سهير الباروني خفيفة الظل

سهير الباروني خفيفة الظل

العدد 601 صدر بتاريخ 4مارس2019

ولدت الفنانة القديرة سهير الباروني (وأسمها بشهادة الميلاد: سهير محمد يوسف الباروني) في 5 ديسمبر عام 1937 بشارع الجيش في حي «باب الشعرية» بمحافظة «القاهرة». كانت بدايتها الفنية من خلال المسرح المدرسي وبالتحديد بمدرسة «غمرة الإبتدائية»، حيث كانت تلميذة نجيبة محبوبة من جميع مدرسيها، وخاصة مدرسة الألعاب لعشقها الرياضة منذ طفولتها، ومدرسة الموسيقى لاشتراكها في الفرقة الموسيقية كعازفة «كمان»، وكذلك أيضا مدرس اللغة العربية الذي كان يمنحها الدرجات النهائية. وقد استمرت في تفوقها الدراسي بعد ذلك فى المدرسة الثانوية بالعباسية.
بدأت علاقتها بالتمثيل بالمصادفة وذلك عندما كان أحد أقاربها وهو الفنان عثمان محمد علي يتقدم لامتحانات القبول بمعهد التمثيل واصطحبها معه بالصدفة، وأثناء الإمتحان طلب عميد المعهد من أحدى المتقدمات للإختبار أن تقوم بدور معين فلم تستطع تأديته بالشكل المناسب فطلب منها أن تلعب هي الدور - برغم أنها أخبرته بأنها من غير المتقدمات للإمتحان - وحينما أعجب بأدائها قال لها: «مبروك أنت الأولى» !!.
التحقت الفنانة سهير الباروني بالفعل بالمعهد العالي للتمثيل، ولكنها لم تسطع الإستمرار حيث تم فصلها لعدم انتظامها في الدراسة. وكان السبب الرئيسي في عدم انتظامها بالدراسة هو إنتمائها لعائلة محافظة ترفض دراستها للتمثيل، فهي حفيدة «سليمان باشا الباروني» أحد كبار البارونية في دولة «ليبيا» الشقيقة، ورفيق الزعيم عمر المختار في جهاده ضد الإحتلال الإيطالي، فكانت صلة القرابة تلك عائقا يقف أمام دخولها مجال التمثيل، حيث رفضت عائلتها دخولها المجال أكثر من مرة، وفي محاولة للتحايل على رفض العائلة اتفق معها قريبها (الفنان عثمان محمد علي) أن تخبرهم باستلامها العمل كموجهة مسرحية، ومنذ تلك اللحظة عرفت طريقها إلى الإذاعة فشاركت في تمثيل سباعية «بنت بحري» للشاعر بيرم التونسي.
بدأت حياتها الفنية كممثلة محترفة بالعمل بفرقة «الريحاني» وذلك عندما التقاها مدير مسرح «الريحاني» وأخبرها برغبته فى ضمها لفرقة ولكن والدتها رفضت بشدة في البداية، ولاقتناعه بموهبتها اضطر إلى إقناع والدتها بكل الأساليب الممكنة حتى أنه عرض عليها تخصيص سيارة خاصة لها لتوصيلها كل يوم مع أسرتها إلى المسرح ثم عودتها إلى منزلها بمجرد انتهاء العرض، فوافقت الأسرة على ذلك أخيرا.
تميزت الفنانة سهير الباروني بصفة عامة بأنها واحدة من الممثلات النادرات اللاتي يستطعن تحمل البطولات الكوميدية، فهي لا تنتمي إلى تلك المجموعة من الممثلات اللاتي تقتصر مهمتهن على مساندة النجم الكوميدي في مهمة الإضحاك، ولكنها تنتمي إلى المجموعة النادرة من الممثلات اللاتي يشتهرن بخفة الظل وبقدرتهن على تفجير الضحكات سواء إعتمادا على كوميديا الموقف أو بالإعتماد على مهارتهن الشخصية، وتضم هذه المجموعة نخبة من الفنانات من بينهن: زينات صدقي، وداد حمدي، جمالات زايد، نجوى سالم، خيرية أحمد، شويكار، سهير البابلي، ميمي جمال، نبيلة السيد، ليلى فهمي، سناء يونس، سعاد نصر.
