مخرجو الجامعة: زيادة الميزانيات ومتابعة المتخصصين والاهتمام بالورش.. هذه روشتنا لتطوير مسرحنا

مخرجو الجامعة: زيادة الميزانيات ومتابعة المتخصصين والاهتمام بالورش.. هذه روشتنا لتطوير مسرحنا

العدد 583 صدر بتاريخ 29أكتوبر2018

تعد المهرجانات المسرحية “الذاتية” أحد أهم المهرجانات الجامعية التي تكشف عن المواهب الجديدة في المسرح الجامعي، الذي يعد الخطوة الأولى أمامها من أجل إبراز إبداعها.. ومن خلال هذا الاستطلاع نرصد آراء المخرجين داخل الجامعات حول مشكلاتهم وكيفية تطوير المهرجانات الجامعية.
قال المخرج محمد أحمد السعدني الحاصل على المركز الأول لكلية طب بشري العام الماضي بعرض «رجل لكل عصور» أن أولى خطوات تطوير المهرجانات الجامعية تتصل بشقين هامين الأول هو الشق الخاص بالدعاية والتسويق، فهناك ضرورة هامة لعمل دعاية خاصة بتلك العروض والتسويق لها بشكل جيد، للتعريف بتلك العروض، فهناك إبداعات تقدم من قبل المخرجين الشباب لا يتم تسليط الضوء عليها.
الشق الثاني والأكثر أهمية هو التركيز على الجانب الأكاديمي والجزء التعليمي الخاص بالورش المتخصصة، فهناك مخرجون في المهرجانات يحتاجون إلى صقل موهبتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح. أما عن المشكلات التي تواجه العروض في المهرجانات الجامعية، فأوضح قائلا: أغلب المشكلات التي تواجه العروض هي المشكلات التي تخص الميزانيات إضافة إلى أننا في كلية طب بشري نواجه مشكلة كبيرة في عمل البروفات، فكما نعلم هناك بعض الكليات يعد المسرح بالنسبة لها شقا أساسيا ولها مسرحها الخاص بها، وهناك كليات أخرى لا تهتم بالمسرح ويجد الطلاب بها صعوبة في عمل بروفات وخروج الميزانيات الخاصة بعروضهم.

نقطة عدل ومساواة
بينما قال المخرج محمد حسن الذي يقدم هذا العام لكلية الطب البشري بجامعة القاهرة عرض “هو الذي يصفع” لداريفو: لنحتاج إلى نقطة عدل ومساواة بين الكليات فهناك كليات ظروفها الدراسية أصعب من كليات أخرى وهذا لا يتم مراعاته في وضع الجدول الخاص بمواعيد العروض، بالإضافة إلى عدم تساوي الفرص فيما يخص الميزانيات الخاصة بالكليات فهناك كليات ميزانيتها أكبر من كليات أخرى، فالكليات النظرية مثل كلية الحقوق والزراعة والآداب والتجارة تخصص لها ميزانيات كبيرة بخلاف الكليات العملية وهي نقطة ليست عادلة.
واستطرد: هناك بعض الكليات التي لديها مسرح خاص بها على سبيل المثال مسرح كلية تجارة وهو ما يساعد الفريق في عمل بروفاته وهناك فرق تتوفر لها إمكانيات بمسرح المدينة الجامعية ومسرح كلية التجارة، وتضطر بعض فرق الكليات لتأجير مسارح في الخارج وبالتالي تقتص من الميزانية الخاصة بعروضها.
وتابع: نحتاج إلى ورش متخصصة، فالجامعة وفرقها المسرحية تزخر بالكثير من المواهب، بالإضافة إلى ضرورة تسليط الضوء الإعلامي على المهرجانات التي تقام في الجامعات، فهناك قضايا ومشكلات نود أن تصل وحتى لا تصبح المهرجانات الجامعية «كالغرف المغلقة داخل أسوار الجامعة».
بينما قال المخرج محمد أحمد مخرج عرض «بنوكيو» الحاصل على المركز الأول بجامعة حلوان وأول مسابقة إبداع «جامعة عين شمس هي أكثر الجامعات تطورا في المسرح ويحظى النشاط المسرحي لديهم باهتمام واسع، ولكننا في جامعة حلوان نواجه صعوبات كثيرة، ومنها عدم وجود مسرح نقدم عروضنا عليه فنكتفي بغرفة صغيرة نقوم بعمل البروفات بها.
وعن كيفية تطوير المهرجانات الجامعية قال: هناك ضرورة هامة أن تعي الإدارات القائمة على الأنشطة الفنية أهمية وتأثير النشاط المسرحي، فمسرح الجامعة يعد أولى الخطوات لتخريج الكثير من الفنانين في المسرح والفنون بشكل عام، بالإضافة إلى أن الاهتمام بالمسرح يساهم في رفع مستوى الذائقة الفنية لدى الطلاب وجلعهم متذوقين للفنون حتى وإن لم يمتهنوا الفن بعد ذلك.
واستطرد قائلا: هناك ضرورة هامة لعمل ورش كبيرة بها خبراء، بالإضافة إلى زيادة الميزانيات التي تعد أحد المشكلات الكبرى في جامعة حلوان، حيث يعد الجزء المادي أقل في جامعة حلوان مقارنة بجامعة عين شمس وجامعة القاهرة.
 
