«المعجنة» اختلاط الواقعية بالفانتازيا على حساب النسيج الدرامي

«المعجنة» اختلاط الواقعية بالفانتازيا على حساب النسيج الدرامي

العدد 590 صدر بتاريخ 17ديسمبر2018

يمثل الصراع بين القيم الإنسانية وبين المادة صراعا أزليا تحكمه الأطماع والشهوات، أيهما يعلوا ويتغلب على الآخر، بين الصعوبات والقهر المجتمعي يعيش الفرد في عزلة داخلية وهو بين أفراد أسرته، ويتأثر سلوكه وأنماط الاستجابة مع الآخرين في ردود أفعال تتجاوز كينونته الإنسانية. وهذا ما حدث مع أبطال “المعجنة” التي يعبر اسمها عن اختلاط المفاهيم والأفكار وأنماط التعايش لدرجة تشابك الصراع بين أفراد الأسرة الواحدة حتى إنهم لا يطيقون التعايش معا تحت سقف واحد، ساعيا كل منهم لتحقيق أحلامه وحاجاته الأساسية كإنسان يرغب في العيش والاستقرار والأمان النفسي والاجتماعي.
على خشبة المسرح القومي اعتلى أبطال شباب مع المخضرم ناصر شاهين بصحبة مخرج شاب له الكثير من التجارب السابقة وهو أحمد رجب، خشبة المسرح؛ حيث قدموا “المعجنة” من تأليف د. سامح مهران، في سهرة مسرحية تكونت من فصلين. تدور أحداثها من خلال أب (عبده) سيء الطباع تجاه أبنائه وتركت له زوجته (انشراح) المنزل لبخله وسوء خلقه لتعمل خادمة عند (الحلواني)، يعيشون تحت خط الفقر، وكان نتيجة معاملته السيئة لأبنائه أن أصابهم الانحلال والخلق السيء، فنجد الشاب (مفتاح) يعمل على ممارسة الرذيلة مع فتاة (هدية) في منزل أبيه، حيث يبدأ العرض بأغنية لأم كلثوم مصاحبة لسهرتهما الحمراء، وفي نفس الوقت الابنة (حكاية) تأتي بالشاب (سمير) إلى المنزل لتفرغ رغباتها المكبوتة حتى تتزوج، لكن الأب يصل إلى المنزل وكل منهما غارق في ملذاته ومع تقدم الأحداث ينكشف الجميع فيهرب سمير، لكن الأب رغبة في إذلال ابنه يتزوج من (هدية) التي تحاول السيطرة على المنزل وأهله، ومع حضور زوجته الأولى (انشراح) أم أبنائه بصحبة ابنتها الفتاة الصغيرة (تحفة)، يتشاجر معها الأب الذي يصرح بأنه يكرههم ويسيء معاملتهم لشكه في سلوك زوجته التي تعمل خادمة في منزل أحد الأغنياء وأنه يشك أن البنت الصغرى (تحفة) ليست ابنته وأنها ابنة هذا المخدوم، وأثناء الشجار يسقط ميتا بعد دعوة تحفة عليه بالانتقام الإلهي، ويحاول الجميع أن يعرف منه قبل موته المكان الذي يخبئ فيه أمواله الطائلة التي يدخرها كما قال لكنه يأبى أن يصرح بها ويموت.
وفي الفصل الثاني تسير الأحداث بخط درامي مختلف تماما حيث يقوم الجميع باستدعاء دجال لتحضير روح الأب (عبده) لسؤاله عن مكان النقود، فيخطئ الدجال ويستحضر روح فرعون (الذي يشبه الأب عبده تماما) ومعه بعض من جنوده، لكنه حين يرى حكاية يظن أنها نفرتاري ويصر على الارتباط بها واعدا أهل المنزل بمساعدتهم في إيجاد مكان الأموال وتجاوز أزمتهم، فتستفيق انشراح من غفوتها وترفض أن تترك ابنتها لهذا المجهول مهما وعدها بتحقيق أحلامها، ويتبعها الأخ مفتاح وهدية وتحفة أيضا ويحاولون إقناع حكاية بأن الحياة في ظل تكاتف الأهل وتعاظم القيم الإنسانية أفضل من خوض المجهول الذي سيقتنصها مقابل المادة، لكنها تستسلم وتخضع له حيث يفزع الجميع، وفجأة يدخل شخصية ضابط وشخصية طبيب قائلين إنهم يعلمون ما يحدث ويراقبون الموقف منذ فترة وأن ليس معنى أن حكاية قد سقطت داخل مقبرة أنها الأمر انتهى لكنهم سيعملون على إنقاذها، وبالفعل ينقذون حياتها ويسعد بها الجميع في استعراض النهاية لأغنية (أنت المدد) التي أهداها الفنان علي الحجار لأسرة العرض.
