«مشروع لحفظ التراث الموسيقى للثقافة الجماهيرية» محاولة هامة تهدف للتوثيق والأرشفة

«مشروع لحفظ التراث الموسيقى للثقافة الجماهيرية» محاولة هامة تهدف للتوثيق والأرشفة

العدد 590 صدر بتاريخ 17ديسمبر2018

قدم الموسيقى والفنان التشكيلى محمد عزت ‏ ‏لوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم لتبني مشروع “جمع وأرشفة الموسيقى والألحان لعروض الثقافة الجماهيرية في مختلف أنواعها سواء كانت عروض نوادي أو لفرق الأقاليم أو قصور الثقافة.
هذا المشروع الذي نشره الموسيقى محمد عزت عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ربما  لإغلاق الأبواب أمامه، أو ربما لنه ليس من فريق المقربين للوزيرة، فاكتفى بنشره على صفحته الرسمية معتبرا ايها البوق الذي يخرج صرخته فربما تسمعها السوليست ايناس عبد الدايم العازفة  والفنانة التي علقنا عليها أماني كثيرة من توليها المنصب السياسي كوزيرة للثقافة، ولا أحد ينكر  الدور الذي تقوم به منذ توليها المنصب فلا يخفى على الجميع المشاكل التي تملئ دواليب ديوان الوزارة من مسرح وموسيقى وثقافة جماهيرية، والتي تذخر بالعديد من العروض المسرحية التي تقدم في كافى ربوع الجمهورية والتي تتجاوز المائة عرضاً مسرحيا خلال العام الواحد بمختلف الشرائح الانتاجية سواء كانت عروض نوادي أو عروض قصور أو قوميات، والتي لا تخلو من وجود أشعار وألحان موسيقية مابين التراثية والشعبية والحديثة.
وفيما يلي نص المشروع الذي اقترحه الموسيقى محمد عزت
الاستاذة الفنانة الدكتورة / ايناس عبد الدايم
وزيرة ثقافة مصر
تحية طيبة
أخاطب في معاليكم الفنانة التى تعى القيمة الفنية والانسانية والوطنية لموسيقى انتجها مبدعون ولا تجد من يتصدى للبحث عنها واعادتها للحياة مرة أخرى فى مشروع جمع وأرشفة الموسيقى والالحان التى لحنت لعروض المسرح التى انتجتها الثقافة الجماهيرية منذ انشائها.
وتابع عزت: “إيمانا منا بأهمية الدور الذى يلعبة المؤلف الموسيقى وملحنى الاغنيات الدرامية بالعروض المسرحية فى قطاع هو الاكبر على مستوى الجمهورية من فرق قومية وقصور وبيوت الثقافة، ونوادى المسرح التى هى نتاج نشاط الورش المسرحية القائمة والتى تحاول الوصول الى اصغر قرية فى مصر والتى كنت شاهد عيان على جديتها بالممارسة الفعلية كموسيقى تولى التدريب فى العديد منها، واثمرت تلك التدريبات بمساندة زملائى الذين تولوا التدريب فى تخصصات اخرى هامة فى الأدء المسرحى نتج عنها أعمال مسرحية صغيرة ومتقنة وأظن انها استمرت مالم تطالها أيدى الموظف الروتينى التى اوقفت العديد من مجهودات المخلصين .
مستكملاً : “استكمالا لدورى فى خدمة العمل الثقافى اطرح هذا المشروع لربما يجد من يهتم به فيخلص فى ايجاد السبيل لتنفيذه حتى لا تضيع مجهودات زملائى من الملحنين على مدى تاريخ الثقافة الجماهيرية هبائاً منثور خصوصا وان عروض هذا القطاع كانت تعتمد على عتاولة التلحين الدرامى للمسرح نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: زكريا الحجاوى، وجمال سلامة، وعلى سعد، وحمدى الواعى، واحمد خلف، وجمال عطية، واحمد اسماعيل، وعهدى شاكر، وعطية محمود، ومحمد عزت، وايهاب حمدى، ومحمد فرغلى، ومحمد الوريث، وفتحى خطاب، وسيد ابو العلا، ورجب الشازلى، واحمد رستم، وعلى اسماعيل، وغيرهم كثيرين، والذين كانوا يسلمون الحانهم على وسائط عــفى عليها الزمن “سرائط الكاسيت”، ومن المؤكد انها تعرضت لتلف فادح فى مخازن الهيئة، والتى لا يراعى فيها أسط اللوائح فى الاحتفاظ بهذه الثروة الموسيقية غير ان القائمين على الاحتفاظ بها موظفون لا يقدرون القيمة الفنية لهذا المنتج .