تطوير المسارح بشكل أكبر
بينما أشار المخرج خالد منشي من جامعة عين شمس الذي قدم عرض «ورحل» تأليف أحمد ذكي لكلية الألسن جامعة عين شمس إلى ضرورة متابعة العروض المسرحية داخل الجامعة من كبار المسرحيين والمثقفين حتى يستطيعوا التعرف على الإبداعات الخاصة بالطلاب، فهو أمر ضروري لاكتشاف المواهب وتقديمها إلى الساحة الفنية، فمعظم النجوم كانوا من الجامعة.
وتابع قائلا: تتضح أهم مشكلات المسرح الجامعي في عدم توافر التقنيات المسرحية الحديثة ما قد يجعل بعض العروض تتعثر، إضافة إلى أن أولى المشكلات هي عدم خروج ميزانيات العروض في مواعيدها وهو ما يعيق العروض المسرحية ويجعل الطلاب يقومون بالإنفاق على عروضهم من نفقتهم الخاصة، مشيرا إلى أن مهرجان الاكتفاء الذاتي الذي يقام في النصف الدراسي الأول يعد من أهم المهرجانات التي تستحق الاعتناء وذلك لأن القائمين عليه في جميع مفردات العمل المسرحي من الطلبة، وهو ما يتطلب التوجيه وصقل مواهبهم من خلال ورش في جميع مفردات العمل المسرحي.
بينما أشار المخرج محمد طارق من جامعة بنها وأمين عام اللجنة الفنية، إلى أن هناك ضرورة هامة لتوثيق العروض المسرحية بالجامعات، بالإضافة لتفعيل الصفحات الخاصة باللجان الفنية للكليات على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يصبح لكل كلية صفحة خاصة بها.
وتابع قائلا: المهرجان الذاتي الذي يقام في النصف الأول من العام الدراسي أصبحت الكثير من الجامعات لا تقيمه حتى تشارك في مهرجان إبداع، وضروري أن تهتم الجامعات بعمل المهرجانات الذاتية حيث إن هذه المهرجانات تساهم في اكتشاف المواهب الفنية في جميع عناصر العمل المسرحي وهناك بند هام لا تهتم الإدارات الخاصة برعاية الشباب في الجامعات بتفعيله وهو بند خاص بوجود راع رسمي ولا أعلم لماذا لا يتم تفعيل هذا البند؟ أيضا هناك الكثير من الكليات داخل الجامعات لا تقدم عروضا مسرحية وعلينا أن نبحث الأسباب: لماذا لا تقدم عروض مسرحية لبعض الكليات ولا تشارك في المهرجانات الجامعية؟ فوجود النشاط المسرحي من شأنه أن يرتفع بالذوق العام للطلاب ويساهم أيضا في كفاءة التحصيل الدراسي.
وقال المخرج محمد جمعة رئيس قسم الفنون المسرحية والموسيقية بجامعة أسيوط: هناك مشكلة كبرى حدثت على مستوى الجامعات المصرية وهو إلغاء النشاط المسرحي ثلاث دورات متتالية من أسبوع شباب الجامعات الذي يمثل عروس الأنشطة الطلابية في الجامعات المصرية، بالإضافة إلى أن أسبوع شباب الجامعات الذي من المقرر انعقاده في كفر الشيخ في فبراير المقبل سيتم تنظيمه دون وجود النشاط المسرحي!
وتابع قائلا: تقوم جامعة أسيوط بإقامة مهرجان الإبداع المسرحي الخاص بكليات جامعات أسيوط وتقوم باستضافة الكثير من الفنانين والصحفيين والنقاد وتتحمل تكاليف تنظيمه دون وجود أي دعم مادي، وهناك ضرورة بالغة أن تقوم وزارة الثقافة بدعم المهرجانات الجادة داخل الجامعات وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي.
أما المسرحيون الذين لهم تجارب في تحكيم المهرجانات الجامعية ومنهم من كانت بدايته في المسرح الجامعي فكان لهم آراء أخرى:
تخصيص موسم للمسرح الجامعي على مسرح الدولة
قال المخرج ناصر عبد المنعم التي كانت بدايته كمخرج من خلال المسرح الجامعي: كنا نقدم من خلال فريق كلية الآداب جامعة القاهرة عرضا سنويا وعرضا لمنتخب الجامعة ومن خلال مهرجان الاكتفاء الذاتي نقدم عروضا جميع عناصرها يقوم بها الطلبة، أما مهرجان نصف العام الدراسي الثاني فكان يقوم بإخراج العروض كبار المخرجين المحترفين ومن خلال مهرجان الاكتفاء الذاتي تعرف الجميع بي كمخرج مسرحي، فالمهرجانات الذاتية تفرغ الكثير من الطاقات، وأذكر أننا قدمنا عروضا مسرحية على خشبة مسرح الدولة في مسرح ميامي والقومي والطليعة وعندما حصلنا على جائزة أول عرض على مستوى الجمهورية قدمنا عرض تاجر البندقية من إخراج فهمي الخولي على مسرح الدولة، فقد كان قديما هناك تنسيق بين مسرح الدولة والمسرح الجامعي في أن يقدم الأول أفضل عرض جامعي على مستوى الجمهورية.
وتابع قائلا: من الضروري أن يحدد موسم خاص للمسرح الجامعي للعروض المتميزة فهو ما يحدث نقلة نوعية للطلاب في الجامعة.
وعن مشاركته كعضو في لجان تحكيم المهرجانات الجامعية، قال:هناك ضرورة بالغة للبحث عن آلية لاكتشاف المواهب الحقيقية حتى يتسنى لها الاستمرار في المجال الفني.
وأضاف: هناك عدة ملاحظات في الآونة الأخيرة منها عدم تقبل الفرق المسرحية لآراء لجنة التحكيم تصل إلى التطاول، وهناك ضرورة لأن تتقبل الفرق المسرحية آراء لجنة التحكيم وتحترمها، فإذا ارتضى الفريق المسرحي بالمشاركة فعليه تقبل آراء لجنة التحكيم التي تضم مسرحيين وأساتذة.. التسابق شيء ثانوي وعدم الحصول على جائزة لا يعني فشل العرض أو المخرج، وهو أمر هام يجب أن يعيه المخرجون.