وإذا كانت الكوميديا الشعبية تعتمد في كثير من المواقف على تقديم وصلات الردح والتشليق للمرأة الشعبية والتي تقوم بها غالبا بعض الممثلات اللاتي يتعمدن تقديم نموذج المرأة الدميمة أو العانس كالفنانات: زكية إبراهيم، ماري منيب، زينات صدقي، جمالات زايد، عائشة الكيلاني، فإن الفنانة سهير الباروني رفضت حبسها في هذا الإطار وفضلت تقديم أنماط وأدوار مختلفة كالمرأة الشعبية، والمرأة الأرستقراطية، والمطربة أو العالمة، وكذلك بعض أدوار المرأة المدللة أو المرأة المغلوبة على أمرها، وأيضا أدوار المرأة العجوز المسنة. ويحسب لها اعترافها بالجميل لكل من ساهم في توجيهها فنيا وصقل موهبتها وفي مقدمتهن الفنانة القديرة ماري منيب التي علمتها كيفية أداء مشاهد الردح (نصحتها بأن تطلع كل يوم سطوح البيت وتتعلم فيه كيفية الردح بطلاقة وبالفعل استفادت من تنفيذ هذه الوصية).
وللأسف لم تستطع خلال مسيرتها المسرحية اكتساب عضوية فرقة واحدة والارتباط بها، فاضطرت إلى التنقل بين عدد كبير من الفرق المسرحية، ومن أهم تلك الفرق التي صقلت موهبتها: «الريحاني»، «تحية كاريوكا»، «ثلاثي أضواء المسرح» (عند بداية تكوينها).
بدأت التمثيل في السينما منذ حقبة الخمسينات من القرن العشرين، وشاركت في عدد من الأفلام الشهيرة ومنها: أيام وليالي، بين القصرين، قصر الشوق، إضراب الشحاتين، أضواء المدينة، ثلاثين يوم في السجن، إضراب الشحاتين، النداهة، قضية عم أحمد، سمع هس، قصة الحي الشعبي، فول الصين العظيم، وكان دورها في الفيلم الأخير هو آخر أدوارها، فوفقت في تحقيق إضافة جديدة لرصيدها الفني المتميز بتجسيدها لشخصية العالمة والدة الشاب محي (الفنان محمد هنيدي)، والذي غنت في إطار أحداثه الدرامية أغنية «شوف قلة أدبه»، تلك الأغنية التي ذاع صيتها وحفظها الكثيرون.
كذلك شاركت خلال الربع الأخير من القرن العشرين بعدد كبير من المسلسلات الدرامية المتميزة ومن أهمها: رأفت الهجان (مع محمود عبد العزيز)، لن أعيش في جلباب أبي (مع نور الشريف)، عريس ديلفري (مع هاني رمزي)، فرقة ناجي عطا الله (مع عادل إمام)، ويحسب لها بصفة عامة تمتعها بخفة ظل لا مثيل لها، ونجاحها في إشاعة جو من البهجة بمعظم أعمالها، وأيضا في التعامل مع ثلاثة أجيال من نجوم الكوميديا، حيث بدأت مع جيل الستينيات (عبد المنعم مدبولي، فؤاد المهندس، محمد عوض، سمير غانم، جورج سيدهم، الضيف أحمد، حسن مصطفى، وحيد سيف، عبد الله فرغلي)، وجيل السبعينيات (عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، محمد نجم)، ثم جيل الثمانينات والتسعينيات (المنتصر بالله، محمد هنيدي، أحمد آدم، طلعت زكريا، هاني رمزي).
وجدير بالذكر أنها شقيقة المطربة سناء الباروني (إحدى عضوات فرقة الثلاثي المرح.( وقد توفيت بمنزلها بمنطقة المهندسين (محافظة الجيزة) في 31 يناير عام 2012 (شهر رمضان) عن عمر يناهز 74 عاما.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة المشاركات الفنية للفنانة سهير الباروني طبقا لاختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا - المشاركات المسرحية:
شاركت في بطولة ما يقرب من أربعين مسرحية (مابين فرق مسارح الدولة وبعض الفرق الخاصة)، وأستطاعت أن تنافس كبار فنانات الكوميديا خلال النصف الثاني من القرن العشرين وفي مقدمتهن: نجوى سالم، شويكار، سهير البابلي، خيرية أحمد، ميمي جمال.
