السيد بدير رجل المهام الصعبة

السيد بدير رجل المهام الصعبة

العدد 593 صدر بتاريخ 7يناير2019

الفنان القدير السيد بدير حالة استثنائية نادرة، وهو طاقة إبداعية كبيرة ومتوهجة وفنان شامل بمعنى الكلمة، فهو مبدع حقيقي - وبنفس القدرة والكفاءة - في عدة مجالات فنية، فهو مؤلف وسيناريست ومترجم وممثل ومخرج بالإضافة إلى أنه أيضا إداري متميز جدا. وهو من مواليد 11 يناير عام 1915 في «أبو شقوق» مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، ثم استقر مع أسرته بعد ذلك في محافظة «القاهرة». بدأت هوايته للفن من خلال انضمامه لفريق التمثيل بمدرسة «رقي المعارف الثانوية» بجزيرة بدران بشبرا، وهي المدرسة التي كان والده يعمل مدرسا للتربية البدنية بها، وكان يقوم بتدريب الفريق آنذاك الفنان عبد القادر المسيري.
وبعد حصوله على شهادة البكالوريا في عام 1932 التحق بكلية «الطب البيطري»، ولكنه سرعان ما تركها حتى يتفرغ لممارسة الفن الذي ملك عليه حياته، حيث لم يستطع أن يجمع بين الدراسة والعمل بالفن، لذلك فضل العمل الحكومي على الدراسة حتى يستطيع أن يفي باحتياجاته المالية. بدأ حياته العملية بالتعيين مدرسا بالمدارس الابتدائية ثم نقل إلى وزارة العدل، وانضم عام 1935 إلى جمعية «أنصار التمثيل والسينما» وشارك في عروضها السنوية إخراجا وتمثيلا. وخلال تلك الفترة التي تعد فترة البدايات تنوع عطاؤه الإبداعي في أكثر من قناة فنية (في المسرح، السينما، الإذاعة والتلفزيون).
كانت بدايته السينمائية من خلال تأليفه لفيلم «تيتاوونج» عام 1937، وكذلك مشاركته بالتمثيل فيه، لتتوالى أعماله بعدها ما بين التأليف والتمثيل التي من أبرزها: الخمسة جنيه، لك يوم يا ظالم، حكم القوي، ريا وسكينة، حميدو، إسماعيل يس في البوليس، صراع في المينا، رصيف نمرة 5، شباب امرأة، الوسادة الخالية، لا أنام، الفتوة، جعلوني مجرما، تحيا الرجالة، حميدو، سر طاقية الإخفاء، وإن كانت شهرته الحقيقية لم تتحقق إلا عندما قام بتجسيد شخصية «عبد الموجود» ابن عبد الرحيم كبير الرحمية قبلي. وذلك بعدما اكتشف المخرج عباس كامل موهبته التمثيلية، فأدخله مع الفنان محمد التابعي في ثنائي فني شهير، يقوم فيه «التابعي» بدور كبير الرحيمية قبلي، ويقوم «السيد بدير» بدور ولده عبد الموجود، الابن الساذج الذي يريد والده أن يزوجه من ابنة أحد الباشوات الذي خسر فلوسه، فاضطر أن يوافق على هذه الزيجة، وبالفعل نجح الثنائي حتى أصبح قاسما مشتركا في جميع أفلام المخرج عباس كامل، خاصة بعدما انضم إليهما أيضا الفنان عمر الجيزاوي للثنائي كسكرتير لكبير الرحيمية، وكذلك الفنانة سعاد مكاوي (زوجة المخرج عباس كامل) كابنة لكبير الرحيمية، واشترك الأربعة بعد ذلك في عدة أفلام لمخرجين آخرين. وبصفة عامة برع الفنان السيد بدير في تجسيد الشخصيات النمطية الكوميدية ومن أشهرها: القروي الساذج، الزوج المخدوع، المدرس التقليدي، المأذون أو رجل الدين الضرير الذي يتمتع بخفة الظل، تلك الأدوار ذات اللمسة الكاريكاتيرية المثيرة للكوميديا والسخرية والمفجرة للضحكات، التي نجح من خلالها في توظيف سمنته وملامح وجهه وصوته.
