محمد صبحي المفكر المسرحي

محمد صبحي المفكر المسرحي

العدد 603 صدر بتاريخ 18مارس2019

الفنان القدير محمد صبحي رجل مسرحي بمعنى الكلمة فهو ممثل وكاتب ومخرج ومؤسس فرقة متميز. وهو من مواليد محافظة «القاهرة» في 3 مارس عام 1948، بدأت هوايته للفن والتمثيل عندما كان طفلا صغيرا يعيش مع أسرته في منطقة أرض شريف (بالقرب من شارع محمد علي(، حيث كان يوجد بها بعض المسارح ودور السينما والملاهي الليلية، وكان منزل أسرته يقع أمام دارين شهيرين للسينما هما سينما «الكرنك» وسينما «بإرادي» الصيفي. وكانت هذه فرصة جيدة ليتابع جميع الأفلام التي تعرض بهما، كما كان والده يمتلك ماكينة لعرض الأفلام فكان يشاهد من خلالها الكثير من الأفلام.
نجح في صقل موهبته بالدراسة وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية )أكاديمية الفنون (بحصوله على درجة البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبمجرد تخرجه تم تعيينه كمعيد في المعهد ولكنه لم يستمر سوى عدة سنوات ثم سارع بتقديم استقالته لتفضيله العمل المستقل. قام في مطلع ثمانينات القرن العشرين بتأسيس فرقة «استوديو 80» مع صديقه وزميله في الدراسة الكاتب المسرحي لينين الرملي، وقد نجحا معا في تقديم مجموعة من المسرحيات التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا سواء على خشبة المسرح أو أثناء عرضها في التلفزيوني بعد ذلك، ومن هذه المسرحيات: الهمجي، إنت حر، تخاريف، وجهة نظر. قدم بعد ذلك عددا كبيرا من المسرحيات الجماهيرية أيضا ومن بينها: ماما أمريكا، لعبة الست، كارمن، سكة السلامة 2000. أما في التلفزيون فقد قدم الكثير من الأعمال الدرامية الناجحة التي حققت له شهرة كبيرة وفي مقدمتها: رحلة المليون، سنبل بعد المليون، يوميات ونيس )ثمانية أجزاء(، فارس بلا جواد. شارك كذلك في بطولة الكثير من الأفلام السينمائية حتى مطلع تسعينات القرن العشرين، ولكنه توقف بعدها تماما عن جميع المشاركات السينمائية لكي يتفرغ ويقوم بتركيز كل جهوده بصفة دائمة للأعمال المسرحية والتلفزيونية، خاصة بعدما اكتشف أنه لن يستطيع فرض شروطه السينمائية التي تتعارض بشدة مع اتجاهات السوق والشروط التجارية بضرورة الاستسلام لرغبات المنتجين وشباك التذاكر.
جدير بالذكر أن الفنان محمد صبحي ينتمي إلى «جيل الثمانينات للقرن العشرين»، وهو الجيل الذي يضم نخبة من نجوم الكوميديا ومن بينهم: محمد نجم، يحيى الفخراني، محمود القلعاوي، ممدوح وافي، نجاح الموجي، أحمد بدير، محمد أبو الحسن، أسامة عباس. ومن تتبع إسهامات كل الفنانين ونجوم الكوميديا الذين سبق ذكرهم يتضح أن بعضهم قد نجح في تحديد طريقة أداء خاصة به، قد تعتمد على التكرارية مثل مدرسة «المدبوليزم» للقدير عبد المنعم مدبولي )جيل الستينات(، أو على مهارة الارتجال كالفنانين: سعيد صالح وسمير غانم )جيل السبعينات(، ولكن للأسف لم يهتم أغلب نجوم الكوميديا على مر العصور بالخطاب الدرامي لعروضهم، أو بمعنى آخر لم يحاول أي منهم تحديد منهج أو إطار فكري لعروضه، وذلك باستثناء عدد قليل جدا من نجوم الكوميديا وفي مقدمتهم: الكسار والريحاني وعبد المنعم إبراهيم وفايز حلاوة، وهنا تبرز أهمية الفنان محمد صبحي الذي حرص على الالتزام بقضايا مجتمعه والانحياز للقيم النبيلة السامية بكل وضوح، مما يثبت ويؤكد أنه بالفعل مفكر مسرحي وممثل كوميدي قدير وليس مجرد ممثل يتمتع بخفة الظل ويمتلك مهارات الأداء الكوميدي أو الارتجال والتهريج.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة المشاركات الفنية للفنان القدير محمد صبحي طبقا لطبيعة مشاركاته واختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:

أولا: إسهاماته المسرحية
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان محمد صبحي، فهو المجال الذي مارس من خلاله هوايته لفن التمثيل، كما تفجرت من خلاله أيضا موهبته التي أثبتها وأكدها بعد صقلها بدراسته الأكاديمية لمناهج ومدارس التمثيل، ولذا فقد كان من المنطقي أن يشارك في عدد كبير من المسرحيات المتميزة ممثلا ومخرجا ومنتجا ومشاركا بالتأليف أحيانا، حتى أصبح نجما كوميديا محببا يحرص الجمهور على متابعة أعماله. هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا لاختلاف مشاركاته وللتتابع التاريخي مع مراعاة اختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج كما يلي:
1 - في مجال الإخراج:
شارك كمخرج في تقديم عدد كبير من المسرحيات سواء المسرحيات التي تحمل هو مسؤولية بطولتها أو تلك التي أسند البطولة لزملاء آخرين. وتضم قائمة المسرحيات التي قام بإخراجها المسرحيات التالية:
 - مرحلة البدايات ) المعهد العالي للفنون المسرحية(: أوديب ملكا، روميو وجوليت، هاملت، الدرس، ماراصاد.
 - «وزارة الثقافة»: الحرب والسلام (1974).
 - فرقة «استوديو 80»: هاملت (1976)، المهزوز (1981)، أنت حر (1982)، الهمجي (1985)، تخاريف (1987)، وجهة نظر (1989)، بالعربي الفصيح (1991).
 - «أوسكار»: على بلاطة (1993).
 - «استوديو الممثل» و«المؤسسة السويسرية »: الزيارة (1993).
 - «محمد فوزي»: ماما أمريكا (1994)، يوميات ونيس (1997).
 - «ماستر للإنتاج الفني»: لعبة الست (1998)، كارمن (1999)، سكة السلامة (2000).
 - «استوديو الممثل«: غزل البنات (2017)، خيبتنا (2018).
2 - في مجال التمثيل:
 - «المعهد العالي للفنون المسرحية»: أوديب ملكا، روميو وجوليت، هاملت، ماراصاد، الدرس.
 - «نجوى سالم»: موزة و3 سكاكين (1970).
 - «الفنانين المتحدين»: هالو شلبي (1970).
 - «وزارة الثقافة»: الحرب والسلام (1974).
 - «المسرح الجديد»: انتهى الدرس يا غبي (1975).
 - «مفيد مرعي»: علي بيه مظهر (1976).
 - استوديو 80»: هاملت (1976)، المهزوز (1981)، أنت حر (1982)، الهمجي (1985)، تخاريف (1987)، وجهة نظر (1989).
 - «مسرح الفن»: الجوكر (1978)، البغبغان (1983).
 - «المصرية للكوميديا»: انتهى الدرس يا غبي (1984).
 - «محمد فوزي»: ماما أمريكا (1994)، يوميات ونيس (1997).
 - «ماستر للإنتاج الفني»: لعبة الست (1998)، كارمن (1999)، سكة السلامة (2000).
 - «استوديو الممثل«: غزل البنات (2017)، خيبتنا (2018).
وذلك بخلاف بعض المسرحيات المصورة (التي أنتجت خصيصا للعرض التلفزيوني) ومن بينها: بس إللي يفهم، كومبارس الموسم (1971)، الثعلب (1978)، طبيب رغم أنفه، المتحذلقات (1982)
وجدير بالذكر أنه ومن خلال مجموعة المسرحيات التي شارك في بطولتها قد تعاون مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: سعد أردش، جلال الشرقاوي، السيد راضي، شاكر عبد اللطيف، محمد الشال، حماد البمبي.
