أنور عبد المغيث: جائزتي في مسابقة «الأوردو دراما» جبران خاطر من الله

أنور عبد المغيث: جائزتي في مسابقة «الأوردو دراما» جبران خاطر من الله

العدد 552 صدر بتاريخ 26مارس2018

بعد فوزه بجائزة السعفة الذهبية من مؤسسة الأورو دراما بفرنسا
أنور عبد المغيث كاتب مسرحي له الكثير من النصوص المسرحية التي عرضت بمسرح الثقافة الجماهيرية ومسرح الدولة، آخرها عرض «حوش بديعة» الذي عرض على المسرح الكوميدي العام الماضي من إخراج ياسر صادق، حصل مؤخرا على جائزة السعفة الذهبية من مؤسسة الأورو دراما بفرنسا عن نص «عشا العميان». التقينا به لنتعرف على الجائزة أكثر وموضوعات أخرى.
 

• حدثنا أولا عن فوزك بجائزة السعفة الذهبية في مسابقة الأورو دراما بفرنسا؟
أعتبر هذه الجائزة جبران خاطر من الله عز وجل، وكنت أتوقعها لأنني أعرف مقدار كتاباتي جيدا، ولكن ما لم أكن أتوقعه أن تكون هذه المسابقة بمثل هذه الضخامة، فهي مسابقه تنظمها الشبكه العالمية للترجمة التي تدعمها مؤسسه اليونيسكو، وأربع وزارات في فرنسا، هي: وزاره الخارجية، ووزاره التعليم العالي، ووزارة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، وقد حصلت على هذه الجائزة من بين 746 نصا مسرحيا من مختلف لغات العالم، وعبر 282 عضوا موزعين على 27 لجنه قراءه تغطي لغات العالم المختلفة.
• حدثنا عن كواليس تقدمك لهذه المسابقة؟
لم أكن أنا الذي تقدمت لهذه المسابقة، بل قامت إحدى باحثات السربون بطرح بعض النصوص العربية على الدارسين في فرنسا كي يطلعوا على النصوص العربية، من ضمنها نص «عشا العميان»، الذي تم ترشيحه بعد ذلك للمشاركة في مسابقه الأورو دراما بفرع فرنسا.

• في أحد تصريحاتك بعد الجائزة قلت إنها جاءت لتعويضك عن سنوات الحصار ومحاربتك في «لقمة العيش» فماذا كنت تقصد؟
لم أكن أحب أن أتحدث عن أزمتي الشخصية، التي بدأت منذ زمن بعيد، عندما ظهرت فكرة المنتج المنفذ، وقد قرروا حينها أن يعطي المنتج المنفذ للمؤلف فئة أجره في قطاع الإنتاج، ومن هنا بدأت أسعار النجوم تتحول إلى المليون، بعدها قمت بدعوة كل المؤلفين في مصر لنتناقش في أهميه توحيد كلمتنا ضد هذا الموقف، ومن هنا بدأت رحلة الحصار، وقاموا بشراء أعمالي عاما تلو الآخر دون أن ينتجوا شيئا منها، وأصبح الوضع صعبا للغاية وأصبحت أحارب في أكل عيشي، ولم يعرف تلك القصة سوى المقربين.