بينما بدأت تجربته ا?خراجية من خلال المسرح، وذلك من خلال انضمامه إلى جمعية «أنصار التمثيل والسينما»، ثم تألقه كمخرج مسرحي منذ منتصف الخمسينات من خلال إخراجه لعدة مسرحيات لفرقة «إسماعيل يس»، بدءا بمسرحية حبيبي كوكو عام 1954، لتتوالى أعماله بعدها حتى عام 1966 ومن بينها: عريس تحت التمرين، الست عايزة كده، صاحبة الجلالة، الكورة مع بلبل، حرامي لأول مرة، ضميري واخد أجازة، مراتي قمر صناعي، أنا حظي بمب.
ومن الطرائف التي تذكر وتؤكد مدى توهج موهبته أنه أثناء فترة قيادته لمسارح التلفزيون لم يكن ينام في أفضل الأحوال أكثر من أربعة ساعات يوميا بالمكتب، وكذلك مهاراته في سرعة إنجاز المهام التي يكلف بها وبمنتهى الجودة، حتى إن المخرج القدير عاطف سالم حينما صحبه إلى مدينة «الإسكندرية» ليستكمل له ما تبقى من سيناريو وحوار فيلم «جعلوني مجرما»، نجح في إنهاء المهمة وهو في القطار، وفضل العودة للقاهرة على الفور في نفس القطار، خاصة بعدما قابل المخرج المبدع صلاح أبو سيف الذي طالبه بإنهاء حوار فيلم «شباب امرأة»، وبالفعل أنهى المهمة أثناء العودة وقبل وصول القطار للقاهرة!!
ويعد الفنان السيد بدير رائد التمثيلية الإذاعية تأليفا وإخراجا وتمثيلا بلا منافس، حتى إنه وقع في فترة مبكرة عقد شامل يقوم بموجبه بالتأليف والتمثيل والإخراج الإذاعي نظير مبلغ وقدره 150 جنيها. وجدير بالذكر أن الفنان السيد بدير تولى مناصب كثيرة، ومن بينها تعيينه مديرا للدعاية بوزارة الصحة، ليؤلف الكثير من التمثيليات الدعائية للوزارة لزيادة الوعي الصحي، ومنها كذلك انتدابه من قبل مدير دار الأوبرا الفنان سليمان نجيب للعمل مساعد مدير لمسرح الأوبرا مع الفرق الأجنبية التي تحيي مواسمها على مسرح دار الأوبرا، فاكتسب منهم الكثير من فنون المسرح، حتى أصبح رئيسا لمسرح دار الأوبرا.
كما تقلد عدة مناصب قيادية، حيث تم تعيينه في عام 1947 كبير المخرجين بالإذاعة المصرية، وفي عام 1952 مستشارا للإذاعة، كذلك قام وزير الثقافة والإعلام ومؤسس التلفزيون المصري د. محمد عبد القادر حاتم بتعيينه مديرا لتمثيليات التلفزيون فور بدء إرساله عام 1960، ثم مستشارا ومشرفا على فرق مسارح التلفزيون الأربعة التي أسسها، والتي رفعها السيد بدير إلى ست فرق مسرحية ثم إلى إحدى عشرة فرقة مسرحية ضمت كل ممثلي الصف الثاني، ليحقق نهضة مسرحية، ويصنع من ممثلي مسارح التلفزيون نجوما (في مقدمتهم الفنانين: فؤاد المهندس، عبد المنعم مدبولي، أمين الهنيدي، محمد عوض، أبو بكر عزت، حسن مصطفى، عزت العلايلي، سميحة أيوب، نوال أبو الفتوح، شويكار، نظيم شعراوي، عادل إمام، الضيف أحمد). وقام السيد بدير بتشغيل الفرق في وقت واحد بعواصم مصر المختلفة كل أسبوعين مسرحية، ليقدم جيلا جديدا من كتاب المسرح والمعدين أمثال: عبد الرحمن الشرقاوي، نعمان عاشور، أنيس منصور، لطفي الخولي، ميخائيل رومان، يوسف إدريس، فايز حلاوة، فيصل ندا، سمير خفاجي، محمد دوارة، يوسف عوف.