العرض يعبر عن معجنة لا أخلاقية بين أفراد أسرة واحدة، أحداثه متراكبة ومتداخلة دراميا لا تسير بمنطق درامي واحد أو على وتيرة واحدة، بدأ فيه المؤلف د. سامح مهران بأسلوب واقعي بحت أقرب إلى الطبيعية وأكد المخرج أحمد رجب على هذا ببعض الإشارات يكمن أولها في الديكور شديد الواقعية داخل منزل وإن كان منزل بهذا الاتساع الذي هو فيلا من طابقين في الأساس ليس منطقيا أن يكون منزلا لأسرة وصلت لدرجة شديدة من الفقر أن تنطلق سيدته كخادمة في البيوت ولا يجد أهله قوت يومهم لوجبة طعام، حتى لو كانوا يمثلون أطلال عائلة من الطبقة المتوسطة، وأيضا حتى لو كان الأب غنيا وبخيلا لا سيما أنه يرفض هذا بل وتكمن أزمة العرض حيث تبدأ من غيرته عليها من (الحلواني) الذي تعمل عنده. عمل المخرج كذلك على تأكيد الطبيعية من خلال الأداء التمثيلي للشخصيات حيث يبدو من خلاله كونهم من الفئات المهمشة بالمجتمع بلغة الحوار المتدني، وكذلك من خلال المؤثر الصوتي مثل تشغيل الممثل (مفتاح) لجهاز (لراديو) فترة طويلة ليكون خلفية صوتية طبيعية أثناء التمثيل ولكنه كان يسبب إزعاجا نوعا ما. واستمر هذا الفكر الطبيعي طوال الفصل الأول لكنه في الفصل الثاني لم يلتزم به بل عكس الأسلوب تماما إلى الفانتازيا في التخيل وفي محاولة تطوير الحدث لكن الفكرة انحرفت منه دراميا بدلا من أن تتصاعد معه حيث توقف الفعل الدرامي في تخيل غير واقعي لتحضير روح (عبده) فتحضر أرواح أخرى بطريق الخطأ.
يبدو من البداية أن المضمون يهدف إلى فكرة الارتقاء بالإنسان وبناء الإنسان للسمو بالقيم الروحية والاجتماعية باستعراض المعجنة اللاأخلاقية في البداية ثم استدعاء فرعون رمز الحضارة ليقوم بدور الحكيم الذي يرشدهم وينبههم إلى ما هم فيه مقارنة بما كان عليه الأجداد الفراعنة. والعرض رغم محاولات استعراض المأساة ثم محاولات الإضحاك (التي اعتمد أغلبها على السطحية لتناولها من خلال مسألة العلاقات الجنسية وهذا بالطبع ضعف في الكوميديا وابتذال لا يليق بالمسرح القومي) وأيضا رغم التغريب في الفصل الثاني، لكنه هش دراميا فالخيط الرابط بين تطلعات الفتاة وانجذابها لفرعون لتحقيق أحلامها وبين معاناتها ومشكلاتها من حيث الفقر والعنوسة والتفكك الأسري، يعتبر خيطا ضعيفا لا يدعم التصعيد الدرامي، وخصوصا أن الفصل الأول ينتمي للطبيعية والثاني ينتمي للفانتازيا السهلة التي دوما تكررت في الدراما السينمائية القديمة، ففي الفصل الأول تركيبة شعبية متوافقة مع الفعل الدرامي وسمات الشخصيات لا سيما رب الأسرة (عبده)، ثم انحرفت منه الدراما نحو أفكار سهلة وهزيلة في الفصل الثاني دون رؤية تصعيدية راسخة فقام بعملية تحايل درامي في الفصل الثاني كي يردها إلى الطرح في الفصل الأول، مع هذا لم ينتهِ إلى مورال أو فكرة عامة قوية تترك أثرا في المتفرج، بل طرح بضعة سلوكيات مرفوضة اجتماعيا دون هدف