ويجب التنويه ونحن في صدد الحديث عن مسرح هذا الفنان القدير أن الأيام والسنوات قد أثبتت لهذا الفنان القدير مدى جرأة اختياراته كما أكدت قبوله التحدي حتى مع نفسه بجميع تجاربه المسرحية المتتالية، ويكفي أن نذكر نجاحه - وخلال فترة مبكرة جدا من حياته - في تأسيس فرقته «استوديو الممثل»، ثم فرقته «استوديو 80» مع رفيق دربه لينين الرملي، ليستقل بعد ذلك بفرقته ويرفع شعار «المسرح للجميع»، ثم استكمال مسيرته بتقديم عدة تجارب بديعة ومتميزة، تلك التي كان أحدثها بمدينة سنبل» مسرحيتي: «غزل البنات»، و«خيبتنا»، وهي المغامرة التي نجحت باجتذاب الجمهور إلى فضاء مسرحي جديد خارج القاهرة المزدحمة. ويمكن للناقد المتخصص المتتبع لمسيرة هذا الفنان أن يرصد جرأته أيضا في اختياره وتناوله للموضوعات السياسية الساخنة (ومنها: أنت حر، بالعربي الفصيح، وجهة نظر، ماما أمربكا) وكذلك مغامرته بتقديم أشكال تجريبية جديدة على فرق القطاع الخاص (ومثال لها: أنت حر، تخاريف)، وأيضا قيامه بإخراج وبطولة مسرحية «وجهة نظر» والتي جميع أبطالها من المكفوفين، أو بإخراج مسرحية «بالعربي الفصيح» لعدد من الوجوه الجديدة وفي غياب كامل للنجوم ومع ذلك يصبح جميع المشاركين فيها نجوم بعد ذلك (شارك بالبطولة: منى زكي، فتحي عبد الوهاب، مصطفى شعبان، إيهاب صبحي، حسن عبد الفتاح، حمدي الرملي، حسام فياض، هاني كمال، ضياء عبد الخالق، داليا إبراهيم، أشرف فاروق)، وأخيرا مغامرته بتقديم بعض نصوص «الريحاني وبديع خيري» برؤى جديدة، خاصة وقد سبقه في تقديم بعض شخصيات «الريحاني» الدرامية بعض الأساتذة المبدعين(في مقدمتهم الفنانين: سراج منير، عادل خيري، فريد شوقي، فؤاد المهندس، محمود عوض، أبو بكر عزت)، ولكنني من خلال مشاهداتي لعدد كبير من تلك الأعمال أستطيع أن أجزم وبلا أي مجاملة أن «محمد صبحي» كان الأذكى والأفضل لأنه قد احتفظ بروح ونكهة «الريحاني» مع عدم الوقوع في فخ محاولات تقليده، أو بمعنى آخر أنه قد حرص على إعادة مسرحيات «الريحاني» برؤية جديدة وبإيقاع وطبيعة عصرنا الحالي دون الالتزام الحرفي بجميع تفاصيلها وحواراتها وإيقاع عصرها كما فعل البعض!!.
