المسرح بعد السنيما البحث عن كاتب مسرحي لمسرحية “ستان وأولي”

المسرح بعد السنيما البحث عن كاتب مسرحي لمسرحية “ستان وأولي”

العدد 595 صدر بتاريخ 21يناير2019

نجاح لا بأس به - وإن لم يكن كبيرا – حققه فيلم «ستان وأولي» الذي بدا عرضه التجاري مطلع العام الحالي. وتدور أحداث الفيلم حول الثنائي الكوميدي “ستان لوريل” و”أوليفر هاردي” الذي أضحك العالم بعشرات الأفلام لمدة ثلاثين عاما بين عامي 1921 و1951. وقال النقاد إنه فيلم جيد يعالج موضوعا شيقا عن اثنتين من الشخصيات البارزتين في تاريخ الفن الأمريكي، ويمكن أن يحقق مزيدا من النجاح مع استمرار عرضه. وكان هذا النجاح دافعا لإحدى الفرق المسرحية للبدء في تحويل الفيلم إلى عمل مسرحي.
وكان هاردي (1892 - 1957) أمريكيا درس المحاماة ولم يعمل بها طويلا وتفرغ للعمل الفني وعمل مغنيا في بداية حياته الفنية. أما لوريل (1890 - 1965) فكان بريطانيا ينتمي إلى عائلة فنية وظهر كبديل يقلد شارلي شابلن الذي كان قد هاجر إلى الولايات المتحدة.
موعد مع التاريخ
وكان الاثنان على موعد مع التاريخ عندما سافرت الفرقة التي يعمل بها لوريل لتقديم عروضها في الولايات المتحدة حيث التقى بهاردي وكونا ثنائيا كوميديا غزا العالم بأفلامه. وكانت البداية الفيلم القصير «الكلب المحظوظ» عام 1921. وكانت النهاية مع فيلم “أتول كي” عام 1951 الذي لم يحقق النجاح المأمول. وأخيرا انتهت قصة الثنائي بمرض القلب الذي أصاب هاردي ولازمه حتى وفاته. واعتزل لوريل العمل الفني حتى لحق بصديقه.
وفي الفيلم يجسد الممثل الأمريكي جون ريلي شخصية النجم البدين هاردي. ويجسد شخصية لوريل الممثل البريطاني ستيف كوجان وهو أيضا مؤلف موسيقي ومغنٍ.
ولهذا الأمر فلسفة معينة تنتشر في عالم الفن في الولايات المتحدة منذ عدة سنوات، وهي اختيار ممثلين بريطانيين لتجسيد الشخصيات البريطانية في الأعمال الفنية سواء في المسرح أو التلفزيون أو السنيما. وفي حالات كثيرة على سبيل المثال يتم إسناد الشخصيات الرئيسية في مسرحيات شكسبير إلى ممثلين بريطانيين باعتبار أنهم سوف يكونون أقدر على تجسيدها من غيرهم. وسار منتج الفيلم في نفس الطريق واختار ممثلا بريطانيا لتجسيد شخصية لوريل. ومن المقرر بشكل مبدئي أن يجسد ريلي وكوجان شخصيتي لوريل وهاردي على المسرح كما سبق وجسداها على الشاشة البيضاء. واختارت الفرقة نفس بطلي الفيلم بعد أن أجاد الاثنان إلى حد أن المشاهد بات شبه مقتنع بأنه يشاهد لوريل وهاردي الحقيقيين وليس ممثلين يجسدان شخصية كل منهما.
التحدي
ويقول النقاد إنه سيتعين على كاتب النص المسرحي الذي سيكون مقيدا بمكان وزمان محدودين ولا بد من غربلة أحداث الفيلم واختيار أنسبها للعرض المسرحي.
ويتناول الفيلم جوانب متعددة في حياة النجمين مثل انهيار الحياة الزوجية لكل منهما بسبب أعباء العمل الفني وتصميمهما على عدم الزواج مرة أخرى. هذا فضلا عن بعض المشكلات التي واجهت عملهما الفني وكيف بنى الاثنان مجدا بالعرق، والدموع أحيانا. وبدأت الأضواء تنحسر عنهما نسبيا بظهور الثنائي الكوميدي المنافس أبوت وكاستيلو. كما تناول الفيلم بعض الجوانب الأخرى مثل صرامة لوريل أثناء تصوير الأعمال الفنية ومحاولات هاردي التحامل على نفسه رغم تراجع حالته الصحية في سنواته الأخيرة. وتناول الفيلم الصداقة الرائعة التي قامت بينهما حتى ساد الاعتقاد بأن كليهما أبرم وثيقة تأمين على نفسه لصالح الآخر كما حدث مع أبوت وكاستيلو، وهو ما لم يحدث. ولم ينسَ الفيلم أن يبرز الروح الفكاهية التي تحلى بها الاثنان في حياتهما العادية وليس أمام الشاشة فقط. وكل هذه الجرعة الفنية يقدمها الفيلم في 97 دقيقة فقط.
ويقول جون ريلي (53 سنة) الذي جسد شخصية هاردي، إنه لم يكن الأول الذي تعرض عليه الشركة المنتجة تجسيد الشخصية بسبب صعوبة هذا الدور، لكنه قرر قبول التحدي لأنه معجب بهذا الممثل وتأثر به عندما قرر العمل في التمثيل الكوميدي بشكل خاص. ويشعر أنه أمام حذاء كبير عليه أن يملأه بقدمه الصغيرة. وقد شاهد أكثر من 100 فيلم للثنائي حتى يعايش الشخصية جيدا. وهو سعيد باختياره مبدئيا لتجسيد شخصية هاردي على المسرح خصوصا أنه ممثل مسرحي أيضا. ويرجو أن يكون الاختيار نهائيا إذا قدر للعمل المسرحي أن يخرج إلى النور.
لم تعد.. للرجال فقط
البداية تقليد الأساتذة

