مخرجو المهرجان العربي للمسرح يتوقعون مهرجانا ناجحا ويتحدثون عن أعمالهم

 مخرجو المهرجان العربي للمسرح يتوقعون مهرجانا ناجحا ويتحدثون عن أعمالهم

العدد 593 صدر بتاريخ 7يناير2019

تستضيف القاهرة في الفترة من 10 حتى 16 يناير الحالي الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي، الذي تقيمه وتشرف عليه سنويا الهيئة العربية للمسرح بإمارة الشارقة، ويشارك بالمهرجان أكثر من 15 عرضا مسرحيا من مختلف أنحاء الوطن العربي، منها: مصر، المغرب، الأردن، الكويت، تونس، الإمارات، وبهذه المناسبة أجرينا عدة لقاءات مع عدد من المخرجين المشاركين في المهرجان، ليتحدثوا معنا عن العروض التي يقدمونها على خشبات المسارح المصرية.
قال المخرج إياد شطناوي، مخرج العرض الأردني «نساء بلا ملامح»، إن فكرة عرضه المسرحي تدور حول مجموعة من النساء يحبسهن رجلا عنيفا داخل قبو، يتعرضن فيه إلى شتى صنوف التعذيب، بسبب احتفاظهن بأجنة في أرحامهن، ومن المؤكد أن لكل امرأة أسبابها الخاصة، لكن هذا الرجل منزوع القلب، لا يرحم ولا يملك أي بذرة من الشفقة.
وأضاف شطناوي: إن فرقة المسرح الحر في مقدمة الفرق المسرحية بالأردن، التي تشتغل وفق نهج فكري في طرح القضايا المجتمعية والتأشير عليها، بهدف خلق حالة فكرية متناغمة مع المتلقي، والحث على التفكير في البنية النصية الموضوعية التي يتناولها العرض المسرحي.
وأشار شطناوي إلى أن العرض هو ثمرة التعاون بين نقابة الفنانين الأردنيين، والهيئة العربية للمسرح التي طرحت مبادرة الإنتاج المسرحي، فكانت مخرجات هذا التعاون إقامة مهرجان «رم» في العاصمة الأردنية عمان.
«نساء بلا ملامح» تمثيل علي عليان، أريج دبابنة، رناد ثلجي، حلا طوالبة، سينوغرافيا محمد المراشدة، تأليف موسيقى عبد الرازق مطرية، فني إضاءة أنس الهياجنة، فني ديكور أحمد السليحات، كريوغراف آني قرة ليان، إنتاج الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين، نص عبد الأمير شمخي، معالجة درامية علي عليان، إخراج إياد شطناوي.
وقال الفنان عماد الشاعر، ممثل بالعرض الأردني «سلالم يعقوب» إن العرض يُدرج تحت ما يُسمى بمسرح الصورة، وهو تجربة أولى للمخرج الأردني الحاكم مسعود، مشيرًا إلى أن فكرة المسرحية تتحدث عن دراما لشخصية مُبتَكِرة لعلم ما، تقوم قوى الشدِّ العكسي بكل طاقتها للقضاء على المبتَكِر والموضوع المبتكر، وهذا أمر مألوف في دول العالم الثالث كما هو معروف.
وأضاف الشاعر: أما العرض على الصَّعيد الفني، فهو يقوم على «المسرح البصري أو مسرح الصورة»، ويعتمد هذا المسرح على فكرة «استبدال بالمنطوق المرئي» من خلال تكثيف واختزال الانفعال الإنساني وأشكال التعبير عنه، وعلى المستوى الفسيولوجي، بأفعال تسرد حكاية ما باستخدام كل مفردات العرض المسرحي من إضاءة وديكور وموسيقى لخلق سينوغرافيا بصرية سمعية تخلق عاطفة لدى المتلقي.