نهائي لها أو استثارة المتفرج لرفض تلك الأنماط، لكنه فقط طرح قضايا اجتماعية ناتجة عن الفقر كالعنوسة والانحلال الأخلاقي والبخل والطمع والبطالة والتفكك الأسري، ثم انجرف نحو مغازلة المتفرج بالفانتازيا السهلة لجذب المتفرج عن طريق التغريب في محاولة لإسقاط فكرة استغلال الفقر في السيطرة على البشر وعقولهم لتحقيق المكاسب من خلال فرعون واستدراجه لعقل (حكاية). فإذا كان الغرض من الفكرة هنا طرح قضايا الانحراف وأنه يتم استغلال أحلام الشباب ورغباتهم باستدراج عقولهم نحو أفكار شاذة مقابل تحقيق السعادة المادية الزائفة، فإن الترابط هنا هش ولا يستقيم الموضوع، وتناوله من جانب حضور روح فرعون (كرمز للتاريخ) لا يضيف شيئا للفكرة سوى الهزل. ثم تنتهي بظهور شخصيتي الضابط والدكتور بطريقة (تياترو مصر) دون فهم واضح لدلالات الشخصيتين ومعناهما سوى أنهما يرمزان للسلطة كنوع من السيطرة والعلم كدعوة للجوء إليه، لكنها جاءت بشكل مفاجئ وسريع تدل على الرغبة في إنهاء العرض بسرعة بطريقة إسعاد الجمهور في النهاية. وعلى ما سبق لا داعي للحديث عن الإطالة في بعض مناطق العرض بحوارات لا تخدم السياق الدرامي.
فإذا ما انتقلنا لتناول المخرج، فكما ذكرت من قبل وظف مهارته في إبراز الجماليات من خلال أولا الاختيار الجيد للممثلين ثم من خلال ديكور طبيعي متميز مصنوع بمهارة ودقة ويحمل الكثير من الجماليات (كان بحاجة لأن يبدو أشد فقرا) استطاع فيه (صبحي السيد) توظيف الفراغ المسرح لكافة تفاصيل المنزل وهي كلها تفاصيل واقعية لا داعي للخوض في تفاصيلها عبارة عن مداخل وأبواب لغرف، لكن ما يميزها كرؤية درامية غرفة الأب المنعزلة في الطابق الثاني للدلالة على انعزاليته عن أبنائه وتكبره، كما تم توظيف السلم المؤدي للغرفة في الفصل الثاني بانفراجه للجانب الآخر من الخشبة ليصبح المنظر عبارة عن سلمان من اليمين واليسار يلتقيان في الأعلى على باب الغرفة فيبدو المنظر كهرم فرعوني جوانبه من هذين السلمين، وكأن الغرفة العلوية صارت غرفة ملكية للأحلام حيث يستدرج فيها فرعون (حكاية) لتحقيق أحلامها وهي في الحقيقة مقبرة لنهايتها. كما اشتمل الديكور على غرفة بالطابق الأسفل ذات عمق جمالي استغله المخرج في أكثر من موقف بالإضافة لسرير متحرك بعجل تم تحريكه وتوظيفه أكثر من مرة.
أما الملابس التي صممها أيضا صبحي السيد فكانت مناسبة لطبيعة الشخصيات، وأهم ما يميزها ارتداء (حكاية) للون الأبيض طوال العرض حتى بعد وفاة أبيها وارتداء الجميع من حولها السواد كدلالة حتى تواصل الحلم بداخلها واستمرار الأمل نحو الأفضل. ثم دخول فرعون وأعوانه وجنوده بالفصل الثاني ودمج الملابس الفرعونية مع الملابس العصرية في منظر واحد بين مختلف الشخصيات، لكن أزياء الجنود لم يكن فيها أي سمات فرعونية أو علاقة بالزي الفرعوني حيث كانت أقرب لأزياء فترة تاريخية أخرى غير واضحة.