• حدثنا عن نص «عشا العميان» الذي حصل على الجائزة وفكرته؟
كتبت هذا النص في التسعينات وقدمه لي المخرج حسام الدين صلاح على مسرح السلام، بطولة فاروق نجيب وعبد الله محمود ومادلين طبر، يتحدث عن المسطحات الإنسانية وهو يعالج فكرة الاستبداد، ولكن بشكل كوميدي، عبر ملكة مستبدة تمثل الصورة الأنثوية لهارون الرشيد، تقع مملكتها في بلاء ويكون الحل الوحيد أن تتزوج من رجل أعمى، فيقوم كل الرجال بفقء عيونهم إلا واحدا لأنه في الأصل أعمى، فيقع الاختيار عليه ويتصارع بعدها العميان في شكل كوميدي وتراثي، وهو شكل جديد من الكتابة التراثية.
• وماذا عن مؤسسة إرادة للتنمية الشاملة وما أهم مشروعاتها؟
منذ عملي بالكتابة أصبح همي الشاغل الإسهام في بناء الإنسان، لأننا نواجه حربا شرسة ضد الظلام، ولا بد أن نعي جيدا أن الفن هو خط الدفاع الأول لبناء الإنسان، ومن هذا المنطلق تأسست مؤسسة إرادة، وهي تختلف تماما عن الجمعيات الأهلية، فالمؤسسة لديها الكثير من الملفات التي تعمل عليها مثل ملف المرأة وملف الطفل، ونحن لا نملك أي دعم سواء من الداخل أو الخارج.
أنتجت المؤسسة نصا مسرحيا واحدا وهو «قطب الرجال» وحينها لم يكن عندي أي استعداد للإنتاج، ولكن بعد تحمس المخرج عباس أحمد استطعنا أن ننتج العرض في ظل إمكانيات ضعيفة، ونص «قطب الرجال» هو عن قضية سليمان خاطر، وهي قضية سياسية شائكة، هذا الجندي الذي حركته فطرته ليدافع عن أرض الوطن، وكان جزاؤه أن يوضع في مستشفى للأمراض العقلية، ثم قتله على يد الصهاينة، وبالمناسبة كلمة قطب مفهوم صوفي يعني صاحب الكرامات. وأضاف: لدينا الكثير من الخطط والمشاريع وخاطبنا الكثير من المسئولين ولكن لا يوجد أحد يلتفت إلينا، ورغم ذلك نحن مستمرون ونواصل، لأن العمل في التنمية هو هدفنا.
• بمناسبة الصوفية قيل إنك من أتباع إحدى الطرق الصوفية فلماذا لم نرَ ذلك في كتاباتك؟
بالفعل، أنا من أتباع الصوفية، ولكن هذه هي رؤيتي الخاصة بالجانب الروحي ولا أحب أن أفرضها على أحد، ولي بعض ظلال للحالة الروحية في كتاباتي، ولكن دون افتعال، لأنه في النهاية لا تستطيع أن تقحم رؤياك الخاصة على أحد.
• هناك من يرون أن هناك أزمة في النصوص المسرحية؟
الأزمة الحقيقية ليست في النصوص المسرحية أو في المؤلفين الجدد، ولكن هناك أزمة في التاريخ الثقافي، أتذكر العام الماضي عندما عرضت مسرحية «حوش بديعة» بالمسرح الكوميدي، عرضت على الفنان مجدي صبحي مدير المسرح أن أقوم بعمل ورشة كتابة للشباب دون مقابل، وكل ما أحتاجه هو قاعة صغيرة لعمل هذه الورشة، وتعهدت في غضون شهور قليلة بتسليم فريق كامل من المؤلفين، ولكن لا حياة لمن تنادي، لذلك أناشد وزيرة الثقافة من خلال جريدة «مسرحنا» أن توفر لي مكانا صغيرا وإمكانيات بسيطة، وأتعهد أن أقدم لها نصوصا مسرحية عظيمة في غضون شهور قليلة، حتى لا نسمع نغمة لا يوجد مؤلفون ولا نصوص مسرحية.
• لماذا يتجه كتاب المسرح إلى الدراما التلفزيونية والسينمائية؟
لأن العائد المادي للمسرح ضئيل جدا، فالحلقة الواحدة في الدراما التلفزيونية تساوي الكثير من المسرح، فالكاتب المسرحي يعاني كثيرا في الكتابة، وترقيب النص، وفي النهاية يجد أجره لا يتعدى 25 ألف جنيه، وفي المقابل يعتبر النص أحد مشترياتهم مثله مثل الكراسي الخشب. وفي النهاية يقولون إن هناك أزمه مسرح وأزمة في النصوص المسرحية. الأزمة لديهم، فعندما نجد أن الهيئة المعنية بالمسرح ميزانياتها السنوية خمسة وثمانون مليون جنيه وإنتاجها للمسرح في العام 5 ملايين فقط، وبقية الميزانية تذهب للأجور ومكافآت الموظفين، نحن أمام كوارث بكل المعاني، لذلك نجد الكثير من الفرق الحرة والمستقلة التي تأسست في الأونة الأخيرة هربت من هذا الروتين القاتل.
• ما سبب ندرة المسرح الشعري في الأونة الأخيرة؟
المسرح الشعري يحتاج إلى شاعر يستطيع أن يكتب مسرحا، وليس العكس، وهذه معادلة صعبة للغاية، بالإضافة إلى أن المسرح الغنائي بعيد كل البعد عن الناس، وأنا أطلق عليه اسم «المسرح الملزق»، فالمسرح لا بد أن يتفاعل مع الناس، ونحن لا نخسر كثيرا إذا توقفنا عن المسرح الشعري للأبد، ولا بد أن يكون المسرح حالة تدفق وتفاعل وهذا غير موجود.

 


شيماء منصور