وتابع: أعتقد أن دورة هذا العام، بالقاهرة، ستشكل إضافة وعلامة فارقة للهيئة، فالقاهرة هي عاصمة الفن العربي بلا منازع، وفي ما يتعلق بمشاركتي، فليست هذه هي المشاركة الأولى لي في القاهرة، فقد حظيت بمشاركات سابقة في القاهرة والإسكندرية، وأنا سعيد بالطبع، وأتمنى أن نترك أثرا طيبا بمشاركتنا.
«سلالم يعقوب» تمثيل عماد الشاعر، نبال العوضي، ياسمين مرووم، داليا أبو الحاج، محمود جلال حماد، لطفي الفحماوي، نبيل كوني، إضاءة محمود حماد، موسيقى محمد الشاقلدي، مكياج أسماء شواش ونهى أبو علي، أزياء لينا الكسواني، فكرة وإخراج وسينوغرافيا د. الحاكم مسعود.
فيما قال المخرج أمين ناسور، مخرج العرض المغربي «شابكة»، إن العرض هو توليفة فنية، ومسرحية تجريبية تهدف إلى خلق فرجة متجددة انخرط فيها فريق عمل متعدد المواهب، بالإضافة إلى طرح أفكار من الواقع المغربي والعربي بصفة عامة عبر شخصيات تعيش ارتباكا في القيم والمبادئ.
وعن اختيار مسرحية «شابكة» للمشاركة في المهرجان العربي للمسرح، قال: هذا تشريف للعرض، وفرصة ليتعرف المسرحيون والمسرحيات العرب والمصريون على تجربة مختلفة من تجارب المسرح المغربي الذي يتميز بالتنوع في الاختيارات الفنية والجمالية، وقد تلقينا كفرقة بارتياح كبير تنظيم المهرجان في القاهرة مهد الفن العربي.
وتابع: لدينا يقين أن هذه الدورة ستتميز في القاهرة، وستشهد إقبالا كبيرا على العروض من طرف جمهور، فنحن نعرف سلفا شغفه بالفن والمسرح، وسيسعدنا ويفرحنا أن نتقاسم معه تجاربنا، فالقاهرة اليوم قبلة المسرح العربي.
«شابكة» تمثيل عبد الله شيشة، حنان خالدي، نبيل البوستاوي، عادل اضريسي، سينوغرافيا طارق الربح، ملابس صباح لزعر، موسيقى عبد الكريم شبوشة وأنس عادري، إضاءة حسن بلكبير، تأليف عبد الكريم برشيد، إعداد وإخراج أمين ناسور.
وقال المخرج عمرو حسان، مخرج العرض المصري «الحادثة»، إن فكرة العرض تدور في قالب كوميدي حول شاب مريض نفسيا، مغرم بحب إحدى الفتيات، يقوم باختطافها، وحبسها في منزله، ظنًا منه أنه يحبها فيحاول الضغط عليها بأساليب مختلفة من التخويف والقهر الشديد لإخضاعها لهذا الحب، ولكن يحدث العكس.
وأضاف عمرو أن عام 2018 كان من الأعوام المزدهرة مسرحيا في مصر، موضحا أنه يوجد الكثير من العروض الناجحة التي حققت جماهيرية عالية، وأعتقد أن اختيار القاهرة لاستضافة مهرجان الهيئة العربية للمسرح ما هو إلا تكليل لعام مليء بالنجاح والتألق.
وتابع: لا شك أن اختيار مسرحية «الحادثة» للكاتب الكبير لينين الرملي، ومن إخراجي، للمشاركة في المهرجان شرف كبير ليّ، ولكل فريق العمل، ونسعى لتقديم عرض يليق بمصر، وبالبيت الفني للمسرح متمثلا في مسرح الغد، وذلك استكمالا لسلسلة نجاحات مسرحية «الحادثة»، بداية من حصد جوائز الدورة الثانية لمهرجان نقابة المهن التمثيلية مرورا بالنجاح الكبير الذي حققه العرض خلال عرضه على مسرح الغد في رمضان الماضي، وعيد الفطر والأضحى، مشيرا إلى أنه لا يرى أن العرض أخذ حقه حتى الآن، ولم يحقق ما يطمح إليه منه.