صاحب الرؤية السينوغرافية إضاءة واعية وذكية (صممها صبحي السيد أيضا) طوال العرض دون إبهار لوني (كما نرى الموضة في العروض هذه الأيام) أو مبالغة فيه لكنها كانت حقا معبرة عن كل موقف درامي وكل حدث بما يناسبه سواء بالتركيز أو الخفوت أو السطوع، مع استخدام مؤثرات تقنية كثيرة في أكثر من موقف أضفت حالة شعورية جيدة مناسبة للمواقف مع التكوين الجمالي لها.
تميز “المعجنة” بالرؤية الاستعراضية الغنائية الشاملة التي جاءت مبهرة وجميلة حيث كانت الأغاني التي لحنها أحمد حمدي رؤوف وقام بتوزيعها محمد حمدي رؤوف وكتب أشعارها طارق علي، كانت جزءا أصيلا من داخل الدراما وليست دخيلة أو مجرد عنصر حلية، حيث امتازت الأشعار ببراعة الجملة واللفظ وقوة المعنى وجمال التركيبة اللغوية الشعرية المعبرة عن المعنى الدرامي والموقف المسرحي فكانت مكملة للنسيج الدرامي حيث استبدل المخرج مناطق حوارية بالأغاني، وصاحبتها استعراضات جيدة صممها محمد ميزو خلقت حالة من النشاط والحيوية ومثلت عنصرا جيدا لجذب المتفرج مع حسن تعبير الحركة عن المواقف الدرامية في العرض.
لم يبقَ إلا التمثيل الذي برع فيه الجميع دون استثناء وتنافس كل الممثلين فنيا لإظهار مهاراتهم في تجسيد الشخصيات وتحقيق الاندماج التام الذي يؤثر في المتفرج ويجذب لبه وقبله، بداية بالفنان القدير ناصر شاهين المخضرم، فقد استطاع توظيف أدواته الجسدية والنفسية لتجسيد الأب البخيل الطماع ذي الطبع السيء الكاره لأبنائه، مع التلوين في الأداء الصوتي والتشكيل الحركي الجسدي لبيان انفعالاته المختلفة وكذلك لحظات هدوءه وحزن، والتناقض بعد ذلك في لحظات سعادته بعد زواجه، ثم تجسيده ببراعة لحظات ما قبل موت الأب. وفي الفصل الثاني كان له نصيب كبير في أداء شخصية مغايرة تماما معبرة عن السيطرة والقوة والدهاء فأثبت ناصر شاهين رسوخ أقدامه كممثل كبير على خشبة المسرح القومي معتمدا على خبرة سنوات كثيرة مضت.
أما مروان عزب فقد أجاد أيضا في أداء دور (مفتاح) ممسكا بأطراف الشخصية منذ البداية، مجسدا الشاب المطحون الفقير الذي لا يملك قوته مضطرا للعيش في كنف أب كاره وحاقد، منتظرا يوم وفاته للتخلص من سوء طباعه وطمعا في وراثته. لكن كان يحتاج فقط بعض الترشيد في شدة انفعاله ضد أبيه ليس لمناسبة أبعاد الشخصية لكن لتخفيف وطأة الفعل اللاأخلاقي الشاذ وغير المقبول اجتماعيا على المتفرج حتى لا يصير نموذجا قد ينتقل بفعل عدوى المشاهدة والمعايشة إلى شباب المتفرجين.
استطاعت أسماء عمرو التي قامت بدور حكاية أن تؤثر في المتفرج بكل أحاسيسها ومشاعرها كأنثى تملك الحلم والأمل والرغبة المكبوتة، جسدت بكل انفعالاتها التطلعات الأنثوية بجانب كرهها ورفضها لسلوك الأب فجاءت ردود أفعالها متوازنة ومحسوبة، بالإضافة لقدرتها على إبراز ملامح الشخصية أكثر في تصاعد انفعالي في الفصل الثاني بعد تقرب فرعون منها ومعاملته لها كملكة فرعونية يمكنه تلبية كل طموحتها كأنثى.