وخلال رحلتها المسرحية شاركت الفنانة سهير الباروني بعدة بطولات مطلقة ومن بينها على سبيل المثال مسرحيات: أهلا فأر السبتية، شباب على طول، حواديت (زفة العروسة)، أحدث زوجة في العالم، هاللو شلبي، الدنيا مزيكا، إعقل يا مجنون، إحنا إللي خرمنا التعريفة. هذا ويمكن تصنيف مجموعة مشاركاتها المسرحية طبقا للتسلسل التاريخى مع مراعاة اختلاف الفرق كما يلي:
1 -  بفرق مسارح الدولة:
- «المسرح الكوميدي»: للحريم فقط (1963)، ملكة الإغراء (1964)، حالة حب (1965).
- فرقة «الأسكندرية»: الدنيا رواية هزلية (1971).
- «المسرح الحديث»: الكدب له ألف رجل (1972)،
- «مسرح الطليعة»: أهلا فأر السبتية (1974).
- «مسرح الشباب»: شباب على طول (1984).
2 - بفرق القطاع الخاص:
- «الريحاني»: الحكم بعد المداولة (1953)، على عينك يا تاجر (1956)، حماتي بوليس دولي (1957)، إللي يعيش ياما يشوف (1959)، كان غيرك أشطر (1961)، الحرامية (1977).
- «ساعة لقلبك»: الستات ملايكة (1960).
- «إسماعيل يس»: ثلاث فرخات وديك، كناس في جاردن سيتي (1962)، الحب لما يفرقع (1963).
- «تحية كاريوكا»: قهوة التوتة، حضرة صاحب العمارة (1966).
- «ثلاثي أضواء المسرح»: حواديت - زفة العروسة (1967)، براغيت (1967)، أحدث زوجة في العالم (1969).
- «الفنانين المتحدين»: هاللو شلبي (1970)، اللص الشريف (1971)، علشان خاطر عيونك (1987)، شارع محمد علي (1990).
- «المسرح الفكاهي» (أنور عبد الله): أنا ومراتي وجوزها (1972).
- «المسرح الباسم» (نبيل الهجرسي): المحتاس والناس (1972).
- «نعيمة وصفي»: ولد وجنية (1973).
- «نجوم المسرح» (كمال الشناوي): اللعب ع المكشوف (1975).
- «الكوميدي شو»: الدنيا مزيكا (1976).
- «محمد نجم»: إعقل يا مجنون (1984).
- «الكوميدي المصرية»: ليلة القبض على حمص (1985).
- «حسام الهجرسي»: إحنا إللي خرمنا التعريفة (1989).
- وذلك بالإضافة إلى بعض المسرحيات المصورة التي أنتجت خصيصا للعرض التليفزيوني ومن بينها: الوصية (1968)، الحقيقة فين؟ (1973)، اللعبة (1985)، ثلاثة عشر ليه؟ (1988).
ويذكر أنها قد تعاونت من خلال تلك العروض المسرحية السابق ذكرها مع نخبة من المخرجين المتميزين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: محمد توفيق، نور الدمرداش، سعد أردش، كمال عيد، عبد المنعم مدبولي، محمد سالم، أحمد حلمي، حسن عبد السلام، فايز حلاوة، السيد راضي، فؤاد المهندس، نبيل الألفي، حسين كمال، إبراهيم السيد، شاكر عبد اللطيف، رشاد عثمان، عادل صادق، جلال غنيم، شاكر خضير، عصام السيد.