«الحادثة» تمثيل مصطفى منصور، ياسمين سمير، ريهام أبو بكر، فتحي الجارحي، إسلام البشبيشي، مجدي طلبة، عبد الرحمن ناصر، حسام بوريو، عمر أحمد، عمرو أحمد، ديكور محمد فتحي، ملابس أحمد فرج، إضاءة عز حلمي، إعداد موسيقى محمود صلاح حامد، مادة فيلمية شادي أحمد، مخرج مساعد تامر بدير، مخرج منفذ سيادة نايل، تأليف الكاتب الكبير لينين الرملي، وإخراج عمرو حسان.
بينما قال المخرج حكيم حرب، مخرج العرض الأردني «جنونستان»، إن أحداث المسرحية تدور في دولة افتراضية تسمى «جنونستان»، لا تمت للواقع بصلة، بمعنى أنها لا تشير إلى مكان وزمان محددين، بل هي تختزل فساد العالم من خلال هذه الدولة الافتراضية، التي تلخص كل ما يحدث في العالم اليوم من فوضى وفساد، مؤكدة على أن المحاربة الحقيقية لهذا الفساد لا تكون إلا من خلال الارتقاء بثقافة ووعي الشعوب.
بالنسبة لاختيار القاهرة لإقامة المهرجان؛ قال: أعتقد أنه اختيار صائب وموفق، نظرا لما تتمتع به القاهرة من علاقة تاريخية عريقة مع المسرح، ولوجود بنى تحتية كبيرة تتمثل بعدد كبير من المسارح المجهزة تقنيا، ولوجود جمهور متعطش للفن المسرحي، فالعودة إلى مصر هي عودة إلى الرحم الذي ولد فيه المسرح العربي، وشهد أعظم تجلياته وإبداعاته عبر سنين طويلة من العطاء المسرحي المبدع والمتميز على يد كبار الرواد والمؤسسين من كتاب ومخرجين وممثلين.
أما عن مشاركته في المهرجان هذا العام؛ فقال: أنا أرى إنها في غاية الأهمية، لكونها تأتِ مكملة لسلة مشاركات قمت بها في القاهرة من خلال عرض مسرحياتي في المهرجان التجريبي منذ بداية تأسيسه وحتى عام 2009، حيث أعود إلى القاهرة لأقدم مسرحيتي «جنونستان» على مسرح السلام، بعد غياب عن تقديم مسرحياتي منذ عام 2009، بالإضافة إلى أن المهرجان يعد واحدا من أهم المهرجانات المسرحية العربية التي يحرص كل مسرحي عربي على المشاركة فيه، لما يمثله من تظاهرة فنية وثقافية كبيرة تجمع نخبة من المسرحيين العرب، من مختلف الأقطار العربية الشقيقة، فهي فرصة للحوار وتبادل الثقافات والاطلاع على أحدث التقنيات وطرق الكتابة والإخراج والتمثيل المسرحي لدى المبدعين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وهو الأمر الذي سينعكس إيجابيا على تجربة كل منا ويساهم في إثرائها.
«جنونستان» تمثيل حكيم حرب، نهى سمارة، عمران العنوز، إياد الريموني، هاني الخالدي، شام الدبس، قيس حكيم، موسيقى وغناء قمر بدوان، إضاءة ماهر جريان، صوت سيف الخلايلة، ديكور وأزياء تيسير محمد علي، تأليف وإخراج حكيم حرب.