ويتضح جليا مما سبق الفنان القدير محمد صبحي ليس مجرد رجل مسرح أثبت موهبته وأكد تميزه منذ بداياته في أكثر من مجال - كالتمثيل والإخراج والإدارة والمشاركة بالتأليف - ولكنه بالدرجة الأولى مثقف مهموم بقضايا بلده، ومفكر مسرحي يعي تماما الدور الذي يمكنه القيام به، ولذا فهو مسكون دائما بكثير من الطموحات والمشروعات الجديدة. وهو حينما يحرص على تقديم فكره وفلسفته من خلال «قالب الكوميديا» المسرحية فهو يختار بذلك الطريق الصعب ويقبل التحدي مع الذات بل ويعانق المستحيل أحيانا. خاصة وأنه دائم الانحياز إلى قيم الحب والخير والجمال في جميع عروضه المسرحية، تلك العروض التي يكشف من خلالها عن وجهنا القبيح ويسخر منه، ليضعنا أمام أنفسنا ويجعل كل منا يحاسب نفسه السلبية المريضة ويرصد تنازلاتها عن الأحلام أو بعض المبادئ أحيانا، فمسرحياته مسكونة دائما بالضحك والألم.. ومشحونة بالحلم والشجن وذلك بهدف غسل الروح بالضحكات، ومنح روحنا الضائعة فرصة الارتداد لرفض الإنكسار والتمسك بالحلم مرة أخرى.

ثانيا: أعماله السينمائية
لم تستطع السينما الاستفادة بصورة كاملة من إمكانيات وخبرات هذا الفنان القدير وموهبته الكبيرة، فتنوعت أدواره السينمائية بشدة بين مجموعة من الأفلام السينمائية الجادة بفترة البدايات (ومن بينها: أبناء الصمت، الكرنك، وبالوالدين إحسانا، وراء الشمس، الجريح)، وبين مجموعة من الأفلام التجارية التي حاول منتجوها أرضاء رغبات الجمهور وشباك التذاكر!! (ومن بينها: محامي تحت التمرين، المشاغب ستة، إحنا إللي سرقنا الحرامية، العميل رقم 13، آدم بدون غطاء، الشيطانة التي أحبتني، حالة مراهقة)، ومع ذلك يحسب في مسيرته الفنية مساهمته في إثراء مسيرة الفن المصري بالمشاركة في ثلاثة وعشرين فيلما خلال ما يقرب من عشرين عاما، حيث كانت أولى مشاركته السينمائية وهو في عمر خمسة وثلاثين عاما بالفيلم الوثائقي «آفاق» من إخراج شادي عبد السلام عام 1972، في حين كانت آخر أفلامه «بطل من الصعيد» من إخراج شريف حمودة عام 1991.
وتضم قائمة أعماله السينمائية الأفلام التالية: آفاق (1972)، أبناء الصمت (1974)، الكرنك (1975)، وبالوالدين إحسانا (1976)، أين المفر، أونكل زيزو حبيبي (1977)، وراء الشمس (1978)، درب الفنانين (1980)، العبقري خمسة، الجريح، هنا القاهرة، علي بيه مظهر و40 حرامي (1985)، بلاغ ضد امرأة، محامي تحت التمرين (1986)، راجل بسبع أرواح (1987)، المشاغب ستة، الفلوس والوحوش (1988)، إحنا إللي سرقنا الحرامية، العميل رقم 13، آدم بدون غطاء (1989)، الشيطانة التي أحبتني، حالة مراهقة (1990)، بطل من الصعيد (1991).
ويذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة متميزة من كبار مخرجي السينما العربية وفي مقدمتهم الأساتذة: نيازي مصطفى، حسين عمارة، علي بدرخان، سمير سيف، محمد راضي، أحمد بدر الدين، مدحت السباعي، أحمد ياسين، أحمد السبعاوي، عمر عبد العزيز، سمير الصدفي.

