحلول، وإن لم يوجدها يعطي على الأقل الأمل للناس وينتصر للإنسانية وليس القبح والشر والسلبية.
 - ما الذي ينقص مسارحنا من وجهة نظرك لتواكب المسارح العالمية؟    
أولا الفكر ثم الفكر ثم الفكر، وبعد ذلك تأتي الإمكانيات المادية.
 - ما مقومات الفنان الإداري الناجح؟
الفن شيء والإدارة شيء آخر ومن الصعب توافرهما في شخصٍ واحد لأن الفنان دائما صاحب وجهة نظر ذاتية بينما المدير يتناول جميع العناصر، ويجب أن ينجح فيها جميعا، ثم إن الإدارة علم يدرس لذلك فهي ملكة وموهبة أهم ملامحها قوة الشخصية، الاحتواء، التأثير في الآخرين، المناقشة الفكرية البناءة بالمنطق، ثم فكرة شحذ الطاقات والتعاطف نحو الهدف المراد تحقيقه من جميع العناصر الفنية والإدارية.


روفيدة خليفة