ثانيا- الأفلام السينمائية:
ساهمت الفنانة القديرة سهير الباروني بأداء بعض الأدوار الثانوية المؤثرة في عدد خمسة وخمسين فيلما خلال أكثر من خمسين عاما (الفترة من عام 1955 إلى عام 2006)، حيث بدأت أولى مشاركاتها بفيلم «أيام وليالي» من إخراج هنري بركات، وبطولة عبد الحليم حافظ، إيمان، أحمد رمزي، وهو الفيلم الذي تقاضت عليه أجرا مائة جنيه، في حين كانت آخر مشاركاتها بفيلم «قصة الحي الشعبي» من إخراج أشرف فايق، وبطولة طلعت زكريا، نيكول سابا، سعد الصغير. وبرغم تميز أدائها بالأدوار التي جسدتها إلا أنها ظلت لسنوات طويلة تنتظر أن تنصفها السينما كما أنصفها المسرح بالبطولات المطلقة، ولكن للأسف لم تتحقق طموحاتها السينمائية حتى تاريخ رحيلها. هذا وتضم قائمة أعمالها والتي تصل إلى خمسة وخمسين فيلما الأفلام التالية: أيام وليالي (1955)، عشاق الليل، المخدوعة، الحب العظيم (1957)، هذا هو الحب (1958)، عريس مراتي (1959)، يوم من عمري، أعز الحبايب (1961)، المعجزة، بين القصرين (1962)، بياعة الجرايد، امرأة على الهامش، زقاق المدق (1963)، هارب من الزواج (1964)، الراهبة (1965)، قصر الشوق، ثلاثة لصوص، هو والنساء، ثلاثين يوم في السجن، مبكى العشاق (1966)، إضراب الشحاتين، العريس الثاني (1967)، حلوة وشقية، أشجع رجل في العالم، بنت من البنات (1968)، للمتزوجين فقط (1969)، شقة مفروشة، الكدابين الثلاثة، أشياء لا تشترى، دلال المصرية (1970)، موعد مع الحبيب (1971)، أضواء المدينة، أغنية على الممر، بنت بديعة (1972)، المرأة التي غلبت الشيطان (1973)، الساعة تدق العاشرة، الأبرياء (1974)، ملوك الضحك، بنت أسمها محمود، لقاء مع الماضي، النداهة (1975)، العش الهادئ (1976)، آه يا ليل يا زمن (1977)، الأقمر، المجرم (1978)، الطيور المهاجرة (1979)، الجواز للجدعان (1983)، قضية عم أحمد (1985)، ممنوع في مدرسة البنات، الكومندان (1986)، قضية الأستاذة عفت (1989)، سمع هس (1991)، الحب مسرحية من 3 فصول (2001)، فول الصين العظيم (2004)، قصة الحي الشعبي (2006). وذلك بالإضافة إلى بعض الأفلام القصيرة والأفلام التليفزيونية ومن بينها: الهانم وأنا (مع سمير صبري وسماح أنور)، والأصابع الثلاثة عام 1973 (مع عبد المنعم إبراهيم ووحيد سيف).
وجدير بالذكر أنها قد تعاونت من خلال مجموعة الأفلام السابق ذكرها مع نخبة من كبار المخرجين المتميزين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: عباس كامل، نيازي مصطفى، هنري بركات، صلاح أبو سيف، حسن الإمام، عاطف سالم، فطين عبد الوهاب، حلمي رفلة، كمال عطية، حسن الصيفي، عيسى كرامة، إسماعيل القاضي، منير التوني، أحمد ضياء الدين، علي رضا، حسين كمال، محمد راضي، علي عبد الخالق، هشام أبو النصر، شريف عرفة، يحيى العلمي، محمود فريد، حسن يوسف، نجدي حافظ، السعيد مصطفى، إسماعيل حسن، محمد بسيوني، خالد الصاوي، أشرف فايق.
هذا ويجب التنويه إلى أن أفضل أدارها السينمائية كانت مع المخرج الكبير حسن الأمام، الذي قدمت معه خمسة عشر فيلما من الأفلام المتميزة وهي: المخدوعة، المعجزة، بين القصرين، قصر الشوق، بياعة الجرايد، امرأة على الهامش، زقاق المدق، الراهبة، ثلاثة لصوص، هو والنساء، إضراب الشحاتين، بنت من البنات، شقة مفروشة، دلال المصرية، بنت بديعة. ويحسب لها نجاحها في تقديم عدد من الشخصيات الدرامية المتنوعة من خلال الأفلام السابقة ولعل من أهمها شخصيات: خديجة عبد الجواد بفيلم «بين القصرين»، علية باي باي بفيلم «زقاق المدق»، بديعة بفيلم «دلال المصرية»، سميرة الصحفية (زميلة ليلى فاتن حمامة) بفيلم «المعجزة».