وتابع :”كما أن “النوت الموسيقية” لم تكن من الاجراءات المتبعة لدى الهيئة فى تسليم الملحن لمنتجة حتى على سبيل استكمال الصرف “المستحقات”، هذا بالاضافة انها كانت ابسط من اجراءات اليوم المتشددة لكنها ساهمت دون قصد فى ضياع المنتجات الموسيقية التى نحن بصدد البحث عنها اليوم” .
مطالباً : “لذا فاننى انتوى التقدم لسيادة الوزيرة شخصيًّا بصفتها معنية بالحفاظ على منتجنا الثقافى ليس فقط من اجل الاحتفاظ به فحسب بل لأسباب كثيرة أسوق بعضها للمهتمين:
أولا: أن العروض المسرحية ذات الطابع الموسيقى التى انتجتها الهيئة فى هذه الحقبة التاريخية تعبر عن واقع اجتماعى واقتصادى وثقافى عاشتة الجمهورية العربية المتحدة بملامح تاريخية مختلفة ومعرفتها يطلعنا عن حلقات مفقودة من تاريخ الوطن والمسرح معا .
ثانيا: جمع هذا التراث الموسيقى المسرحى يبنى جسرا بين اجيال الملحنين بعضهم البعض، واكساب الاجيال الجديدة خبرات الجيل السابق بما لديه من معارف الهدف منها الارتقاء بمستوى الإبداع والأداء والتنفيذ الذى يصب بالضرورة فى خدمة الاعمال المسرحية التى تعانى من هبوط حاد فى مستويات عده منها العنصر الموسيقى .
ثالثا: يمكن الاستفادة من هذا التراث الموسيقى بعمل دورات فى فنون التأليف الموسيقى للمسرح، لمن يرغب فى الاستذادة فى هذا العلم من خلال اساتذة متخصصون فى التحليل العلمى لاعمال مسرحية قديمة وحديثة لعبت الموسيقى دورا لا يقل اهمية عن قيمة النص المسرحى .
رابعا :عمل مكتبة تجمع المؤلفات الموسيقية للمسرح التى تراكمت فوق ارفف المخازن وغيرها من الميراث الموسيقى ووضع أمهات هذه الأعمال “الصور الغنائية والاوبريتات والمسرح الغنائى” وذلك لتستفيد منها أجيال الباحثين والدارسين والمهتمين بالحركة المسرحية والمبدعين الساعين إلى تطوير أدائهم الفنى بهذا الخصوص”.
أخيرا: يجب العمل على تأسيس استوديو للتسجيلات الصوتية والتوزيعات الموسيقية والاغنيات والموسيقات التصويرية، يكون ادارتة وتشغيلة جزء لا يتجزاء من اختصاصات ادارة خاصة بالموسيقى المسرحية، يخصص له مهندسين صوت محترفين، للقيام باعمال التسجيل لكافة المبدعين طبقا لضوابط محددة .
الهدف من تأسيس الاستوديو
1.استيعاب سوق كبيرة للتسجيلات الصوتية والحد من أموال كثيرة تصرف فى هذا المجال، ولذلك يجب الاهتمام بمستوى ومساحة هذا المشروع ليستهدف ايضا عملاء جدد، ويكون رقابتة المالية تحت تصرف الادارة المالية للهيئة العامة لقصور الثقافة .
2.رفع مستوى التسجيلات الصوتية وضمان جودتها وصلاحيتها للعرض المسرحى.
3.استحداث ثقافة جديدة لدى الملحنين والمؤلفين الموسيقيين بالتعامل مع اجهزة الاستوديو، بما اننا مقبلين على تكنولوجيا تجاوزها العالم منذ فترة.
4.عمل دورات تدريبية لمن يرغب فى الاستذادة من علوم الهندسة الصوتية.
مختتماً قائلاً : “أرجوا أن لا أكون قد حلمت بشئ بعيد المنال”.
 

 


سمية أحمد