نأتي إلى هدية التي شخصتها لنا إيمان رجائي بصدق فني رائع، فكانت معبرة حقيقة عن تلك الإنسانة البسيطة التي تلقي بشهواتها نحو من يرغبها سواء ابن أو الأب بعد زواجها منها، وأدتها دون ابتذال مع تمكن كامل بكل أدواتها الفنية كاشفة لبعاد الشخصية التي زلزلت كيان المنزل وأهله فكشفت ستر مشكلاتهم وعيوبهم الاجتماعية والنفسية الدفينة.
نأتي لانشراح أو هايدي عبد الخالق تلك الطاقة المتجددة والحيوية التلقائية على خشبة المسرح التي أدت دورها بخبرة وحنكة ودون مبالغة أو انفعال زائد واستطاعت توصيل كل أحوال وابعاد الشخصية في مختلف مواقفها للمتفرج، فهي ممثلة متمكنة من أدواتها بحرفية وجسدت جوانب المرأة البسيطة المغلوبة على أمرها التي عانت من زوجها المستبد البخيل وتحاول الحفاظ على الكيان الاجتماعي الذي تعيشه مع أبناءها، واضطرت للعمل كخادمة لتلبية متطلبات الحياة، فجسدت بصدق شخصية (الست اللي بميت راجل) معبرة عن نضوج فني متصاعد ما بين عرض طقوس الإشارات والتحولات ثم تلك الليلة وصولا المعجنة.
أما مفاجأة العرض فهو محمد العزايزي الذي أراه لأول مرة فهو مطرب بارع ذو صوت جميل بالإضافة لقدراته التمثيلية الهائلة التي شخص من خلالها شخصية الدجال النصاب خفيف الظل، فهو يتمتع بشخصية أدائية كوميدية ذات حس فكاهي عالٍ، بالإضافة لحسن امتلاك كل أدوات الشخصية من كافة جوانبها الجسدية والنفسية والاجتماعية مع التلوين والتنوع في الأداء فوصل بالمتفرج لمرحلة تصديق عالية واندماج وتعاطف شعوري معه ومع خفة ظله.
بقي محمد فاروق الذي قام بدور سمير فقد أجاد أيضا في حدود دوره الذي جسد فيه الشاب المنحوس الذي حاول ممارسة الرذيلة مع حكاية وتطورت الأحداث من حوله فانصرف هاربا خائب الرجاء، لكنه تزوجها في النهاية السعيدة للمسرحية.
لا يمكن أن نتجاوز فاكهة العرض أو روحه الملائكية الصغيرة الطفلة مريم إسلام التي قامت بدور الطفلة (تحفة) حيث استغل المخرج براعتها في اللعب بالباتيناج لتظهر طوال العرض مؤدية كل دورها بالباتيناج حركة ورقصا وأداء تمثيليا بكل براعة حيث اجتذبت مشاعر الجمهور نحوها ببراءتها التي جسدت بها شخصية الابنة الصغرى لانشراح والتي يشك فيها الأب أنها ليست ابنته وأنها ابنة سفاح من (فلان) الذي تعمل عنده انشراح خادمة، كانت تحفة دورها أساسي ومؤثر في الأحداث منذ ظهورها في الفصل الأول.
اشترك أيضا في التمثيل عمر المختار في دور الضابط ومحمد أبو يوسف في دور الدكتور.
العرض به الكثير من التفاصيل التي يمكن تناولها لكن لا يتسع المجال لذكرها هنا، لكنه إجمالا سهرة مسرحية خفيفة، منضبط ومتماسك شكلا، حاول المخرج بأدواته وعناصره تجميل النص الدرامي بقدر المستطاع الذي بدا وكأنه صادفه في طريقه للمسرح القومي الذي لا يليق به إنتاجه، ولا بمكانة المسرح القومي للدولة الذي ينتمي لوزارة الثقافة المسئولة عن ثقافة شعب إنتاج عرض يتضمن عددا كبيرا من التلميحات والإيحاءات الجنسية للإضحاك، فهي ليست فنا ولا ثقافة على الإطلاق.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