وتتضمن قائمة المناصب التي تقلدها أيضا الفنان القدير السيد بدير تعيينه مديرا عاما للهيئة العامة للمسرح والسينما والموسيقى عام 1971، ثم رئيسا لها بدرجة وكيل وزارة عام 1973.
ويذكر أنه قد تزوج مرتين خلال حياته، المرة الأولى من ابنة عمه عام 1937، التي أنجب منها أولاده الخمسة (سامح، سميحة، سميرة، سمير، سعيد)، والثانية من المطربة شريفة فاضل في بداية حياتها وأنجب منها ولدين (سيد وسامي)، وقد استشهد «سامي» في حرب أكتوبر 73، لتغني له والدته أغنيتها الخالدة «ابني حبيبي ونور عيني.. بيضربوا بيه المثل..»، كما اغتيل ابنه العالم في مجال الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية سعيد بدير بعد رحيله عام 1989 (بعد وفاة والده بثلاث سنوات)، حيث توفي الفنان السيد بدير في 30 أغسطس عام 1986 عن عمر يناهز 71 عاما.
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (المسرح السينما الإذاعة التلفزيون) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا: أعماله المسرحية
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان السيد بدير طوال حياته، ومجال إبداعه الأساسي، فهو المجال الذي قضى في العمل به كمخرج وممثل محترف ما يقرب من نصف قرن، شارك خلالها بعضوية أهم الفرق المسرحية (من أهمها: «أنصار التمثيل والسينما»، «أوبرا ملك»، «الفرقة الاستعراضية»، «أمين الهنيدي»). ويمكن تصنيف مجموعة إسهاماته في مجال المسرح مع مراعاة التصنيف المهني (طبيعة الإبداع) والتتابع الزمني واختلاف الجهات الإنتاجية كما يلي:
1 - في مجال التأليف:
كورنيش الإسكندرية (الاستعراضية» - 1965)، سنة مع الشغل اللذيذ (الريحاني - 1970)، الناس مقامات (مصورة - 1980)، عائلة سعيدة جدا (الكوميدي - 1985)، مرافعات عائلية (مسرحيات مصورة - 1989).
2 - في مجال الإخراج:
 - «أنصار التمثيل والسينما»: ابن السما، إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أبطال المنصورة، حادث الطربوش، طرطوف (1935)، المرأة بين جيلين (1936)، المشكلة الكبرى (1938).
 - «أوبرا ملك»: أول حب (1944)، روميو وجوليت، زينة، الطابور الخامس، بيت الشيطان، درية، سهام، حاوي أفرنجي (1945)، شيرين، عشاق بالجملة، عمرو بن العاص، فاوست، كليوباترة، كيد النساء، ليالي شهرزاد (1946)، نصرة (1948)، بنت الحطاب (1949).
 - «إسماعيل يس»: حبيبي كوكو، عريس تحت التمرين، الست عايزة كده (1954)، صاحبة الجلالة، من كل بيت حكاية (1955)، الكورة مع بلبل، عمارة بندق، كل الرجالة كده، (1957)، جوزي كداب، حرامي لأول مرة، ضميري واخد أجازة، مراتي قمر صناعي (1958)، أنا حظي بمب (1966).
 - «المسرح العالمي»: هاملت (1964).
 - الاستعراضية»: كورنيش الإسكندرية (1965).
 - «المسرح الضاحك»: راجل ومليون ست (1969).
 - «الريحاني»: سنة مع الشغل اللذيذ (1970)، ميه تحت الصفر (1972).
 - «الهنيدي»: عبود عبده عبود (1970)، حسن حسنين حسونة، سد الحنك (1971)، يا عالم نفسي أتسجن (1975)، عشرين فرخة وديك (1976).
 - «المسرح الكوميدي»: عائلة سعيدة جدا (1985).
3 - في مجال التمثيل:
 - «أوبرا ملك»: مايسة (1940)، سفينة الغجر (1943)، أول حب (1944)، روميو وجوليت، زينة، الطابور الخامس (1945).
 - «المتحدين»: الزوج العاشر (1967).
 - «المسرح الكوميدي»: عائلة سعيدة جدا (1985).