فلسفة النشاط الفني
بينما تساءل الدكتور أبو الحسن سلام عن ما هي فلسفة النشاط الفني عموما؟ حيث يرى أن ضرورة تحديد فلسفة وآلية للنشاط الفني أمر هام قبل الحديث عن المهرجانات الجامعية.
وأوضح سلام ضرورة توفر أربع نقاط للأنشطة الفنية والمسرحية بشكل خاص، أولها ضرورة الاستعانة بمتخصصين في المجالات الفنية من أقسام المسرح في جامعة الإسكندرية وحلوان وأكاديمية الفنون، ولا بد من توافق فلسفة المهرجانات في جميع الجامعات حتى لا تصبح المسألة متوقفة على مسئول محب الفنون أو غير محب لها.
وهناك ضرورة بالغة أن يكون مدير رعاية الشباب بالجامعات مؤمنا بأهمية النشاط المسرحي ويعي أهميته كسلاح ناعم يواجه التطرف، وأن يعي فلسفة الأنشطة، بالإضافة إلى ضرورة توفير كل السبل للطلبة لتقديم عروضهم المسرحية، كأماكن البروفات ورفع قيمة الجوائز المادية تقديرا لجهود الطلاب الذين يقومون في بعض الأحيان بالإنفاق من حسابهم الشخصي. وأخيرا اختيار النصوص بما يقارب طبيعة الكلية، مشيرا إلى أن هناك تجربة هامة لكلية العلوم في ذلك وهي اختيارهم لنص علماء الطبيعة، مؤكدا أن الأمر الأكثر أهمية هو ضرورة أن يشرف الأساتذة في كليات التربية النوعية وأقسامها الفنية المختلفة ويقومون بإرشاد الطلاب للاختيارات المناسبة.

عدم فرض النصوص
فيما قالت الدكتورة عبير منصور الأستاذ بقسم المسرح كلية الآداب جامعة حلوان، إن أولى النقاط الهامة التي يجب أن تعيها لجان التحكيم عند مناقشة الطلاب، هي ألا تقوم بفرض اختيار نصوص بعينها على الطلاب، لأن الفن لا يفرض، وعند مناقشتهم يجب الالتفات إلى أدوات المخرج وتقنياته والرؤية التي يود أن يطرحها من عرضه وهو أمر هام يجب أن تعيه لجان التحكيم.
وتابعت: أقوم بالتحكيم في جامعة حلوان منذ عام 1998 وهناك الكثير من المشكلات التي يعاني منها الطلبة وخصوصا فريق كلية الحقوق الذي لا تقوم رعاية الشباب بدعمه على الرغم من أن جزءا من المصروفات الدراسية يجب أن يذهب إلى النشاط، ولكن هذا لا يحدث، فيقوم الطلبة في كلية الحقوق جامعة حلوان بتقديم العرض على نفقتهم الشخصية ويأخذون على عاتقهم مهمة دعم أنفسهم دون مساعدة الكلية.
وتابعت: هناك ضرورة بالغة لأن تعي إدارة رعاية الشباب أن دورها هو دعم وخدمة الطلاب وأن تعي أهمية الأنشطة الفنية، وهناك ضرورة للاستعانة بخريجي الكليات الفنية في الجامعة وتعاونهم مع زملائهم في الكليات الأخرى من غير المتخصصين حتى تخرج العروض بشكل متميز، وأخيرا ضرورة التدقيق في اختيار أعضاء لجنة التحكيم بعناية وأن تكون على قدر من الموضوعية وعلى خبرة واسعة في التعامل مع الطلاب.


رنا رأفت