ثالثا: مشاركاته التلفزيونية
رغم عدم كثرة مشاركاته التلفزيونية مقارنة ببعض أبناء جيله من الفنانين، فإنه قد نجح في وضع بصمة مميزة له بالدراما التلفزيونية، خاصة بعدما قدم عدة شخصيات درامية خالدة (ومن أشهرها: علي بك مظهر، سنبل، ونيس)، وقد حققت له تلك الشخصيات النجاح والانتشار، كما أهلته أيضا لتقديم عدة أجزاء من كل مسلسل، ويكفي أن نسجل له نجاحه في تقديم ثمانية أجزاء للمسلسل المتميز «يوميات ونيس». وتتضمن قائمة أعماله الدرامية بالتلفزيون المسلسلات التالية: أيام المرح (1972)، البحث عن فردوس (1973)، النمس، فرصة العمر (1976)، كيف تخسر مليون جنيه، عالم غريب (1978)، كيمو (1979)، خلي بالك يا جمعة (1980)، رحلة المليون (1984)، سنبل بعد المليون (1987)، يوميات ونيس - ج1 (1994)، يوميات ونيس - ج2 (1995)، يوميات ونيس - ج3 (1996)، يوميات ونيس - ج4 (1997)، يوميات ونيس - ج5 (1998)، شملول (1999)، فارس بلا جواد (2002)، ملح الأرض (2004)، أنا وهؤلاء (2005)، عايش في الغيبوبة (2006)، رجل غني فقير جدا (2007)، يوميات ونيس - ج6 (2009)، يوميات ونيس - ج7 (2010)، ونيس والعباد وأحول البلاد - ج8 (2013).
وذلك بخلاف بعض التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن بينها: بيت سيء السمعة.
ويمكن بتتبع ورصد جميع أعمال هذا الفنان القدير بجميع القنوات الفنية وخصوصا المسرح يتضح مدى نجاحه في توظيف موهبته ودراسته وخبراته الفنية لإثراء حياتنا المسرحية بتقديم عدة شخصيات درامية خالدة ارتبطت بوجدان المشاهد العربي، ويكفي للدلالة على ذلك حفظ الجمهور لأسماء تلك الشخصيات وأهم مواقفها الدرامية وحوارتها، ومن بين تلك الشخصيات: علي بك مظهر (عاشق المظاهر)، حلامبوحة (البغبغان)، سطوحي (انتهى الدرس يا غبي)، عبده السخن (انت حر)، زكي دبور (الجوكر)، عرفة الشواف (وجهة نظر)، عايش شحاتة منافع (ماما أميركا)، هاملت (هاملت)، قرني (سكة السلامة)، حسن عاشور أبو طبق (لعبة الست)، الأستاذ حمام (غزل البنات)، وبالدراما التلفزيونية: سنبل (رحلة المليون)، ونيس (يوميات ونيس)، شملول (مسلسل شملول)، الثعلب حافظ نجيب (فارس بلا جواد)، محروس محفوظ (رجل غني فقير).

سمات عامة:
ومما سبق يمكنني إجمال أهم السمات العامة التي تميز الفنان محمد صبحي في النقاط التالية:
 - الجمع بين مهارات التمثيل والإخراج والإدارة.
 - الاهتمام بالخطاب الدرامي بصفة عامة مع التركيز على البعد الوطني والقومي سواء بصورة غير مباشرة، أو بصورة مباشرة.
 - التميز كممثل باللياقة الحركية وبمهارات التنكر وهو ما اتضح جليا في مسرحيات: أنت حر (الخليجي)، الجوكر (الجواهرجي عم أيوب، الزوجة عطيات)، تخاريف (المرأة هتلر الزعيم الديكتاتوري).
 - ثقته الذاتية والفنية في نفسه كمخرج ومدرب للتمثيل، ونجاحه في إعادة اكتشاف قدرات ومهارات عدد كبير من الممثلين وفي مقدمتهم: هناء الشوبجي، شريهان، سعاد نصر، عبلة كامل، هاني رمزي، سيمون، محمود أبو زيد، أركان فؤاد، شعبان حسين، خليل مرسي، رياض الخولي، منى زكي، فتحي عبد الوهاب، عبد الله مشرف عزة لبيب، أمل إبراهيم، زينب وهبي، أيمن عزب، مجدي عبد الحليم، وأخيرا ندى ماهر.
 - التمتع بالروح القيادية والخبرات الإدارية المتميزة، والحرص الشديد على الالتزام بجميع اللوائح المسرحية والقواعد الفنية وتطبيقها بكل حسم على جميع العاملين معه من فنانين وفنيين دون أي استثناءات.