ثانيا: أعماله السينمائية
كتب للسينما ما يزيد على مائة وعشرين سيناريو وحوار، كما مثل في أكثر من خمسة وثلاثين فيلما، أما بالنسبة للإخراج السينمائي فقد أخرج نحو عشرين فيلما روائيا طويلا، هذا وتتضمن قائمة أعماله السينمائية الأفلام التالية (طبقا للتصنيف المهني أو طبيعة الإبداع):
1 - في مجال التأليف: تيتاوونج (1937)، ملائكة في جهنم، الخمسة جنيه، دايما في قلبي، رجل المستقبل (1946)، البريمو، المنتقم (1947)، جوز الأربعة (1950)، لك يوم يا ظالم، حكم القوي (1951)، شم النسيم، الأسطى حسن، زمن العجائب، ريا وسكينة، كأس العذاب (1952)، بائعة الخبز، أنا وحبيب، المرأة كل شيء، حميدو، حب في الظلام (1953)، قلوب الناس، اعترافات زوجة، أبو الدهب، الوحش، ليلة من عمري، تحيا الرجالة، الملاك الظالم، المحتال، جعلوني مجرما، فتوات الحسينية (1954)، بنات الليل، الجسد، شاطئ الذكريات، نهارك سعيد (1955)، إسماعيل يس في البوليس، صراع في المينا، رصيف نمرة 5، شياطين الجو، القلب له أحكام، قتلت زوجي، هارب من الحب، النمرود، شباب امرأة، ودعت حبك، وداع في الفجر (1956)، المجد، سجين أبو زعبل، الطريق المسدود، غرام المليونير، الوسادة الخالية، لا أنام، إسماعيل يس في الأسطول، الفتوة، المتهم (1957)، سلطان، سلم ع الحبايب، سواق نص الليل، أبو حديد، غريبة، كهرمان، المعلمة (1958)، عاشت للحب، سر طاقية الإخفاء، أنا حرة (1959)، عمالقة البحار، لوعة الحب، ثلاثة رجال وإمرأة، بين السماء والأرض (1960)، طريق الدموع (1961)، غصن الزيتون، رسالة من إمرأة مجهولة، سلوى في مهب الريح (1962)، عائلة زيزي، صاحب الجلالة، الساحرة الصغيرة (1963)، خطيب ماما، المدير الفني (1965)، 3 لصوص، العبيط (1966)، حكاية 3 بنات (1968)، سكرتير ماما (1969)، 5 شارع الحبايب (1971)، حب أحلى من الحب (1975)، المجرم، المليونيرة النشالة، حب فوق البركان، الجنة تحت قدميها (1978)، السلخانة (1982).
2 - في مجال الإخراج: المجد، ليلة رهيبة (1957)، غلطة حبيبي، الزوجة العذراء، كهرمانة (1958)، عاشت للحب، أم رتيبة (1959)، سكر هانم، ثلاث وريثات، عمالقة البحار (1960)، نصف عذراء (1961)، سلوى في مهب الريح (1962)، العبيط (1966)، حب وخيانة (1968)، حسناء المطار، 5 شارع الحبايب (1971)، أرملة ليلة الزفاف (1974).
3 - في مجال التمثيل: أخيرا تزوجت (1942)، حب من السماء (1943)، وحيدة، من فات قديمه (1944)، البيه المزيف، الجيل الجديد، السوق السوداء (1945)، حرم الباشا، الماضي المجهول، الخير والشر، الموسيقار، النائب العام، رجل المستقبل (1946)، ملائكة في جهنم، ابن عنتر (1947)، المجنونة، قمر 14، سر الأميرة (1949)، خبر أبيض، خد الجميل (1951)، حضرة المحترم، كأس العذاب، الأسطى حسن (1952)، ابن ذوات (1953)، تاكسي الغرام، حلاق بغداد، بنت البلد، ليلة من عمري (1954)، كابتن مصر، شاطئ الذكريات، بحر الغرام (1955)، سمارة، ودعت حبك، هارب من الحب (1956)، عمل إيه الحب في بابا (1980).
ثالثا: أعماله الإذاعية
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب بل وقد يستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، الذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض الأعمال الدرامية على مدار ما يقرب من نصف قرن.