ثالثا - الدراما التلفزيونية:
بدأت الفنانة سهير الباروني إسهاماتها التليفزيونية من خلال مشاركتها بأداء بعض الأدوار الرئيسة بفوازير رمضان مع «ثلاثي أضواء المسرح» خلال الفترة من 1967 إلى 1970، ثم بعد ذلك من خلال تجسيد بعض الأدوار المحورية ببعض المسلسلات المهمة، وذلك بدءا بمسلسل «عندما يشتعل الرماد» عام 1973، من إخراج إبراهيم الشقنقيري وبطولة محمود مرسي وناهد يسري ونعيمة وصفي، وحتى آخر أعمالها مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» عام 2012، إخراج رامي إمام، وبطولة عادل إمام وأنوشكا. وخلال مسيرتها الفنية بالدراما التليفزيونية نجحت وبرعت في تجسيد عدة شخصيات درامية بصورة لافتة للنظر حتى أنها ظلت باقية في ذاكرة المشاهدين. هذا وتضم قائمة أعمالها التليفزيونية المسلسلات التالية: أبو الفوارس، فوازير «ثلاثي أضواء المسرح»، فوازير «كلمة × غنوة»، فوازير «وحوي يا وحوي»، عندما تضحك الأوتار، عندما يشتعل الرماد، قهوة رضا، ماشي يا دنيا ماشي، عصر الحب، الجلاد والحب، من الليل شروق، رأفت الهجان (ج2)، وداعا يا ربيع العمر، مغامرات زكية هانم، ولا يزال الحب مستمرا، سر الأرض، ساكن قصادي، صباح الورد، مشوار، لن أعيش في جلباب أبي، رابعة تعود، كلهن طيبات، الفهلوي، نوبة صحيان، السيف والصخر، للثروة حسابات أخرى، دار الزمن، كريمة كريمة، عصابة ماما وبابا، شاهد إثبات، عريس دليفري، فرقة ناجي عطا الله، لحظات حرجة. وذلك بخلاف مشاركاتها ببعض التمثيليات والسهرات التليفزيونية ومن بينها: حتى تعودي.
رابعا - الأعمال الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية الكثيرة والمتنوعة لهذه الفنانة القديرة والتي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بكثير من برامج المنوعات والأعمال الدرامية ومن بينها المسلسلات التالية على سبيل المثال فقط: بنت بحري (سباعية)، توتة توتة، هزار في منتهى الجد، الكدب ليه ألف رجل، الأستاذ مبسوط جدا، فارس عصره وأوانه، برنامج «ساعة لقلبك».
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية ببعض الجوائز ومظاهر التكريم، فحصدت الفنانة القديرة سهير الباروني بعض الجوائز وشهادات التكريم بالمهرجانات السينمائية الدولية عن بعض أدوارها الثانوية بالسينما، كما تم تكريمها عام 1994 في إطار فعاليات «المهرجان الأول للمسرح الضاحك» (الذي نظمته «الجمعية المصرية لهواة المسرح»)، وكذلك كرمت عام 2010 من قبل «المركز الكاثوليكي» عن مجمل أعمالها، ولكن يظل تكريمها لأكبر والأجدى هو حب وتقدير جمهورها الكبير بمختلف الأقطار العربية.
وللأسف فقد عانت الفنانة سهير الباروني في الفترة الأخيرة من حياتها من صعوبة في الحركة والمشي ومن درجة من درجات الإكتئاب النفسي نظرا لعدم سؤال عدد كبير من أصدقائها عنها، خاصة بعدما رحلت ابنتها عفاف (التي لقت مصرعها في حادث ميكروباص تاركة ابنها عمر 14 عاما وابنتها كريمة 11 عاما) فتعاظم عليها الشعور بالحزن والوحدة حينما لم تجد الإهتمام المناسب من الآخرين. وكانت تقضي أوقاتها في قراءة القرآن الكريم ومتابعة القنوات الدينية، مع متابعة بعض برامج «التوك شو» للتعرف على أحوال البلد، وكانت حزينة جدا على تردي الوضع الأمني في البلاد. وقد صرحت ببعض اللقاءات بأنها نادمة على مشوارها الفني كله لأنها لم تأخذ حقها الذي يتناسب مع موهبتها واجتهادها وخاصة في كل من السينماوالتليفزيون .


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