بعد 175 سنة من إنشائها، أعلنت فرقة “هاستي بادنج” المسرحية التابعة لجامعة هارفارد الأمريكية التي يقدم عروضها طلبة الجامعة من الذكور فقط، أنها سوف تبدأ لأول مرة منذ إنشائها في إشراك ممثلات من الجنس اللطيف في مسرحياتها.
وقالت الفرقة إن الاختيار وقع على ست من طالبات الجامعة للمشاركة في عروض الفرقة خلال العام الحالي على سبيل التجربة. ويعادل هذا العدد نصف ممثلي الفرقة الذين يشاركون عادة في العروض.
ويقول مدير الفرقة التي يعود تأسيسها إلى 1844، إنه تم اتخاذ القرار بناء على رغبة عدد كبير من طلبة الجامعة والنقاد، إلا أن الطلبة سوف يواصلون تجسيد بعض الشخصيات النسائية في مسرحيات الفرقة التي يغلب عليها الطابع الكوميدي مثلما اعتادت الفرقة منذ إنشائها.
وتقول آشلي لالوند إحدى الطالبات الست، إنها تفخر بأنها ضمن أول ست طالبات يتم ضمهن إلى الفرقة. كما تفخر بأنها الطالبة السوداء الوحيدة بين الطالبات الست.
تاريخ طويل
وتعد فرقة هاستي من الفرق المميزة على مستوى العالم، واسمها من الناحية الرسمية فرقة مسرحيات هاستي بادنج The Hasty Pudding Theatricals. وتعرف الفرقة بشكل غير رسمي باسم البادنجThe Pudding. وهي تعد أقدم فرقة مسرحية في الولايات المتحدة وثالث أقدم فرقة مسرحية على مستوى العالم بعد فرقة الكوميدي فرانسيز وفرقة Oberammergau Passion Players. هذا إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ تسجيلها رسميا وهو 1795. أما إذا اعتمدنا على بداية تشكيلها وبدء نشاطها وهو 1844 تصبح أقدم فرقة مسرحية في العالم، وكانت بدايتها قبل ذلك بنحو 30 سنة من خلال مجموعة من الطلبة كانوا يقلدون أساتذة الجامعة بشكل ساخر. وهي حتى الآن تركز على العروض الكوميدية فقط مثلما كانت بداياتها الأولى. وجاء في حيثيات إنشائها أنها فرقة تهدف إلى استخدام الكوميديا في تقوية الروح الاجتماعية والقيم الأخلاقية وتقوية الانتماء للوطن.  
إعجاب
وقد حازت إعجاب النقاد وجمهور المسرح على حد سواء حتى وصفها الناقد المسرحي الشهير جون ويل رايت في أواخر القرن التاسع عشر (1897) بأنها فريق من الرجال الموهوبين من كل الأعمار يجتمعون معا لرسم الابتسامة على الشفاه مع متعة المشاهدة. وكانت الفرقة تقدم عملا جديدا كل عام حتى الآن. ولم تتوقف عن تقديم أعمال جديدة إلا لعامين أثناء الحرب العالمية الأولى وعامين خلال الثانية. ومن المفارقات أن اثنين من رؤساء الولايات المتحدة وهما تيودور روزيفلت وفرانكلين روزيفلت كانا من طلاب جامعة هارفارد وشاركا في أعمال هذه الفرقة لبعض الوقت.
وظلت الفرقة متمسكة بتقليدها الأساسي الذي خرجت عليه اعتبارا من العام الحالي وهو أن يكون ممثلوها جميعا من الرجال. وكانت تسمح فقط بأن يكون المنتج أو المؤلف أو مهندس الديكور من الجنس اللطيف، أما الممثلون فلا.
واعتادت الفرقة أن تقدم عروضها في البداية على مسرح الجامعة في كمبردج لمدة خمسة أسابيع ثم تطوف عدة مدن أمريكية وتعود لتختتم العام على مسرح الجامعة. وأصبحت الفرقة بمثابة معهد تعليمي لكل من يرغب في الاشتغال بالمسرح سواء في مجال التمثيل أو الإخراج أو الديكور أو الكتابة للمسرح وغيرها، وفي الوقت نفسه تألق عدد ممن عملوا بها في مختلف مجالات الحياة الفنية بعد تخرجهم مثل ديفيد جيربوم الذي حصل على 13 جائزة من جوائز إيمي منها 11 عن التأليف.
وتتخذ الفرقة من أبو الهول شعارا لها وهو يمسك في يده طبقا من البودنج.


ترجمة هشام عبد الرءوف