جدير بالذكر أن الفنان السيد بدير قد بدأ حياته بإذاعة الشرق الأدنى للإذاعة العربية، ثم أصبح مخرجا بالإذاعة المصرية، وتدرج في المناصب إلى أن أصبح كبيرا للمخرجين ثم مديرا عاما للدراما ومستشارا فنيا، وعمل مخرجا وممثلا ومترجما ومؤلفا في الإذاعة، حيث كتب وأخرج ومثل نحو ثلاثة آلاف تمثيلية. ويحسب له قيامه بإنشاء أول استوديو للتسجيل الإذاعى بالقاهرة وسمى باستوديو «السيد بدير»، كما يذكر أنه كان يُقدم في إذاعة «البرنامج العام» كل يوم تمثيلية أثناء حرب 48، حيث كانت القوات المُسلحة تُبلغهم بالأحداث البطولية التي وقعت على الجبهة أولا بأول، فكان يقوم يوميا بالإعداد الفوري والإخراج. والحقيقة أنه على الرغم من تقديم الفنان الكبير السيد بدير لأكثر من ألف برنامج على أثير الإذاعة المصرية إلا أن لبرنامجه الساخر «ما يعجبنيش» - والذي ينتقد من خلاله الأوضاع السلبية في المجتمع - أثرا وبصمة كبيرة إلى يومنا هذا على مستمعى الإذاعة المصرية. هذا وتتضمن قائمة أعماله الفنية التي أخرجها للإذاعة: الصييت، القيثارة الحزينة، تفاريح رمضان، أنباء الفنون، أوبريت «العشرة الطيبة»، خطيبة إسماعيل يس، بعد الغروب، حسن القرنفلى، أسرة مجاهد، ليلة رهيبة، بكرة السفر، الوزة ماتت، أحلام العصافير، الأبالسة، وبرامج: «ما يعجبنيش»، «هاتور»، «شخصيات تبحث عن مؤلف» (حفار آبار البترول ملاحظ الفنار عامل الأسانسير الزبال السايس الجزار الزيات الصراف صاحب العمارة الفخراني التعاوني المقرئ الصحافي الممثل...).
رابعا: الإسهامات التلفزيونية
عاصر الفنان القدير السيد بدير بدايات البث التلفزيوني وبداية إنتاجه الفني مع بدايات ستينات القرن الماضي. وكانت الصعوبة التي تواجه جميع العاملين خلال فترة البدايات هي ضرورة تصوير الحلقة كاملة دون توقف - لعدم وجود إمكانية لعمل «المونتاج» - وبالتالي فقد كان واحدا من جيل الممثلين المسرحيين الذين أثروا العمل التلفزيوني بقدرتهم على الحفظ وأيضا بتفهمهم لطبيعة التصوير ومراعاة زوايا الكاميرا المختلفة. هذا وتضم قائمة إسهاماته الإبداعية مشاركته في أداء بعض الأدوار الرئيسية بعدد من المسلسلات التلفزيونية المهمة ومن بينها: موعد لم يتم، برج الحظ، النظارة الساحرة، لا يا ابنتي العزيزة. وذلك بالإضافة إلى إسهاماته في مجال التأليف لبعض المسلسلات التلفزيونية ومن بينها: موعد لم يتم. ولكن تبقى بصمته الكبرى والخالدة في مجال الأعمال التلفزيونية هي تأسيسه وإشرافه على فرق التلفزيون المسرحية التي بفضله حققت العصر الذهبي للمسرحيات المسجلة.
الجوائز والأوسمة:
كان من الطبيعي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية بحصوله على بعض مظاهر التكريم ومن بينها: وسام الجمهورية عام 1957، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1975، شهادة تقدير من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1976. جائزة الدولة للجدارة الفنية، وشهادة تقدير من فناني الشاشة الصغيرة عام 1977. جائزة تقديرية من جمعية فن السينما المصرية عام 1980. شهادة تقدير وميدالية «طلعت حرب» من نقابة المهن السينمائية في عيد السينما الأول عام 1982. شهادة تقدير من «الإذاعة المصرية» لخدماته الجليلة في مجال الإعلام والكلمة المسموعة، وشهادة تقدير وميدالية ذهبية من «الجمعية العربية للفنون» عام 1983. شهادة تقدير كرائد للدراما الإذاعية في عيد الإذاعة الخمسين، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، وجائزة الدولة التقديرية عام 1984، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1986.
 

 


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