 - الالتزام بالتقاليد المسرحية وفي مقدمتها: احترام موعد رفع الستار بكل دقة، ومرورا بالالتزام بكثير من التعليمات المنظمة (ومن بينها: عدم التدخين إلا بأماكن محدودة جدا، عدم استقبال النجوم للضيوف وراء الكواليس، الالتزام بالهدوء الكامل، عدم تناول المأكولات أو المشروبات أثناء العرض)، ووصولا إلى احترام تحية الجمهور في نهاية العرض ودقة تنفيذها كما هو مخطط لها تماما.

 - الجوائز والتكريم:
كان من المنطقي أن يتم تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية بكثير من مظاهر التكريم بمصر وبعض الدول العربية الشقيقة، وتضم قائمة الجوائز ما يلي:
 - جائزة الدكتورة سعاد الصباح للأبداع الفكرى (1991)، جائزة أحسن ممثل أوسكار (1996)، جائزة المركز الكاثوليكى المصري للسينما 1996، جائزة أحسن ممثل اتحاد الإذاعة والتلفزيون (1998)، جائزة أحسن ممثل مسرحى «أوسكار» (1998)، جائزة أحسن ممثل ومخرج بعيد الفن (1998)، الأسد الذهبى أحسن ممثل ومخرج (1999)، جائزة رجل العام الفرعونى للفن مجلة «أخبار النجوم (1999)، جائزة الأسد الذهبى أحسن ممثل ومخرج (2000)، أوسكار الشرق الأوسط «الفارس الذهبى» أحسن مخرج (2001)، - «المركز الثقافى الكاثوليكى» أحسن ممثل ومخرج (2009)، جائزة سمو الشيخ عيسى بن على للعمل التطوعى - بدولة «البحرين» (2011)، الدكتوراه الفخرية من الكلية الأمريكية بكاليفورنيا (2013)، جائزة مؤسسة النجوم السعودية (2013)، الماجستير الفخري من كلية «كامبردج البريطانية (2013).
كما تضم قائمة تكريمه كثير من الشهادات والدروع من الجهات والمهرجانات التالية:
 - المسرح العربي بتونس (1994).
 - «المسرح الضاحك» (الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح) بدورته الثانية (1996).
 - «القاهرة الدولي للمسرح التجريبى» (1999).
 - أوسكار المثقف المصري التلفزيون المصري (2003).
 - السينما الدولي بالإسكندرية (2003).
 - الفنان القدوة «بجامعة المنصورة» (2005).
 - «الفجيرة المسرحي الدولي للمونودراما» بدورته الثانية (2005).
 - الفيلم الدولي لسينما الشباب (2006).
 - «محافظة الفيوم» الفنان المثالى (2006).
 - الريادة من «جامعة عين شمس» (2007).
 - رائد المسرح العربي من «جامعة العريش» (2008).
 - «المركز الثقافى الكاثوليكى» أحسن ممثل ومخرج (2009).
 - الإعلام العربي بالقاهرة (2010).
 - «الدوحة» عاصمة الثقافة العربية بإسم فارس المسرح العربي (2010).
 - جامعة «أكتوبر» (2013).
 - «أيام الشارقة المسرحية» فارس المسرح العربي (2017).
 - مهرجان «مكناس المسرحي» بالمملكة المغربية بدورته الأولى (2018).
 - المركز الكاثوليكي المصري عن مجمل أعماله (2018)
 - التكريم بمدينة المنصورة في إطار الاحتفالات بالعيد القومي لمحافظة الدقهلية (2019).
ورغم كل تلك التكريمات فإنه ظل محتفظا بروح الهواية الصادقة ولذا فقد قبل الرئاسة الفخرية لعدد من مهرجانات الهواة والشباب ومن بينها: مهرجان «المسرح العربي» (الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح) (2007)، مهرجان آفاق (2016)، وأخيرا مهرجان «شرم الشيخ الدولي للشباب» (2019). وجدير بالذكر أنه كان متزوجا من تليمذته الممثلة الراحلة نيفين رامز) من أسرة رضا) وأنجبا من الأولاد كريم (مهندس كومبيوتر) ومريم (خريجة تجارة إنجليزي).


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