وقالت المخرجة دليلة مفتاحي، مخرجة العرض التونسي «قمر 14»، إن فكرة العرض تدور حول الثورات منذ العصر الفاطمي. وأضافت دليلة، أن فكرة إقامة المهرجان كل عام في بلد عربي، فكرة جميلة، مشيرة إلى أن مشاركتها بمسرحية «قمر 14» شرف لها، وللمسرح التونسي، وأنها من الأعمال الجادة التي سيشهدها المهرجان، وتضيف للمسرح العربي عموما مع كل المشاركين في هذا العرس المسرحي الكبير، متابعة: وهي فرصة لكي أستمتع بجمال القاهرة، وما أدراك ما القاهرة التي يتمنى كل فنان أن يزورها.
فيما قال المخرج محمود فؤاد، مخرج العرض المصري «مسافر ليل»، إن العرض يتحدث عن الحالة الجدلية بين العبد والسيد، والحاكم والمحكوم، بشكل فانتازي إنساني لا يمكن تصنيفه لفئة معينة، أو فترة زمنية معينة، مشيرا إلى أن الحاكم الديكتاتور الذي يتحدث عنه العرض موجود منذ قديم الأزل حتى وقتنا هذا بأوجه وأشكال مختلفة.
وأضاف مخرج «مسافر ليل» أنه لم يحصر العرض في فترة زمنية معينة، أو فئة معينة، حتى يستطيع العيش على مر الزمن، لأن الموضوعات الإنسانية هي التي تعيش، مؤكدا أن الكاتب صلاح عبد الصبور استطاع أن يقدم مسرحية من أعظم المسرحيات الشعرية التي كتبت في تاريخ مصر حتى وقتنا الحالي.
وأكد محمود أنه سعيد جدا بمشاركته في مهرجان الهيئة العربية للمسرح بأول عرض من إخراجه على مستوى الاحتراف، موضحا أنه سيكون شيئا مهما في مسيرته، وتأكيدا على أهمية وخصوصية تجربة «مسافر ليل».
«مسافر ليل» تمثيل د. علاء قوقة، جهاد أبو العينين، مصطفى حمزة، موسيقى زاكو، ملابس أميرة صابر، إضاءة أبو بكر عزت، ديكور وإخراج محمود فؤاد صدقي.
ومن جانبه، قال المخرج فيصل العبيد، مخرج العرض الكويتي «الرحمة»، إن فكرة العرض تدور حول شخص اختار العزلة عن مجتمعه وأسرته، هروبا من المسئولية، ويظن أنه بهذا الهروب سوف يكون بمعزل عن الهموم ويجد السلام، إلا أنه يصدم بمجموعة من الظلال التي تحاسبه على ماضيه وتنكره له، في رحلة داخل الذات.
وأشار العبيد إلى أن اختيار مدينة القاهرة لإقامة المهرجان، هو ضمان لوجود بيئة فنية جيدة، وجمهور واعِ ومثقف يضيف لنا الخبرة المسرحية، مؤكدا أن المشاركة في المهرجان العربي للمسرح هدف وأمنية لكل فنان عربي شغوف، بالإضافة إلى أنه مسئولية كبيرة لتقديم أعلى جهد ممكن.
كما قال المخرج عبد الجبار خمران، مخرج العرض المغربي «صباح ومسا»، إن العرض يدور انطلاقا من فضاء هامشي غير مكتمل، يعكس حالة شخصيات منكسرة نفسيا واجتماعيا، حيث تعيش شخصيات العرض المسرحي حالة من الضياع وعدم الاستقرار، مما يدفعني إلى الاشتغال على حركة أجساد مكسورة مثقلة بالهموم والبحث عن الذات.
وأضاف خمران: إن تنظيم مهرجان المسرح العربي بالقاهرة له أهمية كبيرة، حيث إن مصر معقل تجارب إبداعية مسرحية مهمة، من خلال المسرح التجريبي والكثير من الورش المسرحية التي عرفتها عبر تاريخها المعاصر.
«صباح ومسا» تمثيل رجاء خرماز، توفيق ازديو، موسيقى زكريا حدوشي، سينوغرافيا يوسف العرقوبي، كيروجراف توفيق ازديو، تأليف غنام غنام، وإخراج عبد الجبار خمران.


ياسمين عباس